ملاحظة ( أعتذر لأنني لا أعرف أي لون من الوان المجاملة كما أنني لا أعرف إلا أن أكون صريح أعبر عن ما أراه بالطريقة التي تناسبني ويرضى بها ضميري )
من أجل أنفسهم أم أجل الأخرين ؟:kkk:
مهما طال الشتاء سيأتي الصيف وتذوب الثلوج ونعرف تلك الوجوه التي كان يغطيها الجليد ونتعرف على ملامحها من قريب وعندئذ سنتعلم درس جديد يضاف الى سلسلة الدروس التي تعلمناها من الحياة مدرستنا العزيزة.........
مهما اشتد الظلام فشمعة واحدة كفيلة بأن تبدد العتمة وتنشر النور في ارجاء المكان الى ان تحترق شيئــًا فشيئــًا ومن بعدها ترحل الى الفناء وهذه فلسفة العطاء الصادق التي تجسدها شمعة لم تعرف من الحياة إلا ان تنير دروب الأخرين وترسم الإبتسامة على وجوهم فلا شيء افظع من الظلام ولا شيء أفضل من الإبتسام ......
الحقيقة تبقى حتى ولو تجاهلناها أو أجّلنا الإعتراف بها والشمس مهما طال الليل ستخرج بنورها ولن نستطيع إخفائها مهما حاولنا وهكذا هي الحقيقة ساطعة تدل على بشاعة من يحاول أن يشكك بها أو يضلل صورة من صورها لأنها لا ترضى أن تكون إلا كما هي مرآة تعكس كل شيء على مسرح هذه الوجود .........
كثيرة هي الأشياء التي ننخدع بها وكثيرة هي الوجوه التي تعجبنا ملامحها وكثيرة هي الأشياء التي نعجزعن فهمها ليس لشيء ولكن لأننا لا نريد أن نستوعب إلا ما يقنعنا به الأخرين .........
جميلة هي الصور التي إلتقطتها عداسات المصورين جميلة بتلك الوجوه التي اعتدنا على رؤيتها وهي تبتسم وفي ابتسامتها اسرار لا يفهما إلا من تأمل واقعنا المرير والأجمل من ذلك تلك الكلمات التي كتبتها الصحف والمجلات وأخذت نصيب الأسد من حياة هذه الصحف لتتصدر الصفحة الأولى وبكل جداره تفنن الكاتب بصياغة الخبر ليؤكد على نبل تلك الشخصيات التي اشتهرت بمساعدة الفقراء والمساكين والمنكوبين لتكون بذلك جديرة بأخذ الألقاب التي ليس إلا حبر على ورق .........
من هنا وبهذه الظروف تولد الخديعة الكبرى لتأخذ امتداد لا يعرف حدود امتداد يتجاوز جميع النقاط ليدخل البيوت دون ان يطرق الابواب فلا وقت لديه للإستأذان إن هذا الإمتداد مشغول بمساعدة الناس مشغول بنشر الخير والسلام ليس لشيء ولكن حتى يكتب اسمه بمداد من الذهب ويتصدر الصفحة الأولى بصورته الجميلة ولو كان الأمر بيدي لكتبت أسماؤهم بمداد من التبن على صفحات من العفن.......
وهكذا تولد الخديعة الاخرى حتى تقف مع أختها الأولى وسرعان ما تتكاثر الخدع وتنتشر دون حد إلى ان تصبح وبكل ما تحمل الكلمة من معنى وباء .........
إن مساعدة الفقراء والمنكوبين لا تعرف وقت وليس لها طريقة وانقاذ البشرية لا يحتاج إشعار او إخطار وإن كان كذلك فليس إلا لمصالح شخصية فأين من اشتهروا بالخير والسلام عن أطفال البدون الذين يعيشون في بحور الحرمان حرمان من كل شيء حتى من شهادة الميلاد أليس مؤلم أن يولد طفل بلا اثبات أليس مؤلم أن يولد طفل دون أن يتعرف به وطنه إذًا فأين النبلاء ؟؟؟؟؟ .......
أطفال لا يعرفون القرأة والكتابة ولدوا ليكونوا وللأسف عالة على اسرهم فماذا يفعل رجل لديه تسعة أطفال وهو عاطل عن العمل بل عاطل عن الحياة ايضــًا فالقيود تحاصره من كل اتجاه ولا سبيل للعمل ؟
وهكذا تمضي الأيام ويكبر هذا الطفل ويخرج الى الحياة ليجد نفسه بلا هوية وبلا انتماء وكل شيء يدل على انه غريب .........البيت صغير والحلم اصغر والسيارة قدماه العاريتان والمدرسة كراسته الصغيرة وقلمه المكسور والحبيبة ابنة الجيران والمهر عفة الطبع وطهارة النفس وبساطة الحال .........
يواجه الحياة بإصرار وتحدي بيد أنه في كثير من الأحيان لا يستطيع المواجهة...... على ضفة البحر يجلس وبيديه صورة أخيه الصغير الذي توفى من مرض السرطان ينظر الى هذا العالم نظرة حائرة تحمل الآف الأسئلة ولكن لا أحد يملك إجابة .......
نفاق الأمراء
الموت لا يعرف صغير أو كبير ولكن الحياة هي وحدها من يعرف ذلك ........الحياة هي من تعرف الفرق يين الصغير والكبير وبين القوي والضعيف ونظرة واحدة الى الموت تكشف لنا حقيقة الحياة وهكذا نستدل على بعض الأمور من خلال أمور أخرى فنظرة أخرى الى النبلاء الذين كل يوم نراهم في الصحف والمجلات والجميع يهتف بأسمائهم تجعلنا نعشقهم ولكن لو نظرنا الى الزاويا الى الأخرى الى ذلك الطفل الذي يعاني من مرض السرطان ولكن لا احد يرضى بإرساله الى الخارج هنا نستطيع أن نعود الى السطور الأولى ونتعرف على ملامح هذه الوجوه .........
أليس كثير من الشخصيات المهمة تطالب بالعدالة والمساوة واحترام حقوق الإنسان ؟
أينهم عن الخدم الذين جاؤا الى بلداننا ومعهم أحلام وردية وتصورات خيالية ثم إذا بهم يجيدون الأحلام قد احترقت والتصورات جميعها ذهبت الى الفناء وليس سوى العمل ليل نهار صباح مساء وكثير من الأوامر التعجيزية والطلبات الغريبة وكأن هؤلاء المساكين ليسوا بشر ؟
دخلت عبر بوابة القادمون وكانت تحمل حقبتها الصغيرة وظلت تنظر الى الوجوه ابتسامة هنا وصوت هناك وعائلة تجلس من بعيد واخرى كانت بجانبها قبل أن تقلع الطائرة وهناك أمامها مباشرة طفلة صغيرة نظرت الخادمة الى الطفلة فتذكرت ابنتها وظلت تبكي ولكن لا وقت للبكاء .........حملت الحقيبة من جديد وذهبت الى حيث كتب لها أن تذهب بيت من بيوت المترفين إما أن تصان كرامتها هناك وإما أن تذهب في مهب الريح .....
إذا كان للإنسان حقوق فمن حقه أن يكتشف نفاق تلك الوجوه المتلونة بألوان مصالحها لا بألوان الازهار والورود ........
وإذا كانت العدالة مطلب أؤلئك الأمراء فأينهم عن الأطفال الذي رمتهم ظروف الحياة الى ميادين العمل وهناك إلتقطتهم آيادي لا تعرف الرحمة .......أينهم عن أولئك الأبرياء الذين حكم عليهم الظلم بان يكونوا في غياهب السجون ليس لجريمة ارتكبوها ولكن لكلمة حق قالوها ؟ أينهم عن الفساد الذي يسيطر على ملامح اوطاننا ؟ اينهم عن لعنة البطالة التي تلاحقنا ما بين الفينة والأخرى ؟
ربما كما قلت لكم انهم مشغولون في مساعدة أنفسهم وتلميع ما يجب تلميعه وهكذا تدور الدائرة ويدخل فيها من أراد الدخول ويخرج منها من أراد الخروج وكم هي مؤلمة تلك الصورة ........رجل يحمل سلته بيديه النشيطة ذاهب الى مزرعته الصغيرة فاليوم موعد الحصاد....... خطوة تفصل بينه وبين مزرعته يتجاوزها ليجد موعد الحصاد قد تجاوز كل شيء لينقطع به الأمل ويجد الأرض قد احترقت من لهيب الشمس وجفت من قلة الأمطار وكذلك كثير من القلوب تحترق من لهيب الأمراء وتجف من قلة العطاء لتكون كما الفراشات يغريها سنا اللهيب فترمي نفسها ثم تحترق .........
أليس الناس سواسيه كما يقول المنافقين ؟ إذًا فلماذا كل ما اجتاح اعصار من الأعصاير احد البلدان الأجنبية هبّ الأشراف لمساعدة المنكوبين والتبرع بالمليارات وإرسال الإغاثات العاجلة على أن الحال يختلف تمامـًا فعندما يجتاح الفقر بلدة من البلدان الإسلامية لا نجد إلا القليل وأقسم لو أن الأغنياء كانوا فعلاً يريدون مساعدة الناس لتغيرت حياة البؤساء الذين يعيشون في البلدان الأفريقية يعانقون الإسلام كما يعانقهم الفقر وليس لهم إلا الأمل وبعض الآيادي التي تمتد لهم كما لو أن يدًا امتدت عبر الأمواج لغريق في لجة البحر .......
امراء لهم من الممتلكات ما لا يعدّ ولا يحصى ولكن ليس لهم من الثقافة والفكر ما يمتلكه بعض الفقراء..... والترف لا يخرج مبدعين على أن الفقر من الممكن أن يخرج أدباء وفنانون وكثير من الشعراء ما كانوا شعراء لولا الفقر الذي زامنهم حقبة من الزمن ليعلمهم سماحة الطبع ومساعدة الناس فأنت لا تعرف معنى الألم إلا عندما تتألم ولا يمكن أن تعرف وحشة الظلام إلا عندما تعجزعن دفع فاتورة الكهرباء كما انك لن تعرف قيمة الماء إلا عندما تجرّب العطش وتاتي حتى تشرب فتجد المياه مقطوعة عنك ولن تعرف معنى الوحدة إلا عندما تجد نفسك على مشارف الخمسين دون زوجة وأولاد .......
في حياة الأمراء خلافات ومؤامرات واحقاد لا تعدّ ولا تحصى وهكذا الطمع دائمـًا يدفع بصاحبه الى الهاوية شيئــًا فشيئـًا حتى يصل به الى الضياع هناك سيختلف كل شيء وليس إلا الصورة الحقيقية ...........فالكتب التي كتبت عن بعض الشخصيات المهمة وتحدثت عن نبل أخلاقهم ومواقفهم لم تكتب إلا لأغراض شخصية فهي أشبه ما تكون بأشعار المديح في العصر العباسي وهذه الكتب تجاهلت الجانب الآخر من حياة هؤلاء المحترمين فهي لم تتحدث عن بعض الأشراف الذين ساهموا في نشر الفساد والإباحية على أكبر مستوى ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتكريم الفاسدين والفاسدات وكل يوم يتوسعوا شيئــًا فشيئـًا إلا أن نبلهم وشرفهم لم يرشدهم إلى تكريم المتفوقين والمتفوقات وحفظة القرآن الكريم إنه نبل عقيم لا يمطر إلا على ارض قاحلة وهكذا يتفشى الفساد وينتشر على آيادي أناس نعتقد أنهم عظماء ولكن الحقيقة تختلف تمامــًا فالعظمة ليست صور وكلمات ولكنها أفعال ومواقف وليست عظمة كعظمة الرحمن وهو الذي يرتجيه الفقراء والمساكين.........
المؤلم اننا دائمــًا نسمع عن نزاهة بعض الأسماء الرنانة ونخرج من الإستماع الى المشاهدة بفضل تلك القنوات الهابطة ونسمع من الأحاديث مالذّ وطاب ولكن يظل التطبيق أمل يصعب تحقيقه وطريق لا يمكن الوصول إليه لأن الأسماء الرنانة لم تفعل شيئـًا في اصعب القضايا فأينهم عن الفتيات اللواتي أتين بجمالهن من بلدان الفقر والشقاء الى بلدان الترف والرخاء لتقوم كل واحدة منهن بعرض بضاعتها فمن المشتري ؟
الحقيقة مرة لا تطاق ولكنها تبقى حقيقة ...........فتيات بأعمار الزهور يتاجر بهن أناس ليس لهم ضمائر...... في الفنادق صباح مساء رقص وسكر وعربدة وغناء مقابل دراهم معدودات ومن المشتري شباب ليس لهم طموح ولا هدف ولا غاية مجرد شهوة حيوانية لحظة يعقبها الندم أو ربما يأتي المرض سريعـًا قبل الندم والنماذج كثيرة والأمثلة أكثر فأين من يهمهم الإصلاح عن حماية هؤلاء الفتيات اللواتي ينمن بإحضان الرجال؟ أينهم عن حماية الشباب المغفل ؟ أينهم عن مكافحة أصحاب الفنادق الليلية ؟ أينهم عن أهل المخدرات والكميات التي تدخل الى البلد دون أن يحرك ساكنا ؟أليس هذه الأمور تحتاج الى تدخلهم حتى يدخلوا التاريخ من أوسع ابوابه ولهم حق بذلك ؟ ولكنهم يفعلوا كل ذلك من أجل الظهور والتضليل فلا شيء يستحق الإشادة ......
نفاق ليس أكثر أو أقل والمصيبة الكبرى هي ان الحياة بجميع ما بها من مغريات لا تستحق أن نكون منافقين من أجلها لأن المتعة تنقطع دون سابق انذار
كل شيء ينتهي وتبقى الأفعال خير دليل وكل المواضيع لها بداية ونهاية ولكن من موضوع الى موضوع تختلف البداية والنهاية وتبقى الكلمات هي العامل المشترك كل كاتب يستخدمها بقدر ما به من جرأة وشجاعة إلى جانب ما لديه من ثقافة وفكر ..............
ناصر الخالدي
ساحمل مبادئي معي حتى أموت أو تموت مبادئي
مواقع النشر (المفضلة)