السلام عليكم
" الريال لازم يكون حشيم ، يحتاي ما يخلي حرمته ، تمشيه على هواها ، بنات هالأيام ما يعرفن يوجبن رياييلهن ، و الريال إذا سكت عن حرمته ، في كل صغيره و كبيره ، تالي بتبرك على راسه ، خلاف عياله ما بيسووله قدر .. تسمعنيه ابويه ؟"
... كح كحح هاااإإإحم ...
إن من المآسي أن تحاول ، إعادة صياغة نفسك ، كي لا تكون كأباك ، كأبيك حين يعامل أمك بقسوة ، فأنت على الدوام ، تعد نفسك بأن معاملتك ، لعائلتك الصغيرة ، ستكون جداً مختلفة ، و ستتبع أبسط الطرق لمعاملتهم ، و تود أن تكسب محبتهم لك قبل احترامهم .
ذات مساء .. كان الأرز الذي طهته أمي ، على غير مزاج مذاق أبي ، فما كان منه ، سوى أن هرس الأرز بين أصابعه ، و قال لها : إني أشقى .. إني تعِب .. كل ذلك لكم .. ألا أستحق أن أتلذذ بوجباتي .. فقلب الطبق رأساً على عقب ، و نهض معلناً حرباً ، قد تنتهي في آخر المساء ، و قد تدوم لحول كامل .
بكت أمي ، و قالت : و أنا ! ألست بتعبة ؟ .. ألا أجتهد في هذا المنزل كخادمة ؟.. أسهر على راحتكم ، و أتعب من أجل سعادتكم .. ملابسكم .. أكلكم .. شربكم .. صحتكم .. رعايتكم ؟؟؟
إنهارت أمي ، و ما بيدي حيلة ، سوى أن أعد نفسي ، أن لا أكون كأبي .
... ما شاء الله .. شو طابختلنا اليوم ؟ ...
إن أنثاي حين تقوم بالطهي ، لديها سيناريو جميل ، يغمرني سعادة ، فحين تذر الملح تتمتم قائلة - ذرة سعادة - و حين تذر البهارات ، تتمتم هامسة - ذرة حنان - و حين يأتي دور تقليب مكونات القِدر ، تتمتم مبتسمة - من أجل حبنا - و هكذا حتى تنتهي ، و من إحدى مقولاتها الجميلة ، تقول : لو أن حرارة القِدر ، تعطيني مجالاً لاحتضانه . لفعلت !
أنثاي جامعية ، و لكنها ليست بمثقفة ، تؤمن بالعواطف و لكنها معقدة ، تعجبني فلسفاتها السطحية ، و لكن للأسف فبالرغم من سطحية تلك الفلسفات ، إلا أني لا زلت أجهلها ، و لا يستطيع عقلي استيعابها ، ذلك و أنا المثقف اللماح !
فماذا يعني أن تتمتم و هي تطهو ؟ في نظري لذلك هو الجنون بعينه ، و ليس مجرد ضرب منه ، أوترى الأكل ستزداد حلاوته ! أم أنه سيستوي جيداً ؟ و ماذا لو فقدت هذه المعقدة عقلها يوماً ، و احتضنت القِدر فعلاً ؟ عندما أتذوق طهوها اللذيذ ، لا أشعر بكل ما تمتمت به ، كل ما أشعر به ، أن معدتي تمتلئ - فقط لا غير - و لا أذكر بعد تلك الوجبة ، سوى أنها كانت لذيذة .
فلنكن واقعيين قليلاً ، فلو أنها تمتمت ، دون أن تضع البهارات ، هل يا ترى سيكون الأكل لذيذاً ؟
... معرض الجواتي ...
في إحدى الليالي ، و أنا أتابع فلم أجنبي أعشقه إسمه " Leon - The Professional " دخلت أنثاي لغرفة المعيشة ، تتأفف متذمرة ، و أخذت جهاز التحكم ، من يدي بقوة - كما أذكر أن أظافر يداها كادت تجرحني - و بدأت تأخِر الفيلم و تقدمه ، و أنا أتساءل بيني و بين نفسي (ما بالُ هذه المعقدة - إنها قصة جديدة من العقد !) .
أفففف أين ذلك المشهد ، الذي كانت فيه الفتاة الصغيرة ، تسأل البطل Leon عن إسمه ؟ فقلت لها ناوليني جهاز التحكم ، و سأظهره لكِ ، فبدى تذمرها بصورة أكبر و أبشع ، و قالت : أنتم الرجال ما بكم ؟ .. رمت الجهاز على طبق المكسرات ، مما أدى لتناثر المكسرات على الطاولة و ذهبت ، تمشي بغضب . !!!
عساهُ خيراً .. ماذا بكِ ؟
فانهارت باكية و هي تتحشرج قائلة : الحذاء ذو الكعب الطويل ، أريد إرتداءه غداً ، و اكتشفت أن كعبه مكسور ، - هذه المعقدة تبكي من أجل حذاء - نهضت من فوري عنها و دون كلمة ، و حين رأيت الحذاء ، رأيت أن أمره بسيط ، مسمار صغير من هنا ، و كمية من الصمغ ، و كل ذلك سيكون باتقان و بحرفة ، فهي تعلم أن يدي في هذه الأمور ، جداً جداً محترفة و دقيقة ، و في صباح اليوم التالي ، عاد الحذاء كما كان بالضبط ، و لم يبد عليه ، أنه تعرض للكسر و ما شابه ، و لكن أنثاي .. لم ترتديه رغم صلاحيته للإستعمال ، فقد قررت أن ترتدي غيره لأنه لديها قرابة الأربعين حذاء .
بعد يومين رأيت الحذاء مرمي في قمامة المنزل ، و حين سألتها عن السبب ، قالت : لأنك قمت بإعادته كما كان .!!!
... نعم .. معقدة ...
أنا أعلم أنها ، لا تريد مني مساعدتها ، إنما أرادت من قصة الفلم ، أن تغيضني ، و أرادت من قصة الحذاء أن أتعاطف معها ، و أسمعها بينها و بين نفسها و هي تقول : دعني أبكي .. دعني أغضب .. دعني أنفجر .. و لكن لا تأتي بحلول ، إما سخريتك العفوية التي تضحكني أو عاطفتك التي تغمرني بالراحة .. فقط أرجوك ابتعد عن الإتيان بحلول ، لكل معضلة أواجهها .
أنا على علم برغبات أنثاي ، و لكن لا أستطيع التصرف ، بغير ذكورتي ! فهذه طبيعتي .
... ياني خط .. لحظه عيوني ...
فحين أنتهي من الخط الآخر ، و أحاول استرجاع المكالمة الأصلية ، التي بها أنثاي ، تكون غالباً قد أغلقت الهاتف !!
في مطعم " أبل بيز " في الكبينة المقابلة ، لصور الممثلة الراحلة "مارلين مونرو" بعد انتهاءنا من العشاء ، سألتها عن تصرفها معي على الهاتف ، حين يأتيني خط آخر ، مستفسراً عن سبب إنهاءها للمكالمة دون إشعار مسبق ، فأجابت بكل بساطة قائلة : أنت تقول بالضبط (ياني خط .. لحظه عيوني) أتراك في مرة من مئات المرات ، إنتظرت مني كلمة (اوكي) ؟ فلربما لا أريد منك ، أن تجيب على الخط الآخر ، أتراك راعيت هذه المسألة يوماً ؟
كمتورط .. يحاول أن يداعب ، قلت لها : لربما (طال عمره) على الخط .. أرفض المكالمة ساعتها ؟ فأجابت بكل ثقة قائلة : سخيف ..
أحاول أن أغير من جو المشاحنة فأسألها عن تلك التي ملأت صورها الحائط المقابل للكبينة التي نحن بها فأجابت قائلة : طبعاً أعرفها - هذه الخنزيرة الأولى (مارلين مونرو) .
فسألتها .. و من تراها الحنزيرة الثانية ، فأجابت كمن حضر إجابته سلفاً : الخنزيرة الثانية هي (أمورتك نانسي) .
... موعد العشاء ...
لم أكن أحمل الأطباق الى المطبخ ، بعد انتهائنا من الطعام ، إلا كي أداعب أنثاي بمحادثات ودية ، تحظى من خلالها ، على الإهتمام و الرعاية و التقدير ، و تلك ليست بمهمة رسمية يومية ، لأن أنثاي كانت تصر ، أن هذا واجبها و هي تفعله بامتنان ، و في إحدى الأيام ، تعرضت لخسارة مادية كبيرة جداً ، قد تهدد أمن هذا البيت الآمن ، فلم أستسغ طعم العشاء ، و لم أتذوق لذته ، و لم أشأ أن أخبر أنثاي ، عن واقعة الخسارة ، لأني لا أريد أن أربكها ، فنهضت عن المائدة بتثاقل ، و لم أكن أعلم أن أنثاي ، واجهت في ذات اليوم ، ضغوطاً من ذويها ، و لاحقاً على الفراش ، قلت لها - تصبحين على خير - فقالت : كيف سأصبح على خير و أنا أعامل كخادمة في هذا المنزل .
على الفور تذكرت وصاية أمي .. و ردات فعل أبي
أنثاي .. المعقدة .. أتمنى أن أراكِ تبتسمين ممتنة .. لأني لا أشبه أبي
الجزء الثاني من سلسلة ابتسامات .
اخوكم عايش




 
			
			
 
					
				 
			 
					
					
					
						 رد مع اقتباس
  رد مع اقتباس 
			 شو أسوي الحين ..
   شو أسوي الحين .. 
						 
			 ,, لـربـما لجـمال كـلمـاتك فـ كـل ما شـاهدنـا شيئاً جـميلاً ابـتسـمنا ,, لماذا لا أعلـم ,, هـو شعور من الفـرحه ينتابـنا فترتـسم البسمه لا إرادياً بعفويه عـلى شفاهـنا ,,
  ,, لـربـما لجـمال كـلمـاتك فـ كـل ما شـاهدنـا شيئاً جـميلاً ابـتسـمنا ,, لماذا لا أعلـم ,, هـو شعور من الفـرحه ينتابـنا فترتـسم البسمه لا إرادياً بعفويه عـلى شفاهـنا ,,  ,, يبـقى للإبـتسامـه سـحرها الخـاص عـلى عـيني وقـلب مـن تـوجهت لـه الابـتسـامه
  ,, يبـقى للإبـتسامـه سـحرها الخـاص عـلى عـيني وقـلب مـن تـوجهت لـه الابـتسـامه  
 
 
			
 
 

 
			
 
			 الرجل الذي يحاول ان يساعدها!! لأنه فلسفته الذكورية مبرمجة تماما حول ابداء المساعدة على الفور!! و هي المساعدة المادية .. فهي طبيعة الرجل الذي يصعب على المرأة هضمها و هي طبيعة المرأة في ان تستجدي العاطفة و الذي يصنفه الرجل الغموض و عدم فهم رموزها ..
  الرجل الذي يحاول ان يساعدها!! لأنه فلسفته الذكورية مبرمجة تماما حول ابداء المساعدة على الفور!! و هي المساعدة المادية .. فهي طبيعة الرجل الذي يصعب على المرأة هضمها و هي طبيعة المرأة في ان تستجدي العاطفة و الذي يصنفه الرجل الغموض و عدم فهم رموزها .. 
			 
 
						 
			 
 
  
			 
			 . دائما تعشق ان يثني عليها رجلها ...على عملها ..
 . دائما تعشق ان يثني عليها رجلها ...على عملها ..  
  
  
			 ماكرو على ~ ا ل غ ل ا ~
ماكرو على ~ ا ل غ ل ا ~ 
			 
 
				 
			 
			 
			
مواقع النشر (المفضلة)