آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 15 من 39

الموضوع: [ مُقيَدون بالحَياة ]

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    أحسن عضو الصورة الرمزية أتمنى
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    1,644
    قوة التمثيل
    348

    Thumbs down [ مُقيَدون بالحَياة ]




    [كوكب] لم يُكتشف بعد، [يوم] لا ينتمي لأيام الأسبوع، و [أنـا] لم أكن أنا .......... ،،

    ~


    من الأمور التي تستحق الإنصات جيداً .. السفر
    السفر لا يلقنك الدرس بشكل مباشر و لكنه يهذب نظرتك، و يربّي ردود أفعالك !


    اعتدت على السفر، و اعتدت على الحنين ..
    و لكن هذه المرة كان خارج نطاق كوكبنا
    خرجنا من حدود الأرض سيراً على الأقدام و كان برفقتي شخص لا أعرفه ،،
    شاب،
    يدخّن بشراهة، ينصت باهتمام، ينزعج من الأصوات المرتفعة، و يسمع الأغاني مع خفض الصوت ،،

    كان الجو ملائماً جداً لأتكلم؛
    أنا أنثى الصمت، و قائدة الهدوء المربك، قررت أن أتكلم
    هذا الغريب سيكون هدفاً لحرفي، فرصه أولى للكلام، لابد من اقتناصها "بحرفه"
    و لكن الخروج من مدينة الصمت تحتاج قوة عظمى ..

    اشتباكات بين الحروف و الصمت إلى أن داهمنا المكان "الجديد"
    و انزلقت رجلينا إلى حفرة كادت أن تكون عميقة !
    وجدتها فرصة، فهو مرتبك يجمع شتاته .. و قد دفِنّا تحت الغبار!
    هو الآن سيستمع لكن ليس كما كان سيستمع لو كنّا خارج كتلة الغبار ... !

    ~


    حاولت أن أخرج من بين كثبان الغبار
    رأيت شيخ هرِم، يقول انه جدي ! و أنّي من البشر، و أشياء كثيرة
    لم أعرفها حقاً .. فقط أكد لي أنه هو الوحيد المتبقي لي بعد يتمي

    كل ما أعرفه الآن حقاً؛ أني بت أخدم هذا العجوز و أساعده في المرعى
    و السقاية و كل الأمور التي كانت مصففة بارتباك تحت كتلة الغبار !

    هكذا باتت حياتي، كل يوم أركل الساعات بانتظار غد و يأتي الغد لأعاود ركل ساعاته ...

    يوماً ما أعطاني جدي شهادة تثبت من أكون و أمرني أن أذهب للمدرسة
    فعلت.. و لم أوفق، فعدت لعملي الأول ........... رعايته
    و بالتأكيد لم يغضبه الموضوع أبداً

    و ماذا يفيد كوني إنسانية لديها أوراق تثبت شخصية لن تستطيع تغييرها و شهادة ؟!!
    لا أدري !


    علمني جدي كيف آكل بشراهة و أشرب بلذة
    لا أضحك أبداً .. و أستهين بالحزن
    أخشى العوز و تخلي من حولي عني!
    و لا أتعلم أكثر من ما يجب .. لأنه فعل و دُقَّ عُنقه !!!! ..
    و لكن لم يعلمني كيف أحب .. و رحل ........


    بعد أن دقوا عنقه أخذت الشهادة بعد ثلاث سنوات و بقية عظامي،
    و حاولت الدخول و العمل بمصنع يُسمّى مصنع النساء كان مقابلاً لمصنع الرجال ..

    الحياة هناك غبية ! تتلقفك الأيدي و الألسن دون علم أو ذوق

    مأساااااة !

    كنت أعيش في كرة الغبار تلك لا أرى إلا من بداخلها و لا يراني من في الخارج
    كل ما أعرفه أن الأشلاء في تلك الكرة كانت تختنق و أنا آخر من يعلم!!

    ~

    بدأ صديق الرحلة يشعر بالملل من قصص لا تهمه حقاً و ليس مجبراً أن يستمع لها
    و لكنها فرصتي و سأكملها قبل أن يجتاحه النعاس ،،

    ~

    الأمراض تغزوني و كأنها في سباق من يفتك بي قبلاً
    ما يهم حقاً أننا (أنا و الأمراض) تصالحنا على أن لا أشكو منها و لا تستعجل قتلي .. !
    و لكن دخل على جسدي مرض جديد لم يكن هناك وقتٌ كافٍ لعقد تلك الهدنه بيننا
    الطبيب أخبرني بكل برود و بجملة اعتاد قولها مئات المرات لمئات التعساء قبلي

    "أنتِ امرأة مؤمنة قدر لك الإصابة بمرض سرطان الدم،
    طبياً ستموتين بعد سنتين على أقل تقدير و الأمر الأخير بيد خالقك
    وقعي هنا ............ "

    يا لهم من أوغاد !!

    قال لي يوماً: "عيشي حياتك و كأنك بكامل صحتك"

    أجبته: "عش اليوم فقط و كأنك مصاب باللوكيميا" :)

    ابتسم و ذهب ..............

    بالطبع هي له مجرد قصه جديدة يضيفها لقصص مرضاه
    الطريفة / الغريبة ..

    ~

    التفت على صاحب الرحلة .. فوجدته يغط في نوم عمييق !

    وصلنا
    و حان وقت الرحيل ..
    ذهب دون أدنى تعليق أو وعد بالكتمان !

    كل ما قاله و هو ينفث دخانه
    "السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين" !

    وجع! .........
    كنت أعري أسراري أمام هذا المعتوه

    ~

    امممممممم

    شعرت بالراحة .. لم أعد أخشى المرض .. و لا فراقك .. و لم يبقى لي أسرار !

    و أنتِ لست هنا !

    ==

    حسناً ..
    لا يهم أن تكون في النور أو في الظلام..
    ولا يعني شيئا أن تبصر الأحداث أمامك أم تكون مخبأة وراء كذبة..
    الأهم أن تكون خارج كرة الغبار ، تتجلى لك خياراتك..
    تتعرى كل المصائب أمامك.. وتظهر كل الخيارات الممكنة..
    تتهدم أسوار المقابر من حولك..

    وتتنفس
    .

    .
    .


    يا اخواااان ......
    ما دمتم [مُقَيدون بالحَياة] .. تستحقون أن تعيشوا قليلاً قبل الموت !!!

    ~



    لا تدققون كثيراً .. هي مجرد هلوسات خياليه !

    التعديل الأخير تم بواسطة أتمنى ; 03-08-06 || الساعة 09:38 AM

    .
    متى ينفكّ قيدي؟!
    .

  2. الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أتمنى على المشاركة المفيدة:


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •