الجمعه.. 20-1-2006


حقيقة وأنا اكتب هذه الحروف لازلت انتفض في داخلي مما مررت به اليوم من كلمات هزت في داخلي الكثير الكثير.. قبل ساعة من الآن كنت لاأزال في أرض المخيم في الاجتماع الاول الذي يجمع رؤساء الوفود برؤساء اللجان والضيوف.. وقبل أن ألج في ما حدث لا بد من أن أقول بعض الكلمات في أرض المخيم اليوم .. ذلك المكان الذي لا أتمنى أن أخرج منه أبدا.. في عز المعمعه وفي انشغالنا بالترتيب والتجهيز لمحت طفلا يبكي.. "عبدالله" من وفد الكويت ذهبت إليه مشتاق لأهله.. خائف.. أخذت أتحدث إليه علي أمسح دموعه التي لم تزل تذرف.. هو خوف الأطفال المتكرر في أول يوم .. بعدهم عن أهلهم وبلدهم ربما يشكل لديهم رهبة دائما ماتزول في أخر المخيم .. عبدالله .. أتمنى لك إقامة جميلة بيننا وأتمنى أن تذكرني يوما كما أذكر الكثيرين ممن التقيتهم في السنوات الماضية..

في نظرة سريعة تجد الكثير الكثير من الصدق .. تجد الكثير من العطاء .. تجدالكثير الكثير من العمل الذي هو مستمر وأنا اكتب الآن .. ساعات فقط تفصلنا عن حفل الافتتاح وقلبي لا انكر لا يستوعب الحدث .. حين تكلمت اليوم في الاجتماع أدركت أن ثلاث سنوات مرت على مشاركتي الاولى في المخيم وها أنا ابدأ السنة الرابعه مع مدينة الشارقة للخدمات الأنسانية ..كم هو كبير حجم الصور في مخيلتي.. وكم هو كبير ما أراه كل سنة من نفس الوجوه .. نفس السواعد .. في اجتماع اليوم .. كنت أسمع "لبو مشعل" .. يحكي تجربته مع ابنه .. لم ادرك نفسي إلا وأنا اتذكر قبله الكثيرين ممن مروا بتجارب مماثلة مع أبناء معاقين.. لأسرح في عالم أخر.. عالمي انا .. كم أتذمر.. كم أعاني أحيانا من أبسط الأمور.. وكم لا تسعفني قدراتي في ايجاد الحلول لمشاكلي الصغيرة.. بومشعل عاش واقعا صعبا مع ابنه .. عشرون عاما.. لا اعتقد بأنها سهله مع طفل غدا شابا يعاني من الداون سندرم..!! هنا تتجلى في نفسي حقيقة المخيم.. كوني متطوعة تتعلم في كل يوم درسا في الحياة يجعلني اتحمل أكثر.. اصمد .. اثابر وأحاول أن أغير من نمطية معينه تريد أن تحبطني أحيانا.. كل الشكر لتواجدكم معنا..

لن أطيل فالغد جدا طويل.. شكرا لكل من يساعدني في نقل أحداث المخيم..

تصبحون على خير.."صباح الخير"


الاديبةالصغيرة
21-1-2006
12:53 صباحا