السلام عليكم
أثار أحد الأصدقاء في نفسي تساؤل (مالذي يبعد الشباب عن القراءة و مالذي يدفعهم للقراءة ؟)
حدث و أن ناقشت مع أحد الرفقة قصة إدماني للكتب و القراءة و ما كان منه سوى أن إستغرب أن لديه صديق (مدمن قراءة) فاحتار في أمر القراءة بحد ذاتها و صبر الإنسان على تقليب صفحات كتاب و عدم ضجره من المكوث لساعة و ساعتان و أحيانا ثلاث الى أربع ساعات متواصلة كمحدق متمعن في ما يقرأ و أذكر جملته حين قال (الكتب تعطي معلومات بس ما تعلم)و لا ألومه على هذا القول فهو لم يجرب عالم القراءة حتى الساعة التي بها نطق جملته ..
مر على هذا الحدث ما يقارب العام و منذ أيام إلتقيته و للوهلة الأولى كأني لم أعرفه فالنظرات مختلفة و العقل في عالم آخر و بدى على شخصيتة المرحة بعض السكون و الهدوء و طبعا هذا غريب على شخص مثله فهو شخص "يلاكش وايد" و لا يتعاطى مع البشر سوى بصوت عالٍ ..
بالطبع كنت أبحث عن إهتماماته و بادرته بها إلا أن ردة الفعل كانت مختلفة أيضا (إسكت عني أنا أعيش حالة صعبة) و لم يتبادر الى ذهني أبدا أنه على وشك التطرق لعالم الكتب في حديثه إلا أنه فعل و بدأ يتحدث عن هذا العالم و عن مدى إستيعاب عقله لما يقرأ و مدى النهم الذي يعانيه فكره بعدم إكتفاءه لما يقرأ (الحبيب داش عرض بالروايات من 350 صفحه و طالع)و بدأ يلملم جميع الكتب التي ببيت عائلته ليروي بها فكره المتعطش ..
فما كان مني سوى أن فاجئته بسؤال يقول (الكتب تعطي معلومات بس ولا تعلِم بعد؟) ضحك كثيرا و لم يجب بحرف عن السؤال إنما واصل حديثه عن مدى استعداده لإلتهام أي كتاب ..!!
هناك من تعود على القراءة لأنه عاش و يعيش أجواء ثقافية
و هناك من اهتدى للقراءة بالصدفة خلال تسوقه في أحد المراكز (كصديقي)
ليس بالضرورة أن يكون كل قاريء مثقف أو بالأحرى ليست الثقافة ثوب لكل قاريء و لكن كيف للإنسان أن يكون مثقفا بلا كتب !! بلا قراءة !! ... (أترك الإجابة لكم)
في نظري .. أن الدافع هو بيت القصيد الموجه لقافية القراءة و عالمها و يختلف الدافع باختلاف الشخصية المتطلعة للقراءة و منها الفضولية و منها الساعية للأفق و منها طبعا المتعودة على أجواء الثقافة و المطالعة الدائمة .. و هذا ليس كحصر ..
أجمل ما في عالم القراءة
أنك تغرس في عقلك و فكرك و شخصك ثقافات شاسعة بلاحدود و متنوعة و بإرادتك في حين أنك تكتسب خبرات متنوعة من حياتك و محيطك أيضا و بالطبع هذه من أولى عتبات الثقة التي ستمر بها في حياتك .. و الأجمل أن يكون ناتج و حصيلة تلك القراءة شخص مثقف يرمم جدران هدها الجهل .
أسطر هذه السطور و أنا مدرك أنه ما زالت هناك عينات من البشر توقع أدناه أين ما ذهبت
.. (الكتب ما تأكل عيش) ..
المعذره على السطور المبعثره
اخوكم عايش



و لا ألومه على هذا القول فهو لم يجرب عالم القراءة حتى الساعة التي بها نطق جملته ..
و بدأ يلملم جميع الكتب التي ببيت عائلته ليروي بها فكره المتعطش ..
رد مع اقتباس


مواقع النشر (المفضلة)