السلام عليكم
إذا بكت و ضحِكت أو إبتسمت Julia Roberts في آن واحد فقد تنال جائزة الأوسكار .
أما Tom Hanks فتقمصه لدور الإنسان البريء المتبسم و ليس المبتسم يجعله دائماً المرشح الأول لجائزة الأوسكار .
و ابتسامة Jack Nicholson الصفراء حتماً تبتسم لها جائزة الأوسكار .
لكن إن إبتسم Russell Crowe قد يخسر الأوسكار لأن الجائزة تبحث ردة فعله الجادة أو حزنه العميق .
... كلهم في عالم و أنثاي بعالم آخر ...
هناك أين كنت معها ، وهي برفقة إبن أخيها الصغير ، في - مِـيلَس - بيت عائلتها الفخم ، محصورين بين العادات و التقاليد ، بالكاد كنا نتنفس ، و لست أعلم ! عن ماهية تصرفات ، ذلك الصغير إذ أن عيناه ، كانت تتفحصني و تتفرسني باستمرار ، و كأني على وشك ، الإنقضاض على أمر يهمه ، و أيضاً كان كأنه يفصفص عني ، ليعلم ذويها بفعلٌ قد آتي به ، فلم يعجبني الوضع لأول مرة ، و لأني علمت من أنثاي عن طريق الهاتف ، أنه مهووس بألعاب الكمبيوتر ، فقد أخذت احتياطاتي ، كي يدعني أتنفس في المرة القادمة ، فكما يقال - رشوة الطفل .. هدية محبة - و بالفعل كانت النتيجة ، أن الصغير إنشغل عنا قليلاً .
لا أعلم لِمَ قمت بهذا التصرف ! لأن المآرب كانت بريئة ، و أنا كنت أقضي معها ، فترات طِوال على الهاتف الخلوي - طوال فترة (المِلجة) - لربما كنت أريد أن أخرجها عن لباقتها ، كي أكتشف هذه التي ستكون في القريب - أنثاي - و أرى إذا ما كان هناك ، أمر خفيّ أو أية عُقد في شخصها الودود .
إن الذكور هم من أتوا ، بمبدأ التحدي لهذا العالم ، لأنهم أول من شعر بخطر هذا المبدأ ، فمن الطبيعي أن ألتزم بتنفيذ وعيدٌ ما ، و من الطبيعي أن تتحداني أنثى المستقبل ، لأن هناك - بطلٌ صغير - يقوم بحراستها ، و يبقى الأهم أن الأمور غدت أيسر ، في الزيارة الثانية ، لأن الصغير غدى مشغولٌ نوعاً ما ، و حان موعد تنفيذ الوعيد ..... فسألتها .
ما الرأي الآن ؟ أستطيع تنفيذ وعيدي أم ماذا ؟
و أخرجت قلمي و كأنه خِنجر ، فأدرت غِطاءه معلناً ، عن قناعتي التامة ، في تتنفيذ وعيدي ، و فيما كنت أجرب حبر القلم ، على علبة المحارم ، قالت بكل حياء و براءة مع ابتسامة ساحرة :... أهــــــــون عِــلــيــك ؟
لم تستنجد بالبطل الصغير .. ذلك يعني أنها معتدة بقدراتها الأنثوية !
لم تهرب .. ذلك يعني أنها على يقين من تأثير سحرها علي !
لم تتباعد أو تحاول التحصن جسدياً .. ذلك يعني أني فاشل في التمثيل !
لم تهدد بنتيجة تصرفي .. ذلك يعني أنها ليست إبتزازية !
... لم أستشعر أية عُـقـد يومها ! ...
قلها صراحة .. أتحب تمثيل الممثلات ، اللائي ذكرتهن لي في ذلك اليوم ، أم يجذبك جمالهن ؟
فأجبت جاداً و بصورة رسمية ، و كأني في إجتماع عمل .. قائلاً : لا هذه و لا تلك .. لكل ممثل قبل أن يكون ممثلة - مقوماته - .
... ذلك كان كمين .. و تنصلت منه بلباقة ...
تلتقط هي حبيبات الحمص الصغيرة ، من طبق المكسرات ، و ألتقط أنا الفستق ، و هكذا هو المنوال ، حين نشاهد التلفاز ، أحياناً ألتقط لها ما تحب ، و أحياناً تلتقط لي ما تحب هي !
و خطر على ذهني ، أن أشاركها معلومة شرعية و قانونية ، علها تفيد إحدى صديقاتها ، و بالذات اللائي يعانين من عدم ، إنفاق أزواجهن عليهن ببسط معتدل ، و كانت المعلومة تفيد أنه : (يحق للزوجة الأم ، أن تتقاضى أجراً من زوجها ، مقابل إرضاع رضيعهما ، فالقانون و الشرع مع الزوجة ، في هذا الأمر ، على السواء إن كانا ، لا يزالان مرتبطين أو مطلقان ، و على الزوج أن يدفع ، مبلغ معين إذا ما كان مقتدراً) .
كنت أتوقع إنبهارٌ في ردة فعلها ، إلا أنها قابلت معلومتي ، بمعلومة أخرى ، أفادت فيها : (أن الزوجات يعلمن ، أن الشرع حلل للأزواج ، الكذب في مسئلة ، جمال زوجاتهم أو أهل بيتهم) .
أنا : و ما دخل هذا بذاك ؟
أنثاي : ألست تشاطرني معلومة ؟ أنا أيضاً أشاطرك معلومة !
أنا : أستشف حديث آخر !
أنثاي : أتظنني لا أفهم ؟ لا تكل هماً .. سأرضع مولودنا - إن رزقنا الله به - رضاعة طبيعية .
أنا : لم يكن قصدي سوى مشاطرتك معلومة .
أنثاي : أتقسم بحياة أمك أني جميلة ؟
أنا : القسم بغير الله شرك .
أنثاي : قد أكون جميلة و لكن لا أرى جمالي في عينيك .
قلبت إناء المكسرات كعادتها ، مما أدى لتناثر المكسرات على الطاولة و ذهبت .
ما شأن هذه المعقدة يا ترى ! كيف لها أن تقلب ، هذه الأمسية الجميلة لِغـَم ! أتراني قصرت في إطراء جمالها ! أم أن حديثي السالف ، عن الرضاعة الطبيعية و فوائدها ، للجنين و الأم ، تضادت مع أفكارها عن مقومات جسدها ! لا أعلم كيف أفسر تصرفها ، أم أن إناء المكسرات هذا هو السبب ، و حين استعدت ذاكرتي قليلاً ، ما وجدت سوى مصيبة ، قد أتيت بها بنفسي ، كي تقع على رأسي اليوم ، فهناك أرى هدية جلبتها لنا ، إبنت أختي كهدية لمنزلنا الجديد ، و كانت الهدية عبارة عن إناء غريب الشكل ، أذكر يومها قلت معبراً عن إمتناني لإبنت أختي ، و كان ذلك أمام أنثاي : (الجمال لا يأتي منه سوى الجميل) و لا أذكر في يوم ، أني قلت هذه الجملة لأنثاي المعقدة .
... إن غداً لِناظِره .. قريب ...
قبلتني على كتفي ، و قالت : أنا أعتذر عن التصرف الذي بدر مني بالأمس ، و كنت أراقب نظرها و هو يشيح عيني ، تجاه التلفاز ، و هناك قالت : يبعث لك سلام حار - رشودي - إبن أخي و يسألك عن هدية ، وعدته بها قبل زواجنا ... و لم يشتت إنتباهي ذلك الخبر ، لأن كنت أنتظر ردة فعلها مما ستشاهده ، فما أن وقعت عيناها ، على إناء المكسرات ، حتى تبسمت إبتسامة ، تحسدها عليها الممثلة Julia Roberts لأنها لو كانت تستطيعها ، لأخذت بسببها ، جائزة أخرى للأوسكار .
" أنثاي المعقدة .. لم أغير الإناء سعياً لرضاكِ .. إنما خوفاً من سخطكِ على إبنة أختي الودودة .. فلو علمتي بهذا الأمر .. ماذا تراكِ فاعلة ؟ "
الجزء الرابع من سلسلة ابتسامات .
اخوكم عايش .
مواقع النشر (المفضلة)