<font color='#000000'><span style='color:darkblue'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'> خجــــــــــــــــــــ ــــــول <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/blush.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':b:'></span></span>
<span style='color:firebrick'>أعترف بأنني شاب خجول جداً .. نعم نعم ..كما البنات اللاتي خطرن إلى بالك عندما أخبرتك عن هذا الخجل .. لا أعرف لماذا أكره كوني خجولاً .. أحس بأنني كالبنات وهذا شيء يشعرني بالخزي والعار !!
دمائي تحتبس في وجهي عندما يخاطبني أحد الرجال وأرى نفسي كالسابح في حمام السباحة من فرط العرق عندما يلمحني أحدهم وأشعر وكأن الناس كلها تراقبني عندما أمشي .. يتكلمون عني .. ربما يمدحون وربما يذمون .. الكل يوجه أنظاره لي .. وكأنني قادم من كوكب آخر .. لذلك أنا أخجل من كل الناس ومن أمي وأبي وزملائي ومن قطتي وحتى من نفسي ..!
عشت طفولة مغلقة ولم يكن عندي إخوة أو أخوات .. كانت أمي تقبلني كل يوم وكذلك أبي .. عشت منعزلاً عن هذا العالم فوالدي كانا يخافان علي حتى من نسمات الرياح .. بيتنا مغلق ولا يعيش فيه سوى أنا والخادمة والقطط ..
كان أبي يعمل طبيباً وكانت أمي سيدة أعمال .. كانا يبحثان عن المال والشهرة متناسيان طفلاً بحاجة إلى التعامل مع من هم يعيشون حوله .. كانا يعتقدان أن توفير الألعاب التافهة والطعام والخادمة للطفل يصنعان رجلاً قادراً على العيش في هذه الحياة .. إنهما يظنان أن قبلة باردة يعطيانها إلى الإبن تجعله يحس بحبهما وحنانهما .. إنهما يعتقدان أن ما هو مطلوب منهما يتحقق بتعليم الطفل إلى تخرجه من الجامعة وإبعاده عن المخدرات وأصدقاء السوء وكفى !!
ألا يدركان أنني كنت بحاجة إلى من أكلمه .. ألا يعلمان أن الوحدة خلقت مني رجلاً ينتفض إذا سلم عليه أحد المارة .. ألا يظنان أنني كنت بحاجة إلى من يعلمني كيف أعتمد على نفسي في الكثيــــر من الأشياء ؟
تخيلوا معي أيها الأصدقاء كيف كانت الخادمة تلبسني بيديها وتطعمني كذلك وأنا ابن الثانية عشرة ..تخيلوا كيف كنت أبكي في الليل من فرط الخوف وكيف يقتلني الشعور بالملل وكيف كنت أحلم بالخروج من البيت لمجرد رؤية الناس وكيف .. وكيف … وكيف …. ولكن آه !!
أصبحت أحسد الفتيات على قوتهن في الكلام مع الناس وصرت أخاف من كل إنسان غريب يقترب مني وصار أملي في الحياة هو أن أجد حلاً لهذه العقدة التي أعيشها ..
كنت شاباً وسيماً ولذلك كانت الفتيات ينظرن إلي بنظرات الإعجاب وهذا كان يجعلني أكاد أسقط من شدة الخجل .. في أحد الأيام أعطتني إحداهن وردة فأخذتها ويدي ترتعش .. كانت تراقبني من بعيد في كل يوم أذهب فيه إلى الجامعة .. كانت تحاول استدراجي في الحديث ولكنني كنت متلعثماً مرتبكاً خائفاً جباناً مهتزاً وكل الصفات الضعيفة كانت ملتصقة في لدرجة أنني كنت أحس بأنها هي الرجل وأنا الفتاة .. في كل يوم كانت تلاحقني ولا أنكر بأنني أحببتها ولكنني أحسست بالقهر والكمد عندما قررت تركي وقالت لي بأنها لا تريد رجلاً يستحي منها كما تستحي العروس من زوجها!!
سأخبركم عن صديقي الوحيد .. إنه ليس من بني البشر .. إنه قط .. نعم هو القط .. إنه الوحيد الذي أكلمه ويكلمني وهو الوحيد الذي يسمعني ويفهمني ولا أخجل منه .. ولكن .. لكنه مات !_! .. وعندما مات أصبحت أكثر خوفاً وخجلاً وصار لدي صديق جديد إسمه الإنطواء على النفس !!
أرى أنني شاب فاشل ولن أتزوج ولن أصبح رجلاً كاملاً وسيأتي قريباً اليوم الذي سأموت فيه وعندها تذكروا رسالتي هذه وأرسلوها إلى كل أب وأم يعاملان الطفل على أنه تحفة لا يجب أن تخرج من رف مكتبة الصالون !!
منقوووول</span></font>
مواقع النشر (المفضلة)