السلام عليكم ،،،
جيف الحاااال ، يبتلكم موضوع وايد مهم وان شاء الله الكل يستفيد منه ...
تطرقت الأدبيات الطبية والعلمية إلى أعراض مشابهة لأعراض ما يعرف اليوم بالصداع النصفي أو الشقيقة، منذ اكثر من ألفي عام، كما برزت نظريات عديدة لشرح ماهية هذه الأعراض. فقد وصفت نوبات الألم بأنها ضوء ساطع ينشأ عادة في العين اليمنى ومن ثم يعقبه ألم عنيف يبدأ في الصدغين ويمتد ليشمل الرأس والرقبة بالكامل. وفي القرن السابع عشر، أشار الطبيب البريطاني “توماس ويليس” إلى دور النظام الوعائي في العديد من حالات الشقيقة. وكان يدرك أن الشقيقة مرض حميد بالرغم من حدة نوباتها، ولها عوامل وراثية بالإضافة إلى علاقتها بتغير الفصول والضغط الجوي والغذاء. وقد طور الخبير ما عرف ب “دائرة ويليس” في عام 1964 وأشار فيها إلى النماذج الليفية العصبية على جدران الأوعية الدموية الدماغية. وتلخصت فكرته في أن أعراض الصداع تعود إلى تشنج الأوعية بطيئة النمو الذي يبدأ في نهايات نظام الأوعية الطرفية. وفي القرن التاسع عشر، كشف جانب آخر من فسيولوجية الشقيقة، عندما عزا “ادوارد ليفينج”، الشقيقة إلى عجز وظيفي دماغي ناجم عن “عواصف عصبية” تتشكل في الدماغ ذاته. وكان ليفينج يعتقد ان هناك علاقة بين الشقيقة والصرع، وان كلا المرضين ينجم عن تفريغ شحنات النظام العصبي المركزي.
وفي العصور الحديثة، حصل العلماء على معلومات أخرى عن فسيولوجيا صداع الشقيقة من خلال دراسة ما يسمى الصداع العنقودي الذي ربما يمتلك نفس الخصائص البيولوجية العصبية للشقيقة. ويسبب الصداع العنقودي ألماً فظيعاً، كما أن أعراضه فريدة من نوعها ويجب أن يكون الطبيب على اطلاع على الحالة من قبل حتى يتمكن من معالجتها. وعلاوة على ذلك، لا أحد يعلم أسباب وفسيولوجية مرض الصداع العنقودي، كما أن بعض ملامحه قد تتطابق مع أنواع الصداع الوعائي الأخرى مثل الشقيقة. وعادة ما يتركز الألم الناجم عن الصداع العنقودي، حول العين، وقد وصف في بعض الأحيان بأنه ألم صدغي، الأمر الذي حمل في طياته إشارة إلى تورط الجزء العيني من العصب الثلاثي التوائم. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار موقع الألم، يمكن القول: إن هناك مؤشرات لوجود فرط في نشاط النظام العصبي نظير ودي (مثل دمع العين واحتقان الأنف أو العين). وخلال السنوات العشرين الماضية، برز جدل حاد حول ما إذا كان منشأ الأنواع الرئيسية من الصداع وعائياً أم عصبياً. وأما الدراسات الحالية فتدمج هذين العاملين معا في فرضية تقوم على الأصول المشتركة للشقيقة والصداع العنقودي. وفي عام ،1988 صنفت الجمعية الدولية للصداع أنواع الصداع في فئتين رئيسيتين: فئة أساسية وفئة ثانوية. وتشمل الفئة الأولى: الشقيقة والصداع التوتري والصداع العنقودي، بينما تشمل الفئة الثانية أنواع الصداع الناجم عن الاضطرابات العضوية مثل الإصابة بعدوى أو الاضطرابات الاستقلابية أو أمراض أنظمة الجسم الأخرى.
ويقول الخبراء: إن 10% من الناس يعانون من الشقيقة، كما أن نسبة انتشارها بين النساء اكبر منها بين الرجال بضعفين أو ثلاثة أضعاف. ويتراوح معدل حدوث نوبات الشقيقة بين نوبة واحدة ونوبتين اثنتين في الشهر وقد يصل المعدل إلى 100 نوبة في العام. ومرضى الشقيقة معرضون لمخاطر الإصابة باضطرابات نفسية مرافقة مثل التوتر العام والاكتئاب الحاد والعصاب والرهاب الاجتماعي. ويرى العلماء أن هناك علاقة بين الشقيقة والصرع والربو إضافة إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند الشابات بشكل خاص. ويمكن ان تحدث نوبات الشقيقة في أي وقت من اليوم مصحوبة بجملة من الأعراض مثل الدوار والتقيؤ والحساسية الشديدة للضوء، بيد أنها اكثر ما تحدث عند الاستيقاظ في الصباح. ويقول الخبراء: إن النشاطات الروتينية أو حركة الرأس البسيطة يمكن أن تفاقم حدة الألم. وقد تستمر نوبة الشقيقة لفترة تتراوح بين عدة ساعات وعدة أيام. وينتقل الألم خلال النوبة من جزء إلى آخر من الرأس وصولاً إلى الرقبة والكتفين، كما يعاني معظم المرضى من شعور بالخدر في الرأس خلال أو بعد انتهاء النوبة. والشقيقة مرض عائلي وفي الغالب وراثي، فإذا كنت تعاني من الشقيقة فهناك احتمال كبير بأن شخصاً آخر في عائلتك يعاني من المرض. ويعاني العديد من المرضى بعد النوبة، من الشعور بالتعب أو قلة التركيز. وعلى الرغم من انه لا يوجد علاج نهائي للشقيقة، إلا انه مرض يمكن تدبير أمره بالتحفيز والرعاية الطبية الصحيحة، وهناك العديد من العقاقير التي تفيد في تسكين الآلام وتقصير زمن النوبة. وكلما عرف المريض عن المرض اصبح اكثر قدرة على السيطرة عليه والحد من تأثيراته على حالته الجسدية الصحية. وتشتمل الأعراض الأكثر شيوعاً للشقيقة على صداع يتراوح بين المتوسط والحاد وقد يستمر من 4 إلى 72 ساعة، وغالباً وليس دائماً يحدث الألم في جهة واحدة من الرأس.
الصداع التوتري
يعتبر الصداع التوتري اكثر الأنواع شيوعاً حيث يعاني 68% من الرجال و88% من النساء من نوبات هذا النوع. ويتمثل هذا الصداع التوتري في ألم مستمر تتراوح شدته بين اللطيفة والمعتدلة أو ضغط حول الرأس والرقبة. ويمكن أن ينشأ الصداع نتيجة الضغط النفسي أو الشعور بالإحباط من الحياة اليومية أو توتر العين أو الجلسة غير الصحية. وعندما يحدث الصداع بشكل يومي تقريبا، يطلق عليه في هذه الحال الصداع اليومي الحاد. ومن الأعراض الأخرى لهذه الأنواع من الصداع، هناك الشعور بالتعب واضطراب النوم والاكتئاب، ويمكن أن يحدث صداع الشقيقة وصداع التوتر معاً.
الصداع العنقودي
يتمثل الصداع العنقودي في ألم على شكل وخز في أحد جانبي الرأس وغالبا ما يكون في المنطقة الواقعة خلف العين. وبخلاف صداع الشقيقة أو الصداع التوتري، ينتشر الصداع العنقودي بشكل اكبر بين الرجال مقارنة بالنساء. وتحدث النوبات بشكل يومي تقريبا أو عدة مرات في اليوم على مدى أسابيع، كما يمكن أن تختفي النوبات لعدة أشهر أو حتى سنوات. وتستمر النوبة عادة لمدة تتراوح بين 15 دقيقة و3 ساعات، وغالباً ما تحدث خلال الليل. وتشتمل الأعراض المرافقة للصداع العنقودي على دمع العين أو احمرارها وسيلان أو احتقان الأنف أو تعرق الوجه، وذلك في جهة الرأس التي يحدث فيها الألم.
وهناك نوعان من الصداع العنقودي: العرضي والمزمن. ويكون الشخص مصابا بالصداع العنقودي المزمن، عندما لا يمضي أسبوع من دون حدوث نوبة واحدة على الأقل على مدى عام. وتشير الإحصائيات إلى أن 10-20% من المصابين بالصداع العنقودي، يعانون من هذه الحالة. بيد أن هذا النوع من الصداع لا ينتقل بين أفراد العائلة.
والسموووحه ...
ولد حكومتكم
مواقع النشر (المفضلة)