كتبت هذه اليوميات في فترة الحدث ولكن لم أستطع انزالها في الواحات من قبل ووكان موقعها الاول شبكة الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة
وهذا لنك الموضوع الاصلي لمن احب المتابعه .. http://www.arabnet.ws/vb/showthread.php?t=27613
.. أرجو أن تكون حلقة تذكركم بالسلسة التي كانت في السنتين الماضيتين .. عذرا على التأخير لمن كان يتابع هذه اليوميات من قبل ...

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

لا أزال مترده هذه السنه هل أكتب عن المخيم أم اترك الأمر للسفراء الموجودين فيه.. لكني لا اقاوم الاحساس المتولد في داخلي .. المتحرر في كل يوم يقترب فيه المخيم .. بدأ المشوار منذ زمن يبعد عن اليوم ثلاث أشهر تقريبا.. واليوم يبعد عنه يوما واحدا... قبل ربع ساعة وصلت للبيت مغاردة أرض المخيم وفيه روح المخيم قد بدأت .. التحضيرات التي تجعل من أرض المدينة خلية نحل لا تركن ولا تصمت.. تلك الأرض الصامتة منذ أيام.. المنتظرة لزوار الأمل.. المتشوقة للحلم الدائم .. كرامة المعاق من كرامة المجتمع .. تحليل الكلمات هذه لا يتسع له معجم حروفي الداخلية .. فالصدى أكبر من أن تدركه سطوري..


اليوم .. الخميس.. 19-1-2006




احساس جعلني اجلس في مقعد سيارتي لحظات قبل أن انزل.. ارمق المكان بنظرة المنتظر المتلهف.. أتخيل كل زاوية بعد أيام كيف ستكون.. ونحن في تلك الزواياماذا نفعل ؟ تجربة ربما مع مرور الوقت يعتقدها البعض أنها اصبحت روتينا.. روتينا في عملنا.. في مشاعرنا .. في استقبالنا للمخيم.. ربما وربما الأكبر أنه لا ! احساسي اليوم جميل مثل احساس الأمس.. الكل يعمل بروح عالية.. الكل ينتظر.. يرتب أوراقه ويجهز مكانه ..يستعد لا يبالي بالضغط ولا بالبرد.. هي الروح التي زرعت في كل المتطوعين.. روح الحب للأخرين .. روح العمل.. روح العطاء والوفاء لقضية تبناها الكثيرون منذ سنوات...

اليوم عند وصولي .. كان أول وفد قد دخل أرض المخيم ... وفد الجمهورية العربية المصرية.. أطفال يغادرون بلدهم لأول مرة.. علامة الفرح تخللت طفولتهم البريئة.. احساسهم بالبهجة انطلق منذ أن حلوا ضيوفا .. " ويا عيني على جمالك يا مصر "... روح جميلة تصرخ في الحياة الفقيرة .. روح جميلة تصرخ من أجل الأمل.. وقفت بجانب أحد الأطفال الصم عند كابينة الهاتف يحاول أن يتصل بأهله بادرته بلغة الاشارة الضعيفة لدي بأن الهاتف لا يعمل دون بطاقة وحين استوعب ما أقول .. تجمل وجهه بنظرة حزينه .. كان يصرخ في الهاتف.. ومن يسمعه يعرف أنه يريد أن يخاطب أهله أن يبلغهم أنه بخير وجدا سعيد.. مشاغب لا يريد النوم الا في الساعه الثانية صباحا " بدأ المشوار يا أمن المخيم"..


عشيرة الجوالة وصلت من البارحة .. تلك المجموعة التي تعودنا أن تكون ركنا دائما في أرض المخيم . .. لهم حضورهم رغم مشاغباتهم.. لم أرى الكثيرين منهم لكنهم وصلوا.. " ويا عيني عليك يالسلطنة"..

لاتزال المدينة تستعد... ربما الكل منهك الآن لكن لن تجد من يتذمر .. من يشكو .. بل هناك الابتسامه المرسومة على وجوه المتطوعين والعاملين في المخيم .. " البرد هو المتعب هذه السنه.. الأغلبية مرضى!!"..

وياعيني عليك يا مدينة الشارقة ..
الاديبةالصغيرة

19-1-2006

11:26 ليلا