<font color='#000000'><span style='color:red'>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته</span>

<span style='color:royalblue'>اشحالكم عساكم بخير وعافيه ....</span>

<span style='color:darkblue'>بعد مطر الرحمه اللي نزل على عرب شمال غشابه في هالوقت من هالسنه ... وارتوت الأرض بعد المحل اللي صابهم .... وطلعوا الناس كل واحد لشغله ويترزق رزقه .....

ومن الصبح قامت محيله لشغلها وراحت تتطمن على بنتها غبيشه ... لانها تحيدها من البارحه مب صاحيه ...
محيله : ها غبشوه ... شو الهبات اليوم ...
غبيشه : الحمد لله ... بس راسي يعورني واحس بحراره في جسمي
محيله : هذا الزكام من هالجو .... بسوي لج اليـَـله ( نوع من البخور وهو عباره عن حرمل وصخبر والصخبر نوع من النباتات الجبليه ) ...

قامت محيله ويابت ورق الحرمل ( نبات صحراوي طعمه مر وله رائحه عطريه ) والصخبر وحطته في المبخره ...
محيله : يالله غبشوه شمي هالدخون زين .... حطي راسج على المبخره وبلحف عليج بلحاف ....
غبيشه : جيه بختنق ... ريحته مب حلوه ...
محيله : وابويه عليج بعد ... تريد دوا ريحته حلوه ... يالله شميه علشان تصحي ...

وادخنت غبيشه من هالدخون ... عسى فيه الشفا وتصح من الزكام .... وطلعت محيله ورا هوشها بعد ما عالجت بنتها ....

أما بوسعيد وسعيد طلعوا من البيت رايحين صوب النقاله ... وفي طريقهم للمزرعه حصلوا بومحمد ( ابو يمعه ) ... سلم عليهم وتخبرهم وين رايحين ....

بوسعيد : بنسير صوب النقاله بنشوف الفلايه لا يكون زفنت ( طفرت ) ....
بومحمد : زين وانا اخوك واذا بغيتوا أي مساعده ترانا حاضرين ...
بوسعيد : ما تقصر يا بو محمد ... الا شخبار عيالك محمد ويموع ....
بومحمد : الحمد لله على كل حال ... محمد راح يساعد عيال عمه في زفانة الدعون ( صف زور النخل اليابس وربطها بالحبال علشان تكون متماسكه وتستوي سطح يتحطى عليه السح أو يبنى به العريش ) .... اما يموع فأنا ياي اخبرك شو مسوي فيه ولدك علوه ...
بوسعيد : شو مسوي علوه ....
بومحمد : اسمع وانا اخوك ... اعرف ان يموع وعلوه ربع ودومهم ويا بعض ... بس انه يربطه في السمره تحت هالمطر ... واحنا ندوره من مكان لمكان لين ما حصلنا يتنافض من البرد وملابسه كله خرسانه ( مبلله ) ماي ... والحين طايح فالفراش ...
بوسعيد ( وهو متفشل من اللي سواه ولده ) : اسمحلنا وانا اخوك تعرفهم يهال مخبل ... وهذا علوه بيشوف أدبه زين .... ولا تزعل من لعب هاليهال ...
بومحمد : لا افا عليك ... تراهم مخبل مثل ما قلت ... الله يهديهم

وراح بومحمد عن بوسعيد وسعيد ... وكملوا طريقهم للنقاله وبوسعيد معصب على علوه اللي سود ويهه بهالسالفه ... والناس دوم يتشكون منه ... ما يعرف شو يسوي ويا هالولد اللي مطلع روحه .....

وقبل الظهر بشوي رجع بوسعيد للبيت أما سعيد فسار صوب ربيعه سيف ولد جيرانهم ... وكانت محيله راده للبيت بعد ما حطت هوشها ويا هوش مريوم لان غبيشه تعبانه ولا بتروم على شغل البيت كله ... وصل بوسعيد وحطت له القهوه ....

بوسعيد : ها اشوفج اليوم عاطنه ( راده ) من وقت ...
محيله : حطيت الهوش عند مريوم وقلت ارد البيت ... ترا غبشوه تعيبينه ...
بوسعيد : وشو اخبار غبشوه الحين ... عساها احسن ...
محيله : الحمد لله ... دخنتها الصبح بالحرمل والصخبر ...
بوسعيد : زين .... الا بغيت اقولج سيري بعدين واتعذري من ام محمد .... ترا ولدج علوه مسود الويه رابط ولدهم في السمره تحت هالمطر ... والحين الولد طايح عليهم مريض ..
محيله : استغفر الله من هالولد دومه امفشلنا ... ان شاء الله قبل سلم الشمس بروح لها ...
بوسعيد : ما عليه خليه ايي انا براويه كيف الشغل ...
محيله : يا بوسعيد .... اللي ما يهديه الرب ما يهديه القب ....
بوسعيد : وانا عييت من هالولد ... لا شغله ولا مشغله ... كبير اللقمه قليل الخدمه ...

ويا علوه وسلم على ابوه وامه .... والابو يحاول يمسك اعصابه ....

بوسعيد : وين كنت ؟؟؟
علوه : العب بالعسو ...
بوسعيد : انت ما عند غير اللعب .... طولك طول النخله وعقلك عقل الصخله ... وشو مسوي بيموع ...
علوه ( ولا كأنه مسوي شي ) : يموع .... شو فيه ...
بوسعيد : ايقولوا رابطنه امس فالسمره تحت هالمطر ....
علوه : أنا ... لا يا بوي هذا يموع ربيعي ولا اضره بشي ...
بوسعيد : ابوه خبرني ويقول انه مريض ...
علوه : أبوي .... لا انت ولا ابوه شفتوني.... وعين ما شافت ما لامت ...
بوسعيد ( وهو معصب ) : وبعد يقول أمثال ... شو قصدك ان بومحمد جذاب ....
علوه : يمكن فاهم السالفه غلط ...

بوسعيد يعرف أن ولده يجذب عليه ... وهو يحاول يتهرب من العقاب اللي بييه من ابوه ...

بوسعيد ( وهو ماسك الزروه يبي يضرب علوه ) : انت ما تستحي تقول هالكلام ... اسمع ما اريد اشوف شيفتك وعلشان تتأدب لا غدا ولا عشا اليوم ....

وضربه ضربه ... وقبل ما توصل الضربه الثانيه على ظهره ... علوه شل بعمره واختفى من جدام ابوه .....

وفي هالوقت كان سعيد عند ربيعه سيف .... وسعيد حس ان ربيعه سيف متغير عليه ... لانه ترحيبه كان غير مب مثل كل مره .... ولانه ما شافه من فتره تقريبا من اسبوع لان سعيد مشغول ويا أبوه في هالمزرعه .....

سعيد ( وهو يقصد ) :</span>لـــول أحيـــدك مــرحبـــانــي .... تبســـم ولــــو متكـــدر البــــال .... واليـــوم أشـــوفــــك ما تبـــانـــي .... عسن مـــا ســـوولك اســــوال .... حســـاد وولاد الحـــرامــي .... وسمعـــت فيـــه قــــول من قـــــال ...<span style='color:indigo'></span>*

<span style='color:darkblue'>سيف : لا يا سعود ما سمعت فيك قول اولاد الحرام .... الا انت اللي نسيتنا ولا تسأل عنا ... عنبوه اخطف وسلم ... قول عندك ربيع تشوفه يمكن حي والا ميت ...
سعيد : افا يا سويف ... انت دوم على بالي ... بس شو اسوي اتعرف مشاغل المزرعه ولازم اساعد ابويه ... وانت مشغول بعد ...
سيف ( وهو يتنهد ) : اييييييييييه يا سعود ... ما دريت شو صاب أخوك ...
سعيد : شو ورا هالتنهيده ... لا يكون مصيوب بعين غرشوب ...
سيف : خلها على الله ...
سعيد : يالله قول شو بلاك ...
سيف ( وهو يقصد ) :</span>في ســـدرة المطـــلاع يا سعيـــد ... مريــــت لن الراعبـــي ينـــــوح ... إيـــون ونـــات معـــاديـــد ... وأنـــا بونينــــه صــرت مجــــروح ... قتلـــه عـــلامــك قـــال بي ضــــيق ... قتلــــه طريــــق الجو مفتــــوح ... إن كـــان خايـــف راعــــي الصيـــد ... أنت وحــي وجناحـــك ايشــــوح ... عن لا تـــذاير م الزواعيـــق ... عينـــك عليــــه اليعــــرف ايتـــوح ... لي من نشــــر بيضــــوي الصيــــد ... هــذاك منه دار للـــــروح ... ســـافر وخـــل أبـــلاده أتغيـــب ... امكتبـــه لرزاق في اللــــوح .... ** <span style='color:indigo'></span>

<span style='color:darkblue'>سعيد : بعدك ما قلت كل اللي فيك .... وانا اعرفك زين ...
سيف : بيي يوم وبتعرف وانا اخوك ... والحين خبرني شو اخبارك ...
سعيد : الحمد لله ...

وتموا يسولفوا لين الظهر ... وصلوا وبعدين راح سعيد للبيت ... علشان يتغدا ويعرف شو اخر علوم علوه وشو العقاب اللي حصله من ابوه .... ويا سعيد صوب أمه يتخبرها عن علوه ... وخبرته أن أبوه منع عنه الغدا والعشا اليوم ....

سعيد : يستاهل ... خليه يمكن يتأدب ... مفضحنا عند العرب ..
محيله : يا سعيد ما يصير هذا اخوك بعد ..
سعيد : اخوي على العين والراس ... اما يسوي هالسوايا ... تراها ما ترضي حد ...

وتغدوا وعلوه ما يا طبعا على الغدا ... لأنه اذا يا أكيد بينضرب وهو ما فيه على الضرب لو انه شي عادي عنده ... بس يالله قال نستحمل ولا نتغدا ... بس ابوي هذا لازم اراويه .. عيل انا ما اتغدا وانا ميت يوع ... وتم علوه بيوعه وهو يريد ينتقم من ابوه اللي امنعه من الغدا ... لا وبعد ايقوله ما شي عشا .... وتم علوه مختفي محد يعرفه وين ....

وعند صلاة المغرب كان الابو يصلي .... ويا علوه بالعسو ماله عند ابوه ... الا بو طبعا ما يقدر يسوي شي لانه يصلي ... عاد علوه استغل هالفرصه علشان ينتقم .... ولف له كم دوره على أبوه وهو واقف يصلي ... يحاول ايسوي اغبار عليه على قد ما يقدر ... وبعد ما غبر ... راح صوب الجدر اللي مسواي فيه العشا ... وشله ورقى فوق اليبل يريد ياكل العشا عنهم ... لانه ما تغدا وهم تغدوا عنه ... وخلص الأبو من الصلاه وهو واصل حده من هالولد ... ويتوعد يقتله بعد اللي سواه ....</span>

والبقيه تأتي ....

* الشاعر سعيد بن علي
** بن عبيدان

<span style='color:indigo'>اختكم ...
رووح العين</span></font>