الجزء [25] من قصة نظرة حب

طلع جراح من البيت ... ويوم وصل عند سيارته شاف مريم طالعة من عند سيارة اخوها وهي حاملة كيس بيدها.. يالله فرصة وياته من الله.. وراح عندها وهو معصب وشوي يكفخها.. مريم من شافته وقفت شوي لكن سرعت بخطوتها عشان تدخل العمارة قبل لا يوقفها..

جراح وهو يسرع شوي: تعالي تعالي تعالي ...
مريم بظيج. اوووووووووووف.. شتبي؟
جراح بصدمة: ها؟؟؟ شنو هالاووووف بعد؟؟ لا وشتبي؟؟ انتي ما تقولين شقارصج؟؟
مريم: ما قارصني شي... خلصني شتبي؟؟ ابي رووح لاخوي
جراح يقلد عليها.. ... خلصني شتبي؟؟ ابي رووح لاخوي .. (بصوته العادي) هي انتي..علامج مختبصة علي..
مريم: انا لا مختبصة ولا شي.. انا الحمد لله ابخير وبعافية .. وبكامل قواي اعقلية
جراح: لا والله منتي بقواج العقلية..
مريم بعصبية: ليش.. شايفني اعد نجوم الظهر ولا محوله بعيني
جراح بهدوء: مريم.. علامج يابنت الناس..
مريم: ليش تحس اني فيني شي؟؟
جراح: لانج مو طبيعية.. نظراتج هذي ما تعودتها منج
مريم: نظراتي؟؟ قول لي زين شفيها نظراتي؟؟؟
جراح: مثل ويهج يعني شنو شفيها.. جني بايق حلالج..
مريم وهي تهز راسها.. توقعت انه يفهمها لكنها غلطانه.. : مشكلتك انك ما تحس ولا بتحس في يوم من الايام

مشت عنه لكنه سرع عليها واعترض دربها..: مريم ما يصير جذي تهاوشيني وتعاقبيني وانا ما ادري بشي عالاقل علميني بغلطي عشان اعرف شلون اصلحه
مريم: يعني من هذاك اليوم للحين ماشوفك وتقول لي شفيني؟؟
جراح فج حلجه وهو يفهم السالفة اخيرا.. اهاا.. انا شلون مافهمت حركات حواء هذي.. لمن يغيب ادم بدل لا تقول له اسباب غيضها تواجهه بالبرود وحرق الدم..: اهاااااااااااااااااا والله خرعتيني علبالي شي ثاني والله..
مريم بشك: شي ثاني؟؟ شي ثاني مثل شنو؟؟؟؟

لسبب غريب مر طيف غزلان في خيال مريم..

جراح وهو يلتفت عنه بابتسامة رضا: يعني السالفة سالفة شوق.. خلاص عيل.. يالله روحي لاخوج لا تتاخرين عليه..
مريم وهي منقهرة: هي انت..
وانقلبت الاية.. مريم اللي توقف في ويه جراح..: هههههه شنو؟؟
مريم تقلد على ضحكته:: هههه شنو.. احترم نفسك.. وينك في طول هالايام؟؟ من الجامعة للحين وانا ملقيتك؟؟ وينك في؟؟
جراح: ويني في؟؟ انتي وينج في؟؟ ليش ما ييتي بيتنا عشان تعرفين انا ويني فيه؟؟
مريم: كاني اليوم هني عندكم عشان اعرف
جراح: تووووه الناس بابا.. يعين لو انا مسوي حادث وفي المستشفى ما بتيين تسالين عني الا يوم الرخصة.. او يوم الوفاة..
مريم بفزع: يعل يومي قبل يومك لا تفاول..
مات جراح من كلمتها لكن... : عاد انج الحين تحبيني.. يالله ذلفي.. لا بارك الله ف الحريم.. لكن خليني اخذج.. بخليج تندمين.. ويا هالويه..

مريم وهي تناظره بحيرة.. يالله.. شلون قلب الاية.. الحين انا الزعلانة وبعدين خلاني انا اللي اوقف له واقول له.. احبه الحمار.. والله بيذبحني هذا فيوم..

وجراح يناظرها وهو يركب السيارة.. يبتسم في ويهها ويبتعد.. الهدوء كان من ملامحه لكن الحفلة اللي كانت تترقص من داخله كانت غيرطبيعية.. والله انه يحب هالبنت حبب لو طاف جبال كسرها بالنص.. انا شلون حبيتج يا مريم والله شلون ما حبيتج من زماااان.. والا انا حبيتج من زمان بس ما عرفت هالشي الا الحين... يعل عيني ما تبجيج يا عزا العيون الحزينة..

راحت مريم للشقة وهي تحس بان الدمع بيطفر من عينها.. ليتها راحت ويا جراح وما اضطرت انها تقعد في بيتهم بدونه.. واول ما دخلت شافت اخوها قاعد والتلفون عند اذنه.. ونظرات الخوف محاصره عيون الام الحزينة..

ووبحواجب معقدة: علامكم..
ام جراح: اخوج يتصل في فاتن..
مريم: ليش هي شفيها؟
ام جراح: ما تدرين انها مريضة..

رفعت مريم عيونها لاخوها اللي كان الحزن عامر ويهه.. وهو ينتظر احد يرفع السماعة..

ونزل التلفون بيأس: ماكو رد... الظاهر انها ما تسمعه ..
ام جراح: يا حسرة قلبي عليج يا فاتن...
مريم: صلوو عالنبي.. فاتن مافيها شي ان شاء الله.. يمكن صج ما تسمعه او مشغولة في شي..
ام جراح: ان شاء الله.. يا بعد عيني والله ما دريت انها مريضة.. واهي ما تتحمل المرض.. بسرعة تضعف..

وتلفون مساعد يرن.. وبلهفة رفعه يوم شاف اسم فاتن المتصلة..: الووو..
فاتن وهي تحاول تعدل من صوتها التعبان:.. الوو.. هلا مساعد...
مساعد وفي قلبه عتب لو يصبه على فاتن تغرق: هلا فيج فاتن.. شلونج.. شخبارج؟؟ ان شاء الله احسن..
فاتن اللي كانت ابعد من الصحة تظاهرت بالعافية: احمد لله ابخيرر.. اسال عنكم انتو شخباركم
مساعد في قلبه.. اي مبين تسالين..: الحمد لله ابخير.. هاج امج تبيج..
وصل مساعد التلفون لام جراح لانه ما استحمل يكلم فاتن جدام الكل..في قلبه هواش وصراخ لكنه سكت واستسلم للهدوء..

ام جراح: هلا يمة.. شلونج؟؟
فاتن بفرح: هلا بالغالية.. الحمد للهابخير انتي شخبارج؟
ام جراح: ولهانة عليج يمة ما سمعت عنج الا اليوم.. وينج طول هالايام
فاتن عشان ما تخوف امها:انا بخير يمة.. بس نزلة برد بسيطة وعدت على خير..
ام جراح: عدت؟؟ يعني انتي الحين احسن؟.

سمع مساعد كلمة احسن.. تعدلت صحتها ولا حاولت انها تخبر احد.. او انها تخلي احد يطمنهم..

فاتن: اي يمة.. احسن...
ام جراح: يمة.. ديري بالج على نفسج.. ادري فيج انتي ما تهتمين بصحتج وقت المرض..رحتي المشتشفى؟
فاتن: اي يمة رحت.. عطوني ادوية ومتابعتها.. والحمد لله..(تعصر عيونها من الارتعاش الي فيها)
ام جراح: الحمدلله يمة.. ديري بالج على صحتج وهالله هالله في الادوية..
فاتن: ان شاءالله يمة.. اتوصين شي؟؟
ام جراح: سلامة قلبج يا ايمة
فاتن: يسلملي عمرج.. مع السلامة يمة
ام جراح: الله يسلمج يالغالية..

سكرت ام جراح عن فاتن وهي نسبيا مرتاحة.. لكن غريزة الام الي بمثابة الحاسة السادسة نبهتها ان صحة بنتها متزعزة.. وفاتن بطبيعتها ما تحب تخوف احد عليها ولا تزيغ احد.. يمكن اهي تجذب عليها ..

مريم: شلونها الحين
ام جراح: تقول احسن..
مريم: الحمدلله رب العالمين.. اهي قوية وبتشد على عمرها ..
ام جراح :الله يسمع منج.. انتي ادرى فيها.. المستشفيات ما تدانيهم..
مريم: لا يمة صلي عالنبي.. فاتن اقوى من جذي.. واذا على الصحة اهي تقدر نعمة رب العالمين وما بتخلي روحها تتعب زوود..
ام جراح: لله يسمع منج..
مساعد اللي ظايجة فيه الدنيا:.. يالله مريم خلينا نروح
ام جراح: وين يمة ما شبعنا منكم
مساعد: الله يخليج بس عندي جم شغلة اخلصها.. تقعدين مريم ولا تردين
مريم: لا بردوياك..
مساعد: عمتي انابروح لفاتن هالجمعة.. وان شاء الله الاثنين احنا عندكم..
ام جراح: الله يردكم بالسلامة يمة.. واحنا بظرف هالاسبوع خلاص بنكون في البيت..
مساعد: الله يتمم على خير..

وراح مساعد ويا اخته للسيارة .. وهو من شدة الغضب ضغط على حبة المصعد بقهر.. ومريم لاحظت هالشي فيه وما قدرت تتكلم لا تنكفخ.. لان مساعد لا عصب يظهر عرج في نص جبينه يخرع ..

وفي السيارة..

مريم بهدوء: مساعد فاتن مو قصدها ما تخب...
قصفها بصرخته: مريم بس خلاص.. انا اصلا انسااان غبي وغشيم وما عندي سالفة اعور قلبي.. ولو سمحتي سكري السالفة..
مريم بحزن: ان شاء الله..

كمل مساعد الرحلة وهو معصب عالاخر.. هالجمعة يصير خير.. بروح هناك.. ومعليه يا فاتن.. بشوف انا اخر قله اهتمامج هذي واستهتارج لمتى؟؟ انا هني معذب روحي عشانج وانتي.. ناس ما تقدر ولا تحس..

وشبت نار الفوضى بقلب مساعد على فاتن.. اهي ما كانت مستهترة.. لكن حالتها الصحية ما كانت تسعفها.. والله العالم انها حاولت وحاولت لكنها ما قدرت.. لكن.. بهالشي.. هل راح يحاول مساعد انه يوري فاتن ولو لدرجة ضئيلة من الي ورته.. هل راح يحاول انه ينتقم منها. ولو بشكل بسيط؟؟؟


جراح اللي كان في السيارة وهو منتشي من الموقف اللي مر فيه ويا مريم كان يدندن على الحان الاغنية المشغلة.. ويوم وقف عند الورشة شاف سيارة فخمة واقفة.. باستغراب طلع من السيارة وهو متوجه لداخل.. شاف ريال وبنت واقفين في المكتب وكانهم ينتظرون.. دق قلبه بخوف من البنت.. لان شكلها وان كانت ماعطته ظهره الا انها مو غريبة عليه..

جراح وهو يدخل:السلام عليكم
التفت الريال.. والبنت ظلت ماعطته ظهره: وعليكم السلام والرحمة.. انت جراح
جراح: اي نعم انا ..
الريال: هلا فيك ولدي .. انا هشام الكندي.. انا يايك اليوم من شركة الوفا... على ماظن خبرك مساعد اننا نبيك في شغلة..
جراح: اي قال لي... هلا شقدر اخدمك.... (التفتت البنت وخرس لسان جراح)...

يا ترى...
من كانت البنت..
طبعا.. غزلااان...
زيارة غريبة واللي ياي من وراها اغرب...


الجزء الثاني والعشرون
الفصل الاول
----------------------
اطل الصبح الجميل من نافذة الحياة.. يبلل الجفاف ويهديه من الندى الحريري.. استبقت كل نضارة اللوز والجوز..
كالريشة المداعبة لأنف احدا.. تطل خيوط الدنيا الذهبية .. وتسترق النظر من كل نافذه.. متطفلة جميلة .. كطفلة بريئة.. تنبه اباها بان علي النهوض والجلوس عند مائدة الطعام.. لكي يبدأ احتفال اليوم الجديد..
------------------------------------
بهذاك النور بدت فاتن تفتح عيونها بهدوء.. الظلام بعده لاف الغرفة لكن الشمس العنيدة تخللت من بين الصعوبات.. واول ما قعدت شافت هيام اللي باتت وياها طول الليلة.. الليلة هذي والليلة اللي قبلها.. ابتسمت فاتن. ما قصرت وياها هيام وصارت لها مثل الاخت اللي اهي تفتقدها بهالغربة.. لكن اللي اهي صراحة مفتقدته اهو صوت مساعد واهلها.. من زمان ما تدري عنهم.. من طاحت قبل يومين بهالمرضة وهي ما تدري بشي.. الا من يوم تتصل في مساعد وكلمت امها بنفس الوقت.. بس للحين ما تدري عنهم شي..
حست انها في حالة تسمح لها انها تقوم.. سحبت اللحاف عنها ومدت يدها للروب.. خذته وهي توقف لفته عليها باحكام.. وشوي شوي وبهدوء طلعت من الدار وهي تمسك الجدار للتوازن.. للحين الدورة ما خفت عليها لكن السخونة الظاهر انها ولت من زمان.. راحت في الصالة وهي تتفقد بيتها اللي وحشهاا.. واول ما طاحت عينها عليه اهو التلفون اليديد.. الظاهر انه وصل ووصل الخط وياه.. راحت عنده وهي فرحانه وقعدت على الكرسي.. حملته وعلى طول ضربت الرقم اللي يطوف في بالها مثل الحلم الوردي.. شافت الساعة اول لقتها اربع الفير بتوقيت بوسطن.. يعني الساعة 11 بتوقيت الكويت.. اهو بالداوم الحين.. وظلت تنتظر احد يرفع السماعة لكن عبثا.. وسكرت الخط وضربت مرة ثانية بتركيز يمكن ضافت رقم زيادة او رقم غلط.. لكن ماكو اي رد.. يمكن مشغول ولا شي.. وراحت من عند الصالة وراحت عند المطبخ تصب لها شوي من العصير.. تحس بعطش كبير فيها.. صبت لها شوي واول ما رشفت رن تلفون البيت..؟؟ من؟؟

راحت بهدوء لعند التلفون وبصوتها الانفلونزي اليديد: الو...
مساعد وهو يحس بالراحة تسري فيه من غير اي سبيل: الو؟؟ فاتن؟؟
فاتن الي الابتسامة غطت ملامحها: ايه.. فاتن.. مساعد شلونك؟
مساعد : الحمد لله انتي شخبارج؟؟ عساج طيبة؟؟ شلون الانفلونزا معاج؟؟
فاتن وهي متظايقة من بروده في السؤال: الحمد لله احسن الحين
مساعد اللي كان وده لو يطير لها بهاللحظة لكن غروره كان اكبر منه:.. الحمد لله .. هذا رقم من؟
فاتن: مديت لي خط للبيت..
مساعد: اووه.. (ووببروود ينم عن قهر فيه) مبروك
فاتن : الله يبارك فيك .. (وبصوت حزين) الظاهر انك مشغول.. فبخليك..
مساعد: ايه.. اوكي معليه.. ديري بالج على نفسج..
فاتن: ان شاء الله.. مع السلامة..
وكل اللي رد عليها عشان يسرع من هالمكالمة اهو: باي..

وسد الخط في ويه فاتن الي مستهجنه هالتصرف فيه. لاول مرة يواجهها ببرود مثل هذا.. يمكن عنده مشكله ولا شي.. او مشغول .. او ما يبي يكلمني ليش ما اكون صريحة ويا نفسي.. يمكن هاليومين خلوه يعيد التفكير باشياء.. وظلت قاعدة مكانها وهي تحس بالمرض مرة ثانية.. لكنها ما كانت تدري ان هالمرض مرض نفسي بداخل عقليتها..

وكلها كم دقيقة الا ويرن التلفون من يديد..

شالته: الوو؟؟
مساعد: يعني انتي ما تحسين؟؟ انتي ما عندج ذرة من الاحساس.. اول شي بديتي تتجاوبين وياي.. وببعدين تطورنا بالاسلوب.. لين تسوين اللي تسوينه وتخليني مثل المتحقرص مكاني ماادري عنج لا خبر ولا علم؟؟ يعني شنو تتوقعين مني لا اتصلي.. اجابلج بالاحضان وانسى العنى اللي تعنيه لج طول هالفترة وانا اضرب افكاري يمين ويسار.. فاتن.. انا ما اطلب منج انج تطيحين لي بس ما توقعت منج انج ما تفتكرين حتى براحتي .. اللي اهي بمعرفة كل امورج الصغيرة والكبيرة..

سكتت فاتن.. شتقدر تعقب من بعد هالسيل الهائج من العتاب والملامة.. شتقدر تقول له او شلون تهديه...

وبصوت هادئ: مساعد انا..
مساعد يقطعها بعصبية: ما ابي انا فاتن.. ما ابي تبريراتج ولا ابي اعذارج لانها ما بتنفع وياي.

سكتت فاتن... يعني حتى فرصة للدفاع عن نفسها ما عطاها...

مساعد: هم ساكته.... شفيج ما تتكلمين
فاتن بصوت هادئ وهي تحس بالحيا شوي: .. ما ادري.. انت ماتخليني اتكلم..
مساعد: يالله تكلمي ابيج تتكلمين.. ولا تدرين.. هذا الشي براحتج..بتتكلمين تكلمي ما ابتتلكمين هذا شي خاص فيج لكن عرفي وحطي بالج اني لاييتج الجمعة بتشوفين شي ما شفتيه.. اوكيه
فاتن: اليمعة بتكون هني
مساعد: اي هاليمعة بكووون عندج
فاتن بصوت ناعم وفرح: الله اييبك بالسلامة..
مساعد وهو يحس بالظيج وكلامها الحلوو والهادئ: الله يسلمج..

وبعد فترة سكت فيها مساعد وهو يحس بالصيحة تتدافع فيه.. اكررها ياناس.. اكره هالمشاعر اللي تخليني احس فيها.. اكره تاثيرها علي مثل الياهل.. اكرهها..

فاتن: هديت؟؟
مساعد:.. شنو؟؟
فاتن: اقول لك هديت.. عشان اتكلم ؟؟
مساعد: ايه... هديت..
فاتن وهي تبتسم:... ولهت عليك؟؟؟
مساعد وهو يحس ان الوقت كلش مااااا يساعد مثل هالكلام: ارجوج فاتن
تبتسم فاتن: جاوبني بكل صراحة. ولهت عليك يعني عشان هالعصبية كلها والفوران بدمك.. لاني ما اتصلت فيك بيومين...
مساعد: هاه.. يومين.. وكانها ساعتين عندج.. 48 ساعة تراها.. مو هينة ولا قليلة..
فاتن وهي مومصدقة هالعصبية بهالريال.. يا ناس رحموني منه: .. انزين.. اقول لك شي.. يمكن يخليني اساوم وياك هالعنى الي تعنيته..
مساعد وهو يسخر: قولي اللي تقولينه ما ظن انه يسعف بشي..
فاتن : اوكيه.. طول هالثمانية واربعين ساعة.. انا ما اتصلت فيك وانا كنت بحالة مرضية ما سمحت لي اني حتى اااكل.. لكن... انا طول هالثمانية واربعين ساعة.. ما مرت ساعة علي الا وذكرتك.. واتمنى وجودك وياي.. على رغم ان هيام وميشيلا ما قصرو وياي.. الا اني تمنيتك انت على الكل.. وبسبب امنيتي هذي لقيتك وياي.. اذا مو بالجسد بالروح... وهذا كان السبب الي خلاني اشفى بسرعة..

غابت صوت مساعد ونفسه انقطع من كلامها.. اهي وحدة من الثنتين.. ياهي محتالة.. او اللي قالته صج.. اهو صج تحسنت علاقتهم ببعض لكن مو لدرجة انها تفصح له عن شوقها له ومدى حاجتها العنيفة اللي فيها.. اللي قالته مو ناقصة الا كلمة وحدة وخلاص ترتسم الموجات في هذاك الجدول الهادئ..

وبالفعل.. فاتن مضت هالايام وهي تحاتيه.. تدري انه يزعل او يتظايق اذا ما سمع منها يومييا.. شي خاص فيه ما تقدر تفسره ف يبالها.. يمكن حسه بالمسئولية تجاهه وفكره انه مسئول عن اللي يصيبها.. لكن عصبيته انها ما خبرته بمرضها ولا اتصلت فيه خلاااه مثل المينون.. هذي ثالث مرة تشوف مساعد يهد فيها.. اول مرة يوم صراعهم في البيت.. ثاني مرة باليوم التاريخي في اليخت.. وثالث مرة احين.. بس هذي تعتبر اخف هزة على نفسها..

مساعد وهو يتنفس بصعوبه: فاتن....
فاتن بحب كبير:... هلاا..
مساعد وهو يعقد حواجبه: ما ادري.. احس اني ظايق.. ظايقة الدنيا فيني...
فاتن: بسم الله عليك شمنه الظيج..توك قبل جم يوم بخير...
مساعد: اي بخير.. فاتن.. انا ما استحمل فكره انج مريضة.. انا طول هالايام ومو عارف شسوي ومالي اي قرار بنفسي.. ابيج تقولين لي وبكل صج... انتي بخير؟؟ ولا تجذبين علي؟
ابتسمت فاتن يمكن بخيبة امل:.. ليش تبي تعرف؟؟؟ هاشي شنو وقعه عليك؟؟
مساعد:شنو وقعه علي.. يا بنت الناس انتي مسئوليتج في رقبتي.. مااقدر ما اطمئن عليج..شلون اجابل اهلج عنج وشلون اخبرهم انج مريضة وانا اللي متحمل مسئوليتج.. ما اقدر اتحمل فكرةاني ما أديت الامان صح..
لااا.. هذي هي خيبة الامل.. اللي شوي كان النذير لها لكن كلامه الحين اهو خيبة الامل بعينها.. يعني ما توقعتها يرفعها لسابع سما.. لكن كلامه هذا كلش ما كان في محله.. توقعته يغرقها بكلمات الحب والاهتمام.. لكنها مسئولية بالنسبة له وامانة لازم يؤديها صح..

فاتن وهي تبتسم: عالعموم انا بخير وصحة وعافية.. ولاتحاتيني. وتقدر تأدي امانتك براحة..
مساعد حس ان كلامها مبطن: ليش؟ظ شقصدج بهالكلام؟؟
فاتن: ما قصدي شي.. مضطرة اخليك.. الاذان قرب ولازم استعد للصلاة.. يالله توصي شي؟
مساعد في باله تفاجأ من اسلوب فاتن اللي صار قديم عليه.. ردت بحركات البرود يعني:.. سلامتج..
فاتن: ياله مع السلامة..
مساعد: الله يسلمج...

سكرت فاتن عن مساعد وهي متظايقة بالحيل.. اوهام.. مجرد اوهام بنيتها في بالي عن هالريال.. كنت متوقعة اذا تطورت وياه راح اهو يتطور بنفس الشي.. لكن كنت غلطانة.. اهو مثل ما اهو مستحيل انا ايي واغيره.. تملكي ومسيطر ومعتد بنفسه وشلون الناس تفكر عنه اهو اهم ما يمكن يجول في باله او راسه.. انا مستحيل اقدر اغيره لان اللي يربى على هالشي ما يغيره..

مساعد نفس الشي عادت له افكاره القديمة عن فاتن من بعد اسلوبها الجاف ويــاه.. الظاهر انها ما قدرت تستحمل كونها مسالمة ومسايرة لي طول هالوقت عشان ترد لعادتها القديمة.. انا غلطان يوم فكرت انها يمكن تكبر او تعقل.. الياهل ياهل لو طعموووه مثل الكبار..

وبهذي المكالمة ظل مزاج مساعد ردئ.. وفاتن اردئ.. لكنها غطت هالشي بالنوم العميق اللي ما قدرت تستحلي فيه.. فكلمات مساعد واسلوبه التملكي اللي اهي تمقته رد لها مرة ثانية.. بس يوم الجمعة اهو راح يكون موجود.. الله العالم شلون بتتصرف وياه مرة ثانية.. الظاهر ان ماكو اي تغيير لانه مثل ما اهو رافض له اهي بعد بترفض.. اهو مو احسن منها بشي عشان تعامله غير..
-------------------------------
فوضى البيت اليديد والاثاث وتركيبه كانت اشبه بالحرب في بيت بو جراح.. دخلو كلهم وعاونوا العمال على هالشي ولكن لمن خالد وعزيز ومناير يشتركون في شي.. يعني مع السلامة يا اعصاب جراح.. تم يصارخ ويسب ويهاوش فيهم ولكن ظلوا على لعبتهم هالثلاثة وظلو بدل لا يسرعون الشغل بعددهم يأخرونه بتفاهة التصرفات.. اول غرفة تركبت كانت غرفة خالد ومن بعدها تعطل الشغل.. لانه من بعد ما تركبت غرفته ظل ياخر شغل الباجييين ولكونه مرتاح ان شغله تم ظل يماطل في اشغال الثانيين وجراح كان صعب عليه انه يتحمل.. اولا.. لان مثل هالجو اللي يتطلب منهم الدقة ما يساعد وجود يهال .. ثانيا.. الموقف الاخيري اللي صاده ويا غزلان خلاه معكر المزاج لحتى هذي اللحظة.. فتطورات غريبة عجيبة صارت بينهم وهوو ما كان راضي بها...

من بعد ما شافها ظل ساكت وهو يسمع لبوزياد وهو يكلمه عن الطلبية اللي يبونها من الورشة.. عدد معين من المكاتب وعدد معين من الكراسي وستاير وغيره وغيره.. وكانه داش محل مفروشات ما يدري ان جراح لو بيسوي جذي فهو لازم يستعين بمحلات ثانية.. بس دامه مستعد الريال لاي مبلغ ما عارض جراح متجاهل فكرة ان يمكن التعب يكسر ظهره وهو يعدل ويرتب الامور .. وعيون غزلان اللي ظلت تطارده طول المحادثة خلته ما يرتاح منها.. ولسبب ما.. كرهها.. وكره جرأتها الزايدة وابتساماتها المبالغ فيها.. وحس ان في قلبها مطلب له وانها نوع للي قاطة روحها.. وقبل لا تطلع توعدت له انها بتزورهم في البيت.. مبيخها من بنت.. بس ياخوفه لو مريم وغزلان يتلاقون – مثل ذيج المرة- ما راح يتحمل جراح.. اهو وايد غرقان بعلاقته ويا مريم.. لاول مرة يكون بهالحالة من الغرقان العاطفي << مصطلحات..

جراح وهو يصارخ: مو جذي مو جذي يا خالد شوي شوي الاثاث كله خشب شوي ويتكسر
خالد: ما عليك جراح انا اعرف شتقصد بس خلني اسحبه لك من داخل
جراح وهو يصارخ: اقول لك مااا يدخل الكرسي علللق بالباب....

وظلو يحاولون ويا الكرسي لمن دخلوه شوي شوي.. واخيرا دخل.. حطوه بالصالة الثانية.. يديدة. صار بيتهم افي الطابق التحتي يتألف من صالتين متداخلين ببعض.. التلفزيون في وحدة والثانية فيها طاولة الطعام الصغيرة.. وكان الاثاث تتراوح الوانه بين البنفسجي البارد والبني والبيج.. خلى طابع البيت يسوود بالهدوء والراحة..

مناير اللي كانت تختار في الوان الفرش اللي يابه لهم جراح باختياره.. كل فرش بلون الغرفة بس المشكلة ان مناير مو عاجبها فرشها وتحاول تلاقي ثاني بس يناسب غرفتها.. وبهالوقت.. ياتهم زيارة من صاحبة المقام الرفيع.. وبنفس الوقت كان خالد ينزل اغراض سرير عزيز من الشاحنه.. ويوم شاف سما وهي تتقرب منهم ابتسم لها ابتسامة تسيح القلب وهي نزلت عيونها الارض بخجل وطاح العمود اللي كان حامله خالد على قدم عزيز

عزيز بصراخ: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآي
خالد انتبه له وسماء ضحكت..: اسف عزوز والله ماادري..
عزيز وهو يطالع سماء بحقد: يعني كان لازم اتيين هالحزة..
وسماء اللي متعودة على اسلوب عزيز العدائي : كيفي والله حزة اللي بيي مو شغلك..
عزيز: مالت عليج انزين..

سماء وهي تطلع لسانها لعزيز.. وبهالشي حمل عزيز قاعدة السرير بروحه ودخل البيت.. وخالد ظل واقف وهو يتمنظر في سماء بحب ورقة..

سماء وهي تضحك عليه خجلا: وييي شوي شوي .. طاحت عينك..
خالد: اأأأأأأأأاه خلها تطيح.. والله على حلها..
سماء: ايه ايه.. اضبط روحك شوي..
خالد: اضبط روحي؟؟ والله انا ضابط روحي من زمان.. بس من يوم شفت هالشقرا ام عيون خضرا ضعت..
تضحك سماء: ههههههههههههههه..
خالد يكمل: لو سمحتي انتي من اي كوكب.. كوكب العسل ولا القيمر؟؟
سماء: وييييع ما اشتهي الاثنين..
خالد: افا... بس تدرين .. انا اتقبل روح المنافسة اللي فيج... لانج احلى من الاثنين
سماء: بس عاد مصختها وايد عطيتك ويه..
خالد: ويه.. لا تكفين كوووع ..
سماء وهي تصر على اسنانها بتعبير فكاهي: والله يبيلك كف مو كوووع..
خالد: هاهاها... الظاهر اني وايد عطيتح ويه.. هاااج يودي..
ويرمي عليها المخدات.. وحدة ورى الثانية وهي تضحك وتركض في مكانها تحاول انها تتحاشى ضرباته.. وظلو الاثنيين على هاللعبة.. لمن طلع لهم جراح واعصابها طافره بويهها..

وبصوت هادئ اجفل سماء اللي كانت ناقعة من الضحك : لو سمحتووا.. اذا خلصتوا لعب العيال هذا تعالو داخل وسوو شي مفيد يعني..

والتف جراح عشان يدخل البيت الا وسماء تحذفه بالمخدة الصغيرونه وتصيد راسه.. شقهت بالضحكة وجراح التفتت بعصبية وكان الشرار ينبع من عيونه..

خالدبصرخه: في الصميم..

توه جراح بيتكلم الا وخالد يرميه بالمخدة الثانية.. وانقلبت السالفة الى معركة المخاااد والصراخ تعالى في هذاك الشارع وسماء تتنقز مثل النحلة لان ابتدى المثل.. انا على ولد عمي وانا وولد عمي على الغريب.. خالد وجراح ما رحموها.. وظلوا على هالحالة.. لفترة من الوقت..

وبالمغرب انتهى فرش البيت الا من اغراض المطبخ اللي لازم يرتبونها ولكنهم بسبب التعب الكبير اللي مروو فيه اجلو ليوم ثاني.. وظلوا كلهم في الصالة وكل واحد منسدح مكانه من التعب.. الا مناير اللي ظلت للحين تشوف في الفرش وتدقق لمن لاعت جبد خالد منها..

خالد: منوور هاتي الفرش البرتقالي انا ابيه
مناير: لاااااااااااا خلووه ابي افكر واقرر.. لازم غرفتي تصير بيرفكت..
خالد وهو يقوم لها: ولي زين بيرفكت قالت لي.. يالله هاتيه
مناير وهي تحمل الفرش وتوقف: لاااا حرام عليك خالد بليز لا تحرمني من هالمتعة
خالد: اي متعة وانتي ماسكة هالفرش من الصبح هاتيه بسرعة..
سماء وهي ترفع فرش ثاني: هذا يناسب الدار بعد..
عزيز ينغز: ليش تختارين انتي لا يكون دارج؟؟

استحت سماء وسكتت مكانها وهي تخزر في عزيز اللي كان يضحك بهبل ويد جراح تصفع راسه من ورى بخفة.. لمن بلع ضحكته..

ام جراح: يمة اتصلو في اختكم والله اني ولهت عليها شوفوها شلونها شخبارها؟
سماء : اي اي عفية جراح اتصل في فاتن؟
جراح : اي اي عفية جراح.. على حسابج ان شاء الله غالي الاتصال بامريكا..
خالد اللي نسى تواجد سماء شوي وردت فيه رووح الحب لفاتن: والله انك بخيل انا اتصل في شيخة البنات ولا علي..

ابتسمت سماء له بفرح.. واتصل فيها خالد.. يمكن هذي ثاني مرة يمكن يسمع صوتها خالد من بعد ما راحت فاتن.. واول اللحظات كان متوتر ويعرف ان توتره كان ظاهر على ويهه وجدام الكل.. وجراح الي كان دايما يراقب الوضع بالنسبة لخالد في تواجد ما نسى هالعادة اللي فيه.. لكن هالمرة بتكثيف نظراته على سماء بنفس الوقت..

واول ما رفعته فاتن بصوت عالي ومسرور لانه رقم خالد: خلووودووو والكرييييه
خالد اللي رج قلبه: فتووون الهيييييييييييييلق..
فاتن: هههههههههههههههه ولهت عليك يالكرييييه تو الناس تتصل فيني..
خالد وهو فرحان من قلب: وانتي اكثر يالكريهه والله لج وحشة فتيييينة..
فاتن بزهو وهي تكح شوي : ادري ادري لا تقول لي ادري بكل شي.. شخبارك وشخبار البيت
خالد: يمكن البيت احسن مني اليوووم ولكن الكل يسلم عليج..
فاتن: كلهم وياك..
خالد: اي كلهم...
فاتن: وااااااااااااي ليتني وياكم اكيد القعدة حلوة
خالد: لا والله.. ما تحلى القعدة الا وياج يا شيختهم..

بابتسامة هادئة جابت سماء كلمه خالد.. لكن في قلبها كانت النغصة قوية شوي.. وهذا الشي لاحظه جراح بنظراته..

فاتن: بسك عاد يالله ما تيووز
خالد: لا صج صج فتونة متى بتفكرين فيني يعني لمتى بتعلقيني.؟..
فاتن: يمةةةة وين امي زهقتني..
خالد: ههههههه لحظة شوي يا حلوة الحلوات...

مد التلفون خالد لام جراح وراح قعد يم ولد خالته وبكل بساطة تجاهل سماء ووجودها في المكان..

ام جراح ظلت تسولف ويا بنتها عن البيت اليديد وخالد اللي كان شبه المتعلق بالتلفون لانه كل شوي يخبر خالته بشي عشان تنقله لفاتن اللي كانت تظحك وترد عليه وسماء اللي جديدة في ساحة الغيرة تواجه الموقف ببروود ولكن علامات الفيض واضحة على ويهها.. واللي حس بهالشي مو بس جراح.. حتى مناير ..

ام جراح: سماء معانا بعد جان تبينها..

يوم سمعت فاتن اسم سماء على طول يا على بالها جراح.. وكان صعب عليها تتكلم ويا البنت من بعد هالشي لكن.. بما ان سماء موجودة وانذكر اسمها لازم تحاجيها.. مو حلو بحقها فمهما كانت اهي مو غلطتها اللي صار..

فاتن: عطيني اياااها يمة ولهت علليها..
اشرت ام جراح لسماء بالتلفون اللي راحت وردت بروح اخر ما تتسماه هو المرح..: الووو فتووون
فاتتن: هلا سمووووي الحلوة.. شلونج حبيبتي شخبارج؟
سماء: الحمد لله ابخير انتي شخبارج؟؟ وشخبار اميركا وياج؟
فاتن: سكتي عنها طيحتي في الفراش باردة ياخيج..
سماء: اي والله ان جان على البرد اهي باردة بس انتي اكيد اقوى منها
فاتن: احااااول واصااارع
سماء: هههههههههههه يعطيج العافية حبيبتي
فاتن: الله يعافيج.. انزين حبيبتي لازم اصكه الحين.. تعبانة شوي بس لا تقولين لامي
سماء: اوكيك حبيبتي.. ديري بالج على نفسج..
خالد اللي دش عرض: لا تخلينها تسكره ابي اقول لها شي..
فاتن: ان شاء الله حبيبتي..
سماء قهرا في خالد: اوكيك بااااي..
فاتن: باياااااات..

سكرت سماء عن فاتن وهي ترمي التلفون على خالد.. وهو مو مصدق اللي صار

خالد: ليش سكرتيه ؟؟ ما قلت لج اني ابي اقول لها شي..
سماء من غير ما تناظرها وحواجبها تشق عرض جبينها:.. كانت مستعيلة وما عندها وقت..
خالد بغيض: شهالتصرفات اللي ما تتسمى لليهال يعني صج حركات..
سماء وهي تبتسم تحاول تغيضه..: مو انا ياهل؟؟ تحمل عيل... يالله خحالتي انا بروح البيت
ام جراح: يمة قعدي ما عليج منه
سماء بزهو: انا؟؟ علي من منو؟؟ من هذا؟؟ لا خالتي انا تحصنت من زمان.. يالله اشوفكم على خير..
جراح: وانتي من اهل الخير..
مناير: سموووي لا تنسبن باجر تعالي وياي عشان نروح السوق نشتري قطع الديكور لغرفتي
سماء: ولا يهمج حبيبتي.. يالله مع السلامة..
الكل : الله يسلمج..

وطلعت سماء من البيت وهي تحس انها بتنفجر من الصياح.. يالله عليك يا خالد .جذي تسوي لي .. مو فاتن اللي متصلة ملكة جمال العالم.. وبدت دوامة الشكوك تصارع مخ هالبنت الصغيرونه اللي ما تفهم شي في الحب.. وخالد اللي كان بحالة العن من سماء ظل متحقرص مكانه لكن غياب ام جراح اللي كان ورى طلعه سماء مباشرة خلته ينقز من مكانه ويلحقها. لو ان شاء الله واقفة عند بيتهم..

جراح يصوت عليه قبل لا يطلع: لا تتهور خالد..

لكن عبثا فيه لانه غاب عن البيت تماما.. مناير تطالع جراح اللي كان يهز راسه.. خالد يحب سماء اوكيه مافيها شي.. لكن ماله داعي للتهور..

مناير: خلهم.. اهما تعودوا على هالشي من زمان..
جراح: روحي دارج وبلا حجي فاضي..

خالد اللي وقف سماء وهي واقفة عند بيتهم..

خالد: تعالي هني..
التفتت له سماء بهدوء وهي تحاول انها ما ترتكب نفس الغلط مرتين.: نعم؟؟
خالد : شمعنى هالحركات..
سماء وهي تفتح عيونها بغباء: اوه؟؟ حركات؟؟ حركات.. حركات من يا خالد.. انا المدمغة ولا انت العاشق الولهان...(تقلد عليه) يا حلوة الحلوات.. القعدة ما تسوى بدونج يا شيختهم
خالد وهو فاج عيونه بصدمه: الحين كل هذا لاني قلت جذي لفاتن؟؟
سماء: لا والله شتتوقع.. انك تتعامل ويا وحدة مثلها مثل اليدار.. غلطان يا روح قلبي.. انا ما عندي هالحركات ما اسويها فلا تسويها لي..
خالد: والله بتتعبين سماء ..
سماء: بشنو؟؟
خالد: اذا حطيتي نفسج ويا فاتن لانها بكل بساطة غير عنج..
سماء اللي حست بكلام خالد مثل الطعنة.. ويمكن فهمته على عكس ما قصده خالد: شقصدك؟؟ اني يعني مو مساوية لها.. انها احسن مني بشي؟؟
خالد وهو منصعق من بال سماء: شنو؟؟ من قال جذي الحين
سماء وهي ترتجف من الغيض: انت الحين قلت.. مو ناقصني اعرف الا انك كنت تحبها قبل...

سكت خالد وهو يهز راسه ويبعد بعيونه عن سماء.. وسكوته هذا كان بمثابه الزيت اللي ينصب عالنار.. وصدقت سماء اللي بغت تصدقه من صمت خالد

سماء برجاء: تحجى لا . قووول.؟؟؟
خالد: سماء.. انتي مخج صغير.. وفي مثل هاللحظة اي.. تخليني اتمنى لو انج تشابهين او انج تكونين برجاحة عقل فاتن
سماء وهي تصارخ والدمع الصريع يهوي على خدودها:.. ماعرف.. ماعرف اكون على قولتك برجاحة.. اسفة لاني مو مثل فاتن خالد صدقني اسفة.. بس اذا تبيني تبيني مثل ما انا .. مو تلزق فيني صفات احد..
خالد: سماء علامج صايرتلي غبية ما تفهمين
سماء وهي تتنشج ملامحها من الحزن: الحين بعد غبية؟؟ لا صراحة كملت يومي...

دخلت سماء البيت وسكرت الباب في ويه خالد بقوة لدرجه انه انصم من صوته.. ضم راسه بين يدينه وهو حاس انه جرح سماء من غير ما يقصد.. يعني اهو ما قال لها شي غلط.. والظاهر انها زودت السالفة حبتين.. اخخ من اليهال اااااااخ.. ورد الباب انفتح مرة ثانية وسماء الهايجة تطلع من جديد

سماء: وتعرف شي.. من يوم ورايح.. ما ابي اشوفك.. ولا ابي حتى اسمع حسك.. انت واحد غبييييييييييييي ما تستاهل..

وردت سكرت الباب بقوة اكبر من جذي.. وثاااارت في خالد العصبية لدرجه انه قرر يدش البيت ويلحقها ويكفخها جم طراق عشان يبرد حرته فيها.. لكن.. وين.. ما يقدر يدخل البيت لان الباب فيه نوع من القفل الكهربي اللي من يتسكر من داخل اللي برع ما يقدر يفتحه.. وظل واقف عند الباب بعجز والنار تسعر فيه.. حس انه ما يقدر يقعد اكثر.. شال روحه وشغل السيارة وطلع....

اما سماء اللي دشت البيت وهي منفجرة بالصياح والبجي.. راحت على طول لدارها تاركة ابوها وام مشعل وسط الصالة منصدمين من شكلها.. على الاقل ابوها.. ام مشعل ما كانت حاسه لها ولا معذبه نفسها حتى عشان تحس..

بو مشعل: علامها البنت هايجة بالبجي؟
ام مشعل بهدوء: انت اللي دلعتها شوف لوين وصلتها؟
بو مشعل بغيض:.. انا ما دلعتها.. انا عوضتها عن اللي اهي فاقدته.. منج
ام مشعل ترفع عيونها بلوم: لا تحط شي علي.. انا مالي شغل.. اهي بنتك.. تصرف وياها..

هز راسه بو مشعل من هالحرمة القاسية وشال بعمره ورى بنته يشوف شنو فيها.. وصل عند دارها وما سمع الا صوت صياحها المكبوووت بقهر صغر سنها وكونها عاجزة عن شي الا البجي بصوت عالي..

بو مشعل يحاول يفج الباب وما يقدر: يبا سمي فجي الباب حبيبتي
سماء وصت شهقاتها:.. مابي.... ماااابي.. مابي مابي...
ابو مشعل يعز عليه يسمع بنته بهالصوت: حبيبتي.. ردي علي والله يعز على ابوج يشوفج جذي
سماء: ما فيني شي.. روح عني.. بس خلاص خلوني بحالي.. ما ابي شي..

سكت بو مشعل عن بنته.. فهو ان عرف شي عنها فهو كرهها للضغط.. تحب تمشي الامور اللي تخصها براحتها فهي شاطرة فيها.. والا شلون بنت تربي نفسها بنفسها بهالدنيا... الظاهر انه كان غلطان يوم انه حطها بعهدة حرمة قاسية قلب مثل سلوى.. الله يعين قلبج يا بنتي على وحدتج بهالدنيا...

يمكن الغيرة القاتلة الي شبت بهالبنت الصغيرة كانت سبب في بكائها.. لكن الحسرة والحرقة اللي في قلبها كانت سبب صياحها وتشنج جسمها في البجي.. عمرها ما حست بالحرمان مثل هاللحظة .. الحرمان من خالد.. اهي صج قالت له ما ابي اشوفك ولا اسمع حسك.. لكن هذي الامنية ابعد من انها تحقق في حياتها.. لانها بتحقق هالامنية راح تموت سماء.. درجة تعلقها في هالصبي زادت عن الحد المعقول.. وهو بالمثل.. يا ترى بيقدرون يحلون مشاكلهم..؟؟ ولا هم توهم صغار على الحب ومثل هالمواجهات بتحسسهم بمدى صعوبه قدرتهم على مواجهة الصراعات..؟؟
----------
مساعد اللي رد البيت وايد متاخر على غير العوايد ما طاح شي في بطنه ولا كلم احد ولا عطى احد ويه.. من السيارة الى البيت ومن داخل البيت الى غرفته بصمت وسكون تام.. ما يبي يعطي وياخذ بالحجي ولا يبي احد يكلمه.. وخصوصا مريم.. لانها بتفتح وياه تحقيق عن فاتن.. او عديمة الاحساس فاتن.. والله يحس بالتحسف راكبه لراسه.. شلون قدر يصدق انها بتتعدل وياه.. وكاهي تفتعل له موقف سخيف وكبير بحقه وهو اللي ما بغى منها شي غير الاحساس فيه.. لكن هالشي الظاهر انه من المستحيلات..

تسبح على السريع ووطى راسه المخدة املا في النوم.. وتوه بيغط عيونه الا دقات الباب تنبهه... اكيد مريم..

مساعد: دخلي الباب مفجوج
مريم دخلت وهي تبتسم لاخوها وهي تضحك: واااي انت ساحر .. شلون عرفت انها دخلي مو ادخل؟
مساعد وهو حاط يده على عينه: خلصيني مريم شتبين؟
مريم وهي تجفل: .. وييي.. ماااكو سنع اليوم.. يالله شيخة البنات داشه عليك حاجها قوم لها..
مساعد بصوت حازن: مريـــم..

سكتت مريم.. الظاهر انه من صج معصب.. شفيه؟؟ الشركة يعني؟؟ اهو قلما اييب هموم الشغل وياه البيت.. ووسعت عيونها بتفهم .. اي.. السالفة مافيها الا حرف واحد.. الفاااء يا عيني.. اكيد مسويتله شي.. اهو من جم يوم مو على طبايعه..والسبب اهو مرض فاتن.. بس ليش اهو جذي يعني لازم يسهل على روحه السالفة والله ما يسوى...

مريم: انزين بخليك الحين.. ماتبي تاكل؟
مساعد: لا ماابي اكل..
مريم: اوكي.. تصبح على خير..
قبل لا تطلع مريم وقفها : مريم..
مريم: امر..
مساعد وهو ياشر بيده اللي على عينه صوب الظرف: اي بعد ذكرتيني.. زهبي اغراضج بتيين وياي هالجمعة..
مريم باستغراب:.. وين؟؟
مساعد: باخذج وياي عشان ناخذ فاتن.. زهبي لج شوية اغراض ما بنتم وايد هناك..
مريم وهي منصدمة من هالخبر اللي وصلها: .. احلللللللللللف
مساعد: اوووش.. والله راسي يعورني خليني انااام....
مريم وهي مو مصدقه: ماصدق.. ماصدق .. اي اي.. نام .عشان ترتاح.. وانا بروح ازهب اغراضي.. مو مصدقة.. بشوف فتون بشوف اميركا يا قلبيييي احبك سعوود تصبح على خيررر وااااااااااي..

طلعت مريم من الغرفة وهي تترك ابتسامة على شفايف اخوها.. يعني لو كان الواحد يحس نفسه طايح من اعلى نقطة تظل مريم سبب عشان تخليه يتناسى هالخوف ويضحك..الحمد لله انه قدر يفرحها بهالشي..

دقايق ثانية مرت الا والتلفون يرن.. ويرن.. ويرن... لمن سكت بروحه وجفل مساعد من نومه على اخر الصيحات.. ويوم خذ التلفون وشاف اللي متصل .. لقاها سيدته الصغيرة.. وفرح من قلب لانها متصله فيه .. مع ان توه الناس على اخر مكالمة وزين منها فكرت.. بس الحمد لله اهي فكرت.. وعلى طول اتصل فيها ..

فاتن اللي كانت في الصالة قاعدة والغيض ماكلها.. من الصبح للحين واهي بروحها.. حاولت تنام لكن ما قدرت.. هالوحش في بالها من مكالمتهم الصبح.. وجم مرة لجمت رغبتها بالاتصال فيه لكن ما يستاهل.. ويوم الحين تتصل فيه مايرد عليها.. خله .. ياكل دواه ولا بتصل فيه وان اتصل... ما برد.. ايه علبالكم ما اقدر.. لاتنسون انا فاتن اللي راسها يابس.. ما برد عليه بشوووف..

والتلفون يرن... ومن المتصل.. طبعا بو الشباب مساعد.. ولكن فاتن بطبيعتها العنودة ما ردت على التلفون.. وخلته جدامها يرن وهي مو مهتمة. انا تعبانة صحيا.. مو رادة عليه.. ما اقدر اتحرك عذري معاي.. احس بوهن في عظامي.. وتمت تعذر لنفسها اسباب عشان ما ترد لمن سكت التلفون.. ومن سكت التلفون انبها ضميرها.. ومن القهر مالت ملامحها للبجي بسبب العجز.. ولكن رن التلفون مرة ثانية.. وردت الحيرة فيها.. ارد عليه ولا ماارد.. انزين صرنا متعادلين يعني يوم ما رد علي ما رديت عليه الحين شنو عذري.. خلني ارد ويصير خير..

وعلى طول ما هي تفكر سكر مساعد الخط اللي كانت توها بترد عليه.. والشي دفع الصراااخ فيها بسبب القهر.. وما عطلت نفسها وردت تتصل فيه..
مساعد اللي كان واصل حده من القهر على فاتن.. يعني شنو وحدة بوحدة.. ما ارد عليها ما ترد علي.. والله اني لا صدتج يا فاتن لاخليج تندمين.. وكاهي الهبة من رب العالمين توصله وتتصل فاتن وما عطل مساعد رفع السماعة من نص الرنة الاولى..

مساعد: شنو يعني؟؟ وحدة بوحدة.. ما ارد عليج ما تردين علي؟؟؟ انتي ما بتقولين لي متى بتبطلين هالحركات
فاتن اللي ياها كلام مساعد مثل الاعصار زلزل كيانها:.. بسم الله علي شوي شوي.. انا مو قصدي.. بس كنت
مساعد بصراخ: شنو؟؟ بس كنتي شنوو؟؟ تحجي.. او تعذري لنفسج فاتن؟؟ شنو يعني تحاولين تثبتين ان السلطة لج انتي؟؟ ها؟؟ كلميني حاجيني قولي اي شي بدل هالسكوووت
فاتن اللي بدى صوتها يعلى: انت تعطي الواحد فرصة مساعد.. الظاهر انك متعود على ان الكلمة الاولى والاخيرة تكون لك
مساعد الي تحرك بعصبية من على السرير ووقف: فاتن شوفي.. انا ولله صابر.. والله العظيم صابر لا تخليني افلت من اعصابي
فاتن اللي خلاص ما عادت تتحمل منه اكثر:.. واذا انت صابر يعني انا اللي موصابرة.. ليش دايما تحاول تخلي ان السالفة عنك انت
مساعد بصوت هادئ ولكن بقهر: انا؟؟ انا يا فاتن؟؟ يعني من اللي يتصرف مثل اليهال طول هالفترة ومن يعامل الثاني باستغفال ويخلي اشياء مهمة مثل سالفة مرض وتجاهل واستخفاف .. تراني مو ياهل فاتن؟؟.
فاتن: انت علامك.. اقول لك مريضة واله العظيم طايحة مثل الميتين تقعد تلومني ليش ما اتصلتي.. وبعدين سالفة الاتصال هذا شي راجع لي انا مو راجع لك انت..
خلاص.. انفجرررت الاعصاب بمساعد.. توصل فيها المواصيل لهالكلام: شنو يعني؟؟ انتي تتصدقين علي.. انا اشحت عندج الاتصالات؟؟؟ وايد مصدقة روحج انتي.. او تدرين.. عندج واحد غشيم (بصراخ) سمح لج انج تصدقين نفسج ويااااه..
فاتن بصوت هادئ وسط كلام مساعد: انا انا وانا.. هذا كل شي.. انت انسان مسيطر وومتملك وتظن انك بتقدر تسيرني مثل ما اتبي.. افهم شي واحد. مستحيل.. مستحيل مساعد تمشيني مثل ما تبي.. وبعدين. زانا بسكر تامرني بشي
مساعد بصراخ: تقدرين تروح الجحيييييم...
فاتن: باي..

ومن غير ما تنتظر منه شي عشان تنهي هالمكالمة سكرت فاتن الخط بويه مساعد اللي ظل مصعوق وهو واقف مكانه.. لحظة.. اهي سكرت الخط في ويهه ولا هو يتخيل هالشي؟؟ تجرأت وسكرت الخط في ويهه... يا الله..
اعصاير.. براكين هايجة.. فيضانات.. تقدرون تقولون ال(تسونامي) بدت في مساعد.. هذي هالياهل.. فاتن ما غيرها تسكر الخط في ويهه... الموقف فيه دافع للقتل.. ومن يا ترى الضحية..

برمية وحدة انضرب التلفون في الجدار وتفتت الى قطع وتساقط مثل البرد على الارض.. صريع بلا روح ولا حياة..

ظل مساعد واقف مكانه وهو معصووف بالغضب.. اهي نوت على عمرها يوم سكرت التلفون بويهه.. نوت على عمرها من الزين.. وما عليه يا فاتن... انا بسكت عنج.. ليوم الجمعة.. هاليوم اللي بتلقين فيه نفسج ضايعة.. مالج اي احد يخبيج عني.. وانا وراااج والزمن طويل..

مريم اللي سمعت صراخ مساعد ويا اختها واخوها طلعو من دورهم وهم يناظرون بعض.. لاول مرة يسمعون صراخ مساعد.. وعرفوا صراخه هذا ويا من.. فاتن ما غيرها.. نورة تناظر مريم بعتب المسكينة اللي مالها ذنب.. ليش؟؟ لانها ارفيجتها واهي تتحمل الذنب.. ونتيجة لهاشي راحت مريم مثل الام المسكينة تشوف ولدها اللي معصب..

طقت الباب بهدوء ونورة واقفة يم لؤي بتوجس ينتظرون مساعد يرد...

مريم:.. مساعد... مساعد.. هذي انا مريم
مساعد بصراخ: مريم روحي دارج .. ولا تييني .. ترى ان دخلتي ما بتلومين الا نفسج...

ارتجفوا الاثنين من صراااخ مساعد لكن مريم ما اعتبرت له.. اهي علاقتها بمساعد اقوى من انها تهتز بصراخه.. لكن اهي بتنفذ رغبته.. اهو اللي يبيه انه يظل بروحه هالفترة.. وخله بروحه.. واستدارت عشان ترجع دارها وتوها بتدخل الا مساعد يطلع من الغرفة وهو لابس جاكيته الطويل.. من غير ما يلتفت لهم نزل من الطابق التحتي وطلع من البيت.. بسرعة كبيرة لف السيارة وشخطها بعيد عن هالمكان..
---------------------------------
فاتن الثانية اللي الغيض تملكها لاول مرة بحياتها لدرجة انها صارت غير قادرة على التحكم فيه.. راحت الغرفة وهي تصفق الباب وراها وترمي روحها على السرير.. حطت ثمها على المخدة تكتم صرخة زلزلت كيانها فيها... حركتها هذي كانت قوية.. لكن اقل ما كان يستحقه مساعد.. لاا.. كان لازم مو اسكره بعد ما اقول له باي.. اسكره في ويهه وسط بربرته اللي ما تتوقف... يسوي اللي يسويه.. تراه هو اللي بيندم مو انا.. وسالفة تطور العلاقات.. يشيلها من باله.. قامت من على السرير وهي تشووت المخدات من القهر..
----------------------------------
خالد اللي كان قاعد في السيارة عند الكاراج وهو يفكر بسماء.. طل على غرفتها شاف النور مطفي فيها.. اكيد نايمة.. ورد عيونه الى حظنه وهو يحس بالحزن ياكله.. يا الله شلون واجهتني اليوم.. حسيتها مجروحة من خاطر علي.. والله انا ما كان قصدي ياناس.. بس ما قدرت اضبط نفسي ويا فاتن وهالشي ما طلع الا عفويا.. فاتن مهما كانت غالية وعزيزة علي.. بس سماء اهي اللي احبها ولازم تفهم هالشي.. مالت علي الي يقولون انا حاولت او قمت بجهد عشان تفهم هالشي مني.. كل اللي سويته اني صبيت البانزين على النار وولعتها اكثر واكثر.. مالت علي صج لي قالو الغبي غبي لوو لبس طووق الذكاء..

وجراح اللي كان في داره يرتب بعض الثياب.. بعد تفكير قررت العايلة انها تبات الليلة هني في بيتها اليديد وباجر يطلعون اخر اغراضهم وخلاص.. تنتهي رحلة الانتقال عندهم اللي ما طالت عن الشهر.. قام جراح يجيك على خالد بداره.. لانه من طلع للحين والساعة متاخرة ما رجع البيت.. نزل تحت وطلع لعند الكاراج شافه فاضي.. السيارة مو هني يعني اهو مو هني.. وتوه بيدخل داخل عن البرد لمح مؤخرة السيارة.. وطلع وهو حافي يتأكد من اللي شافه وبالفعل.. كان خالد موجود داخل السيارة وهو رافع ريله ومنزل راسه...

طق عليه جراح الجامة والثاني جفل .. اشر له انه يفتح الباب وبملل فتح خالد.. وراح جراح بسرعة لان الهوا ابرد من انه يوقف فيه بتيشرت كات..

جراح: اووووووووووف. برد برد برد.. ما اقدر.. وااااه...

لاحظ سكوت خالد.. وعدم تعليقه..

جراح: علامك خالد؟؟ وينك من مساعة؟؟

طلع خالد الانبوب لانه يحس ان تنفسه صار صعب.. ضغط للهوا.. ورجع الانبوب مكانه وظل ساكت..

جراح: خالد.. شفيك انا احاجيك..
خالد : شتبيني اقول لك..
جراح : يا خي رد علي.. شفيك وشصار بينك وبين سماء؟؟
خالد بصوت هادئ: لا تتدخل جراح خلني احل مشاكلي بروحي؟
جراح: ياخي شنو تحلها بروحك من ويهك باين انك ماحليت شي ...
خالد: كيفي.. انا ما ابي احلها.. ولاابيك انت تيي وتحلها.. اصلا انت سببها فليش تحاول انك تصلحها؟
جراح بصدمة: انا سببها؟؟ ليش.. انا اللي قعدت اتميع في التلفون ويا فاتن.. يعني ماكو حشمة لهالبنت المسيجينة؟؟ ما تتوب انت يعني ؟؟
خالد: انا ما تميعت اوكيه.. هذا اول شي .. ثاني شي انت السبب.. انت اللي خليتني احط عيني على سماء لمن طحت فيها والبنت كاهي زعلانة ولا تبي تشوفني ولا تبي تسمع حسي.. لوما انت واللي يطلع من تحت راسك انا ما صار فيني كل هذا؟
جراح: روووووووووووووووح لوما انا ما حط عينه على سماء.. قبل لا انا اتكلم ولا اسوي شي انت كنت ميت عليها .. كفاية نظراتك لها ومناجرك وياها.. تقعد تحط السالفة علي انا.. يا حبيبي.. الحب لعبة.. ان ما لعبتها عدل تطلع وانت تبجي.. العبها عدل تطلع وانت فايز ببنت تسوى الدنيا وما فيها..
خالد: بسك من كلام الدعايات... اي الحب لعبة.. الحب اللي ما فيه تفهم مو حب..
جراح: اي تفهم الله يهداك.. انت تراك غلطان من راسك لكرياسك.. لا تحاول تطلع روحك من التهمة..
خالد وهو يجفل مكانه من الغيض: جراح.. انت ما تدري .. انا رحت لها وراها اوقفها عشان تتكلم.. تمت تخرط وتمرط وياي وانا انقهرت.. و.. و...
جراح: و.. و.. و شنو يا خالد؟؟ شنو؟؟
خالد بعتاب لنفسه: قلت لها... ياريتج عقلج برجاحة عقل فاتن..
جراح: اهااااا.. يا حلوك يا حلوك يا خالد.. الحين البنت محترقة بغيرة بسبب فاتن.. تروح تزيد الحطب بالنار وتكملها.. اقول.. انت ما خاطرك تشتغل في مسابقة اغبى صبي على كوكب الارض
خالد وهو يسند راسه بيده: لا تزيد المواجع فيني يا جراح بروحي بمووووووووت..
جراح: تدري.. زين تسوي فيك سماء.. اصيلة والله بنت ناس اللي تسوي فيك جذي.. انا لو مكانها .. الكف بعطيك اياه.. وتدري شي؟؟ انت صح كلامك.. مشاكلك الخاصة حلها بنفسك.. انت افهم من اي احد.. ويالله.. دخل السيارة قبل لا تدخل... تصبح على خير..

طلع جراح من عند خالد اللي كان في بؤرة اليأس.. ياربي.. ياربي يا حبيبي شسوي وياها.. هذي البنت زعلها مصيبة.. تقعد باليوم واليومين.. وانا ما اصبر عليها.. قبل كنت اتحمل لاني ما كنت اعرف حقيقة مشاعري تجاهها.. الحين شلون اصبر واهي اساس وجودي بهالدنيا.. يا ربي.. ارحمني من هالبنت تراني بييين منها.. بيييين..
-------------------------------------
الساعة 1 الفجر بتوقيت الكويت ومساعد للحين عند البحر.. ركب البطاقة بالتلفون اللي بسيارته.. لكن ما تعنى وفتحه.. خلاه مسكر عشان لا تتصل فيه فاتن ولا يغري نفسه ويتصل.. الهدوء ما بعد العاصفة.. دايما يكون مخلف بالدمار.. والخسارة الفادحة.. اليوم خسر مساعد.. خسر اهم شي اهو حاول يحافظ عليه.. هدوء اعصابه.. يا الله بنت مثل هذي تثير الاعصاب ما شفت بحياتي.. طريقة كلامها وهدوئها وتصرفاتها.. لا وتسكر التلفون بويهي.. هذي القصمة اللي تقسم ظهري بالنص... لكن هين يا فاتن.. انا لج .. انا للللج يا فاتن وبنشوووف من اللي بيطلع منها.. السالفة ما عادت حبيني واحبج... السالفة صارت.. احترميني احسن لج... وهين.. انا كلها السالفة جم يوم ويايج...

وطرت الفكرة في باله.. اهو قال لها انه بيي يوم الجمعة.. واهي لانها بتكون في قمة الانتظار والتوتر راح تنتظر هاليوم.. يالله.. بنشوف يوم الجمعة شلون بتواجه هالشي.. ان ما خليتج يا فاتن تندمين .. وبدل ما تندمين تبجين.. ما كون مساعد.. انا وايد دلعتج وصبرت عليج.. خليج هالمرة.. درس من دروس القساوة اللي اتحلى فيها.. وانا بشوف.. من بيرضخ لمن..
----------
تهديد ووعيد من مساعد لفاتن.. يا ترى.. هل هو صائب.. او في محله.؟؟ محد يدري. ولكن.. هل الطبيعة او الظروف او القضاء والقدر بيكون طرف ثالث في هالمعركة الحامية بين ادم وحواء..

فاتن ساكنة.. وثورة الاعصاب فيها على اوجهها لكنها تعودت انها لا عصبت تسكت.. ومرة وحدة تنفجر.. من يعلم.. يمكن مثل ما كلت مناير منها طراق.. ياكل مساعد الطراق الثاني.. عادي جدا.. ولو الخوف انه يرتد عليها جان من زمان حطت الشي في بالها.. حياك الله مساعد.. بتيي هالجمعة... حياك الله.. باسوأ يومين لك باميركا.. بخلي الشهر اللي طافك وياي ييتجسد بطريقة اقوى.. في يومين... والا ماكون انا فاتن...

وسط هالنار الحامية.. وهالمعركة القوية.. من غير ادراك الاثنين.. كان التهديد والوعيد بمثابة الحطب اللي تسقي الناااار .. نار العشق والغرام بين الاثنين.. فاتن اللي صار مساعد شغلها الشاغل.. ومساعد اللي صارت فاتن بمثابة التحدي اللي يخلي الادرينالين يثور بدمه..

يالله.. كونوو حاظرين.. لمعركة القرن.. او انتقام القرن بين هالاثنين... وظلو ويا نظرة حب عشان تعرفووووووون..


الفصل الثاني
----------------
اليوم الاربعاء. وما ظل على السفر الا يوم.. بتوتر مساعد مرتقب هالموعد.. لان مهما توعد ومهما قال ومهمى قرر يظل متوتر للقاء بينه وبين فاتن.. والثانية بعد بنفس الشعور طول هالفترة.. مساعد خصم لا يستهان فيه.. ولازم تكون مستعدة عالاخير..

اثار الانفلونزا للحين فيها لكن ما حدت من برامجها الانتقامية من مساعد.. وسلاح المرأة المعروف في مثل هالحروب اهو اثنين.. الحقران.. ومظهرها الشخصي.. فاتن اللي بدت تفكر بطبيعتها الانثوية قررت انها ما تخلي الساحة لمساعد. لازم تكون في اوج الاستعداد له وعشان هالروح القتالية كافئـت نفسها بتغيير شامل لشكلها.. من ناحية الشعر والصبع وتدريم الاظافر وترتيب خزانة ملابسة واظافة اشياء يديدة.. لكن الاحلى من هذا كله اهي العناية الخاصة اللي غاصت فيها..

وكان الاثنين على قلب واحد حتى مساعد عطى نفسه فرصة للترتيب الشخصي.. تسريحة شعره اللي عاجبته خلاها مثل مااهي بس ببعض القص البسيط اللي خلاها تبين اكشخ.. والسباحة اللي شادة من جسمه كانت الرياضة اللي يحتاجها وشرى له كم شغلة جذي عشان يكشخ فيها.. التلفون وغيره لان ماكان امل في انه يرجع للحياه..

يمكن تتسائلون.. ان جان اتصلو في بعض من هذاك الصراع الى هذي اللحظة.. طبعا لا.. مساعد كبريائه ارفع من جذي وفاتن اذا كانت تظن عن شي انه صح فمستحيل شي يعرقل هالمسيرة.. بتظل فيها الى اخر رمق.. ومساعد بالمثل..
--------------

مريم وهي ترتب اغراضها بظيج وصوت امها المتلعلع واصلها لحتى دارها.. طبعاعرفت الام بسفر بنتها وعلى حساب من؟؟ الاميرة فاتن!! لا .. هذي هي الحرب.. وهاهي تشن على رأس فتون اللي مالها سالفة بشي..

نورة وهي تسكر عيونها من صوت امها..: .. واااي امي مادري شصادها صارت غير محتملة!!
مريم وهي تبتسم بسخرية: كل هذا غيرة من فاتن؟؟ والله ما هقيتها منج يا يمة
نورة وهي تشيح بويهها عن مريم: بس مريم اللي صار قبل جم يوم..
قاطعتها مريم: اللي صار قبل جم يوم احنا مالنا شغل فيه.. اهما الاثنين ادرى ببعض.. وكل بداية تكون صعبه.. وانا ناسية لج موقفج وياي فلذا لو سمحتي لا ا تبدين مرة ثانية
نورة: بس بس خلاص كلتيني بهدومي.. يعلج..
مريم: رييييييييييييل..
نورة : هههههههههههه متحقرصة عالعرس هاا؟؟
مريم بزهو: ومن ما تتحقرص..
نورة واهي تغير الموضوع: اي مييييييييييمز... حبيتي انتي
مريم: بدينااااااااااااا التلزق.. روحي لاااا تحاولين وياي حتى
نورة وهي تروح لمريم وتلمها: ميوووم حبيبتي يالله عاد طلبتج
مريم: لاااا نورة مافيني بروحنا بنقعد جم يوم مااقدر صراحة..
نورة بحزن: حرام عليج عاد لا تكسرينها فيني..
مريم: نورو تعرفين مساعد اذا قلت له والله يزفني.. وبعدين المنطقة اللي بنروحها مو لهناك يعني مو مثل نيويورك ولا هالسوالف..
نورة: يالله عاد مريوم تكفين.. فديت هالويه والله.. عفية حبيبتي حاولي..
مريم: اووووووووووووف.. بحاول.. ان ما كان في مكان بحاول في السوق الحرة..
نورة باشمئزاز: وي قطع.. اي سوق الحرة.. تروحين هالمحل وتسالين لي.. مريوم والله ابي اسوي مفاجاة لفيصل.. تعرفين عرسنا ما بقى عليه شي.. كلها اسبوعين.. (برجا مرة ثانية) عفية مريوم.. مساعد لا درى بالشي جذي ما بيردج..
مريم وهي تناظر اختها بعجز.. والله عروس مانقدر نردها: انزيــــــن
نورة بحبوووور: وي فديــــــــــــــت هالبنت والله يعلني ما خلىىىى
مريم: اي الحين.. يعلني ما خلى..
نورة: يالله عاد بسج.. انزين انا بخليج الحين لا احتجتي شي خبريني..
مريم: انزين بقول لج.. البس عباة ولا ما يحتاج؟؟
نورة: لا.. ماظن.. خذي لج ملابس حشيم وما يحتاج عباة بعد..

طلعت نورة عن مريم وخلتها في غمرة الاثارة.. يا ربي.. انا بروح اميركا.. وبشوف فتوون. وبردها وياي.. يا الله ونــاسة.. حبيبتي فتون ولهت عليها من قلب.. الحمارة ما تستحي ولا تخيل اهي ادري فيها لقت لها ارفيجة لكن وين تلقى مثلي انا الريــم.. لا هي ولا اخـوها الفايج.. الحمار..

وبتفكيرها بجراح ياتها فكرة خطيرة.. مع انها يمكن ما تلاقيه بس.. ليش ما تروح اليوم بيتهم وتبارك لهم على التجديد .. ما تشوفه بس تشم ريحته الغالي.. يعلنى ما اخلى من ويهه النحس.. وعلى هالفكرة.. تركت اغراضها ونزلت تحت لامها.. عشان تراضيها ومرة وحدة تطلب اذنها بالطلعة..

لقت امها قاعدة في الصالة وهي محزمة راسها.. اكيد .. صدعت.. من يوم درت بسالفة السفر وهي ما كلت من الصراخ والمناجر.. محد يكلمها.. لا ابوي ولا مساعد ولا حتى لزقتها لؤي.. صارت بموقف كريه لكنها فترة وبتعدي.. ام مساعد طيبه وقلبها ابيض لكن من يسيطر على الغيرة..

راحت بكل هدوء.. واندست تحت حظن امها وهي مسترخية.. اكيد الحين امها بتروغها لكن كانت غلطانه. امها كانت هادية ولا كأنها حست بوجود مريم.. معناته اهي في حالة النكران.. تنكر اللي يازعم معذبينها.. ياحلوها هالام والله.

مريم: انته.. انته يا جميل... انته يا حلوو.. انته يا سوكر نبات.. انا ما ئدرش لاا.. كل دي الحلاوة عندنا بالكوايت.. يا لهوي مئدرش..

بنظرة وحاجب مرفوع جابلتها امها.. عرفت مريم انها طافت الحد.. ولزقت بامها اكثر..

مريم: يمة بس خلاص عاد.. والله بتخليني اهون عن السفر.. كل هذا شوق لي لا لا صراحة انا ما قدر.. هالكثر انا غالية عليج يا توتة انتي؟؟
ام مشعل: والله؟ حلفي انتي بس؟؟ لا يمة ليش تهونين السفر. روحي .. روحي للي صارت اهم مني .. روحي لفــــــــــاتن.. اللي سرقتج من قبل والحين اخوج.. مو بعيدة بعد جم يوم ابووج يطيح صريع بهوى هالفتينة..
مريم وهي تضحك بصوت عالي ويوم بققت ام جراح عينها فيها سكتت.. : يا يمة.. يا عمري.. يا حبيبتي.. والله حرام.. حرام هالشي لمقااامج الرفيع يا ستنا.. انتي الكل بالكل في هالبيت.. وانتي عمد هالدار .. وانتي نووور اللمبة لاانطفت.. وانتي لسند وانتي وانتي وانتي وانتي... يعني تحطين فتوووووووون.. اللي ما صارت.. هالنتفة هذي .. لا يمة.. انتي ترضينا انا لاااء والف لااااااااااااااااااء..
ام مساعد وهي تدفع بنتها عنها: روحي انتي يا م الحجي.. ويه عليج والله انج راعية حجي ما صار مثلج بالكويت..

مريم وهي تتفدع يم امها .. ومن ضحكتها القوية دفعت امها بعد للضحك وياها.. ما قلت لكم ان قلبها طيب.. بس الغيرة ذباااحة سألوني انا اشوف امي في البيت.. وبعد فترة من الهدوء..

مريم بصوت حنون وهي لامه امها: يمة.. توصين شي من اميركا؟
ام مساعد:. ويــه يا حسرة.. شوصي.. لو رايحة الدمام قلنا ما عليه.. الا عمريكا.. شدرانا شفيها شمافيها..
مريم: هههههههههههههههههههه يا حلوج امي.. تدرين عاد. بعطلة العيد والله لانروووح العمرة..شرايج؟
ام مساعد: ايه.. ويا اخوج عاد اللي ما عنده وقت..
مريم: لا صج صج يمة .. رمضان جريب.. وان شاء االله بالعيد نروح العمرة.. بس عطينا موافقتج وكل شي يتم؟
ام مساعد: ليش بتتوسطين لي عند فاتن؟؟؟؟
مريم: ها؟؟؟؟؟؟ يمممممممممممة شقلناااا ..

سكتت ام مساعد وشاحت بويهها عن بنتها... وبعد هدوء بسيط بين الثنتين

ام مساعد: ديري بالج على نفسج يمة.. وهالله هالله في الصلاة.. وذكري ربج وحطي عينج على اخوووج.. ما ابي يصيدكم شي.. انا هو راح هذيج المرة وقلبي احترق.. مو انتي الغالية الثانية...
مريم بفرح كبير ودموعها تدافعت بعينها: يعلني ما خلى منج يالغلا.. انا غالية.. اذا انا غالية انتي شنوووو؟؟
نورة وهي تنزل: لاااااااااااااااااااااااا ااا لا اسمح بهذه الخيانة.. يمة انا العرووووس ومريم الغالية؟؟ شهالخيااانة .. هزلت والله ..
ام مساعد تضحك لها: وي انتي ام الغلا بهالبيت يالعروووس..
مريم: ايه ايه امي تقول لج جذي بس لانج عرووس مو عشان اي شي ثاني
نورة وهي تلم امها: يمة شوفيها؟؟
ام مساعد: لا يمة لا تقولين جذي.. انتو كلكم قطعة من يوووفي وحشاي.. وكل واحد منكم له مقامه..
مريم:بس انا اكثر
نورة: لا انا اكثر...
لؤي اللي دخل عليهم: لا انتي ولا اهي انا.. (يطير لحظن امه) احظنيني يا بت .. دانا ولهان عليكي كتيييير.. وخرو انتو الثنتين..
نورة ومريم: يمـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــة
.
.
.
الجزء [26] من قصة نظرة حب
غزلان في غرفتها الكبيرة الفخمة وثيابهها المنثرة بطول الغرفة وعرضها.. قررت انها تزور بيت ام جراح اليوم ولازم تبين في اووج اناقتها.. وبعد بهالزيارة اقنعت امها بصعوبة انها تيي وياها .. استحت الام نظرا للعلاقة السطحية او المعدومة.. تعذرت سماء بكل اللي تقدره لامها لكنها ما قدرت تقنعها الا بشي واحد وصار من صالحها.. التعامل اليديد بين ابوها وجراح.. وروحات ابوها الدايمة له او حتى زيارات جراح للمكتب.. اهي ما شافته من بعد هذاك اليوم لكن اكتفت صراحة لانها بينت له انها مهتمة فيه.. لكنها مو بس مهتمة فيه.. فكرة الحصول عليه صارت تحدي بالنسبة لها واهي لازم تكون قد كلمتها.. مستحيل تخليه يضيع من يدها عشان بنت بسيطة مثل مريم.. جراح محتاج لبنت راقية وستايل وبرستيج مثلي.. واهو الظاهر متاثر منها يعني ما يبيها تضيع من جذي اوهم نفسه انه يحبها وانها شي بحياته..لكن اذا عرف باهتمامي فيه وبحاجتي له بيفرق بيني وبينها .. وان شاء الله يشوف اني انسب له منها.. ياااي عليه.. يخبل هالولد.. مخبلني وعافس افكاري..

ودخلت عليها اختها ((غصون)) اللي كانت توها راجعة للكويت ويا زوجها الدبلوماسي... ويوم شافت الفوضى تعجبت...

غصون: يا الله غزلان.. شسويتي بالدار قلبتيها فوق تحت؟؟
غزلان وهي تدور في الكبت: هذا وانا للحين ما لقيت اللي ابي البسه.. غصون شوفيلي البلوزة اللافندر.. ماركة كلوي..
غصون: الله يهداج وين بلقى لج ويا هالعفسة
غزلان: وووووه والله بمووت غصوون ساعديني لا تعورين لي راسي زود
غصون: زين خلي عنج هاللون.. الحين شتا ليش ما تلبسين شي تدرجي.. يعني البني ولا الاخضر.. حلو عليج ويا لون شعرج
غزلان وهي واقفة يم المنظرة تتخيل اللي قالته اختها: تهقين؟
غصون: اي.. وايد يليق عليج وبيبين لون شعرج زين..

والغبية غزلان على طول راحت بفكرها بجراح.. يا ترى شنو لونه المفضل.. اهي كل مرة تشوفه كانت تلقاه بالدشداشة.. ويوم رد من اميركا كان لابس جاكيت رياضي احمر.. يمكن يحب اللون الاحمر.. ما يندرى ..

غزلان: بلبس احمر...
غصون باستغراب:.. شعرج احمر وهدومج بعد.. لا لا.. خليه لمرة ثانية ولبسي اللي قلت لج عليه
غزلان : اوكيك. بلبس... (وهي تمد يدها للكبت) هالجاكيت.. وو... اممم (مدت يدها لتنورة قصيرة بكسرات متداخلة...) شرايج؟؟
غصون: حلوو.. لبسي وياهم بووت رفيع..
غزلان: اكيد... متأكدة حلوين..
غصون: اي حلوين.. وبعدين على اللي سمعته من امي واللي سمعته منج انهم ناس بسيطين يعني حدهم سوق المباركية..
غزلان بغيض: غصوون.. ارجوج.. هالعايلة وايد قريبة علي قلبي وما احب احد يستخف بهم.. اهم بسطاء لكن قلبهم كبير..
غصون: بسم الله عليج عاد شوي شوي.. اللي يسمعج يقول لج مطلب منهم..
غزلان بتوتر:.. شقصدج يعني.. انا .. زرتهم مرة ويا سماء.. بنت خالتي سلوى.. ولقيتهم طيبين..
غصون وهي تزفر: على العموم انتي حرة.. طول عمرج كنتي حرة وبتظلين حرة يعني لو قلنا وعيزنا محد بيسمع لنا..
غزلان: you are so right about this..
غصون: عيل انا بخليج الحين.. بنزل.. ما اقدر اتاخر الليلة عندنا عزيمة عشا..
غزلان: وانتو كل ليلة عزيمة.. ما قريتوا من رديتو من ايطاليا..
غصون: شسوي.. هذا حمود ما يكل ولا يتعب.. ولكن انا شعلي.. بيني فريق تقديم مآدب وكل الي علي اني اختار لون الزهور والزاوية اللي بنخلي الطاولة فيها...

طلعت غصون من الدار وغزلان تفكر في اختها.. من تزوجت صارت انسانة سطحية وهمها في مظهرها.. كانت غير قبل لا تتزوج.. روح الحماس وحبها للحرية والتفكك من القيود الاجتماعية مخليتها غير عن البنات.. لكن من تزوجت حمود تغيرت.. طالعت روحها بالمنظرة وتخيلت روحها حرمة جراح.. راح تتغير 100 درجة.. بتصير ابسط من جذي.. وبتصير احشم من جذي.. يمكن اهو من النوع اللي ما يحب الا البنات المتحجبات. نظرا لذوقه المريع في اختيار بنات مثل مريم.. لكن انا اقدر اخليه يستخف علي اليوم... بخليك يا جراح تصير مثل الميت فيني.. ومن درجة ما تموت فيني بتكره الحياة بدوني.. ههههههههههههههههههههاي..
-------------------------
جراح اللي كان في الورشة مو حاسس بنفسه ابد.. مو الصبح وهو راقد على المكتب.. يعدل في رقدته بعد.. من زود التعب اللي يواجهه يوميا نسبة النوم عنده صارت قليلة.. وحتى بسيطة.. فلذا كان يعوض هالنوم في النوم بالشغل.. اللي ينتج عنه تعطيل في الاشغال..

رن تلفونه وانتفض من مكانه وهو يتثاوب.. شاف ان لؤي المتصل

جراح بصوته المتروس نووم: الوووو
لؤي: يخسسسسسسس هالصووووت وراعيه القاطع اللي ما يستحي على ويهه
جراح: جب جب .. انا اللي ما استحي ولا انت ؟؟ما تسأل عني من رديت ولا شي.. خلاص.. صرت ريال بيتنا خلاص طلعت من القرووب
لؤي: جب ولا كلمة انت اصلا اكبرررررر خاين واكبرررررر لووتي.. انا تدري ليش متصل فيك.. عشان شي واحد بس
جراح: شنوووو
لؤي: ختفتفتفتفتفتوووووووووووو عليييييييك..
جراح: مالت عليك يالحمار..
لؤي: وينك في.؟؟؟
جراح وهو يتثاوب: في الورشة بعد وين..
لؤي: كل هنااااك؟؟؟
جراح: هذا وانا كل هناك والشغل متعطل.. والله محتاج لاحد يساعدني لؤي ما اقدر احط بالي على كل شي..
لؤي: يالهيسسسسس الاربد وانا وين رحت..
جراح وهو يتذكر كلام مساعد عن لؤي: اي تعااااااااااال ذكرتني.. صج تبي تشتغل وياي؟؟
لؤي: ماااااااالت عليك تو الناس تعرض علي الشغل.. ياخي شغلني ابي اتزوج والله ذايبة حناياي وانا العي بهالسالفة...
جراح: لا تلعي ولا شي.. تعال اي وقت.. والا اقول لك.. خلني اعلمك من الحين دامك فاضي..
لؤي: شدراك اني فاضي؟؟
جراح: انت دومك فاضي واكيد قابض هالسيارة وتلوووي فيها..
لؤي وهو يمثل بالصياح: احبك جراح.. دومك حاس فيني.. ياخي شهالقلب الحنون اللي تحمله في صدرك.. ابوووووس قلبك انا..
جراح وهو يضحك: يا عيني عليك انت يا ناعم يا رقيق.. يالله هز طولك وتعال ولا تتاخر
لؤي: عطني العنوان زين...

من بعد ما عطى جراح لؤي العنوان سكر التلفون وويهه متهلل.. واخيييرا لقى له المساعد.. ومن بعد.. اعز رفيج على قلبه ومن الاهل ومصلحتهم مشتركة. الحين ما باقي الا اسنع له الشغل زين بس طبعا شغل مثل هذا ماكو ضمانات ولا شي من هالكلام لكن الاجر زين.. ويمكن يعتبر هالشغل مؤقت لمن يلقى شغل احسن منه.. ومن يدري يمكن يتوسع شغل الورشة.. وتصير في يوم شركة.. بس لا نطمع ونخلي الاشياء تمر بهدوء.. مثل ما كانت..
-----------------------
االانتظار للساعة اربع كان مثمر .. ومريم طول هالوقت استغلته عشان اشياء مفيدة لها.. مثل تدريم اظافرها وياا اختها نورة .. ومن بعدها صبغت شعرها بلون افتح من لون شعرها وصار جنان من بعد ما غسلته وسشورته.. ولبست بهالمناسبة بدلة بتدرج اللون الاخضر اللي اهي مغرمة فيه .. وتفننت عاد هي في الميكب الي حاطته عشان تبين انها انسانة متألقة ومرة وحدة بتخبر ام جراح بسالفة سفرها.. هالشي بفرحهم لانهم بيردون وياهم فاتن.. يا الله فتوون ما يندرى شلون تغيرت ولا تعدل شكلها..يمكن نحفت ويمكن زادت البطة ادريبها اذا كانت بروحها تسوي العمايل..

اللي كانو بيروحون بهالزيارة اهي مريم واختها نورة لان امهم بتروح تعزي ناس من جيرانهم..

نورة: زين من بياخذنا؟
مريم وهي تحط الماسكرا: مساعد الي بياخذنا..
نورة: وليش مو لؤي؟؟ احسن .. عالاقل بنوصل بسرعة
مريم: لااا مو جذي.. اناابي مساعد ياخذني قبل محل جذي اشتري فيه هدية..
نورة: وااي انتي ليش ما قلتيلي انا بعد بشتري هدية
مريم بظيج: يعني يا نورة رايحين بيت الناس وهو يديد شلون ما تفكرين بهالشي..
نورة: لا زين زين قلتيلي.. لكن الحين ششتري لهم
مريم: اي شي.. انا باخذ لهم هاي آله القهوة ويا الكاباتشينو.. وورد.. ومساعد قال بيشتري هدية غير لهم..
نورة: اووف عيل انا ششتري لهم؟؟
مريم : اي شي تحفة فنية ولا شي..
نورة وهي تفكر: لالالا تدرين.. انا بشتري لهم شي من محل انتيكات.. شي جذي ديزاين وشموع وهالسوالف.. حلو صح
مريم تبتسم لها: من خبيرة الشمع كل شي حلوو
نورة: هههههههههههههههههههههه.. زين انا بخليج بروح اسنع روحي
مريم من غير ما تناظر نورة: انا بروح من غير عباة..
نورة التفتت لها: بخليج مساعد؟
مريم: ملابسي حشام يعني وكلها بالسيارة روحه ورده
نورة: اممم صح.. عيل انا بعد بروح وياج نفس الشي..
مريم: بخليج فيصل؟؟
نورة بحالمية: ويـــه من فيصل.. هذا لو اقول له اشرب سم عني يشربه
مريم: ويــــــــــــــــــه عااااد عطونا شوي
نورة بهجوم: ماكو يالله ذلفي.. ههههههههههههههههههههههههه هههه

راحت نورة ومريم تضحك عليها وتدعي في قلبها ان الله يحفظ اللي بين اختها وريلها.. ومن اختها وريلها اييها اهي ويا جراحوو الحمار وخلاص يرتاحوون.. ملت من الهبال وياه والاستهبال .. الحين كل شي لازم يتعدل.. مو بيتهم زهب.. خلاص اهوو قال لي هالشي انه بيي يخطبني.. فديت عمره والله لو يبيني اروح وياه المحكمة وبس خلاص بواااااااااااااافق. فديت عمره والله..
جراح اللي شاف ان لؤي ما يفهم شي في الحسابات خله مسئولية الطلبات والعمال عليه وهو استلم الحسابات والتوصيلات.. ومرة وحدة صارت الشغلةا سهل منها ما في.. ويمكن بعد يحتاجون واحد ثالث بس خلهم يشوفون الاحوال وهم اثنين بعدين يقررون..

وتم الشغل باسهل ما يكون وتوصلوا لشي.. ان شاحنه وحدة ما تكفيهم ويبيلهم اكثر.. عشان يقدرون يوصلون الشي مرتين في نفس الوقت لمكانين مختلفين.. وهالفكرة كانت طبعا من رؤيا الشريك اليدد لؤي اللي كان مستمتع من قلب.. شغلانه سهله وما يبيلها حك مخ وعوار راس ولا مدير يصرخ ولا شي.. الدوام من 8 الى اربع استراحة ساعتين من 12 الى 2 وشاحلى من هالشغلانة. والراتب بعد زين على قد الحال

جراح وهو مبتسم: ها شرايك بالشغل
لؤي وهو ميت من الفرحة: لا تحاجيني والله ان رديت البيت زين.. ههههههههههاي
جراح: شدعوة كله الا شغل
لؤي وهو بطريقته المبالغة في وصف مشاعره: تعرف شنو يعني قعدة البيت؟؟ اااااااااه يا جراح دماااااااااار هذي تحطم كل اللي فيني.. مئدرررررش ائعد اكتر هناااك يا رااقل..
جراح: هههههههههههههههههههه اوكيك يا سنية بس خلاص.. الورشة ورشتك ووقت ما تبي افتحها واشتغل
لؤي: لاني احب النجارة بعد واحب الابتكار

جراح يذكر لؤي بالمدرسة كان يرقد طول الوقت وبحصه التدريب المهني يقوووم..وضحك عليه.. وبالسوالف مني ومناك ابتدت سالفة لا خطرت على بال جراح ولااا مالت حتى..

جراح: متى السفر؟
لؤي: اوووف لا تسكت.. يوم الخميس السفر والوصول يوم الجمعة وامي حاشرتنا بالبيت وعافسته بزعلها؟
جراح: ليش؟؟
لؤي: بعد مساعد مو كفاية انه هو بيروح بعد بياخذ وياه مريم ..
بهت جراح... مريم... ليشششششششش: من بيروح وياه؟
لؤي: الريم العصلا...
رجف قلب جراح.. هاذي الحمارة شلون تسافر وما تقول لي : ومن قال لك انها بتسافر ويا اخوك؟
لؤي وهو يضحك بسخرية: ما يحتاج الاستعدادات على ساق وقدم.. ومريم الله يهداها لو ماتبي تعرف احد يدري كفاية اغراضها وسوالفها اللي يدري عنها حتى راعي الجمعية..

سكت جراح وهو يحس بمرارة تطوف في حلجه.. ومن متى تدري اهي بهالسالفة؟ وما فكرت حتى تخبرني.. شلون بتسافر.. وشكثر بتم هناك.. تظايق جراح من غير اي سبب.. يمكن لانه كان متوقع انها تكون موجودة ومعاه بنفس الديرة خصوصا والحين ردوا بيتهم والمسافة قصرت يعني حتى لو ما شافها يطمن قلبه.. ليش بتسافر معاه.. لكن معليه انا وراج يا مريم.. تروحين وتسافرين وتيين على كيفج وانا هني مثل الطرطووور.. هيّن..

لؤي: انزين وين اخذ هذا؟
جراح من غير نفس: خذه المكان اللي تبيه
استغرب لؤي: زين شفيك انت الحين؟
جراح وهو يقوم : مافيني شي.. انا بروح البيت بتم هني؟
لؤي: لا ما بتم الحين يرد مساعد والغدى بينحط..
جراح: يالله عيل خلنا نقفل..

راح لؤي لعند المكتب وجراح عند العمال وقال لهم انهم بيسكرون مبجر اليوم.. مع ان الشغل اللي كانو مخططيين انه يزهب اليوم ما زهب لكن باجر يوم يديد وان شاء الله يصير كل شي لانه ان تم هني اكثر ما راح يركز والتركيز اهم شي ..

طلع جراح ويا لؤي من بعد ما سلمه نسخة من المفاتيح.. وركب سيارته جراح وعلى طول تحرك الى بيتهم...
-------------------------

غزلان وهي فاضحة امها في البيت: ياا الللللللله يممممممممممة لا تعطلينا خلينا نروووح
ام زياد وهي تنزل من الدري والعباية بيد الخادمة تبخرها لها وبحزم: غزلان علامج يمة مقروصة جذي الناس توها ما استراحت في بيتها لو تخلينها لبعد باجر يصير خير..
غزلان بانزعاج كبير: لا والله؟.. شرايج ما نروح لهم مرة وحدة
ام زياد: يمة والله فشلة ماعرف الحرمة ولا شي..
غزلان: يمة هذي فرصتج انج تعرفينها
غصون وهي واقفة عند الدري: والله انا مادري انتوو رايحين تخطبون لهم ولا تزورونهم.. هذول ناس بسيطين وكل هالاستعدادات مو مهمة لهم يا غزلان
غزلان وهي متوترة: شوفي غصووون مالج شغل زين انا بسوي اللي بسويه
غصون تكلم امها: هذا اخر الدلع والدلال شوفي شمسويه فيكم هالبنت
غزلان: والله موتي حرة مو كل يوم انا بنتهم الصغيرة
ام زياد بحزم وهي تسكت الثنتين: بس.. بدن.. يالله سكتوووو لا اادبكم انتو الثنتين..

واحتراما للام الوقورة انتهى النقاش بين غصون وغزلان اللي كانت مرتجفة من شدة التوتر.. مجرد فكرة انها تشوف جراح تخليها ترتعش.. ولااا هالمرة بعد بتشوف اهله اللي من زمان ما شافتهم.. يا الله يصير كل شي اوكيه وما تطلع لي عقبات انا بغنى عنها..

وطلعت الخادمتين الثنتين من المطبخ وهم حاملات الهدية الكبيرة من نوعها اللي هي عبارة عن تحفة فنية ولا اروووع.. وغصون يوم شافتها..

غصون بدهشة: وين بتخلونها هذي؟؟
غزلان: بناخذ اليوكن اليديد ..
غصون: اهاا.. ههههههههههههههه
غزلان اللي تنرفزت وصرخت: يمـــــــــــة شوفيها
ام زياد: غصووون يمة خلج منها والله حرام عليكم ذبحتونا خلونا نروح لا بارك الله العدووو

وطلعت ام زياد ويا بنتها المدللة وغصون اللي رن تلفونها توجهت له.. ركبوا الخدم الهدية تحت اشراف غزلان الي تمت تصارخ عليهم عشان لا يصيبها شي.. شعرها الطويل كان مغطي ظهرها كله وطريقه انسيابه كانت رائعة والبدلة اللي عليها كانت مخليتها عملية ورقيقة الا بلمحة الاناقة الخشنة الا وهو البوت اللي ساقه طويل.. ودخلت السيارة ويا امها اللي كانت حلقة الافكار تدور في بالها بصمت عن بنتها.. اليوم راح يتضح كل شي.. حالتها النفسية اللي قبل جم يوم.. وهالتوتر اللي صايدها من هالزيارة.. واهي اللي ما تحب الزيارات العائلية .. والله ما يندرى شنو اللي يمر من تحت راسج يا غزلان.. الظاهر ان كلام غصون كان صح.. بسبب دلعنا ودلالنا لها صرنا عاجزين عن كلمة لا في ويه غزلان.. الله يستر منج يا بنتي. ويطلعنا من الي تحت راسج..
================
مساعد الي كان هادئ من ليلة المناجر ويا فاتن محد عرف شنو سبب هدوئه.. يمكن هذا الهدوء ما قبل العواصف.. ويمكن هدوء ما بعد العواصف.. يرد البيت مبجر وياكل زين ومسترخي .. والله اعلم شنو الي يدور في باله للمسكينة فاتن..

مريم اللي نزلت على الساعة ثلاثة وشافته قاعد ياكل ويا امه اللي تسولف له.. وتفاجأت يوم شافته..

مريم: هلا مساعد..

مساعد ياشر براسه لانه كان ياكل.. وهو من طبعه الهدوء وقت الأكل..

مريم وهي تقعد..: يمة خاطري في قباقب متى بتسوون لنا؟؟
ام مساعد: قولي لابووج اهو الصياد مو انا..
مريم: بــيــــه ان جان على ابوي الواحد يهون.. من متى قايلة له ابيه وكل مرة نفس الشي (تقلد على بحة صوت ابوها) المرة الياية كم شيخة الحريم مريم عندنا؟
ضحك مساعد على مريم وهو موطي راسه واستلمتها امها: عيب عليج هذا ابوووج..
مريم: ابوي على عيني وعلى راسي لكن ليش يوعد وما يوفي..
الا بدخلة الابو اللي توه راد من البحر ولابس وزار وبيده كيس : ام مساعد... يوووووه يام مساعد..
ام مساعد وهي تهب له: هلا هلا بالغالي كاني..
بو مساعد: وينج انتي من ساعة اناديج
ام مساعد: استغفر الله توووك وصرت من ساعة؟؟
بو مساعد: خذي الجيس لا بارك الله في العدوووو
مريم وهي تضحك لابوها: يعطيك العافية يبببااااا هههههههههههههاي
بو مساعد: وانتي علامج شاقة الحلج بالنص.. قومي ويا امج ونظفي السمج
مريم بصدمة ومساعد نقع منا لضحك عليها: يبا.. شلون؟؟؟ انا.. مريم .. ام الدل والدلال.. اللي الخادمات يحوشون يم ريلي انظف سمج.. فشررررررررررر بالمصري بعد..
بو مساعد: شنو يعني امج احسن منج بشنو؟؟ والله لو تنوزنون يا بنات الديرة كلكم مثل ام مساعد ماتيوون..
مريم: اوب اوب يبا لا تغازل
ام مساعد بحيا تدعي لبو مساعد: يارب يخليك لنا ذخر وسند يا نظر عيني
مريم وهي تصم اذنها: لاااااااااااا ماابي اسمع تخربوووناا انتوووووو
بو مساعد وهو يقعد على الطاولة: يخربونها ست الحسن والجمال.. بنات هالزمن ينخاف منكم

مساعد يضحك وهو ساكت على كلام ابوه.. ولكن مسرع ما استلمه..

بو مساعد بسخرية: وانت؟؟؟
مساعد بصدمه: سم يا طويل العمر..
بو مساعد: سم يا طويل العمر... شفيك ساكت ومقلقل روحك على اختك وانت العن منها
مريم : ههههههههههههههههههههههههه ههههاااي عمري ابو محد يطلع مظلوم وياااه.. يبا.. خلنا في موضوعنا
بو مساعد: تخلخلت ظرووووس
مساعد ومريم يكملون: العدووو (مريم بروحها ومساعد يضحك) زين يبا.. وين القباقب اللي وعدتني فيهم؟؟؟ ها.. ؟؟ ها ياااا خلف هاا.. وين الامانة وين الوعد.. يبا الكويت امانــــة وبناتها امانة لا تكسرون بخاطرهم؟
بو مساعد وهو يناظر مساعد: انا ابي اعرف هذي باي يوم يات.. يوم اللسان وطوالته... للقباقب لازم نروح فيلجا وانا مووو نوكر (خدام) ريلج اللي ارووح لج وايي..
مريم بحيا: وااااط يبا.. كسرتني.. ما ادري ان كنت اتجبر مرة ثانية ..
مساعد: انا اعرف شلون اجبرج.. يالله روحي لبسي ورانا درب نتشرى ونرجع..
بو مساعد: وين رايحين.. (يكلم ام مساعد) وانتي ما علمتي عيالج منج الا الهياتة.. ودي اشوف هذاك المعصقل ولا نووورة ابد ما اشوفهم وهذي كل يوم ما حطت العباية على راسها وهيّت بالفريج..
مريم: يبا رايحين بيت المرحوم عبدالله الياسي..
بو مساعد بكل احترام: اهاا.. رايحين بيتهم.. الله يرحمه.. روحي يبا وشوفي عمه اخوووج ان جانها محتاجة شي.. بعد احنا اهل ونسايب ما يصير ما نواصل..
مريم: ان شــــــــاء الله يبا.. من هالعيــن وهالعيــــن..

راحت مريم ورى اخوها مساعد وتوه بيدخل غرفته اهي قدرت تلحقه وتوصل له..

مريم: سعوووود سعود سعود..
مساعد يلتفت لها بكل هدوء: هلا..
مريم تقلد عليه: هلا.. شنو هلا قول لي..
مساعد بحيرة: شقول لج؟
مريم وهي تحوس ثمها: .. شصار بينك وبين فاتن؟
مساعد يعقد حواجبه: شنو يعني يصير؟؟
مريم: ماتكلمتوا يعني من هذيج الليلة؟
مساعد وكأنه ما يذكر شي: اي ليــلة؟؟
مريم: ليلة العرس.. ليلة المعركة العالمية.. اللي راح تلفونك ضحيتها..
مساعد وهو يلف راسه عنها: مريم ماعندي وقت لهالسوالف وروحي تزهبي ونادي نورة بعد عشان نروح.. ما ابي اتاخر وراي اشغال..

دخل الغرفة وسكر الباب ومريم واقفة مكانها بصدمة.. شفيه هذا؟؟ ماكلين حلاله.. والله ويا هالويه.. مالت علي انااللي ملاحقة وراك.. بس غموضه هذا اكيد وراه شي.. وانا ما يصير اسكت عنه.. لا يكون بس هون عن فتون وما يحبها.. اقوم اتصل في ارفيجتي واشوفها قبل لا امشي..

فاتن اللي كانت تتعمد انها ترمي تلفونها في مكان غير عن اللي اهي فيه ما سمعت الرنين المتعدد اللي كانت مريم تسببه باتصالاتها.. والسبب الحقيقي ان فاتن كانت في سابع نومة.. طبعا في غرفة مساعد اللي تعودت تنام هناك من سفره.. على الرغم من انها حاملة في قلبها عليه الا انها ما قدرت تتخلى عن الاحساس اللي يتولد فيها بالنوم في هالغرفة.. طبعا الراحة اهي اهم شي..

يوم عجزت مريم خلت عنها الاتصال.. وراحت تتزهب للزيارة التاريخية.. وهي مو عارفة شنوع من التطورات النفسية اللي راح تولدها فيها..
-------------------
في هذيج اللحظة وصلت غزلان ويا امها لبيت ام جراح اللي كانت ما تدري بهالزيارة.. وكانت قاعدة في الصالة ويا بنتها مناير وهم يطالعون التلفزيون.. ويوم رن الجرس الجديد تلفتت ام جراح اول الشي مستغربة بس بعدين عرفت..

ام جراح: يمة روحي شوفي من عند الباب..
مناير وهي لازقة في التلفزيون: يمة قولي لعزوز
ام جراح: تدرين ان اخووج ما قر في البيت من ردينا.. روحي ردي يمة ريلي تعورني ماقدر اقوول
مناير وهي تلتفت: يمة.. انتي ما تدرين ان اكثر حالات الاختطاف للبنات المراهقات تكون في خدر بيوتهم؟؟ يعني يردون على الجرس مثل حالتي؟؟
ام جراح وهي تهف: اوووووووووووووووووووووووو ووووووف..
مناير : اي يمة .. تخيلي يعني لو رحت ارد على الباب وما رديت لج؟؟ شبصير عليج وانا بنتج الثانية وحبيبة قلبج
ام جراح بعصبية: روحي ردي على الباب وان شاء الله يخطفونج على قولتج عشان افتك من قرقتج..
مناير وهي مو مصدقة:.. من صجج يمة؟؟ ما تبيني؟؟
ام جراح بعصبية زايدة: منووور ويهد روحي ردييي..

راحت مناير وهي مخبصة ملامحها .. وتمت تتوعد في الزاير اللي ياهم هاللحظة.. احد ايي بيوت الناس بهالوقت.. صج يعني ماكو احساس..

فجت الباب بملل وهي تصيح: نــــعــــم..

ومسرع ما راح صياحها وتعدلت وقفتها يوم شافت بنت حلوة وانيقة وياها وحدة عيوووز.. لحظة اهي تعرف هالبنت.. مرة ياتهم... بس شنو اسمها نست...

غزلان بفرح: هلا منوور شلونج حبيبتي..
مناير بصدمة: .ه.. هلاا فيج

وراحت غزلان وتمت تبوس في مناير اللي مو متعودة على هالنوع من التصرفات..

غزلان: امج هني؟
مناير: اي... امي هني... حياكم الله..
غزلان بفرح كبير: الله يحيج..

وراحت مناير وتبعتها غزلان ويا امها اللي كانت مفتشلة.. الله يطلعنا من اللي في راسج يا غزلان..

دخلت مناير البيت وراحت لامها بسرعة..وقالت لها وام جراح من زود الصدمة والارتباك وقفت مكانها ولا هي عارفة تسوي شي.. وياتها غزلان بكل محبة وفرح وكانها ماشافتها من زمان..

غزلان: شلونج خالتي شخبارج؟
ام جراح بابتسامتها العادية: الحمد لله ابخير انتي شلونج عساج طيبة
غزلان: الحم دلله ابخير.. (تاشر لامها) هذي امي ..
ام جراح باستقبال رحب: هلا والله توه ما نور البيت..
ام زياد: الله ينور دنيتج.. شلونج شخبارج.. مبروك عليج
ام جراح بحياها وتواضعها: الله يبارج فيج.. حياكم تعالو قعدو...
غزلان: لحظة بس اشووف السايق..
ام جراح: على راحتج..(تكلم ام زياد) حياج الله تفضلي..
ام زياد المحرجة: زاد فضلج الشيخة..

وتمو الحرمات قاعدين ويا بعض ومناير اللي راحت غرفتها تغير هدومها مستغربة من هذي البنت.. اهي عارفتها بس مو ذاكره اسمها.. والله الظاهر ان امي بعد مو عارفتها.. ليش مااروح لسماء واتاكد منها عن هالبنت؟؟؟ اي والله فكـــرة..

ولمعت فكرة ثانية في بال المحققة مناير.. ليش ما تروح بيت سماء ومرة وحدة تستكمل اللي بدته في التحقيق عن هذا المشعل .. من يدري يمكن اليوم راح تعرف اشياء توصلها للحقيقة عن هالشخص.. يمكن راح تعرف اذا له علاقة خاصة بعايلتهم واذا احساسها هذا طلع صحيح.. فديتني والله احسن محققة في هالدنيا.. لوو يصطفون كلهم ما يلاقون مثلي بهالدنيا..

غيرت هدومها مناير ونزلت تحت عشان تروح بيت سماء.. وعند باب البيت وقفتها غزلان وهي تمسك يدها

غزلان: وين رايحة؟
مناير باحراج واستغراب: رايحة بيت ارفيجتي ليش؟
غزلان وهي تبتسم: قعدي وياي ابيج تونسيني
مناير: ههي.. كاهي امي وامج قعدي وياهم وبيونسوونج
غزلان: ابيج انتي تقعدين وياي انتي وايد حبوبة واحسج راعية سوالف
مناير في خاطرها:: يا بنت الناس لا تفشليني انا اسمج ماعرفه ليش تتلزقين:: :- انشاء الله في المستقبل نقعد ويابعض.. بعدين مسافة الدرب وانا رادة لا تحاتيني
غزلان: انتظررررج ترى لا تتاخرين
مناير بابتسامة زائفة: فديتج والله مابتأخر عليج..

وراحت عزلان عن مناير داخل البيت تاركتها في تساؤل .. هذي البنت واحد من الاثنين.. يا هي تحس بالوحدة وياية بيتنا.. يا حاطة عينها على شي.. ما يندرى.. هفهفت مناير.. والله مشكلة.. من يوم بدت التحقيقات صار لها بدل الشغل عشرة.. حتى هذي غزلان يبيله الواحد يستكشف عنها.. الحين اروح لسماء واخليها تعلمني بكل شي..
------------------------

كانت فاتن نايمة لكن عادتها بالصحو من وقت ما خانتها.. وكاهي الساعة تسعة واهي عند المطبخ تزهب لها الريوق.. نسكافيه عادي وسندويجات بالبيض والمايونيز والدياي.. تفننها بالسندويجات يخليها ملكتهم.. من خلال انعكاس صورتها من جامة الكبت لاحظت انها ضعفت اكثر من قبل.. وشي ثاني بين لها هالشي اهي ملابسها الي تسبح فيهم.. والله حاله.. انا لازم اسمن اكثر من جذي ما بين لهم اني تعبانة صحيا ولا شي.. بس هالأنفلونزا سوت سواياها في يومين.. بس معليه.. الاكل الدؤوب بيرجع كل شي.. عطلة الكريسماس كانت مبتدية من بداية مرضها .. و بتستمر الىالسنة اليديدة.. احلى شي انها راح تقضي سنتها اليديدة يا اهلها.. عشان تتمتع بأيامها.. لكن لو راحت وفكرت بتشوف انها حتى بالكويت بتكون حرم مساعد خلف الدخيلي.. يعني لازم لازم اطلع وياه واشوفه ويشوفني.. خله يشوفني حلاله لكن اهو اللي بيندم على اللي سواااه.. انا مو مستعدة اتنازل قبل ما هو يتنازل ويترك حب السيطرة الي فيه..

وبمتعة تمت تحسب الدقايق والساعات على وصوله.. هالمرة وصوله راح يكون شي مغاير تماما..
==============
سيارتين وقفوا عند بيت بوجراح بنفس الوقت.. سيارة جراح وسيارة مساعد.. ومريم من شافت جراح دقات قلبها خانتها وبدت تطفر منها اليه.. وشعور من الفرحة غمرها لكن اهي لازم تحاسب على وجود اخوها وياها.. واول ما نزلت من السيارة ويا مساعد ونورة سلم جراح على الاثنين وتم واقف وياهم بالسوالف اما هي وقفت بعيد عند اخوها وابتسامة رضا على شفاها كان جراح غافل عنها..
يوم التفت جراح لها مسرع ما بعد عيونه عنها.. ما يقدر يناظرها وهي اللي بتسافر عنه؟.. شلون قدرت تسوي جذي؟ ما تخبرني بسفرها عني.. هين يا مريم ان ما خليتج تهونين عن هالسفر..

نورة وهي تأخر مشيها عن مساعد الي خط الدرب كله ووصل للديوانية

نورة في اذن مريم: واااي يا محلاااه..
مريم: اووش سكتي.. ذبحني نورووه
نورة: جبي ياللي ما تستحييين.. عيني عينج
مريم بصدمة: انتي بعد..
نورة: انا غير.. انا اكبر منه..
مريم: يالله عاد حللتيها..

بهذيج اللحظة طاف جراح من جدام مريم ونورة اللي واصلوا دربهم الى باب البيت.. ومريم اللي ما كانت ملاحظة ظيج جراح وفسرته انه ملزوم فيه لان نورة ومساعد معاها..

دخلووا البيت... ووقفت مريم مكانها من الصدمة اللي شافتها.. هالبنت.. اسمها غزلان.. يوم رد جراح من السفر شفتها هني.. بنت خالة سماء.. اخت مشعل.. شيايبها هني..

التفتت ام جراح الى الحضور الجديد وحتى الظيوف الا وهي عزلان وامها.. ويوم تلاقت عيون الخصمتين تطاير الشرر في عيون غزلان.. يعني ما ياز لها اتيي الا اليوم؟؟ وانا هني؟؟

ودخلت مريم بكل هدوء هي واختها وهم حاملين الهدايا اللي يابوها واستقبلتهم ام جراح احلى استقبال يمكن حتى حز بخاطر غزلان هالشي لكن شي واحد لازم تفهمه ان مريم رابية بهالبيت .. ومعزتها من معزة اولاد هالام الطيبة.. لكن يا خوفي لو ان هالام بعد حاطتها في بالها لولدها.. وانا اللي ابي اكسبها شبيصير علي..
-------------------------
مناير اللي دخلت لسماء بكل هدوء ظلت قاعدة في الصالة وهي تنتظرها اتييها وبنفس الوقت كانت مأخوذه بأناقة البيت وكشخته.. يعني بيتهم صار شي جميل.. لكن هالبيت ما يعلى عليه.. وكأنه قصر. اهو بالفعل قصر.. كان هالبيت من اكبر البيوت اللي انبنوا في هالفريج.. وتحركت روح التحقق في مناير وقامت على حيلها وهي تستكشف هالبيت.. عشان الدلائل والحقائق.

راحت وهي تتمشى عند طاولة كان عليها اطارات متعددة لصور اهل البيت.. يمكن اكثرها كانت لحرمة وولد.. وهالولد كان مشعل ما غيره.. وتمت تراقب ملامحه مناير بحاجب مرفوع مثلها مثل شيرلوك هولمز.. تمت تتمنظر فيها وتدقق وتدقق لمن اندعس خشمها عند عينها .. ويوم لاحظت اشياء خياليه دارت في بالها وقفت وهي تمطط ظهرها اللي كان منحني طول هالوقت.. مو حاسة بالشخص اللي كان واقف يناظرها..

ويوم التفتت تفاجأت انها شافته..(موضوع البحث) :: مشعل ::

وقفت وهي تناظره بشموخ وبين الصمت تكلمت:.... انتظر سماء.!
مشعل بابتسامة راقب ملامحها.. قريبة وبعيدة بنفس الوقت من فاتن:.. انتي اخت جراح صح
مناير بغرور: اي نعم.. صح..
ابتسم مشعل: دقايق بس وتنزل لج سماء.. اهي شوي تعبانة اليوم
مناير:.. اوكيك.. بنتظرها...

استغرب مشعل من تصرفها الجاف او المغرور شوي لكنه ما عطاها اي اهمية.. وراح عنها .. اما هي ظلت تناظره وهي تتوعد فيه. انا لازم اكتشف حقيقتك.. لازم..

ومن بعد ما راح مشعل ياتها سماء وهي لابسة البيجاما.. وعيونها متنفخة وكشتها منشورة.. استغربت مناير يوم شافتها بس تذكرت الخلاف للي دار بينها وبين خالد..

سماء وهي تلم مناير: منووووووووور
مناير: ويييييييه شوي شوي على عمرج؟؟ علامج سماء
سماء وهي شويوتبجي: بموت منووور
مناير: وخري زين.. احد يموت على هالمعصقل..
سماء: منور ذبحني ولد خالتج
مناير: تراج للحين ياهل..خلي عنج خلوود وسمعيني عندي لج سالفة
سماء باستغراب: سالفة؟
مناير: سالفة خطيــــــرة
سماء تسكتها: صبري.. (تتلفت.. اكيد امها قاعدة في مكان وهي تتسمعهم) تعالي وياي داري لا احد يسمعنا
مناير: اوكيه

وراحو الثنتين لدار سماء..
----------------------------
مشعل اللي طلع من البيت اول ما بيركب سيارته شاف جراح طالع من الديوانية ومعاه شخص.. ويوم تعرف على ملامحه ظل واقف وهو يتمنظر فيه.. هذا هو الحقير.. خطيب فاتن.. شسوي هني؟؟ لا يكون... لايكون فاتن ردت؟؟؟ وينها طيب؟؟ ماشوفها؟؟؟
---------------------

مريم من بعد ما تلقت اتصال من مساعد وسكرته..

مريم وهي تقوم: يالله خالتي احنا بنروح
ام جراح بصدمة: بهالسرعة
نورة بابتسامة: تعرفين مساعد دومه مشغول.. وخصوصا باجر السفر بعد انشغل زود وزود..
ام جراح: ويييه.. الله يردكم بالسلامة ان شاء الله ووياكم بنتي بعد..
مريم بابتسامة حلوة ومرحة: ويردني وياهم بعد
ام جراح بصدمة: انتي بعد؟
مريم: اي انا بعد ليش ماوح ويااااهم يحليلي ما رحت اميركا بحياتي
ام زياد تضحك لها: ولله يمة انا رحتها وياريتني ما رحتها.. تكسر الريل والعظامة..
مريم: لا عاد خالتي انا محد بيقنعني.. لازم اروح بروحي واشوووف
ام زياد: روحي وان ما انا قنعتج انتي بتقنعييين
مريم بحالمية: وي فديتني منو قدي..

ضحك الكل عليها وهي على الرغم من راحتها الا ان نظرات غزلان لها وهدوئها ما طمنها.. تذكرت مريم هالبنت وموقفهم السابق وشلون كانت لازقة ونعومة ويا جراح وكانها بتكسر ظفرها.. لكن هين لج انا وراج يا بنت الناس ان ما خليتج تندمين على هالشي..

غزلان: يمة احنا بعد لازم نروووح..
ام جراح: يا الله عليكم يا ما كله يا ما خله..
ام زياد تبتسم: لا ياوخيتي بس بنتي بالبيت وخليتها بروحها
ام جراح: ليش ما يات وياكم جان كملت القعدة
ام زياد: ما تقصرين الشيخة.. يالله.. على العموم تشرفنا بمعرفتج
ام جراح: الشرف لنا الغالية.. ولو

وبهالشي.. طلعوا الظيوف كلهم مرة وحدة.. غزلان وامها اللي راحو عند سيارة السايق اللي انتظرهم ومريم ونورة اللي راحو عند سيارة اخوهم.. ومشعل اللي كان يراقب كل شي من داخل سيارته المعتمة.. يراقب الكل لمن طاحت عيونه على خالته وبنتها.. كانو واقفين عند السيارة بس تكلموا فيما بينهم وتوجهوا للبيت.. وظل هو يشغل نفسه لانه مايبي يفوت على عمره مراقبة مساعد.. اللي كان مثل الصخر ساكت وهادئ وما يهز حتى راسه.. دخل السيارة ويا خواته وتحرك من المكان الى مكان ثاني... ومشعل ورااااه بهدوء..

جراح اللي يوم شاف مريم طالعة نزل عيونه لكنه رفعها مرة ثانية يوم شاف غزلان.. ومن شافه يناظرها.. مريم ما غيرها.. والتفتت بين الاثنين بقهر وهي محترقة من داخلها.. يعني انا يوم ناظرني نزل عيونه.. ويوم شافها؟؟ ما اقول الا مالت عليــــــك..

جراح اللي نزل عيونه عن غزلان تم يناظر الارض ويوم مشت مريم صوبه ما قدرت تمنع نفسها من كلمه وحدة..

مريم بصوت واطي: مالــت عليك يوم انك تشوفها قبلي..
رفع جراح راسه لا اراديا من كلامها. يعني لاحظته؟؟ خلها تولي.. باللي مااااااا يوفج.. مو اهي بتسافر ولا فكرت تخبرني.. يالله خلها تصطفل.. يعلها ان شاءالله ما ااا ترضى..

ركبت مريم السيارة وغزلان اللي كانت تنتظر وياامها اللي تبي تزور اختها دامنها موجودة في المنطقة.. ويوم راحت الام عند بيت خالتها تقدمت اهي صوب جراح اللي كان واقف..

غزلان بابتسامة: السلااام..
جراح من غير ما يرفع عيونه: وعليكم السلام..
غزلان وهي تراقب ملامحه وكان يبين انه متظايج: خير جراح.. فيك شي؟
جراح وهو يرفع راسه بحيا: لا سلامتج.. ما فيني الا العافية.. وانتي فيج شي؟
غزلان بصدمة: لا ما فيني؟؟
جراح: الحمدلله.. يالله... مع السلامة..
ومثل كل مرة ما خلاها حتى تكمل السلام وراح عنها: الله يسلمك..

دخل جراح البيت وهو معصوف من مريم.. يعني اهي تزعل وانا اراضيها لكن انا لو زعلت ما تهتم ولا تحط ببالها.. خلها تولي.. تروح وترد على كيفها انا مالي شغل فيها

طول الدرب حاولت مريم انها تحبس الصرخة اللي فيها.. ياريتها بس تقدر ترد بيت ام جراح عشان تداوي هالمغرور.. لكن ماله داعي.. اهو ما يستاهل.. يناظر غزلان جنه ما شاف خير.. خل غزلان تنفعه... خله يلقى منها اللي ملاقيه مني طول هالسنين.. لكن خلاص يا جراح.. انت لازم لازم تتأدب. وان كان هالشي على حساب راحتي..

مساعد اللي لاحظ سكوت مريم في السيارة ويوم وقف عند البيت

مساعد: مريم؟؟
مريم بهمهمة حزينة: هممم
مساعد باستغراب: علامج؟؟ فيج شي؟
مريم: لا.. ابي اروح البيت
مساعد: كاهو البيت جدامج..
التفتت مريم وشافت انهم وصلوا.. الظاهر انها كانت سرحانه طول الوقت..
مريم: اوكيه.
مساعد: لا تنسين تزهبين اغراضج باجر من الصبح احنا طالعين..
مريم: ان شاء الله

قالتها وهي تسكر الباب وحاسه بالحزن لبلعومها.. لو احد يكلمها بتنفجر من الصياح عليه الحين.. ليش جذي.. ليش يعني قبل لا اسافر يعني لازم اتكدر.. وانتبهت لنفسها وهي بغرفتها... اهي ما خبرت جراح انها بتسافر..بس اكيد مساعد قال له يعني وشنو الفرق لاغبت عنه يومين.. كاهي غزلان اللي بتملي وقته عليه.. وبهالفكرة ما قدرت مريم اكثر وغطت عيونها وغابت في نحيب يديد.. مسرع الفرحة اللي صابتها عشان تطير في دقايق..
--------------------
مناير اللي نزلت من دار سماء وهي تتساسرها.. وتوشوش في اذنها وتطمن سماء عن موضوعها ويا خالد تفاجأت يوم شافت ان ام زياد وغزلان كانو في الصالة ويوم شافت غزلان مناير عند سماء استغربت. يعني سماء اهي ارفيجة مناير؟؟

مناير: يالله سموي انا بروح
سماء: اوكيك
مناير: خلج صاحية باللي قلت لج عليه وبتنجحين
سماء: ولي زين مسوية روحج ناصحة
مناير بنظرة اجرام: صج لا قالو لا شبع ال::
سماء وهي تدفعها: ولي ويا هالراس..

طلعت مناير من الباب وسماء اللي ما كان لها مزاج لخالتها او بنت خالتها بالاحرى كانت مجبورة انها تروح وتسلم عليهم..

اما مناير اللي طلعت من البيت تفتح رباط جوتيها الرياضي ونزلت تصلحه.. ويوم رفعت راسها لاقت مشعل اللي رد من متابعة مساعد لبيتهم جدامها..

مشعل يبتسم: حاسبي لراسج
مناير بذكاء: انا محاسبة له لكن ناس ما يحاسبوون
مشعل بغرابة: شقصدج؟
مناير:مع السلامة..

وراحت عنه وهي متنفرة منه.. هالانسان فيه شي مو عاجبني مادري.. سماهر تشوفه وسيم وحلو وعيونه مادري شقالت عنهم لكن انا قلبي ما يطمني منه.. فيه شي غريب شي يخلي الواحد يحترس منه. وانا لازم اتكشف هالشي

مشعل ظل واقف وهو يفكر بهالبنت الصغيرونه..صغيرونه لكن لسانها طويل.. وعلى طول تذكر فاتن.. كانت التضاد لهالبنت.. فيها ملمح من ملامحها بهذاك اليوم اللي وقفته بنص الشارع لكنها بعد تختلف.. فاتن كانت مثال للنعومة والرقة لكن هذي...

هز راسه ودخل بيتهم..
----------------------------------------
اليوم السفر.. اليوم الموعود.. ما قدرت فاتن فيه تنام ولا تستريح.. تحاتي هالوقت اللي قاعد يمر بسرعة ويخلي موعد ملاقاتها بمساعد اقرب واقرب.. يا الله بكون بروحي وياه في نفس المكان.. ما اقدر اتخيل هالشي.. اهو قال لي يا الخميس بالليل او الجمعة وما ادري ليش احس اني ارجح الخميس.. يمكن يبي يسويها لي مفاجاة.. يا قلبي اي مفاجاة اللي انتظرها انا اليوم بنقتل بنذبحج منه.. لكن.. انا لازم اكون اقوى من جذي انا توعدت في نفسي وتحلفت اني ما خليه يأثر فيني.. وين مايأثر.. اول ما قعدت وياه كنت اكرهه.. ويوم راح ندمت على روحته.. ويوم بيرجع لي انا قلبي مادري وين احطه.. قلبي اللي خاينني وراح لصوبه ومنتظر وصوله اكثر من اي شي.. يا الله صبرني.. صبرني على لقياه..

مساعد اللي كان يزهب الاغراض في المطار ويا مريم ونورة ولؤي معاهم .. تركو الام وهي تبجي فراق بنتها وولدها ولا كانهم بيغيبون فترة وبيرجعون.. وعيون مساعد وتفكيره كانو مشتتين.. يعني اهو بجسمه موجود لكنه غايب عنهم.. روحه وتفكيره ويا فاتن.. ولوما مريم معاه جان الشي راح يكون مختلف.. يمكن عادي اخذها من شعرها واضربها بالحايط بعدين اخذها والمها لصدري واباريها.. يا حبيبتي يا فاتن.. يا اقوى متحدية واصغرهم.. يا ربي شهالتوتر اللي قاعد احس فيه .. ما بصير شي.. بدخل عليها بشكل عادي وبكون عادي وما بكلمها ولا حتى بعطيها ويه.. ههااه.. هذا اذا اهي اهتمت لوجودي.. لا ومريم بعد عنصر التشيت راح تكوون فعالة وياها.. بتلزق فيهاوانا الصفر اللي على اليسااار.. اصلا مفاجأتي لها راح تكوون كافية.. مريم اللي راح توقف لها وتفهمها اني انسان لازم القى اللي ابيه يا تستحيل حياتي الى الجحيم.. وفاتن لازم تعرف هالشي وتحترمه بعد لو تبي.. لاني مو مستعد اربي يهال.. وعلى سالفتها اللي سوتها هذاك اليوم... انا اوريها... كف ما تبي غيره

لؤي: مساعد.. مســـــأعد؟
مساعد وهو يلتفت بجفل: ها ها هلااا فيك
لؤي يبتسم بخبث: هاا.. فكرك مو وياك.. ويا الحبيبة .. اقول ..مو هذي الخطوط اهي نفسها اللي رحت معاها هذيج المرة
مساعد: اي انا رحت هناك وعجبوني صراحة وقلت اذا اضطريت اني اسار مرة ثانية بسافر على هالخطوط..
لؤي : بس عيل يا قلبي يا اخوي.. تحمل بروحك وحط بالك على مريوم يمكن بهالشيلة علبالهم اهي من جهات او جهات
مريم وهي تضرب لؤي: عمى بعينك شنووو جهات والله شرفهم هالشيلة ويا راسك
لؤي: وااااااااو اثنينهم مزاجهم مثل الفلفل.. يالله اخليكم انا الحين وراي الشغل
مساعد باستفراب: اي شغل؟
نورة وهي تناظر مريم من تحت لتحت: وي ما تدري الحين لؤي يشتغل ويا جراح في الورشة
مساعد يبتسم: اووه.. شي حلوو والله.. يالله بالتوفيج.. ديرو بالكم على امي ولا تخلينها بروحها يا نورة
نورة وهي تنزل عيونها بحيا: والله من زمان ما خليتها بروحها وتطمن
مساعد: يالله عيل.. بخليكم..
لؤي :تحملو بروحكم..

وانطلق مساعد ويا مريم وهم رايحين عند التذاكر ..
------------------------------------------------------------

رن جرس البيت في شقة فاتن اللي جفلت مكانها وهي توقف.. يا رب.. ما يصير.. الحين يا.. لا ماصدق وين ايي الحين.. تو الناس على رحلتهم.. وراحت هي عند الباب تفتحه وارتااااااااحت يوم لاقتهم ميشيلا ويا جورج وبناتهم الثنتين...

الحوار دار بالانجليزي بس مترجم بالعربي
لبست الشال بسرعة وفتحت الباب: هلاااا والله
ميشيلا : هلا بيكي
جورج وهو حامل الاغراض الباجيه: كيفك ستي فاتن
فاتن: منيحا الحمد لله.. انتو شخباركم عساكم طيبين
جورج: منااح.. شو مافي اخبار عن استاز مساعد
فاتن وهي ترتعش من داخلها: لا والله بس الليلة بالترجيح او باجر يبكونون موجودين
ميشيلا: الله يجيبهم بالسلامة ...

وظلت فاتن ويا هالعصابة الصغيرونة الي متعوها لكن ما زالو عنها التوتر.. ظلت تفكر في نفسها ان جان مساعد نسى اللي سوته وياه .. وقدر بينه وبين نفسه انه يسامحها ويخلي اللي صار يعدي ويطوف.. لكن لا.. انا اللي سويته فيه مو جليل.. سكرت التلفون في ويهه وهذا شي لا يغتفر عليه.. يا الله كان لازم يعني تسكر التلفون في ويهه.. وكان لازم تتجاهله وت ما كانت مريضة.. يعني حرام يا ناس انا ما قدر اتهنى بنومي ولا ليلي..

بوسط احاسيس التوتر اللي جاست فاتن كان الخوف عامر خفوقها.. سبب ماتقدر تسيطر او تفكر بحقيقته.. يمكن طول الرحلة الي اهي مرت فيها من قبل ساند هالخوف اللي فيها.. لكن اهي ليش تخاف.. تحط املها في رب العالمين ويخليها تكون في احسن حال..
-----------------------------
جراح اللي كان في الورشة قاعد وحاط راسه على الطاولة.. مو نايم كالعادة لكن الصداع اللي حلس على راسه ما خلاه يرتاح بنووومه .. وعشان ما يقعد في البيت راح الورشة وقعد فيها قبل العمال وقبل الكل.. وهويفكر في مريم اللي بتسافر اليوم واهي زعلانة منه.. لكن هم انا زعلان على سفرها ومو طايق الدنيا بدونها.. يا ترى اهي حست بنفس الشعور يوم انا سافرت؟؟؟

وسد خده للطاوله وهو يحس بطعم الفرقا مثل المرار في حلجه.. حتى الدمعة شوي وتسري من عيونه.. يا الله يا مريم شلون خليتج تروحين من غير ما طيب خاطرج.. كبح جماح قلبه امس انه ما يروح لعند دريشتها مثل كل مرة ويقول لها او يعبر لها عن اللي يتخالج مشاعره.. الغرور كان اكبر منه ووحش الكبرياء استيقظ عنده..

مادري شكان ينتظر انها تييه بروحها وتستسمح منه.. لو كنت متكبر مرة مريم كلها على بعضها غرور.. احبــــــــج يالمغرورة.. وان رديتي.. لا مني لج الهدية.. هدية حبنا.. هدية بتخليج تطقطقين براسسج من زود وناستج.. بتقدم لج.. واللي فيها فيها.. 21 سنة 21 سنة.. الي اكبر مني ما يسدون روحهم انا ساد عمري ولله الحمد.. باخذج يا مريم.. باخذج وبخلي عيوني تتكحل بشوفتج يا نظرها..
---------------------------------------

مرر الوقت على فاتن مثل السحاب والغيوم على الشمس الي بددتها باشعتها الساخنة.. وصارت الدنيا ليل.. منورة بنجوم المصابيح والاضاءات وعيون فاتن ترتقب الباب اللي بيندق..

ميشيلا وجورج راحوو من زمان وظلت اهي بروحها تنتظر وصول مساعد.. الساعة الحين 12 ونص بالليل.. وكلها دقايق واهم يكونون موجودين... يا الله قلبي مو قادرة اضبط مشاعره.. مو قادره.. احس انه بيغمى علي لو شفته.. ما ادري.. مادري شهالاحساس اللي يمر فيني.. مو قادرة ارسى على بر من هالمشاعر..

وبسبب او اخر مرت على بالها الدبلة اللي عطاها اياه مساعد.. لبستها على رقبتها جم يوم لكن حست انها اهانة لهالنوع من الارتباط.. فالحيوان هو اللي يكبل من رقبته دلالة على الملكية.. وخلتها بمكان محفوظ لمن تستعد لهالشي.. وما تدري ليش ان كل عروقها وجهت عقلها وارسلت لها رسائل ان هذي هي اللحظة... هذا اهو الاستعداد يا فاتن.. هذي اهي اللحظة اللي كنت تنتظرينها من زمان.. كاهي ياتج وتحينت لج قبل دقايق من وصول مساعد..

راحت الغرفة... واي غرفة.. غرفة مساعد... فتحت احد الادرااااج ولقت الجيس المخملي .. قلبته فوق يدها وانسابت السلسلة مثل الحرير على كفها الاحمر.. والدبله تدلت بين صوابعها.. رفعت الحلقة اللا متناهية وطالعت فيها..

وتخيلت

لو ان حياتها كانت

حلقة لا متناهية

من الزعل والخصام

الرضا والتفاهم

الحب والهيام

ما راح تكون سعيدة؟؟ ما راح يكون هالشي كفيل انه يخليها تعيش بين السحاب. وبحب مساعد اللي اهي تدري فيه راح تكون مثل الاميرات.. وملكة زمانها؟؟
بفرح كبير.. سحبت الدبلة.. ومررتها على بنصرها النحيل.. دخلت الدبلة لمن ثبتت عند العنق..

وبصورة سحرية.. تحولت البنت الحزينة الى اميرة.. تلمع النجوم حواليها.. واسرار الحب تنكشف لها .. وتتفتح الورود بغير مواسمها.. وتنفلق الصخرى وتنبت محل الشق وردة جورية تندت اوراقها بعذب الماء.. اللي حلاوته كانت سبب للونها الراقي المزدان بحمرة الدم الناضج المخفوق بضربات القلب..

وهي على هالحال دق الجرس.. وعلى عكس حالتها االلي قبل شوي يوم تفتح الباب .. الخوف والتوتر والارتباك.. كان ويهها مشرق باحلى ابتسامة.. فتحت الباب وهي تنشر نور الابتسامة للشخص الزائر.. وانصدمت.. يوم لقتها ميشيلا.. بوجه مرتعب وخائف..

فاتن:.. ميشيلا؟ هذي انتي؟؟
ميشيلا بخوف: ايه هيدي انا فاتن...
فاتن باستغراب: نسيتي شي؟؟؟
ميشيلا وهي تدخل: حبيبتي جورج بدو يدخل.. فيكي تلبسي اشاربك..
فاتن اللي انصب قلبها من هالغموض: ان شاء الله..

راحت عند الكرسي اللي مجابل التلفزيون وهي ترفعه وتلفه على راسها كانت قناة الاخبار تشتغل.. وتمت عيونها على شاشة التلفزيون وجورج يدخل البيت ووجهه مكفهر مثل ميشيلا..

انتبهت فاتن الى التلفزيون اكثر لاقته بث مباشر.. نقل حي لوقائع طائرة منكوبة.. تبع خطوط شركة معينة.. ما استغربت الخطوط لانها كانت فيها يوم يات اميركا باول الايام.. وتمت تراقب الوضع اكثر واكثر.. ولجت الدقات بقلبها بعنف... ورفعت عيونها لميشيلا وجورج اللي كانو يراقبون ملامحها بحذر..

فاتن بحيرة: شنو يعني؟؟
جورج وهو يقعد عند الكرسي:.. مدام فاتن.. زكري ربك.. ماحدا ضامن عمرو
فاتن بصدمة: شنو؟؟ شقاعد تقول.. شصاير؟؟

ناظرت التلفزيون وجابلت جورج..

وانفجرت في ويهه بهدوء: .. لا... تظن مساعد؟؟ لاااااااا شنو من صجك.. اصلا لو تحسبها اهو .. على خطوط.. ثانية.. واصلاااا الوقت ما... ما يسعف...
جورج وهو يناظر مرته بخوف وميشيلا تتكلم: حبيبتي.. هيدا الخبر منئل من شي ساعتين.. ونحنا اتصلنا منشان نعرف مساعد على اي خطوط..

فاتن وهي تغطي ثمها...تنتظر احد يتكلم.. ولكن صوت التلفزيون كان مثل الوزز في اذن الواحد..

وبصوت عالي كان محد يسمعها:... وو.. اهو على اي خطوط..
جورج وهو يناظرها بتحسف:.. مساعد على هيدي الخطوط...

ظلت فاتن ساكنة مكانها.. لاول مرة بحياتها ما مر في بالها اي طيف من طيوف التفكير.. ولا فكرة.. ولا لمحة لشي من هالاشياء.. الصمت القاتل... وكلمة وحدة... مساعد على هذي الخطوط...

رفعت عيونه المذعورة الى التلفزيون وهي تراقب الطيارة كيف تشتعل بالنار.. والمعلق يعلق بحزن ويشكي للمذيع عن خسارة فادحة في الارواح البشرية..

سكرت عيونها بخوف ووجه مساعد الباسم وطوله وعرضه وملامحه و ,,, و .... و...

كان شريط ذكرياتها اللي بدى قصير ويا مساعد مر جدام عيونها .. وبصرخة الاستغاثة جالت كلمة ضائعة في دهاليز عقلها... كلمة يمكن للأسف الكبير يات متأخرة..

وبهمس ميت من قلب فاتن: .... لاء



الجزء الثالث والعشرون
الفصل الاول
-------------------
بهدوء الانتظار .. وبسكون الفجر البارد .. ترقب القلب سماع خبر يكذب هالصدمـة الكبيرة في نفسها.. تراقب الوضع من الدريشة.. ترتقب وصوله.. ترتقب وقفته عند باب البناية عشان يهدي قلبها الذايب.. قلبها الملتاع اللي مو عارفة شلون تخليه يسمع للواقع ويصدق انه ما راح ايي.. ان مساعد خلاص... ما عاد بالدنيا..

شدت بعيونها تذرف الدمع سكاب.. ما قدرت توقف رجفان شفاتها الا يوم حطت يدها عليها.. وحست بالوهن يعم جسمها فتكورت على نفسها لمن طاحت على الارض .. تـلوع قلب فاتن على حبها المذبوح.. على حبها الصريع.. على جنيــن حتى ما ربى فيها وكاهي تشيع جثمانه وهي بعيدة عنه..

لوعة الحرمان يا ربي.. جربتها في ابوي.. ومساعد الحين ... بس هالحرقة يا ربي شأسبابها.. ما حسيتها على ابوي .. تقبلت قضائك وقدرك.. وحسيت بفراغه.. لكن هالانسان.. غيابه شاب النار بين ظلوعي.. ما اقدر.. احس باللهيب يمر فيني مثل مرر الرياح والسحب .. أأأأأأأأأأأأأأأأاخ

تكورت بنفسها على هذيج الارض الباردة وهي تشكي الم ينزع منها الروح.. وتمت على ذيج الحال وهي تناجي ربها .. يا الله.. يا الله.. يا الله.. نزعة الايمان بفاتن قوية .. من صغرها.. تعودت انها تتقبل قضائه وقدره لو شنو صار فيها .. مع انها تظل حزينة معظم الوقت واهي تعرف ان حزنها ما راح يرجع لها شي.. لكن في هالحالة مو عارفة تسوي شي... قضاء ربها في موت مساعد ما كان مفهـوم لعقلها اللي علقت فيه الآمال والامنيات الكبيرة في هالعلاقة..

ظلت نايمة على الارض وهي حاطه صبعها اللي فيه الدبلة يم شفايفها.. تحسس دفو هالحلقة .. وكانها نابعة من دفء مشاعر وأحاسيس مساعد لها..

اهو كان بس دفء مشاعره؟؟ ولا رقته؟؟ ولا قوته؟؟ ولا ضعفه؟؟ ولا قلبه الطيب الحنـون.. ولا .... ولا .. حبه.. حبه الشفاف اللي ينسـاب من عمـق القسـوة اللي فيه.. وينتشر ويمحي كل اثر من آثار الحـزن ويبدد غيوم البجي من عيـونها..
يعني خلاص؟؟ انتهى كل هذا؟؟ انتهى مساعد وانتهت مشاعره؟؟ انتهى دفئه وعمق احساسه.. انتهت كل هذي العطايا والهبات.. يا الله.. اغفر لي يا ربي ..لاني ما شكرتك على نعمك اللي غطيتني بها ولكن ما حسيت بها.. اغفر لي...
-----------------
بالليــلة اللي طافت من بعد ما سمعت الخبر فاتن من جورج وميشيلا انتظرت بعض الوقت.. انتظرت بعض الدقايق.. او يمكن الساعات ما تدري ما حست بالوقت ولا بشي.. كان الفراغ لافها والدمع اهو المؤشر الوحيد على انها تتنفس.. ظل جورج يتصل ويبلغ سلطات معينه منها السفارة ومنها خطوط الطيران عشان يأكدون الخبر عليهم.. وكلهم جاوبوهم بنفس الشي نظرا لحجم الخسارة الفادحة في الارواح البشرية... نعلمكم بهالشي في وقت لاحق وما عندنا اي حصيلة مؤكدة عن عدد الضحايا..

من بعد ما فرغ جورج من هالاتصالات تم يناظر فاتن وهو يحس بتأنيب الضمير.. ولو انه غير مسئول عن شي أنبه ضميره على هالبنت الصغيرة اللي يمكن ترمـلت.. ويمـكن لاء. الترجيح في هالسالفة صعب لان مشكلة لو الانسان رجح بحياة احدهم او موته.. لانهم لو رجحوا ان مساعد حي راح يكون الامل قوي .. واذا ياتهم الصدمة بعكس هالامل راح تكوون الصدمة أكبر واكبر.. لذا التزم الصمت ووجه نفسه لربه وهو يدعي ان ترجيح الامل اللي الزمه لنفسه بس يكون صحيح.. وان مساعد يكون على قيــد الحياة..

ظلت فاتن ساكنة وهي تناظر الفراغ وتنتظر مثل ما كان جورج وميشيلا منتظرين.. لمن وردهم الأتصال من تلفون جورج.. اللي هز رنينه البيت وارجف كل عضله في فاتن وجورج .. واستحال لونها الى البياض التاااام بسبب الخووف والتوتر والارتبـاك ورد عليه جورج بكل هدوء
جورج: ايه ايه.. ايه مايكل .. هيدا انا شو الاخبار.. (يسمع وهو يزدي ريجه وفاتن وياه بنفس الاحساس وميشلا تضمها) اهاا... اهاا... طيب في كويتيين هونيك؟؟؟ ( ارتجف فك جورج وهو يصلب ملامحه) طيب... شوف لي .. شوف لي اسم.. مساعد.. مساعد خلف الدخيلي.. (وكانه يحتج الطرف الثاني) ياخييي شوف وبس انا بدي اعرف ...بعرف بعرف انكن مشغولين والعدد كبير بس بدي اعرف.. طيب لمين اروح مشان اعرف.. السفارة.. (وهو يأشر لقلم وورقة) ايه.. شو اسمه الشخص؟؟ ايه... متاكد راح توصلن الليست.. اهاا... شو اسمو... اهاا.. ايه سجلتوو.. ايه ايه سجلتوو لك شو بيك.. طيب... يالله ميرسي مايكل عزبناك معنا.. ايه ولو.. يالله تيك كير..

سكر جورج عن مايكل وهو يلف الورقة في جيبه ويهب وهو واقف

ميشلا: شو جورج؟؟ شو الاخبار؟
جورج وهو يناظر فاتن بحذر:.. ما بعرف.. العدد كبير والسلطات مشغوله بمعرفة.... عدد الجسس لكل سفارة.. اكترهن خليجيين..
سكرت فاتن عيونها.. مو مصدقة.. يا الله... يا الله كون لي امل بداخلي.. انه للحين حي..

جورج: انا بدي روح هلاء.. ميشيلا بدي اياكي تضلي هوون مع مدام فاتن
فاتن بصوت مبحوح:... لا... اذا تبين تروحين روحي
ميشلا: لا حبيبتي بدي ضل وياكي هون.. مافيي خليكي لحالك..
فاتن: انا اوكي.. البنات مالهم احد في البيت.. روحي لهم شوفيهم..
ميشيلا: البنات بخير ومعاهن جارتنا مسز دايفيدز وما راح يصيرلن شي..
فاتن بعجز لانها مو قادرة على المجادلة اكثر: على راحتج...
----------------------
من بعد هالانتظار اللي طال لجم ساعة طل الصبح عليهم واضطرت ميشيلا انها تروح لبناتها وتركت فاتن لحالها.. تنازع الوحدة والوحشة اللي في قلبها والالم والصراع اللي تواجهه في قلبها.. يا الله.. مصعب هاللحظات.. ما اشدها وما اقساها علي.. ولا خبر وصلني من جورج ولا شي.. وكل ما طال انتظاري زاد تعمقي في فكرة انه ما راح.... ما راح يرجع لي بخبر عن مساعد..

ظلت على حالتها في البكاء والنحيب.. ولمن حست ان الارض حفرت لها مكان حاولت بكل جهدها انها تقوووم وتحرك جسمها.. ويوم وقفت على حيلها رن التلفون... وقبضت على قلبها بقوة.. يــاربي.. من هذا اللي متصل.. ويا مساعد على بالها وبكل لهفة قبضت على السماعة وبصوت يرتجف

فاتن:.. الووو..
كان جورج.. وامبين ان المكان اللي هو فيه مليان بالفوضى: الو... مدام فاتن
فاتن وهي تعلي صوتها:.. هلا جورج...
جورج اللي كان يمسح دمعته بهذاك الوقت:.. مدام فاتن ازا فيني هلاء ميشيلا رح تكون عندك.. بدي اياكي تجهزي وتجي معها عمركز الاغاسة هوني بملحق السفارة بالمطار..
ضربت فاتن على صدرها من الحسرة... ملحق السفارة بالمطار... يعني.. الخبر وصل... الخبر مؤكد... يا ربي... يا ربي: .... ان شاء الله...
جورج وهو يحتسب لربه:.. مدام فاتن...
فاتن وهي ترتعش:... هااا..؟؟!!
سكت جورج وما كمل... وظلت كلماته معلقة بالهوا اللي غصبنا عنها فاتن فهمتها... وسكرت السماعة.. راح دارها وهي تترنح.. وعيها وصوابها ما كان وياها.. كان في اتفه شي يمكن تفكر فيه.. تلبس اي لون؟؟؟ اسود؟؟ ولا عادي.. حكت راسها بيدها اللي ترتعش.. وطلعت لها بانطلون اسوود وتي شرت بنفس اللون وفوقهم لبست جاكيت طويل بني .. ربطت الحزام اللي فيه من غير ما تزرره ولفت الشيلة على راسها وحملت التلفون وطلعت بالصالة.. وقفت عند الكرسي وحست لنفسها ترتعش.. دخلت شعرها بارتعاش وهي تتلاقط انفاسها.. تخشعت حناياها من الخوف والارتباك وصارت مو عارفة... هل تعد نفسها للفاجعة اليديدة بحياتها.. ولا تتعامل الشي بكل هدوء وتتفائل. . لكن تذكر صمت جورج وتنشد ملامح ويهها استعدادا للبكاء ولكن تسكت نفسها كل شوي.. لمن رن تلفونها.. وكانت ميشيلا...

ما عطلت فاتن انها ترد على التلفون او شي مماثل.. وكل اللي سوته انها سكرته في ويه ميشيلا وطلعت من البيت من غير حواس.. دخلت مرة ثانية وسحبت مجموعة المفاتيح وهي ترتعش .. تمسك بهم بيدينها الثنتين.. وقفت عند الباب بره واهي ترتعش.. تدور مفتاح الباب لكن غشاوة الدمع كانت مالية عينها فمنعت عنها الرؤيا..

طاحت المفاتيح عنها على الارض.. وانحنت عشان تاخذها لكن الضعف اللي فيها خلاها تطيح على الارض .. وانهارت فاتن مرة ثانية.. لكن لملمت شتات نفسها وقامت وهي تسحب المفتاح الصح.. مسحت دمعها بكم الجاكيت.. ونزلت من على الدري.. لمصير الله اعلم محفوف بشنو؟؟

.
.
تابعونـــــــــــــا :kcl: