منـذ زمـنٍ بعيـد قُدر لمشـاعري أن تسكـن الأوراق .. كـانت كـل المحاولات لردعها عن ذلك فـاااشـلة؛ لأنها حينما سُكبت لتلك الأرواح .. كان سكبهـا استنزافاً لها ..ولنقاوتها .. !
.
.
حينما تتقـن التحـليـق .. تصبـح كـل الأمـور واضحـة ..
يتلاشى الخوف ..
تشعـر بأنـك حققـت حُلم الأرض الأول .. احتضــاان السمـاء ..
تشعـر بجمال جناحيـك ..بنشوةٍ غاامرة تسكن مقلتيـك ..
حينمـا تتقن التحلـيـق
يصبـح النـزول أيسـر..ولكـنه يحمـل الكثير من الوجع في بداياته .. فـ الحب الذي ارتبط بذلك المكـان.. بـات يجـذبـك إليـه كلما تأهبـت للرحيـل عنـه..
كـيف لا..؟وهـي السمـاء.. موطن المطر
كيف لا..؟ وهي ملاذ الطيـر .. مجد الشجـر..
...
.
أعـلم انه كانت لك حياة ..قبل تلك الحياة ..
أعلم أنك كنت تخشى السقوط .. لينتهي بك الأمر في قفصٍ كئيب .. انهم يحاولون تجميـله .. بالذهـب.. بزخرفة هنا .. و تقبيحٌ لصورة الأغصان هناك .. والأسوأ انهم يظنون انهم خلقوا لك عالماً ستعشقه .. هـه ..يظنون انك غير قادر على ان تميـز التزييـف الذي خلقوه حولك ..!
..
.
انني اشعر بغربـتك ..
برغبتك..
في التحليـق من جديد ..
أعلم أنـي وإياك يجمعنا شعور الاغتراب ..
انت حلمـك ...السمــاء..
انا ...حلمي ..أبعـد من السمـاء..! أبعـد ..أبعـد ..مـن الفضااء
..
.
ألم اخبرك يوماً عن حكاية شوارع المدينة ..التي تراها عبر تلك النافذة التي وضعوك أمامها..
عـن الطرق التي تكتض بالناس..
عن الوجوه التي تمر بها ..
عن التعاسة في عيني تلك العجوز..
والخوف في ملامح تلك الطفلة ..
عن ذلك الطريق الذي يزدحم يومياً بآلاف الحكايات .. الذي يملأه المارة دخاناً ..ونفايات..
عـن رتابة الطريق
وصعوبة الشهيـق
عن الضياع
...
.
أتعـلم إلى ما اشتاق الآن ..؟!
أريد أن امشي في طريقٍ لا ينتهي.. مـع المطـر ..
...!
.
.
!...
عـلي أن ارحل يا صديقي.. فقد حان الوقت لأتعـلم التحـليق
وانت .. جدد حلمك كل يوم.. قـد تحتضنـك السمـاء.. أو تحتضنها ذات يـوم ..
..
.
مواقع النشر (المفضلة)