<font color='#000000'><span style='font-size:17pt;line-height:100%'>فوائد من علم النسب</span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>1 ـ الفرق بين الحسب والنسب :</span>
<span style='color:darkblue'>الحسب : قال ابن منظور" الحسب : الكرم ، والشرف الثابت فى الآباء وقيل هو الشرف فى الفعل"( ). وقيل هو ما يحسبه الرجل من مفاخر آبائه ، وعن بعض المتقدمين : الحسب الفعال الجميل للرجل وآبائه . وقال الجوهرى : " يقال حسب الرجل دينه ويقال ماله" . وقال ابن السكيت : الحسب والكرم يكونان فى الرجل وان لم يكن له آباء لهم شرف ، وأما الشرف والمجد فلا يكونان إلاّ بالآباء . فلا يقال لمن لم يكن أبوه شريفاً : شريف ولا ماجد ، فالشرف والمجد متعلقان بالنسب ، والحسب والكرم يتعلقان بذات الرجل . وقال بعض النحاة المتقدمين : النسبة إلحاق الفروع بالأصول بياء ، وينسب الرجل إلي إنسان آخر اشهر منه للتعريف فينتسب إلي هاشم فيقال هاشمى وينسب الرجل أيضاً إلي بقعة كما تقول فى النسبة إلي البصرة بصرى وإلي الكوفة كوفي(3) . وفى لسان العرب :" قال المتلمس :
ومن كان ذا نسبٍ كريمٍ ولم يكنْ لـه حسبٌ كان اللئيم المذمما فرّق بين الحسب والنسب فجعل النسب عدد الآباء والأمهات إلي حيث انتهي ، والحسب الفعال مثل الشجاعة والجود وحسن الخلق والوفاء"(4).
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ </span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1ـ جمهرة أنساب العرب : ص3 .
2 ـ لسان العرب : ج1 ص310 .
3 ـ لباب الأنساب : ج1 ص 188 .
4 ـ لسان العرب : ج1 ص 311 .</span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>2 ـ تدوين النسب :</span>
<span style='color:darkblue'>لاينبغى من الناحية المنطقية البت فى هذا الموضوع والإصرار علي تعيين شخص خاص باعتباره أول من دون فى الأنساب ، فنحن ومن سبقنا فى الكتابة عن هذا الموضوع علي يقين من ضياع الكثير من تراثنا القديم . والذى نعتمده فى معرفة القرون الغابرة هو المتبقى من المكتوب ولا تصريح فى جميع الموروث بإنكار الكتـابة فى هذا الشأن فيما مضي من الزمان قبل هذه المؤلفات بل العكس فهى التى أنبأتنا عن وجود من سبقهم فى هذا الفن سواء فى العصر الجاهلى أو فى صدر الإسلام بل ولا يعنى قول أصحاب الكتب القديمة ـ " أخذت نسب قريش من فلان ونسب كندة من فلان " دون إشارة إلي كتاب ـ أن أولئك الأقدمين كلهم اقتصروا فى علومهم علي الحفظ دون الكتابة ، فالأمر احتمال فلربما كانت هناك كتب غير التى عرفناها ضاعت فى جملة ما ضاع من الأسفار . وما نقرأه من تعيين فهو اجتهاد وحدس ليس إلاّ . نعم يمكن أن يقال أن أقدم مؤلف وصلنا فى الأنساب كتاب فلان وهو الحق . يقال إن أول من ضبط علم الأنساب ـ والأصح أن أقدم من عرفنا ضبطه للأنساب ـ هو النسابة أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبى المتوفى سنة 204 أو 206 مصنف المنزلة والجمهرة والوجيز والملوك والفريد . ومن مشاهير من ضبط الأنساب بعد هشام ابن السائب الكلبى : محمد بن إسحاق وأبو عبيدة معمر بن المثني، ومصعب بن عبد الله الزبيرى وعلى بن كيسان الكوفى ودعبل بن حنظلة والهمدانى صاحب الإكليل والبلاذرى والسمعانى وكثيرون آخرون ، نذكر ثلّة منهم فى فصل طبقات النسّابين ، إن شاء الله . وأول من عُلم أنه صنف فى خصوص انساب آل أبى طالب هو السيد أبو الحسين يحيي النسّابة ابن الحسن بن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن على زين العابدين ، المشهور بيحيي النسّابة العقيقى ، المولود بالمدينة سنة 214 والمتوفى سنة 277 . نقل عن كتابه السيد احمد بن محمد بن مهنا العبيدلى فى كتاب تذكرة النسب . قال ابن عنبة فى العمدة : " هو أول من صنّف فى خصوص أنساب آل أبى طالب" .</span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>3 ـ الفرق بين المبسوط والمشجر :</span>
<span style='color:darkblue'>للنسّابين أسلوبان فى ضبط الأنساب وتدوينها ، وجرت عليهما السيرة فى تدوين هذا العلم ، أحدهما المشجر والآخر المبسوط ، وهناك فروق بينهما مذكورة فى الكتب المفصلة ، نكتفى هنا بذكر أهمها وهو أن فى المشجر يبدأ النسّاب بتدوين الشجرة بدأً بالابن ثم الأب ثم الجد حتي يبلغ الجد الأعلي . وأما فى المبسوط فيبدأ من الجد الأعلي ثم الأبناء ثم أبناء الأبناء وهكذا إلي منتهي السلسلة مع بيان ما توفر من ترجمة للأعيان المعروفين من السلسلة وما يتعلق بهم من أخبار . والأسلوب الأكثر تداولا فى التصنيف هو الثانى . وقد ذكر ابن الطقطقى فى مقدمة كتابه الأصيلى أسماء بعض الحذاق من المشجرين وممن صنف فى المبسوط فقال فى المشجر : " ومن حذّاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسّابة صنّف الكتاب الحاوى لأنساب الناس مشجراً فى مجلدات تتجاوز العشرة علي قالب النصف" . وفى المبسوط قال :" صنّف الناس فيه الكتب الكثيرة المطوّلة فممن صنّف فيه : أبو عبيدة القاسم بن سلام، ويحيي أبو الحسين ابن الحسن بن جعفر الحجة العبيدلى ".(1)
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ</span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ الأصيلى : ص33 ـ 34 .</span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>4 ـ الجرائد :</span>
<span style='color:darkblue'>نوع خاص من دواوين الأنساب ، وهو السجل الذى كان يعمله نقيب السادات فى كل بلد أو يأمر نسّابة تلك البلدة بتدوينه بدرج أسماء العلويين صيانة عن تداخل أنساب السادة القاطنين بتلك البلدة بعضها فى بعض ، وهى مأخوذة من كلمة (جرد) وهو الإحصاء ، وهى قائمة تدون فيها أسماء السادة الذين تشملهم حكومة النقيب فى البلد ، وكان تدوينه كما يظهر من بعض الأمارات مبنى علي أساس أن يدرج النقيب أسماء كل واحد من السادة الأشراف المتواجدين فى منطقته وينهى نسبه إلي أحد المشاهير من أجداده كشاخص له يميزه ، من غير تعرض لسائر حواشيه وأقربائه عند ذكره فيقال لهذا الديوان الجريدة ، وينسب إلي البلدة التى عمل لها ، فيقال مثلا جريدة إصفهان وجريدة الرى وجريدة نيسابور وهكذا . وقد جمع جملة من جرائد البلدان شيخ الشرف أبو حرب محمد بن محسن الدينورى الذى توفى بعد سنة480"(1) . وللحديث عن هذه الجرائد وظروفها وأهدافها مجال واسع لا يسعه هذا المختصر ، ولا يسعنا هنا إلاّ الإشارة الموجزة إلي نشوئها وأهدافها ، فقد اخترعت فى أواخر القرن الثالث وبأمر من الخليفة العباسى بحجة استثناء العلويين من سلطان غيرهم بسبب أشرفيتهم ، وتمييزهم عن غيرهم واستدراك ما فات من ظلم بحقهم ، فيعيّن الخليفة واحدا من وجوه العلويين فى مركز الخلافة فى منصب نقيب النقباء ، ثم يفوض إليه تعيين النقباء فى المدن الرئيسة ، علي أن يحصوا من فى البلاد من الطالبيين فى قوائم ، ويديروا أمورهم ويحكموا فى قضاياهم ويجروا الأحكام عليهم ، إضافة إلي منحهم ما وافق الخليفة عليه من عطاء ، وسميت تلك القوائم بالجرائد . هذه خلاصة الخلاصة من أمر الجرائد . لكن بملاحظة العدد الكبير من العلويين المعارضين للحكومة العباسية ، ويقين العديد منهم بسوء نوايا الحكام ، وعزمهم علي عدم الرضوخ للسلطة الغير الشرعية
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ </span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : ج5 ص97</span>
<span style='color:darkblue'>فى نظرهم ، لايبقي مجال للشك فى اجتناب عدد منهم الاشتراك فى هذا المشروع خوف الدسيسة ، كما أن البعد المفرط لبعضهم الآخر عن مراكز المدن والخارجين عن حدود سلطان النقيب حال بينهم وبين حضورهم لدرج أسمائهم فى تلك السجلات ، فلاداعى لتصور احتواء تلك الجرائد لجميع العلويين المنتشرين زمن النقابات ، كما لايخفي هدف السلطة السياسى الغير المعلن من هذا العمل ، فقد أرادوا بذلك إيقاع الفرقة بين العلويين من اجل إضعاف نفوذ ذوى النفوذ من المخالفين منهم، بعد كسب السواد الأعظم بهذا المشروع . ويبدوا الهدف السياسى الكامن فى هذا المشروع والمتمثل فى الإضرار بمصالح المعارضة بوضوح ، فى إعلان حصر الشرافة فى حدود ما حوتها الجرائد تلك ، حيث اعتبروا من لم يثبت اسمه فيها خارجا عن النسب العلوى ، لذا اعتبرنا الجرائد علي ما قدمتها من خدمة فى حفظ العلويين ، مضرة لبعضهم ، وسببا فى ضياع أسماء من هذه الشجرة المباركة بعد أن أصبحت المرجع الأهم فى إحصاء النسّابين فيما بعد . فالجرائد هى الأخري ليست بالجامعة المانعة كما قد يتصور البعض سيما مع العلم بخروج عدد من الأشراف المطاردين من قبل السلطة الحاكمة . </span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>5 ـ حجية كتب النسب :</span>
<span style='color:darkblue'>شأن كتب النسب شأن كتب العلوم النقلية ، فهى ثمرة جهود جبارة بذلت عبر القرون بالتدوين فى ظروف مذبذبة بين الشدة والرخاء ، وأقلام مرددة بين عالم له شأن فى فنه محترف ، وهاوٍ حاك لأقوال الآخرين ، بدأت بنقش ما فى الصدور بما يكتنفه من سهو ونسيان ، ثم تابع المصنفون ضبط موضوعاتها ومسائلها كل حسب وسعه وطاقته ، فضمنوا كتبهم أنساب القبائل العربية وما تفرع منها من عمارات وبطون وأفخاذ ، وعنوا عناية خاصة بالنسب الهاشمى فضبطوا اكثر الأصول والفروع منه فى مصنفاتهم و ساهموا بذلك فى حفظ هذا النسب الطاهر من الضياع . ولاينكر فضل هذا العلم إلاّ مكابر ، ولكن هل ينحصر ثبوت نسب الفروع فى خصوص ما أثبته المتقدمون منهم من أصول ؟ ليس لأحد إدّعاء جامعية كتب الأنساب ومانعيتها رغم الجهود المبذولة فى تنقيحها وتهذيبها ، سيما فى نسب الطالبيين . ومع ذلك نري الكثير من متأخرى النسّابين قد اقتصروا فى ردهم للفروع علي ما أثبته القدماء من أصول ، فأنكروا عدداً من الفروع جزماً من غير دليل قاطع ، مما أدي إلي إرباك واضح فى آراء أهل النسب، وحيرة جمع من الطالبيين الذين تعذر عليهم إثبات نسبهم ، مع تواصل شهرة سيادتهم . ولنا فى ذلك رأى قد لايوافقنا عليه البعض ، فقد كاد مشهورهم أن يستقر علي أن كتاب نسب آل أبى طالب لمؤلفه يحيي النسّابة هو أول كتاب ألّف فى نسب الطالبيين ولا نقاش لنا فى ذلك ، وإنما الكلام فى احتواء هذا الكتاب وأمثاله مما صنف فى أواخر القرن الثالث وما بعده لجميع الأصول ، بعد القطع باعتماد أكثرهم الجرائد فى تدوينهم واليقين بخروج ثلّة من الطالبيين عن قوائم النقباء ومتناوش النسّابين فى تلك العهود ، بسبب ظروفهم الأمنية وتشردهم فى أقاصى البلاد . فخلافاً لدعواهم الغير القائمة علي دليل نري أن كتب المتقدمين قد أسقطت عن غير عمد العديد من الأصول من أبناء الحسنين عليهما السلام وغيرهما من أبناء على بن أبى طالب ، إما بعدم ذكرهم أو بادّعاء الدرج بعد عدم وقوفهم علي أثر ، وعليه فلا موجب للإنكار جزما مع فقدان الحجّة سيما مع اعتراف بعض المتقدمين بتعذر الإحصاء . إن المتتبع لكلمات أبى نصر سهل بن عبد الله البخارى المتوفى سنة 357 ، يري بوضوح جزمه بإنكار عقب الكثير من أبناء الأئمة عليهم السلام فى كتابه الصغير (سر السلسلة العلوية) من غير ترديد ، بل ويحصر أعقابهم فيمن ذكرهم من المعقبين ثم يرمى من انتسب إلي غيرهم بالكذب والإدّعاء ، فى حين نري معاصره أبا الفرج الإصفهانى الجواّل الصياد المتتبع المتوفى سنة 356 ، يعترف فى كتابه مقاتل الطالبيين بعدم التمكن من الاحصاء التام بقوله :" علي أننا لاننفى من أن يكون الشئ من أخبار المتأخرين منهم فاتنا ولم يقع إلينا لتفرقهم فى أقاصى المشرق والمغرب وحلولهم فى نائى الأطراف وشاسع المحال التى يتعذر علينا استعلام أخبارهم فيها "(1). وهذا هو الملاك عندنا بعد ثبوت اختفاء عدد منهم وابتعادهم عن الساحة ، فعدم الوجدان لايدل علي عدم الوجود ، واعتماد الجرائد استقراء ناقص بعد العلم بامتناع الكثير من العلويين عن درج أسمائهم فى سجلات النقباء ، إما لبعدهم أو لمخالفتهم مع شكهم فى مصداقية النقابات التى ابتكرتها السلطة الحاكمة للوقوف علي أخبارهم ومناطق تواجدهم ، كما أن اعتماد الذاكرة فى حفظ أنسابهم مدة ثلاثة قرون إلي حين التدوين باعتراف جميع علماء النسب ، يلقى ظلال الشك فى إمكان احتواء جميع الأصول والفروع . وقد بسطنا القول بعض الشئ فى مدي الاعتماد علي المتوفر من كتب النسب ، بعد القطع بفقدان الكثير من كتب هذا الفن فى كتابنا بغية الحائر عند تعرضنا لعقب الإمام الباقر ، وعليه فما أثبتوه فهو حجة يمكن العمل به، وما لم يثبتوه يعمل فيه بالقرائن ولا موجب للالتزام بنفيهم بعد العلم بمصادر تدوينهم .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ </span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ مقاتل الطالبيين : ص 25</span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>6 ـ مصطلحات علم النسب :</span>
<span style='color:darkblue'>قال بعض الأدباء :
قبيلة قبـلها شعب وبعـدهمـا عمـارة ثم بطـن تلـوه فخـذ وليس يؤوى الفتي إلاّ فصيلته ولا ســداد لسـهم مالـه قذذ وقال الشاعر محمد بن عبد الرحمن الغرناطى : الشعب ثم قبيلة وعمارة بطن وفخذ والفصيلة تابعه الشعوب :
مفردها شعب ، ويطلق علي الحى العظيم من الناس المستقر بنفسه(1) وهى رؤوس القبائل وجمهورها ، سمو بذلك لتشعب اجتماعهم كتشعب أغصان الشجر . قال الماوردى فى الأحكام السلطانية : "وسمى شعبا لأن القبائل تتشعب منه . وهو أعلي طبقات النسب وأبعدها " . قال الجوهرى : هو ابو القبائل الذى ينسبون إليه، وهذا قول جمهور العلماء وأهل اللغة . وقال الراغب : " الشعب القبيلة المنشعبة من حى واحد" . وقد لايخلو تعريفه من إشكال ، إلاّ إذا عدّ القبيلة أعلي الطبقات ، فالشعب فى اصطلاح أهل النسب لايتكون إلاّ بعد انشعاب قبائل من أصل واحد فإذا تعددت وتفرّعت سمّى مجموع فروعها شعباً . ويسمّي عادة باسم الجد الأعلي ملتقي أفراد هذا الشعب . فالشعب اسم للمجموع بعد الحصول . وهى الدائرة الكبري فى النسب . القبائل : مفردها قبيلة وهى مأخوذة من قبائل الرأس وهى دون الشعب بل هى قسم وفرع من فروع الشعب . وتطلق القبيلة علي مجموع العمارات المنبثقة منها وما تفرع منها . وسميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها . العمارة : هى ما انقسمت إليه القبيلة فيسمّي تشعبات فرع من القبيلة ببطونها وأفخاذها وفصائلها وعشائرها عمارة . وقيل إنما سميت كذلك لتعميرهم الأرض من كثرتهم واجتماعهم . البطن : هو فرع العمارة والشامل لما تفرع منها من أفخاذ وفصائل وعشائر .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ </span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'> ـ التبيان فى تفسير القرآن : ج9 ص 352 .</span>
<span style='color:orangered'>الفخذ : هو ما انقسم إليه البطن ، ويشمل الفصائل المتفرعة عنه بعشائرها .
الفصيلة : ما انقسم إليه الفخذ وهو مجمع العشائر . وشبهوها بالركبة لانفصالها عن الفخذ.
العشيرة : وسميت بذلك لمعاشرة الرجل لهم وحددها بعضهم بالذين يتعاقلون إلي أربعة آباء .
الرهط ( العصبة ) : أسرة الرجل الأدنون من أهل بيته .
العترة : الولد وولد الولد ذكورا وإناثا .
الأرجاء : هى القبائل التى تستقل وحدها وتستغنى عن غيرها .
الجماجم : تطلق علي القبائل التى تجمع البطون ، فينتسب اليها دونهم .
شريف : وجمعه أشراف يطلق فى علم الأنساب علي من انتسب إلي هاشم جد النبى صلي الله عليه وآله .
بنو الأعيان : إذا كانوا من أب واحد وأم واحدة .
بنو العلات : إذا كانوا من أب واحد وأمهات شتي .
بنو الأحناف : إذا كانوا من أم واحدة وآباء شتي .
عريق النسب : الذى أمه علوية وأمها علوية وكلما زاد كان أعرق .
صحيح النسب : هو الذى ثبت عند النسّابين نسبه بشهادته ، وقوبل علي المصادر النسبية فنص عليه شيوخ النسب أو سائر العلماء ممن له خبرة .
مقبول النسب : هو الذى ثبت عند بعض النسّابين دون بعض لكن صاحبه أقام البينة الشرعية علي صحة نسبه فهو مقبول من جهة البينة .
مشهور النسب : يطلق علي من اشتهر بالسيادة ولم يعرف نسبه .
مردود النسب : يطلق علي من ادعي نسباً ولم يعترف به من انتمي إليهم وأشاعوا بطلان دعواه .
ميناث : ويقال لمن أعقب البنات دون الذكور .
درج : وقد يخففونها (رج) ، يطلق علي من مات طفلاً أو مات كبيراً من غير عقب .
فيه طعن : وقد يرمز له بحرف (ن) : إشارة إلي انه مطعون فى نسبه . وقد يرمز بـ (ق) إشارة إلي أن فيه قولاً .
فيه غمز: ويرمزله بالحرف(غ): والغمز أهون من الطعن وهو اعم من الغمز فى النسب.
قعدد : القريب من الجد الأكبر ، يقال فلان أقعد من فلان أى أقرب منه إلي الجد الأكبر ويقال فلان قعيد النسب ذو قعدد إذا كان قليل الآباء إلي الجد .
في صح : وله عندهم معان؛ يستعملونها فى موارد، منها : اذا لم يعرفوا الرجل انه معقب أم لا . ومنها : إذا شكوا فى اتصال فرد من أفراد السلسلة فإن كتبوه قبل الاسم دل علي الشك فى اتصاله بمن قبله، وان كتب بعده دل علي الشك فى اتصاله بمن بعده وعموما استعملوه فيمن لم يتحققوا اتصاله . وفى المشجرات يستعملون النقط بعد بن هكذا : (بن . . . ، او بـ . . . ـن) ذلك . وعن شيوخ الفن كالعمرى والعبيدلى وابن طباطبا وغيرهم انه إشارة إلي أن ما قبله نسب ممكن الثبوت إلاّ أنه لم يثبت فهو موقوف علي الثبوت .
في نسب القطع : ويطلق علي من انقطع نسبه عن الاتصال فلا يعرف عند النسابين اتصاله بمن قبله ويتعسر تحقيق حاله .
عقبه من فلان : أو العقب من فلان : يدل علي أن عقبه منحصر فيه .
أعقب من فلان : يدل علي ان العقب ليس بمنحصر فيه لجواز أن يكون له عقب من غيره .
مذيل : ويطلق علي من طال عقبه وتسلسل .
منقرض : من كان له ولد أو ولد ولد لكنهم انقرضوا ولم تدم سلسلة نسبهم .
حليف بني فلان ؛ ومولي بنى فلان : إذا انضم الرجل إلي غير قبيلته بالحلف والمولاة نسب إليهم فيقال فلان حليف بنى فلان أو مولاهم .
النازلة : من نزل فى بلد ليس هو من أهله أصلاً ثم يرتحل عنهم إلي بلد آخر فيقال من نازلة البلد .
الناقلة : من كان أهل بلد كالبصرة ثم انتقل إلي بلد آخر كبغداد فيقال فلان من منتقلة البصرة .</span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>7 ـ نسب النبي صلى الله عليه وآله :</span>
<span style='color:darkblue'>عن النبى صلي الله عليه وآله انه قال : " إن الله عز وجل اختار من الناس العرب ، ثم اختار من العرب مضر ، ثم اختار من مضر كنانة ، ثم اختار من كنانة قريشا ، ثم اختار من قريش بنى هاشم ، ثم اختارنى مما أنا منه "(1). وفى بعض الكتب ثم اختارنى من بنى هاشم .
وهو محمد (صلي الله عليه وآله وسلّم ) رسول الله بن عبد الله ويقال له الذبيح بن عبد المطلب واسمه شيبة الحمد سمته أمه بذلك كما يقال لشيبة فى رأسه عند ولادته .
وقيل اسمه عامر بن هاشم واسمه عمرو يكني أبا نضلة بن عبد مناف واسمه المغيرة يقال له القمر بن قصى واسمه زيد ويدعي مجمعا قيل له قصى لأنه كان قاصيا عن قومه فى قضاعة ، ثم قدم مكة وقريش متفرقون فجمعهم إلي الكعبة فسمى مجمعا بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر واسمه عامر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وأمه صلي الله عليه وآله هي : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب .
ونسبه صلي الله عليه وآله إلي عدنان مورد إجماع العلماء ، كما لاخلاف فى كون عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله عليهما السلام وإنما الخلاف فى عدد من بين عدنان وإسماعيل من الآباء .
وروى أن رسول الله صلي الله عليه وآله : " كان إذا انتسب لم يجاوز معد بن عدنان ثم يمسك ويقول كذب النسّابون قال الله عز وجل وقرونا بين ذلك كثيراً " (2). وقد روى النهى عنه صلي الله عليه وآله بقوله " لا تجاوزوا معد بن عدنان" .</span>
<span style='font-size:17pt;line-height:100%'></span>
<span style='color:darkblue'>قال ابن الأثير : فأما ما بعد عدنان من آبائه إلي إسماعيل بن إبراهيم الخليل صلي الله عليهما وسلم ففيه اختلاف كثير فى العدد والأسماء لا ينضبط ولا يحصل منه غرض فتركناه لذلك .
والحق أن الأمر كما قال صلي الله عليه وآله ، فان النسابين الذين رفعوا نسب عدنان إلي إبراهيم الخليل ذكروا تسعا من الوسائط بينهما كالآتى : عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، وهذا العدد من الوسائط مهما قدرنا أعمارهم فلا يناسب المدة الفاصلة بين النبى محمد وإبراهيم الخليل عليهما صلوات الله وسلامه مع عدم الدليل علي كون هؤلاء جميعا من المعمرين .
وعن مالك بن أنس : أنه سئل عن الرجل يرفع نسبه إلي آدم . فكره ذلك ، وقال من أين له علم ذلك فقيل له : فإلي إسماعيل ؟ فأنكر ذلك أيضاً وقال : من يخبر به (1).
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ</span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ البداية والنهاية : ج23 ص246 ، وتاريخ ابن خلدون : ق1 ج2 ص3 ، والسيرة النبوية لابن كثير: ج1 ص75، وقلائد الجمان : ص14 </span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>8 ـ طبقات الهاشميين :</span>
<span style='color:darkblue'> ـ العلوي الفاطمي : وهم فى أعلي مراتب الشرف لمكان أمهم فاطمة الزهراء بنت الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله ، وهم ابناء الرسول الكريم ، وتختص هذه الطبقة بذرية الحسن والحسين عليهما السلام .
ب ـ العلوي : ويطلق علي ذرارى أبناء على مطلقاً فيعم الفاطميين والعباسيين أبناء العباس بن على والعمريين والحنفيين . ويطلق خاصة علي غير أبناء فاطمة عليها السلام من أولاد على .
ج ـ الطالبي : ويطلق علي من انتسب إلي أبى طالب فيعم العلويين والجعافرة والعقيليين .
د ـ المطلبي : ويطلق علي من انتسب الي عبد المطلب بن هاشم .
هـ الهاشمي : ويطلق علي من انتسب إلي هاشم بن عبد مناف ، فيشمل جميع من تقدم من الطبقات .</span>
<span style='font-size:17pt;line-height:100%'>نسب الهاشميين</span>
<span style='color:orangered'>يرجع أصل الهاشميين الي هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر ، جد النبى صلي الله عليه وآله ، فكل هاشمى فى الأرض ينتهى إليه . والعقب من هاشم بن عبد مناف من أسد وعبد المطلب ، وكان له أبو صيفى ونضلة لا أعرف أحدا انتسب اليهما ، وقال النسابون انهما لم يعقّبا ، أما أسد فانه أولد فاطمة بنت أسد ، تزوجها أبو طالب بن عبد المطلب ، فجميع الطالبيين من نسلها ، وكانت صالحة وهى أول امرأة هاجرت من مكّة الي المدينة ماشية حافية . أما عبد المطلب بن هاشم : (قال ابن قتيبة : سمى عبد المطلب لأنه كان بالمدينة عند أخواله فقدم به المطلب بن عبد مناف عمه فدخل مكة وهو خلفه فقالوا هذا عبد المطلب فلزمه الاسم وغلب عليه واسمه عامر ) فكان له اثنا عشر ولدا هم : ابو لهب ، الحارث ، العباس ، عبد الله ، أبو طالب ، حجل ويلقب بـ (غيداق) ، حمزة سيد الشهداء ، المقوّم ، عتبة ، ضرار ، الزبير ، وعبد الكعبة . وأتصل عقبه من خمسة ، والباقى ما بين دارج وميناث ومنقرض حسب أقوال النسابين . وكان له ست بنات هنّ : أروي ، عاتكة ، صفيّة ، أميمة ، البيضاء ، وبرّة .
خرجت أروي بنت عبد المطلب : الي عمير بن وهب بن عبد الدار فأولدها طليباً . ولما هلك عمير بن وهب خلّفه عليها كلدة بن عبد مناف ، فأولدها فاطمة .
وأما صفية بنت عبد المطلب : فقد خرجت فى الجاهلية الي الحرث بن حرب بن امية بن عبد شمس فهلك ومن ثم خرجت الي العوام بن خويلد فولدت له الزبير بن العوام والسائب وعبد الكعبة وصفية وأم حبيبة .
وأما أميمة بنت عبد المطلب : فإنها خرجت إلي جحش بن ذياب فأولدها عبد الله وأبا أحمد وعبيد الله ، ومن البنات زينب خرجت إلي زيد بن حارثة فطلقها وتزوجها الرسول صلي الله عليه وآله ، فزينب بنت أميمة من أمهات المؤمنين . وحمنة بنت أميمة خرجت إلي مصعب بن عمير بن هاشم فقتل عنها يوم أحد ، وخلّفه عليها طلحة بن عبيد الله التيمى فولدت له محمدا وعمران .
أما البيضاء بنت عبد المطلب أم حكيم : فإنها خرجت إلي كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ، فأولدها عامرا وأم طلحة وأروي .
أما برّة بنت عبد المطلب : فانها خرجت إلي أبى رهم بن عبد العزّي بن أبى قيس بن عبد ودّ العامرى ، فأولدها أبا سبرة .
أما عاتكة بنت عبد المطلب : فانها خرجت الي أبى أمية بن المغيرة المخزومى فأولدها عبد الله وزهيرا وقريبة .
أولاد عبد المطلب : 1 ـ عبد الله بن عبد المطلب : يقال له الذبيح ، أعقب النبى محمدا صلي الله عليه وآله . وامه آمنة بنت وهب ، وعقبه متصل من ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام ، فقد قال صلي الله عليه وآله : إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبى فى صلبه وإن الله تعالي جعل ذريتى فى صلب على بن أبى طالب" (1). وعنه صلي الله عليه وآله :" كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببـى ونسبي"(2). ومنها الكوثر .
2 ـ أبوطالب بن عبد المطلب : واسمه عبد مناف وقيل عمران ، وكان سيداً مطاعاً نصر النبى صلي الله عليه وآله ونابذ قريشاً ، وأولد أربعة أولاد هم : طالب ، عقيل ، جعفر وعلى . ومن البنات أم هانى فاختة ، وجمانة . وأمهم جميعاً فاطمة بنت اسد بن هاشم . أما طالب ، فالمشهور انه لا عقب له . وأما عقيل بن أبى طالب : فله من الولد أربعة : مسلم الشهيد بالكوفة ، وعبد الرحمن، وعثمان ؛ استشهدا فى الطف ، وسعيد ، وقال فى الأصيلى ومحمد . وأما جعفر بن أبى طالب : فخلّف عبد الله الجواد ، ومحمد ، وعون ، أمهم جميعا أسماء بنت عميس . وأما على بن أبى طالب : فله عدد كبير من الأولاد ، فمن الذكور : الحسن والحسين عليهما السلام ومحسن والعباس ومحمد الحنفية وعمر الأطرف ، وجعفر ، وعثمان ، وعبد الله ، ومحمد الأصغر ، وعبد الله الأصغر ، ويحيي ، وأبو بكر ، وعون ، ومحمد الأوسط . أما البنات فهن : زينب الكبري ، أم كلثوم الكبري ، رقية ، أم الحسن ، رملة ، نفيسة، زينب الصغري ، أم هانى ، رقية الصغري ، أم الكرام ، جمانة ، أمامة ، أم سلمة، ميمونة ، خديجة ، فاطمة ، رملة الصغري ، أم كلثوم الصغرى ، أم الخير ، أم جعفر ، تقية .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ </span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ المعجم الكبير : ج3 ص43 ، الحديث2630 . 2 ـ مجمع الزوائد ج9 : ص 173 .</span>
<span style='color:orangered'>ومشهور العلماء قد استقر علي أن المعقبين من ولده خمسة هم : الحسن : ويقال لعقبه الحسنيون . والحسين : ويقال لعقبه الحسينيون . ومحمد الحنفية : ويقال لعقبه الحنفيون . والعباس السقاء : ويقال لعقبه العباسيون . وعمر الأطرف : ويقال لعقبه العمريون . وفى عقب عثمان بن على خلاف قال قوم : من عثمان بن على عقب . وقال قوم لاعقب له .
3 ـ الحارث بن عبد المطلب : وله من الأولاد : نوفل، وأبو سفيان ، وربيعة ، وعبيدة، وعبد الله ، والطفيل، والحصين، ونجيّة خرجت الي مالك بن قشيب الأزدى فأولدها عبد الله بن مالك .
4 ـ نوفل بن عبد المطلب : وله : عبد الله ، والمغيرة ، وسعيد ، والحارث .
5 ـ العباس بن عبد المطلب : ومن ولده : الفضل وهو أكبر ولده وبه كان يكني ، وعبد الله حبر الأمة ، وعبيد الله والى اليمن زمن خلافة على ، وقثم ، ومعبد وعبد الرحمن المستشهد بإفريقيا وأمهم أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن ، وكثير وتمام وأمهما أم ولد تدعي مسيلة . والحارث بن عباس وأمه من هذيل . ومن الاناث أم حبيب ، لبابة ، صفية ، أمينة ، وأم كلثوم . أما عبدالله بن عباس : فله العباس وبه كان يكني ، وعلى السجاد وهو جد الخلفاء ، وداود أمير الحجاز أيام السفاح ، وعبد الصمد ، وصالح صاحب مصر والذى فتحت المغرب علي يده ، وعيسي ابو العباس الأمير صاحب قصر عيسي ببغداد، وعبيدالله العامل علي اليمن ، وسليمان أبو أيوب أمير البصرة ، ومحمد. ومن البنات لبابة وأسماء ، قال السدوسى وزينب .
6 ـ أبو لهب : واسمه عبد العزّي بن عبد المطلب ؛ له عتبة ومعتب ، أسلما يوم الفتح ودرّة خرجت الي الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب .</span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>9 ـ العرب والأعراب </span>
<span style='color:darkblue'>العرب يطلق فى العرف علي كل عربى سواء كان من أهل الأمصار أو من أهل البادية، و(ذهب بعض أهل اللغة إلي الترادف بين اللفظين وأنهما بمعني واحد) (1) قال القلقشندى فى قلائد الجمان : " والتحقيق أن اسم العرب يشمل الجميع والأعراب نوع منهم" والمشهور إطلاق لفظ الأعراب علي سكان البادية خاصة ، واختلفوا فى سبب تسميتهم بذلك . قال ابن منظور : ( الأعرابى : البدوى ، وهم الأعراب ، والأعاريب جمع الأعراب . وجاء فى الشعر الفصيح الأعاريب . وقيل ليس الأعراب جمعا لعرب ، وإنما العرب اسم جنس ، والنسب إلي الأعراب أعرابى ) (2) . وقال : ( والأعرابى إذا قيل له : يا عربى ! فرح بذلك وهش له . والعربى إذا قيل له يا أعرابى ! غضب له . فمن نزل البادية ، أو جاور البادين ، وظعن بظعنهم وانتوي بانتوائهم : فهم أعراب ، ومن نزل بلاد الريف واستوطن المدن والقري العربية وغيرهـا ممن ينتمى إلي العرب فهم عرب ) (3). وينقل عن ابن تيمية قوله : ( إن لفظ الأعراب هو فى الأصل اسم لبادية العرب فإن كل أمة لها حاضرة وبادية ) (4). ولعل بعضهم يري جفوة أهل البادية وتخلفهم الحضارى منشأ هذا الإطلاق وقد يؤيد هذا إشارة آيات من القرآن لبعض أخلاقهم وذمها كقوله تعالى : « الأعراب أشد كفرا ونفاقاً وأجدر أن لايعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم » ؛ وقوله تعالي« وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذّبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم » . وعن صاحب العبر : أن لفظ العرب مشتق من الإعراب وهو البيان أخذاً من قولهم أعرب الرجل عن حاجته إذا أبان ، سموا بذلك لأن الغالب عليهم البيان
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ </span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ بلوغ الارب فى معرفة أحوال العرب : ص 12 .
2 ـ لسان العرب : ج1 ص 586 .
3 ـ لسان العرب : ج1 ص 586 .
4 ـ بلوغ الارب فى معرفة أحوال العرب : ص 12 .</span>
<span style='color:darkblue'>والبلاغـة(1) . ويقابل العربى العجمى ، فالعجم هم غير العرب ويشمل الأمم الغير العربية سواء كانوا تركاً أو روماً أو فرساً ، ولا اختصاص لهذه اللفظة بالفرس كما قد يتصور البعض . </span>
<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>10 ـ طبقات العرب :</span>
<span style='color:darkblue'>المشهور بين النسابين تنويع العرب علي نوعين : عاربة ومستعربة ؛
النوع الأول : هم العرب الخلّص .
قال القلقشندى فى قلائد الجمان : " قال فى العبر : وهم العرب الأُوَل الذين فهمهم الله اللغة العربية ابتداء فتكلموا بها فقيل لهم عاربة ، إما بمعني الراسخة فى العروبية كما يقال ليل لائل ، وإما بمعني الفاعلة للعروبية والمبتدعة لها " .
والنوع الثانى : هم الداخلون فى العروبية بعد العجمة أخذا من استفعل بمعني الصيرورة .
ونوّع آخرون العرب علي أربعة أنواع :
العرب البائدة : وهم قدامي العرب من أبناء سام بن نوح الذين انقرضوا بانقراض تلك العصور ولم يبق لهم ذكر وكأنهم أبيدوا . ونقل المقدسى عن صاحب تاريخ الخميس : ان العرب السالفة هم عاد وثمود وصحار ودبار وطسم وجديس وجاسم ، وهم ولد إرم بن سام بن نوح(2) .
العرب السائدة : وهم صريح العرب أبناء عدنان وقحطان ، الباقى ذكرهم ونسلهم إلي اليوم .
العرب المستعربة : قيل هم قوم من غير العرب دخلوا فى العرب فتكلموا بلسانهم وحكوا هيئاتهم . وقيل هم الأعراب أهل البادية بعد تحضرهم ، وقيل العكس وهم الحضر بعد التحاقهم بالأعراب . فتعرب بعد هجرته أى صار أعرابيا ، وعليه حمل الحديث : ثلاث من الكبائر . . . ومنها التعرب بعد الهجرة .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ</span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ سبائك الذهب : ص6 ـ 7 .
2 ـ مسبوك الذهب فى فضل العرب وشرف العلم علي شرف النسب : ص2 .</span>
<span style='color:darkblue'>العرب المستعجمة : وهم العرب الذين اختلطوا بغيرهم وتخلقوا بأخلاق غير العرب واستعجمت لغتهم . فالأعجم هو الذى لا يفصح فى الكلام ، ومنه سمى : زياد الأعجم الشاعر ، وكان عربياً .</span>
<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>انتظروا الجزء الثاني</span></font>
مواقع النشر (المفضلة)