الحقيقة أن الطفولة تتذوق المناسبات باختلاف كبير ..
كيف كانت طفولتك تعيش رمضان ؟

كنت أعتقد أن رمضان موسم المطر
ربما لأني شهدت أول رمضانيات حياتي ممطرة ..
أتذكر رعشة جسدي و لسعات البرد حين كان يوقضني والدي للسحور ..
السحور ...... العبادة التي بات الشعور بها منقرض بسبب السهر المتواصل ..
مذاق الحليب الساخن و الخبر الذي كان طعمه مختلفاً جداً عندما تجلبه أمي
كان أبي يجلسني في حضنه و يطعمني بيديه ..
كنت أراه يومها الزاماً أضجر منه .. و الآن رحمته ذكرى أشتاقها .. !




لا أدري .. يقولون ان البدايات متعِبة ..
هل فكرت أن تختبئ في خزانتك يوماً لتلتهم قطعة شوكولا ؟
أو ربما أنستك رائحة الطعام الشهية صيامك يوماً ؟

أذكر تماماً كيف كنا نتباهى بشفاه عطشى
أننا أكملنا اليوم دون طعام أو شراب ..
أذكر تماماً نظرات أمي و هي تتأمل عيناي متعبتان و تقول
"ما يكفي ماما .. ؟"
كنت دائماً أقول لا .. أنا قوية و أستطيع اكمال اليوم
لكن هناك يوم معلق بالذاكره .. لم أكن فيه قوية كفاية
لأتحمل عشر دقائق فقط على الأذان .. و كنت يومها حديث المنزل




هل تبدوا أكثر توتراً في رمضان ؟

العكس تماماً ..
أراني أكثر راحة و أكثر هدوء !




في المناسبات أشياء كثيرة تتكرر
ما الشيء الذي تحرص على تواجده في كل رمضان ؟

أشياء كثيرة ..... عبادات كثيرة
لكن ما أحرص عليه الاستماع لدعاء أبي قبل الافطار




و ما أكثر الأشياء التي تفتقدها في رمضان ؟

مسكة أمي للتمرة الأولى ..
و مراقبتي لفمها الطاهر و هي تتمتم "و على رزقك أفُطر"




تخيل أنك تمشي في شارع طويل
تمر في أذنك و تُخلّد أصوات مكبرات المساجد بالتكبيرات
و تبث من خلالها آيات القرآن ... ماذا يكون موقفك حينها ؟

أشعر أنني سأردد الآيات وراءهم .. و أتنهد بحسرة !
و ان استمعت لصوت خاشع باكي ..
متأكدة أن اكمال المشي سيكون مستحيلاً