[frame="7 80"]بسم الله الرحمن الرحيم ..


ذكر الخرائطي أن المهدي خرج إلى الحج حتى إذا كان بزُبالة (منزل بطريق مكة من الكوفة) جلس يتغدى فأتى بدوي فناداه: يا أمير المؤمنين إني عاشقُ، و رفع صوته، فقال للحاجب: ويحك ما هذا؟ قال : إنسان يصيح إني عاشق، قال: أدخلوه، فأدخلوه عليه فقال: من عشيقتك؟ قال: ابنة عمي، قال: أولها أبُ؟ قال: نعم ، قال: فما له لا يزوجك إياها؟ قال: ها هنا شيءُ يا امير المؤمنين، قال: ما هو؟ قال: إني هجين-والهجين : الذي أمه أمَةً ٌ ليست عربية- قال له المهدي : فما يكون؟ قال: إنه عندنا عيبُ، فأرسل في طلب أبيها فأتي به، فقال: هذا ابن اخيك؟ قال: نعم، قال : فلم لا تزوجه كريمتك؟ فقال مثلما قال ابن اخيه، و كان من ولد العباس عنده جماعة، فقال : هؤلاء كلهم بنو العباس و هم هُجن ما الذي يضرهم من ذلك؟ قال: هو عندنا عيبُ، فقال له المهدي : زوّجه إياها على عشرين ألف درهم، عشرة آلافٍ للعيب ، و عشرة آلاف مهرها، قال: نعم، فحمدالله و أثنى عليه و زوّجه إياها، فأنشأ الشاب يقول:

إبتعتُ ظبية بالغلاء إنما
يُعطى الغلاة بمثلها أمثالي
و تركت أسواق القِباح لأهلها
و إن القِباح و إن رُخصن غوالي

من كتاب : روضة المحبين و نزهة المشتاقين [/frame]


كتاب لابن قيم الجوزية .. اول كتب اشتريتها .. و احببتها لما فيها من قصص و حكايات مرتبطة بالحب و بالدين و الحلال في ذلك و الحرام ووصف حور العين ..

ان قراتم القصة لربما تصلون إلى مبتغاي من طرحه ..

أنا هجين .. أبي عربي و امي اجنبية .. ابا عن جد .. لا تعرف العربية .. و الإعتراف بالحق فضيلة .. فلم استنكر منها ولا هم يحزنون .. لكنني اكتب لكم معاناتي مع وجود " عرقٍ دساس" في عروقي و شراييني .. و استنكار المجتمع لي و عدوانيته علي و على امي .. هي قسمة قد قسمها الله على .. و امي احب إلى ما في قلبي ..

اتذكر وجود نساء يأتين إلى المنزل للمعايرة فقط! و من ثم يرحلون تاركون امي تذرف دموع القهر امام مرأى عيناي ..

انا هجين .. و الحمدلله .. رب العالمين على نعمة الإسلام .. كلمات مميتة تجرعتها من البشر حوالي .. و من حقي كانسان ان اشعر بعدوانية تجاهه ..

الناس الآن يهتمون بالأصول اولا .. و من ثم " العرق الدساس" .. و ان رأوا او سمعوا بأن فلان امه اجنبية .. استنكروا له و لم يرغبوا بتزويجه ببناتهم .. حصل معنا ذلك آلالاف المرات .. و بعدها يلومنا الناس " لما يتزوج الشباب بالأجنبيات؟!" .. لأنني عشت هذا الواقع ..

لست سوى بشر مثلكم .. لي قلب و عقل و روح ... لست سوى انسانة قد اعطى لي الله اما غير عربية و اب عربي .. هي قسمة الله علينا .. اللهم لا اعتراض .. سؤالي .. و اريد جوابا صريحا :

1. هل لي الحق في الاعتراض على مثل هذه المشكلات؟ و لماذا؟
2. هل تغيرت نظرتكم إلي بعد معرفة من ان لدي عرقان : عربي و اجنبي؟ و لماذا؟
3. هل لي الحق في ان اعيش مثلكم و احيا مثلكم و ارتبط بحياتي بزوج طيب ام لا؟ و لماذا؟
4. هل موضوعي مفيد ام لا؟ و لماذا؟

جزيتم خيراً