بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة من الله تعالى و بركاته اما بعد ..

.. و بإسناد ابن ابي الدنيا عن أبي بكر عياش عن ثابت البناني قال : إذا وضع الميت في قبره احتوشته أعماله الصالحة، و جاء ملك العذاب فتقول له بعض اعماله : إليك عني، فلو لم يكن إلا انا لما وصلت إليه.

و روي ابن ابي الدنيا، بإسناده عن ابي بكر عياش ، عن المقبري، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : (( إذا خرج المؤمن، نادى : أنشدكم الله لما أسرعتم بي، فإذا أدخل قبره لحقه عمله، فتجيء الصلاة فتكون عن يمينه و يجيء الصوم فيكون عن يساره، و يجيء عمله بالمعروف فيكون عند رجليه، فتقول الصلاة: ليس لكم قبلي مدخل، كان يصلي، فيأتون من قبل رأسه، فيقول الصوم: إنه كان يصوم و يعطش، فلا يجدون موضعا، فيأتون رجليه فتخاصم عنه اعماله فلا يجدون مسلكا)).

و روي ابن ابي الدنيا بإسناده عن أبي قلابة، قال : أقبلت من الشام إلى البصرة، فنزلت الخندق، فتطهرت، و صليت ركعتين بالليل، ثم وضعت رأسي على قبر فنمت، ثم انتبهت، فإذا صاحب القبر يشتكيني، يقول: لقد آذيتني منذ الليل، ثم قال: إنكم لا تعلمون، و نحن نعلم ولا نقدر على العمل، إن الركعتين االتين ركعتهما خير من الدنيا و ما فيها، ثم قال: جزى الله أهل الدنيا خيراً أقرئهم منا السلام، فإنه يدخل علينا من دعائهم نور مثل الجبال)) .

و بإسناده عن زيد بن وهب ، قال : حدثني رجل، قال: رأيت اخا لي فيما يرى النائم، فقلت: فلان عشت، الحمدلله رب العالمين، قال: قلتها، لئن أقدر أن اقولها أحب إلي من الدنيا و ما فيها، ثم قال: ألم تر حيث يدفنون فلاناً، فإن فلانا قام فصلى ركعتين، لأن اكون اقدر ان اصليها احب إلي من الدنيا و ما فيها.

اجتهاد شخصي ..
من كتاب اهوال القبور للإمام الحنبلي

جزيتم خيراً