بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اما بعد ..
قصص الحب كثيرة جدا .. تجول في خواطر الرجال و النساء .. و لكل منا من يود ان يحبه شخص .. و الحاجة القلبية لذلك و النفس إلى وجود الحب في حياتنا .. و نشعر بمدى اهميتنا في هذه الدنيا ..
ينساق الكثيرون نحو الخطا بمعنى انه هذا هو الحب .. و كما هو معلوم حال المحبين تعب جدا و غير صحي للنفس ولا الحالة الإجتماعية ..
و من دون تلاعب بمشاعر الآخرين ممن نحن نحبهم .. يجدر بنا ان ناتي البيوت من ابوابها و تأكيد وجود نية طيبة في الإرتباط بالإنسان المطلوب كي يكون شريك الحياة .. و لندقق في كلمة شريك الحياة .. فهو جزء آخر متصل بك/بكِ .. لذا تحكيم العقل مطلوب .. و موازنة القلب مع العقل في هذه اللحظة .. هل يا ترى هذا الإنسان مناسب لي ام لا؟ و هل هي مناسبة لي ام لا؟
في كل الحالات فإن الله سبحانه و تعالى مجيب الدعاء .. لنا ان نستخير و نسأل رب العالمين في ان يرزقنا الخير و الإنسان الصالح بإذن الله .. و كل منا يأخذ رزقه على " قد نيته" و قلبه .. فالطيبون للطيبات و الخبيثون للخبيثات .. و هكذا هي حال النفوس و القلوب ..
فمن مال قلبه لأحد فله ان يعلمه .. و يؤكد نيته بالإرتباط في ان يأتي البيوت من ابوابها و الحمدلله على نعمة الإسلام ..
في كتاب روضة المحبين و نزهة المشتاقين .. قرأت فيها قصص عجيبة غريبة .. جميلة جدا .. كتبها ابن القيم رحمه الله تعالى ... و في الباب الخامس و العشرون تحت عنوان : في رحمة المحبين و الشفاعة لهم إلى احبابهم في الوصال لذي يبيحه الدين .. فيه كلام كثير .. لكنني اريد ان اكتب لكم ما شد انتباهي و هو الآتي:
عن ابن عباس-رضي الله عنهما- أن رجلا قال: يا رسول الله في حِجري يتيمة قد خطبها رجلٌ موسِر و رجلُ معدم. فنحن نحب الموسر و هي تحب المعدم. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "ليس للمتحابين مثل النكاح" رواه ابن ماجه (نكاح: باب 1)
و لدي قصة عجيبة لربما لا دخل لها في الموضوع ... لكن له دخل في الحب و اهمية ان يرتبط المحبين بالزواج ان ارادوا ذلك حلالا من الله .. وان لا تشوب تلك النية الطيبة اية من عوائق الدنيا التي نعيش فيها الآن .. إليكم القصة :
ذكر الخرائطي أن المهدي خرج إلى الحج حتى إذا كان بزُبالة (منزل بطريق مكة من الكوفة) جلس يتغدى فأتى بدوي فناداه: يا أمير المؤمنين إني عاشقُ، و رفع صوته، فقال للحاجب: وحك ما هذا؟ قال : إنسان يصيح إني عاشق، قال: أدخلوه، فأدخلوه عليه فقال: من عشيقتك؟ قال: ابنة عمي، قال: أولها أبُ؟ قال: نعم ، قال: فما له لا زوجك إياها؟ قال: ها هنا شيءُ يا امير المؤمنين، قال: ما هو؟ قال: إني هجين-والهجين : الذي أمه أمَةً ٌ ليست عربية- قال له المهدي : فما يكون؟ قال: إنه عندنا عيبُ، فأرسل في طلب أبيها فأتي به، فقال: هذا ابن اخيك؟ قال: نعم، قال : فلم لا تزوجه كريمتك؟ فقال مثلما قال ابن اخيه، و كان من ولد العباس عنده جماعة، فقال : هؤلاء كلهم بنو العباس و هم هُجن ما الذي يضرهم من ذلك؟ قال: هو عندنا عيبُ، فقال له المهدي : زوّجه إياها على عشرين ألف درهم، عشرة آلافٍ للعيب ، و عشرة آلاف مهرها، قال: نعم، فحمدالله و أثنى عليه و زوّجه إياها، فأنشأ الشاب يقول:
إبتعتُ ظبية بالغلاء إنما
يُعطى الغلاة بمثلها أمثالي
و تركت أسواق القِباح لأهلها
و إن القِباح و إن رُخصن غوالي
من الكتاب ذاته : روضة المحبين و نزهة المشتاقين ..
سبب وجود هذه القصص .. انه من احب قلبه امراة و مال إليها له ان يطلب يدها من وليها و بطريقة مشروعة ولا ان يماطل في التلاعب و بمشاعرها .. اما معايشة قصص حب الأفلام و المسلسلات فهو اهدار للمشاعر و القلب و بزوغ فجر الشك في تلك العقول .. و ان ابتلى الله انسان في ذلك .. فإنه يبتليه في ان يشك بزوجته او اخواته و هن بعيدات كل البعد عن تلكم المشكلات ..
اعتذر على الإطالة .. و هذه اضافتي ..
جزيتم خيراً
مواقع النشر (المفضلة)