بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اما بعد ..
الصراحة .. و الوقاحة .. الجرأة .. و الصدق .. كلمات قد لا نفهم المحتوى الحقيقي لها ... و هنالك فروق طفيفة بين كلمة و اخرى ...
لربما هو المطلوب في اغلب الأحيان ان نكون صريحين و ذات شخصية جريئة و قوية .. و لكن .. هذا لا يجب ان يكون ضمن سلسلة الوقاحة و قلة احترام الشخص الذي امامنا! ..
المطلوب من الإنسان البعد عن التجريح .. ان اردنا النصح سواءا عن طريقة لبس الإنسان او الكلام المتداول على لسانه او اسلوبه في الحديث و السرد .. المطلوب الدبلوماسية في الحديث و ايضا ان ندرك مقايسس الإنسان الذي نتعامل معه .. لكي نعرف كيف نوصل المعلومة اليه .. لفظيا او جسديا .. في اغلب الأحيان يكون التعبير الجسدي له تأثير كبير على تصرف الإنسان الذي امامنا .. و احيانا اخرى " لغة الجمع" يكون له تأثير اكبر ..
لأكون اكثر وضوحا معكم ... التأثير اللفظي يكون عن طريقة الإستشارة! .. كأن نقول للذي امامنا " ما رأيك لو..؟" هنا اعطيناه الإختيار .. و اخذنا برأيه .. بدلا من اسلوب الأمر الجاف كأن نقول " غير ملابسك هذه فهي غير مناسبة" .. و اسلوب الأمر مزعج للإنسان ..
لذا من مقاييس المدير الناجح .. مثلا .. ان يأخذ مبدىء الشورى مع المجموعة .. و ان لم يقتنع .. فهنالك اسلوب الجمع او حتى تقليل الحدة بدلوماسية في الحديث بإظهار السلبيات و الإيجابيات في الموضوع برمته ..
و هنالك نقطة اخرى مهمة و هي لغة الجسد .. و اقصد بلغة الجسد .. هي حركة حواجب العين .. و النظرة المباشرة إلى المتحدث إليه .. و ايضا نبرة الصوت .. فاجتماع هذه الأمور بطريقة ما او اخرى و بشكل سلبي ... تؤدي إلى عدم تقبل النصيحة مهما كان الأمر مهم إلى المتحدث إليه ..
مثلا .. عند لجوء احد الأصدقاء .. إلى طلب نصيحة .. او حتى استشارة .. و قد تراه متشبثا برأيه .. النقطة التي تؤدي إلى اقتناع الطرف الآخر .. هي كلمات تهدأ من روعه .. و ايضا هذا لا يكون بالصراخ اكثر من ان يكون بنبرة صوت خافتة توحي بالطمأنينة و عدم التعنيف .. و لكي نبدأ بحوار ناجح .. علينا تهدأة الأمور بسرد الإيجابي منه .. او حتى الإيجابي من شخصية المتحدث لكي نهيأه لتقبل حديثنا من دون ان نجرح مشاعره .. فاحتواء الإنسان و تقريبه إلينا امر مهم جدا كي نوضح له النقاط السلبية الموجودة فيه لا اقل او اكثر ..
في كثير من الأحيان ألجأ إلى اسلوب المجاملة البسيطة .. ولا اقصد التكلف فيه .. ف محور عملي يتطلب مني المجاملة .. و كوني ابتسم كثيرا .. فهذا يخفف توتر الإنسان الذي امامي .. :) .. و ان لم يعجبني امر .. فإنني ألوذ بالصمت من دون ابداء رأي .. او ايماء بالرأس من دون التلفظ .. لأنني قد اندفع بالرفض لما اسمعه او اراه ..
قد استخدم اسلوب المجاملة مع اناس صعبي المراس .. دراءا للمشاكل معهم .. كالإنسان العصبي .. لأنه لا يشعرني بالأمان .. بحيث انني لا اتنبأ بردة فعله في هذه اللحظة .. فألجأ للمجاملة البسيطة من الترحيب و الإطراء على ما تراه عيني على ذلك الشخص من ملابس او اكسسوارات .. فقط لتهدأته و اعطاءه الثقة المفقودة لديه .. لربما " ربك كريم" تقل عصبيته على الناس ^_^
ربما ستكون لي رجعة ان شاء الله..
جزيتم خيراً
مواقع النشر (المفضلة)