يموت كل شيء ويبقى الوطن يعيش فينا في وقت الشدة ونعيش عليه في وقت الرخاء وليس الوطن حقل من البترول وإنما هو انتماء وولاء وليس أحقاد وأحزاب ومصالح شخصية ومن يريد من الوطن مسكن ومأكل ومشرب فله ما يريد ولكن عليه أن يموت في مكان اخر فالوطن العزيز لا يريد إلا الأوفياء والوفاء ليس كلمات تكتب بالصحف والمجلات وإنما هو الإحتراق والموت من أجل إعلاء هذا الوطن الذي اعطى الكثير ........
(لا ينهار وطن من الأوطان إلا الطمع وراء انهياره ولا يعلوا وطن بغير الرجال الأوفياء الذين يموتون من أجل أن تبقى أوطانهم عزيزة شامخة ابد الدهر .......)
تعالت الأصوات والهتافات وما بين مؤيد ومعارض تصارع ابناء وطني من أجل ما يسمى بالدوائر الخمس حيث ان البعض لا يريد نظام الخمس والعشرين دائرة بحجة الفساد ولست أدري أين الفسادين إذا كان الجميع يطالب بالإصلاح ؟
ندوات ينظامها ساسة البلد ويحضرها مجموعة من الشباب والفتيات الذين أجزم على ان أكثرهم لا يدري ماذا يجري ولكنه الفضول يعانقه الإندفاع وأكثر من ذلك أن هذه الندوات اعتمدت على التجريح والكلمات المزعجه أكثر من أعتمادها على العقل والمنطق وبهذه الظروف أصبح هدوء البلاد بيد هؤلاء المتجمهرين عند بوابة مجلس الأمة ......
في هذه الظروف جاءت الجلسة التي ستم فيها مناقشة موضوع الدوائر وفي ظل انقسام النواب ما بين مؤيد ومعارض بدأ الإنفعال وبدأت التصرفات الطائشة تخرج من أناس كنت للحظة الأخيرة أعتقد أنهم حكماء إلا أن المعركة التي جرت تحت قبة البرلمان علمتني أن السياسة هي نسيان القيم وعدم السيطرة على النفس وأكثر من ذلك الصراع الذي جرى بين الشباب المتحمس وبين أعضاء الحكومة الذين خذلوا الشعب هذا إن لم يكن الشعب هو الذي خذل نفسه بالمطالب التي دعمها بالهتافات والصيحات التي أزعجة وطني العزيز.........
انتهت الجلسة وما هي إلا سويعات حتى تم إعلان حل مجلس الأمة بأمر من أمير البلاد الذي اتخذ هذا القرار الحكيم حتى يسيطر على الموقف ولكن لو تم تأجيل الجلسة لكانت COLOR="darkorange"]الكارثة[/COLOR] أخف بكثير فقرار حل المجلس جاء لتتنفس الأحزاب من جديد وتعلوا الأصوات التي انخمدت لفترة من الزمن والذي استفاد من هذا القرار هم انفسهم الذين خسروا في الإنتخابات ......
هكذا يعيش وطني الجميع ينتظر 29/6/200 موعد انتخابات مجلس الأمة والجميع على قدم وساق فجميع المرشحين بدوا في كتابة التصاريح والوعود والزيارات والمجاملات والأحاديث الكاذبة والنفاق وشراء الأصوات والتعلاب بالأوراق والخوف من المفجأة وأقسم ان ليس حب بالوطن ولكن حبا بأنفسهم المريضة .......
ندوات وحملات انتخابية وشعب يحتاج الى من يقرأ عليه ليل نهار لأن هناك أناس من السهل ان تخدعهم بل من السهل ان تجعلهم طوع يديك مقابل مبلغ من المال وكم من رجل تستطيع ان تشتري جميع مبادئه بدراهم ومعدودات وانت فيها من الزاهدين .....
أنني ممزق لانني ارى وطني بين مخالب الذئاب الذين لا يعرفون الوطنية ولا يفقهون معنى الوحدة ولا يدرون من الإصلاح إلا الندوات والعبارات الرنانةوالبوسترات والفلايرات والبوفيهات .......
انها مأساة كبرى لأننا نصدق هؤلاء من جديد مصيبة عظمى لأننا نقع في نفس الحفرة للمرة الثانية ومن الذي سيدفع الثمن؟ بكل آسف وطني الحبيب نعم أنت يا وطني ستدفع الثمن ......
والحزن الأكبر خيم على نفسي عندما علمت أن الصحافة تباع عندما تباع من أجل بعض المرشحين وللأسف كثير من الزملاء المحررين تم شراؤهم بمبلغ من المال وبغض النظر ان المبغ فأنا أقول لا خير في رجل يشترى ويباع فكل مرشح يريد ان تظهر صوره في كافة الصحف حتى يبرهن على وجوده المستمر وحتى يفعل ذلك لابدّ من وجود صحفي متفرغ لذلك وعلى هذا الصحفي البائس أن يكتب التصاريح ويغطي الندوات ويؤلف الشعارات ويهيج الحماس في داخل القارئ المغفل وهكذا يموت الوطن وتبقى المطامع ..........
هذه مشاهد لمسرحية كبرى شاهدتها بعيني ولم يبقى شيء على انتهاء الفصل الأخير ولانني لا استطيع الإنتظار قررت أن أوجه رسالة الى وطني من هنا عبر أثير هذه الصفحة ربما سيقرأها من بعدي رجل شريف .......
رسالة الى وطني @@
وطني العزيز أنني في قمة الألم لأنني لا أرضى أن آراكِ في حزن وذبول فأنا الى اليوم أنبض بحبك وأتنفس من هواك العذب ولو خيروني ما اخترت إلا الموت على ترابك الطاهر ولست اريد من الدنيا إلا رفعتك ...........
وطني الحبيب إن الشرفاء الذين رضعوا من العز والشموخ لن يرضوا أن تحزن اوتموت وإن الشمس لابدّ أن تشرق مهما طال الظلام وكلمات لابدّ أن تنطق مهما طال الصمت .....
اتصال @@
بالأمس وصلني اتصال من احد المرشحين يطلب مني ان استلم مهام اللجنة الإعلامية مقابل مبلغ معين يعني ( اشتريك بفلوسي ) وللأسف الشديد هذا الرجل ييثق به مجموعة من الناس بعد أيام قليلة وبغض النظر سيفوز أم لا كيف يثق الناس برجل يشتري أقلام الشباب أو كيف يرضى هو ان يكتب له الناس على لسانه إنها الخديعة الكبرى ........
المرأة @@
للأسف أن المراة ستدخل قبة البرلمان في الكويت وللأسف ستنافس الرجال وستخرج من بيتها وتدير شوؤن االبلاد وعلى ذلك ستقوم كل مرشحة بفتح مقرها الإنتخابي وعليكم الحساب
المرشحة : الووووووو وينك يا بو فلان
الناخب : موجود قاعد الف على الدواوين
المرشحة : ممتاز خلاص أنا بالمقر أنطرك
هكذا تنهار الرجولة وتتمزق الانوثة وتخرج المرأة من البيت والهدوء الى العتف والصراع .......
يجب ان تاخذ المرأة حقوقها الغنسانية أولاً ثم ليس للمرأة حقوق سياسية في الإسلام ولكن ماذا تقول وكل شيء انتهى .........
النهاية @@
أعتذر على هذه الفضفضة وإذا اختفيت عن الواحة فأتمنى أن تذكروا تواجدي بينكم يوم من الأيام
ناصر الخالدي حبر على ورق
مواقع النشر (المفضلة)