<font color='#000000'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'>13 ـ وقائع العرب في الجاهلية والإسلام :</span>

<span style='color:darkblue'>وقد ذكرنا هذه الفائدة تأسياً بعمل النسابين حيث انهم تعرضوا لذكر أيام العرب ووقائعها بعد تعرضهم لأنسابهم ولا تخلو من لطف ، فمن وقائعهم :
أ ـ في الجاهلية :
1 ـ الداحس والغبراء : وقعت بين فزارة وعبس ، ذكروا أن فرساً يقال لها (داحس) كانت لقيس بن زهير سيد بنى عبس ، أجراه فى سباق مع فرس لحذيفة بن بدر بن عمرو سيد فزارة يقال لها الغبراء ، فجاءت داحس سابقا ، فأمر حذيفة من ضرب وجه داحس ، فوثب مالك بن زهير فلطم وجه الغبراء ، فتشاجرا وقتل حذيفة فشبت الحرب بين عبس وفزارة دامت أربعين عاما .
2 ـ يوم خزاز : اتفقت فيه بنو ربيعة بن نزار وقبائل اليمن وكانت الدائرة علي اليمن وانتصرت بنو ربيعة عليهم وقتلوا منهم خلقا كثيرا .
3 ـ أيام بني وائل : حدثت وقائعها بسبب قتل كليب وكانت بين تغلب وقائدهم مهلهل أخو كليب ، وبين بكر وقائدهم مرة أبو جساس ، فأولها يوم عنيزة وتكافأ فيه الفريقان ، ثم كان بينهم يوم واردات وانتصرت فيه تغلب علي بكر، ثم يوم الحنو وكان لبكر علي تغلب ، ثم يوم القصيبات انتصرت فيه تغلب وأصيبت بكر حتي ظنوا أنهم قد بادوا ، ثم يوم أقضة (التحالق) كثر فيه القتل فى الفريقين .
4 ـ يوم عين اباغ : وكان بين غسان ولخم انهزمت لخم وتبعتهم غسان إلي الحيرة قتل فيه المنذر بن ماء السماء قائد لخم .
5 ـ يوم مرج حليمة : بين غسان ولخم أيضا وهى من أعظم الوقعات واختلف فى النصر لمن كان منهم .
6 ـ يوم الكلاب : وكان بين الأخوين شراحيل وسلمة ابنى الحارث بن عمرو الكندى، كان مع شراحيل بكر بن وائل ومع سلمة تغلب وائل وغيرهم واتقعوا فى الكلاب وهو بين البصرة والكوفة انتصر فيها سلمة .
7 ـ يوم أوارة : وهو جبل وكان بين المنذربن امرئ القيس ملك الحيرة وبين بكر وائل بسبب اجتماع بكر علي سلمة بن الحارث فظفر المنذر ببكر وأقسم أنه لا يزال يذبحهم حتي يسيل دمهم من رأس أوارة إلي حضيضه .
8 ـ يوم رحرحان : وسببه ان الحارث بن ظالم المرى الذبيانى قتل خالد بن جعفر بن كلاب وهو فى جيرة النعمان بن المنذر ، هرب الحارث فلم يجره أحدا من العرب خوفا من النعمان حتي استجار بمعبد بن زرارة فأجاره فلم يوافقه قومه بنى تميم وخافوا من ذلك ووافقه منهم بنو ماوية وبنو دارم فقط فلما بلغ الأخوص أخو خالد مكان حارث المرى من معبد سار اليه واقتتلوا بموضع يقال له وادى رحرحان فانهزمت بنو تميم وأسر معبد وعذبوه حتي مات .
9 ـ يوم شعب جبلة : وكان فى العام الذى ولد فيه الرسول صلي الله عليه وآله ، وحديثه أنه بعد أن انقضت سنة علي وقعة رحرحان استنجد لقيط بن زرارة التميمى أخو معبد ببنى ذبيان فنجدته وتجمعت له بنو تميم وخرجت معه بنى أسد وسار بهم لقيط إلي بنى عامر وبنى عبس فى طلب ثأر أخيه معبد فأدخلت بنو عامر وبنو عبس أموالهم فى شعب جبلة فحضرهم لقيط فخرجوا عليه من الشعب وكسوا جمائع لقيط وقتلوا لقيطا وأسروا أخاه حاجب بن زرارة وانتصرت بنو عامر وبنو عبس نصرا عظيماً .
10 ـ يوم ذي قار : وكان فى سنة أربعين من مولد رسول الله صلي الله عليه وآله ، وسببه أن كسري برويز غضب علي النعمان بن المنذر وحبسه فهلك فى الحبس ، وكان النعمان قد أودع سلاحه ودروعه عند هانى بن مسعود البكرى ، فأرسل برويز يطلبها فقال هانى أنها أمانة والحر لا يسلم أمانته ، فبعث برويز الهرمزان فى ألفين من الأعاجم وبعث ألفا من بهرا ، فلما بلغ بكر بن وائل خبرهم أتوا مكانا من بطن ذى قار فنزلوه ووصلت اليهم الأعاجم واقتتلوا ساعة وانهزمت الأعاجم .</span>

<span style='color:seagreen'>ب ـ في الاسلام :</span>

<span style='color:orangered'>1 ـ يوم بدر : فى السنة الثانية للهجرة وكانت بين قريش مكة والمسلمين عند بدر وهو ماء مشهور بين مكة والمدينة .
2 ـ يوم أحد : فى السنة الثالثة من الهجرة النبوية بين المسلمين والمشركين ، وأحد جبل تلقاء المدينة .
3 ـ يوم الرجيع : فى السنة الرابعة للهجرة ، والرجيع ماء لهذيل ، وسببه أنه قدم علي الرسول صلي الله عليه وآله رهط من عضل والقارة فقالوا يا رسول الله إن فينا إسلاما وخيرا فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا فى الدين ويقرئونا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام فبعث النبى صلي الله عليه وآله معهم ستة من المسلمين وأمر عليهم مرثد بن أبى مرثد الغنوى ، فخرجوا مع القوم حتي إذا كانوا علي الرجيع غدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلاً .

4 ـ يوم بئر معونة : فى السنة الرابعة من الهجرة ، وبئر معونة بين أرض بنى عامر وحرة بنى سليم . وشأنها : أن أبى براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة قدم علي رسول الله صلي الله عليه وآله وكان مشركا فدعاه النبى إلي الإسلام فلم يسلم ولم يبعد ، وقال يا محمد لو بعثت رجالاً من أصحابك إلي أهل نجد يدعونهم إلي أمرك رجوت أن يستجيبوا لك . فقال إنى أخاف عليهم . فقال أبو براء أنا لهم جار . فبعث رسول الله صلي الله عليه وآله المنذر بن عمرو فى أربعين من المسلمين ، فنزلوا بئر معونة ، فخرج عليهم عامر بن الطفيل فى جمع من بنى سليم وقتلوهم عن آخرهم .
5 ـ يوم بني النضير : فى السنة الرابعة ، وبنو النضير حى من اليهود كانوا من حلفاء الخزرج سكنوا حصنا قريباً من المدينة المنورة . ففتح رسول الله صلي الله عليه وآله حصنهم بلا حرب وأجلا عنه اليهود .
6 ـ يوم الخندق : فى السنة الخامسة من الهجرة بين المسلمين وبين قريش ومن حالفهم ، انهزم جيش المشركين بعد أن قتل قائدهم عمرو بن عبد ود العامرى الذى قتله على بن أبى طالب &nbsp;.

7 ـ يوم بني قريضة : وقع للنبى صلي الله عليه وآله علي اليهود بعد منصرفه من الخندق استسلم اليهود فيها بعد حصار دام خمسة عشر يوماً .
8 ـ يوم ذي قرد : فى ذى الحجة من السنة السادسة، وذو قرد موقع قرب المدينة . فقد أغارت غطفان علي إبل النبى صلي الله عليه وآله وكانت ترعي بذى قرد، فقتلت راعيها ، فتبعهم ابن الأكوع وتمكن من استردادها ، ثم جاء المدد للقوم وتعقبوا ابن الأكوع وهو علي جبل ، وإذا فوارس رسول الله صلي الله عليه وآله أقبلوا فولي المشركون مدبرين .
9 ـ يوم بني المصطلق : فى السنة السادسة للهجرة ، والمصطلق جماعة من خزاعة . فيه خرج النبى صلي الله عليه وآله لما بلغه أن الحارث ابن أبى ضرار الخزاعى قد جمع له جمعاً ، فلقيهم علي ماء يقال له المريسيع فقاتلهم وسباهم(1) .
10 ـ يوم الحديبية: فى السنة السادسة ايضاً، والحديبية موضع بينه وبين مكة مرحلة واحدة . وفيه كانت الموادعة بين رسول الله صلي الله عليه وآله وقريش .
11 ـ يوم مؤتة: فى السنة الثامنة، وهى موضع بالشام علي مرحلتين من بيت المقدس. فيه بعث رسول الله صلي الله عليه وآله جعفر بن أبى طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحه فى جيش ألي الشام لقتال الروم ، وقتل فى هذه الوقعة زيد وجعفر وابن رواحة(2)، فانتخب خالد بن الوليد أميراً وأقبل بهم قافلاً .

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ &nbsp;</span>

<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ معجم البلدان : ج5 ص 118 .
2 ـ تاريخ اليعقوبى : ج2 ص65 .</span>

<span style='color:orangered'>12 ـ يوم الفتح : فى السنة الثامنة للهجرة ، وفيه كان فتح مكة .
13 ـ يوم حنين : فى السنة الثامنة أيضا ، وحنين واد جنب ذى المجاز ، وتسمي الوقعة غزوة أوطاس وهوازن أيضا . فقد بلغ الرسول صلي الله عليه وآله وهو بمكة أن هوازن قد جمعت بحنين جمعاً كثيراً ، فخرج إليهم فى جيش عظيم عدتهم اثنا عشر ألفاً ، كانت هوازن قد كمنت فى الوادى فخرجوا علي المسلمين ، فانهزم المسلمون عن رسول الله صلي الله عليه وآله حتي بقى فى عشرة من بنى هاشم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله للعباس صح يا للأنصار وصح يا أهل بيعة الرضوان … الخ ، ثم انقض الناس وفتح الله علي نبيه وأيده بجنود من الملائكة ، ومضي على بن أبى طالب إلي صاحب راية هوازن فقتله وكانت الهزيمة وقتل من هوازن خلق عظيم(1) .
14 ـ يوم تبوك : فى السنة التاسعة من الهجرة النبوية ، وتبوك موضع من أدني أرض الشام ، وسميت الوقعة أيضا بغزوة العسرة وتسمي بالفاضحة لافتضاح المنافقين فيها فقد توجه الرسول صلي الله عليه وآله لغزو من انتهي اليه أنه قد تجمع له من الروم وعاملة ولخم وجذام وغيرهم ، فلم يلق كيدا فأقام بتبوك أياماً فصالحه أهلها علي الجزية(2) .
15 ـ يوم البطاح : وقع لخالد بن الوليد علي بنى تميم عام 11 للهجرة وقتل مالك بن نويرة وأفراد قبيلته غدراً وهم مسلمون .
16 ـ يوم اليرموك : للعرب علي الروم سنة 13 للهجرة ، واليرموك واد بناحية الشام ينتهى إلي نهر الأردن .

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ &nbsp;</span>

<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ تاريخ اليعقوبى : ج2 ص62 ـ 63 .
2 ـ فتوح البلدان : ج1 ص71 .</span>

<span style='color:orangered'>17 ـ يوم السقيفة : يوم اجتماع الانصار علي سعد بن عبادة ، ومبايعة الخليفة أبى بكر .
18 ـ يوم القادسية : كانت الوقعة بين العرب والفرس فى القادسية من ارض العراق انتصر فيها العرب علي الفرس .
19 ـ يوم أغواث : يوم من القادسية أطلق عليه هذا الاسم لأن القعقاع أغاث فيه جيش سعد بمن جاء بهم من الشام .
20 ـ يوم الدار : اليوم الذى قتل فيه الخليفة عثمان بن عفان .
21 ـ يوم الجمل : فى البصرة بين عائشة وطلحة والزبير وبين الخليفة على بن أبى طالب كان النصر فيه للخليفة على بن أبى طالب &nbsp;.
22 ـ يوم الحرّة : كان ليزيد بن معاوية علي أهل المدينة ، والحرة أرض ذات حجارة سود والحرة هذه تقع شرقى المدينة واسمها حرة واقم .
23 ـ يوم مرج راهط : بالشام لمروان بن الحكم علي الضحاك بن قيس الفهرى سنة 65 للهجرة .
24 ـ يوم شعب بوان : بين المهلب بن أبى صفرة علي الأزارقة .
25 ـ يوم قرقيا : كان لعبد الملك بن مروان علي زفر بن الحارث .
26 ـ يوم وادي القرى : كان لمروان الحمار علي الخوارج . &nbsp;</span>

<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>14 ـ النقيب والنقابات :</span>

<span style='color:darkblue'>قال الخليل الفراهيدى فى العين : النقيب : "شاهد القوم يكون مع عريفهم أو قبيلهم ، يسمع قوله ويصدق والنقباء الذين ينقبون الأخبار والامور"(1) . وقال الجوهري : " النقيب العريف ، وهو شاهد القوم وضمينهم ، والجمع النقباء"(2). وقال ابن منظور : النقيب عريف القوم والجمع نقباء . والنقيب العريف وهو شاهد القوم وضمينهم ... . قال ابو اسحق : " النقيب فى اللغة كالأمين والكفيل"(3). وهو الذى يتعرف أخبارهم وينقب عن أحوالهم . وقال الطريحى : " نقيب القوم ، كالكفيل والضمين : ينقب عن الأسرار ومكنون الإضمار ، وإنما قيل نقيب لأنه يعلم دخيلة أمر القوم ويعرف الطريق إلي معرفة أمورهم"(4) . والنقابة : هى تولية شؤون الأشراف وتدبير أمورهم والدفع عما ينالهم من عدوان وصيانة ذوى الأنساب الشريفة عن ولاية من لايكافئهم فى النسب ولايساويهم فى الشرف وهى علي ضربين : خاصّة وعامة . أما الخاصة ؛ فهى أن يقتصر بنظره علي مجرد النقابة من غير تجاوز لها إلي حكم واقامة حد ، فلا يكون العلم ـ الاجتهاد ـ معتبرا فى شروطها . ومن وظائفه :

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ &nbsp;</span>

<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ العين : ج5 ص179 .
2 ـ الصحاح : ج1 ص227 .
3 ـ لسان العرب : ج1 ص769 .
4 ـ مجمع البحرين : ج4ص357 .</span>

<span style='color:darkblue'>1 ـ حفظ انسابهم من دخول الأغيار وخروج الأفراد منهم .
2 ـ تمييز بطونهم ومعرفة أنسابهم .
3 ـ معرفة من ولد منهم من ذكر وانثي فيثبته .
4 ـ أن ينزههم من المكاسب الدنيئة ويمنعهم من المطالب الخبيثة .
5 ـ ان يمنعهم من ارتكاب المحارم .
6 ـ أن يكون لهم عونا فى استيفاء حقوقهم حتي لا يضعفوا عنها .
7 ـ أن ينوب عنهم فى مطالبة حقوقهم العامة .
8 ـ أن يمنع أياماهم أن يتزوجن إلاّ من أكفاء .
9 ـ مراعاة الموقوفات المختصة بهم فيحفظ أصولها وينمى فروعها ويشرف علي الجباة والقسمة فيميز المستحق من غيره .
ووظائف أخري ذكرت فى الكتب المفصلة لهذه المسألة(1) . وأما النقابة العامة : فيضاف إلي احكامها علاوة علي ما تقدم خمسة أشياء :
1 ـ الحكم بينهم فيما تنازعوا فيه .
2 ـ الولاية علي أيتامهم فيما ملكوه .
3 ـ إقامة الحدود عليهم فيما ارتكبوه .
4 ـ تزويج الأيامي اللاتى لا يتعين أوليائهن أو قد تعينوا فعضلوهن .
5 ـ إيقاع الحجر علي من عته منهم أو سفه ، وفكّه إذا أفاق ورشد . فيصير بهذه الخمسة نقيباً عاماً يعتبر فى صحة نقابته أن يكون من أهل العلم والاجتهاد ليصح حكمه وينفذ قضاؤه . قال فى الذريعة " إن المستعين الذى مات سنة 252 هو أول من أسس النقابة وجعل الحسين ابن أبى الغنائم أول نقيب ، وأمره بنصب نقباء البلاد وهو ابن عمر أمير الحاج ابن يحيي المحدث ابن الحسين ذى الدمعة ابن زيد الشهيد"(1) .

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ &nbsp;</span>

<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ الآداب السلطانية : ص82 ـ 86 .
2 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : ج16 ص58 .</span>

<span style='color:darkblue'>لكن المشهور أن النقابة فى بداية تشكيلها كانت عامة للأشراف من بنى هاشم تشمل أحكامها العباسى والعلوى وغيرهما ، ثم أُفرد الطالبيون بنقابة خاصة بهم ، وذكر أن المعتضد بالله العباسى والذى تولي الخلافة من سنة 279 إلي سنة 289 ، هو أول من سنّ النقابة للعلويين ، وقيل انه فعل ذلك بسبب رؤيا رآها ، ذكرها الطبرى فى تأريخه والمسعودى فى مروجه . قال الطبرى : » إن المعتضد قال لبدر : رأيت فى النوم كأنى خارج من بغداد أريد ناحية النهروان فى جيشى وقد تشوّف الناس إلى إذ مررت برجل واقف علي تل يصلى لايلتفت إلى ، فعجبت منه ومن قلّة اكتراثه بعسكرى مع تشوّف الناس إلي العسكر ، فأقبلت إليه حتي وقفت بين يديه فلما فرغ من صلاته قال لى أقبل فأقبلت إليه فقال : أتعرفنى ؟ قلت : لا . قال أنا على بن أبى طالب خذ هذه المسحاة واضرب بها الأرض ـ لمسحاة بين يديه ـ فأخذتها فضربت بها ضربات فقال لى : انه سيلى من ولدك هذا الأمر بقدر ما ضربت بها ، فأوصهم بولدى خيراً ... « (1). &nbsp;</span>

<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>15 ـ ثبوت النسب :</span>

<span style='color:darkblue'>ذكر النسّابون لإثبات النسب طرقاً منها :
أ : أن يري الناسب خط نسّابة موثوق به بعد تحقيق كون الخط خطه .
ب : أن تقوم عنـده البينة الشرعية ، وهى شهادة رجلين ، مسلمين حرّين بالغين يعرف عدالتهما بخبرة أو تزكية ، فيجب العمل بقولهما .
ج : الإقرار ، كأن يعترف عنده أب بابن ، فيجب أن يلحق به ، لقاعدة إقرار العقلاء علي أنفسهم جائز . وللفقهاء فى ثبوت نسب الهاشمى رأى : قال كاشف الغطاء : "ويثبت النسب بالشياع بما يسمي شياعا ، أو قيام البينة به . والظاهر الاكتفاء بادعائه أو ادعاء آبائه لها مع عدم مظنة الكذب . والأحوط طلب الحجة منه علي دعواه "(2).

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ</span>

<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ تاريخ الطبرى : ج8 ص172 .
2 ـ كشف الغطاء : ج2 ص356 .</span>

<span style='font-size:15pt;line-height:100%'>16 ـ عدد الآباء في عمود النسب :</span>

<span style='color:darkblue'>هناك من اتخذ من عدد أفراد المسلسلة النسبية معياراً للحكم بصحة السلسلة أو خطئها ، فيقدر لكل قرن عددا خاصاً من الأفراد ثم يعين عدد القرون علي ضوئها فإن طابقت المدة الحاصلة من العدد مع الزمن الفاصل بين الجد الأعلي والمنسوب حكم بالصحة . قال ابن خلدون : " إذا كنت قد استربت فى عددهم وكانت السنون الماضية منذ أولهم محصلة لديك فعد لكل مائة من السنين ثلاثة من الآباء ، فإن نفدت علي هذا القياس مع نفود عددهم فهو صحيح ز وإن نقصت عنه بجيل فقط غلط عددهم بزيادة واحد فى عمود النسب ، وإن زاد بمثله فقط سقط واحد . وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم إذا كان محصلاً لديك "(1). والحق أن هذا معيار غالبى لامطلق تابع لنوع الأشخاص وأعمارهم وتناسلهم فإن القرن يمكن أن يكون ظرفاً لست حلقات من سلسلة الآباء كما يمكن أن يكون ظرفا لحلقتين ، فلو فرضنا أن الرجل تزوج بعد البلوغ مباشرة وأنجب ثم الابن أنجب بعد البلوغ وهكذا لحصلت فى كل ست عشرة سنة حلقة من النسب ، ولهذا نري فى بعض الأعمدة خمسة آباء فى القرن بينما نري فى غيرها شخصين فقط أو ثلاثة ، وعليه فلا يمكن التعويل عليه كمعيار واقعى للحكم بصحة نسبة أو خطئها . نعم إذا كان العدد فى كل قرن خارج عن ظرفيته فلا يبقي شك فى خطأ العدد، كأن ينهى أحد فى زماننا نسبه إلي على بن أبى طالب بمئة ظهر أو ينهيه بأربعة أظهر .

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ &nbsp;</span>

<span style='font-size:8pt;line-height:100%'>1 ـ تاريخ ابن خلدون : ج1 ص171 ـ 172 .</span></font>