بسم الله الرحمن الرحيم
شدتني الكلمات كثيرا .. برغم من بساطتها و محتواها الطبيعي جداً .. و لربما شدني اكثر مواقف كثيرة فقدت فيها العزيز و القريب .. و بالرغم من هذا كله .. لنا امر واحد فقط .. و هو ان الموت حق .. حق قد وضعها الله لنا .. لنبدأ رحلتنا وحيدون في القبر اخي الكريم ..
لك ان تفهمني بارك الله فيكم .. عندما يموت ذاك الإنسان .. الذي قد كان سنداً حبيباً لنا .. نحزن لتذكره .. و نبكي لفراقه .. و يتفطر القلب ... ولا نملك إلا ان نقول اللهم لا اعتراض على حكمتك .. سبحانك ربي ..
أخي الكريم ... لست انت الوحيد هذا و انت حيٌ ترزق بيننا .. جزاكم الله خيراً .. بل الوحيد الإنسان الذي يعيش تحت الأرض على مساحة مترين فقط مغلف بالكفن الأبيض .. لا يدري عن حاله و حال عمله .. يتمنى ان يتذكره ذلك الإنسان الحي الموجود في الدنيا .. بدعاء .. بصدقة .. بعمل طيب .. بذكرى طيبة له .. تنجيه من وحشة القبر القاتمة .. سبحانك ربي ..
لي ان احكي لكم حكاية .. لعلها تفيدنا و اياكم بإذنه تعالى بارك الله فيكم :
[frame="9 80"]{في يوم من الأيام .. مرّ رجل على معشرة القبور .. فإذا به ينعس و ينام .. و عند نومه بارك الله فيكم .. رأى في منامه .. اهل القبور يقومون من قبورهم و الكل فرح و مسرور .. إلا شاب تضربه الملائكة فيبكي لوجعه .. فاتى إليه الرجل و سأله "ما بالك يا بني تضربك الملائكة؟" قال " امي آلمتني و جرحتني .. اسعدتني في الدنيا و عذبتني في القبر .. قل لها ان تكف عن النواح و البكاء علي .. و لها ان تتصدق لي ان ارادت لي الخير في وحشتي في القبر" ... و قد اعطاه الشاب اسم امه و مكان سكنها .. و عند استيقاظ الرجل من النوم بارك الله فيكم ... فإذا به يذهب للمكان الفلاني .. و يطرق الباب .. فتخرج امرأة عجوز كهلة .. قد اكلها الزمن .. و باتت عيناها تغطيهما الدموع .. فسأل الرجل ان كان لها ابن قد توفي .. فأجابت بنعم .. فقال لها ابنك يقول لك كذا و كذا .. فبكت الأم كثيرا .. و قالت " كيف لي ان اعذب ابني" .. فتوقفت عن النواح .. و باتت تتصدق على خلق الله .. لعل اجر الصدقة تخفف على ابنها .. و بنفس الليلة .. نام الرجل في معشرة القبور .. و رأى في منامه .. خروج اهل القبر .. و كلٌ منهم مسرور و من ضمنهم ذاك الشاب .. و اتى لكل من اهل القبر طبق من الذهب عليه حرير ... فسأل الرجل عن سبب وجود هذا الطبق و الحرير .. فقال له الشاب "انها هدايا الأحياء من صدقة والدعاء لنا.. لك ان تقول لأمي انها ستزورني قريبا" .. و لم يمضي اسبوع إلا و توفيت امه و قد سبقته للقبر}[/frame]
أولم تفتح قلوبكم هذه القصة؟؟؟ ألا تظنون انه بإذنه تعالى ان نريح موتانا بالذكرى الطيبة و العمل الصالح بارك الله فيكم .. تنتهي اعمال الإنسان عند موته .. و تبقى له اعماله ان بقيت في الدنيا و من ضمنها ابن صالح .. قلة من الناس من يتذكر الأموات .. و لكن سبحانك ربي .. عندما يحين الموعد .. نتمنى ان يتذكرنا الأحياء و لو بعمل صالح .. سبحانك ربي ..
لكم مني جزيل الشكر و حُسن الثناء
مواقع النشر (المفضلة)