بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اما بعد ..
حقائق مرة لا يمكن ان نغلفها ابدا .. متواجدة و نسمعها لكننا احيانا كثيرة لا نود ان نصدقها لأنه غير اخلاقية و قذرة ان صح التعبير ..
الموضوع متشعب من حالات الزنا - زنا المحصن - و عقابه معروف في الإسلام و هو الرجم حتى الموت .. و ان طبق هذا القانون لما تهاون الأزواج و الزوجات و بكل وقاحة و امام الله سبحانه و تعالى في ان يزني بفلانة او تزني هي بعلان و العياذ بالله ..
نعم ان الشيطان يزين للإنسان اخطاؤه بل و يكون قرينه الوفي في سرد الأسباب التي تجعله يقترف المنكرات و بكل لذة .. تلك الجوارح التي ستشهد يوم الدين كيف انها فعلت كذا و كذا و جعلت الله سبحانه و تعالى اهون الناظرين إليها ..
الحياة اليوم اصبحت قاسية جدا رغم الأمور الميسرة التي افتقدها آباءنا و امهاتنا ايام العصور القاسية من قلة لقمة العيش و صعوبة النقل .. و قلة العمران و المال .. و سبحانك ربي .. اعطانا من رحمتي المال الكثير و العمران المشيدة و النقل اليسير .. فتحجرت القلوب و اصبحت قاسية لبعدها عن ذكر الرحمن و هو الغني و نحن الفقراء إليه سبحانك ..
و كيف له ذلك ان الزوج ان يبرر من تعاسته و يزيد من تعاسته في الدنيا بأن يقترف الزنا التي حرمها الله سبحانه و تعالى .. كيف له ان ينام بعدها قرير العين ولا يأبه بالقبر و عذابه و بالمذلة يوم الحشر امام الخلق اجمعين .. يوم الدين يوم الحساب الذي لا مفر منه .. كيف له ان لا يعي بأن الله اقرب إليه من الحبل الوريد .. و ان قبضت روحه و هو في تلكم الفاحشة ألا يقول " ألا ليت انني لم افعل هذا " .. و كيف له ان يطلق العنان لشهوته و امرأته في المنزل .. سبحانك .. تتوق النفس إلى الحرام و تهرب من الحلال .. و هي بقيادة الشيطان الرجيم اعاذنا الله منه و من قومه .. يزينون الباطل بشتى ألوانه ..
ان مشت قدماك و منذ البداية نحو التهلكة .. فأعلم بأن رب العباد لا تخفى عليه خافية .. و سيسلط الله في اهله و عرضه .. فالبنت مع هذا و الزوجة مع ذاك و تشتت الأسرة بخطأ احد افرادها .. لأن الله لا يظلم احدا انما يظلم العباد نفسه .. لهذا نقول " لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين " ..
الزواج اصل حفظ النفس من الزنا .. و حصن المسلم و المسلمة من الإنجراف نحو الخطأ .. تلك الشهوة يلجمها المرء بالحلال مع حليلته لا مع خليلته .. فهي عبادة و يكتب فيها الأجر بإذن الله .. و تكتب له السيئة و الإثم ان صرفها في المنكر ..
و ان ضاقت به النفس - الزوج - من قسوة زوجته او طبعها المقيت .. فليس هو كامل و ليست هي كاملة .. فعليه ان يقتنع بها و يصبر عليها .. فإن وجد فيها القبيح في صفة ما .. يوجد فيها الجميل في صفة اخرى .. فالمرأة يمكن ان تلين بكلمتين و ابتسامة فقط .. روح الإحتواء و الشعور بأنها محبوبة من زوجها .. تغيرها بنسبة كبيرة جدا .. اما شعورها بالنفور تغير مزاجها ايضا .. فهي على هيئة المد و الجزر و خيركم خيركم لأهله .. فهي الزوجة و الشريكة و الصديقة .. صبرت عليه في قسوته و عليه بالمقابل ان يصبر عليها .. و لكل من الزوجين عليها اتقان فنون الحياة الزوجية و اللطافة و البعد عن الرتابة .. و هذا امر ليس بصعب .. لكن الصعب ان عاند كل طرف الآخر .. فوجب التنازل .. و التنازل كثيرا ما يكون من المرأة للرجل .. ليس لشيء .. لكن فقط الرجل يصعب عليه التنازل غالبا .. و لكن يمكن ايضا ترويضه و بسهولة وهي ليست مهمة شاقة على النفس .. فمثلما تحب هي الكلمات الجميلة .. يحب هو في المقابل المعاملة اللطيفة .. فالحياة اخذ و عطاء ..
و ان شكى لزميلاته عن الفراش و مسبباته .. سبحانك ربي .. لا اعلم ان كان هذا جهل في الدين ام تجاهل منهم في تعاليم الدين .. فلا يجوز كشف ستار الفراش و اسراره لأين كان من البشر .. فلتحفظ هي اسرارهما و يحفظ هو اسرارهما .. لأن كشف الستار يولد امور كبيرة جدا و اولها الزنا .. عليهما ان يتصارحا مع بعضهما و يقربا من نفسيهما بشكل اكبر ولا ان يتخذوا غيرهم كي يحلوا لهم مسائلهم الحساسة جدا ..
هذا إلى الآن ..
جزيتم خيراً
مواقع النشر (المفضلة)