[كوكب] لم يُكتشف بعد، [يوم] لا ينتمي لأيام الأسبوع، و [أنـا] لم أكن أنا .......... ،،
~
من الأمور التي تستحق الإنصات جيداً .. السفر
السفر لا يلقنك الدرس بشكل مباشر و لكنه يهذب نظرتك، و يربّي ردود أفعالك !
اعتدت على السفر، و اعتدت على الحنين ..
و لكن هذه المرة كان خارج نطاق كوكبنا
خرجنا من حدود الأرض سيراً على الأقدام و كان برفقتي شخص لا أعرفه ،،
شاب،
يدخّن بشراهة، ينصت باهتمام، ينزعج من الأصوات المرتفعة، و يسمع الأغاني مع خفض الصوت ،،
كان الجو ملائماً جداً لأتكلم؛
أنا أنثى الصمت، و قائدة الهدوء المربك، قررت أن أتكلم
هذا الغريب سيكون هدفاً لحرفي، فرصه أولى للكلام، لابد من اقتناصها "بحرفه"
و لكن الخروج من مدينة الصمت تحتاج قوة عظمى ..
اشتباكات بين الحروف و الصمت إلى أن داهمنا المكان "الجديد"
و انزلقت رجلينا إلى حفرة كادت أن تكون عميقة !
وجدتها فرصة، فهو مرتبك يجمع شتاته .. و قد دفِنّا تحت الغبار!
هو الآن سيستمع لكن ليس كما كان سيستمع لو كنّا خارج كتلة الغبار ... !
~
حاولت أن أخرج من بين كثبان الغبار
رأيت شيخ هرِم، يقول انه جدي ! و أنّي من البشر، و أشياء كثيرة
لم أعرفها حقاً .. فقط أكد لي أنه هو الوحيد المتبقي لي بعد يتمي
كل ما أعرفه الآن حقاً؛ أني بت أخدم هذا العجوز و أساعده في المرعى
و السقاية و كل الأمور التي كانت مصففة بارتباك تحت كتلة الغبار !
هكذا باتت حياتي، كل يوم أركل الساعات بانتظار غد و يأتي الغد لأعاود ركل ساعاته ...
يوماً ما أعطاني جدي شهادة تثبت من أكون و أمرني أن أذهب للمدرسة
فعلت.. و لم أوفق، فعدت لعملي الأول ........... رعايته
و بالتأكيد لم يغضبه الموضوع أبداً
و ماذا يفيد كوني إنسانية لديها أوراق تثبت شخصية لن تستطيع تغييرها و شهادة ؟!!
لا أدري !
علمني جدي كيف آكل بشراهة و أشرب بلذة
لا أضحك أبداً .. و أستهين بالحزن
أخشى العوز و تخلي من حولي عني!
و لا أتعلم أكثر من ما يجب .. لأنه فعل و دُقَّ عُنقه !!!! ..
و لكن لم يعلمني كيف أحب .. و رحل ........
بعد أن دقوا عنقه أخذت الشهادة بعد ثلاث سنوات و بقية عظامي،
و حاولت الدخول و العمل بمصنع يُسمّى مصنع النساء كان مقابلاً لمصنع الرجال ..
الحياة هناك غبية ! تتلقفك الأيدي و الألسن دون علم أو ذوق
مأساااااة !
كنت أعيش في كرة الغبار تلك لا أرى إلا من بداخلها و لا يراني من في الخارج
كل ما أعرفه أن الأشلاء في تلك الكرة كانت تختنق و أنا آخر من يعلم!!
~
بدأ صديق الرحلة يشعر بالملل من قصص لا تهمه حقاً و ليس مجبراً أن يستمع لها
و لكنها فرصتي و سأكملها قبل أن يجتاحه النعاس ،،
~
الأمراض تغزوني و كأنها في سباق من يفتك بي قبلاً
ما يهم حقاً أننا (أنا و الأمراض) تصالحنا على أن لا أشكو منها و لا تستعجل قتلي .. !
و لكن دخل على جسدي مرض جديد لم يكن هناك وقتٌ كافٍ لعقد تلك الهدنه بيننا
الطبيب أخبرني بكل برود و بجملة اعتاد قولها مئات المرات لمئات التعساء قبلي
"أنتِ امرأة مؤمنة قدر لك الإصابة بمرض سرطان الدم،
طبياً ستموتين بعد سنتين على أقل تقدير و الأمر الأخير بيد خالقك
وقعي هنا ............ "
يا لهم من أوغاد !!
قال لي يوماً: "عيشي حياتك و كأنك بكامل صحتك"
أجبته: "عش اليوم فقط و كأنك مصاب باللوكيميا" :)
ابتسم و ذهب ..............
بالطبع هي له مجرد قصه جديدة يضيفها لقصص مرضاه
الطريفة / الغريبة ..
~
التفت على صاحب الرحلة .. فوجدته يغط في نوم عمييق !
وصلنا
و حان وقت الرحيل ..
ذهب دون أدنى تعليق أو وعد بالكتمان !
كل ما قاله و هو ينفث دخانه
"السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين" !
وجع! .........
كنت أعري أسراري أمام هذا المعتوه
~
امممممممم
شعرت بالراحة .. لم أعد أخشى المرض .. و لا فراقك .. و لم يبقى لي أسرار !
و أنتِ لست هنا !
==
حسناً ...
لا يهم أن تكون في النور أو في الظلام..
ولا يعني شيئا أن تبصر الأحداث أمامك أم تكون مخبأة وراء كذبة..
الأهم أن تكون خارج كرة الغبار ، تتجلى لك خياراتك..
تتعرى كل المصائب أمامك.. وتظهر كل الخيارات الممكنة..
تتهدم أسوار المقابر من حولك..
وتتنفس
.
.
يا اخواااان ......
ما دمتم [مُقَيدون بالحَياة] .. تستحقون أن تعيشوا قليلاً قبل الموت !!!
~
لا تدققون كثيراً .. هي مجرد هلوسات خياليه !
مواقع النشر (المفضلة)