أشعر بالوحدة بالكثير من الوحدة ... منذ سنوات بعيدة كان لدي بعض الأصدقاء من المدرسة كنت ألتقيهم على فترات مختلفة و كانوا نعم الأصدقاء بالنسبة لي كنا نتحدث سويا و نضحك سويا و حتى عندما كنا في التدريب العسكري كنا معا طوال الوقت كانت الحياة جميلة مع أنها في الحقيقة كانت قاسية علينا جميعا خصوصا من إختار الدراسة في القسم العلمي.
بعد آخر سنة لي في المرحلة الثانوية ألفيت نفسي وحيدا و كأنني في صحراء شاسعة على مد البصر فقد تفرق الجميع و لكن بعض من أولئك الأصدقاء الطيبين كانوا يتواصلون معي على فترات متباعدة جدا حتى أنني أتساءل كيف له أن يتذكرني بعد كل تلك الفترة الطويلة.
سنوات طويلة تلك التي قضيتها في المنتدى و رغم ذلك لم أتوصل لعقد أية صداقة مع أي شخص هنا لا أنكر أن البعض أراد صداقتي و لكنني كنت أعتذر منهم لأن إتجاهاتهم و ميولهم تختلف عن اتجاهاتي و ميولي ... تمنيت كثيرا لو ألتقي بشخص في المنتدى تكون لديه ميولي و اتجاهاتي ذاتها و لكن المستحيل أقرب من ذلك بكثير
و الآن و بعد سفري إلى ألمانيا أدركت معنى الوحدة الحقيقية تلك التي يشعر بها الشخص عندما يكون وحيدا و لا يكون معه صديق حقيقي يتحدث إليه و يشاركه همومه يمر عليه اليوم بطيئا فيشعر بالثواني و كأنها ساعات.
تمر على الأيام بين المذاكرة طوال الوقت و التدخين و التجول في أزقة المدينة و شوارعها الكئيبة هنا لا شيء يبعث على الفرح.
مع كل ذلك تبقى لدي أمنية واحدة أنني ذات يوم سأعود إلى مدينتي مدينة العين لأقابل أصدقائي القدامى و لنعيش معا ذكريات الماضي لتمر الأيام علينا الأيام جميلة بعد ذلك دون أي شعور بالحزن أو الوحدة.
شكرا لكل من قرأ الموضوع
الثعلب الرمادي
مواقع النشر (المفضلة)