الســـــــلاام عليــــــكم ورحمـــــــة الله وبركــــــاتــه
همــمــت بالدخـــول بعـــد طــرق البــــاب .. وجدتهـــا جالســـة في أحـــد أطـــراف الغرفـــة الشبه مظلمــــة .. اقتــرتــب أكثــر فأكثــر وأنــا اشعــر بأن الأمـــور ليــســت كالمعتـــاد وبالتحـــديـــد مع هــذا الجو الكئيــب الذي وجدتــه قبــل الدخول إلى الغرفـــة .. فالجميـــع صـــامـــت ولا يتكلـــم وهنـــاك من يضـــع كفــاً على كــف .. عندمــا اقتــربــت منهـــا أحســســـت بأنهـــا تبكــــي .. فأنــا حتــى الآن في دوامـــة ولا أعلم ما الذي حـــدث .. عندمـــا بـــدأُت الحــديــث معهـــا لم أحصــل على أي إجابــة منهـــا لأن شفتاهـــا لا تنطق وكأن فمهــا قــد خيـــط .. أو لربمــا لم تســمعنـــي .. كررت الســـؤال عدت مـــرات (( ما الذي حـــدث !!! )) .. شعــرت بوع من الضيـــق رغم جهلــي بالذي حـــدث فكل المؤشــرات تشيـــر إلى وجـــود كارثـــة ؛؛
جلســت على ذاك الكرســي لمــدة خمس دقــائــق .. وفجأة التفتت إلي ووجدت أن وجهها قـــط تُلــطـــخ بالدموع وما زالت الدموع تتســاقــط من عينيــهـــا .. وقفــت واقــتــربت منهـــا وكررت السؤال المعتـــاد ( ما الــذي حـــدث !!! ) وردت علي بنــبــرات صــوت متقطعـــة .. " سيــتـــزوج علــــي " وعادت إلى سكــونهــا ودموعهــا وتلك المناديـل الملطخــة بالدموع ؛؛
أصــبـــت بنوع من الغيبوبـــة .. فهــي لم تتجاوز ســن الثلاثون وما وزالت شابــة في مقتبــل العمـــر .. تملك من الأبــنــاء ثلاثـــة .. أي أنهــا أم لبنــت وولديـــن .. فما الذي دفعــه إلى الزواج .. وعادت بي الذاكــرة إلى السنيــن الماضيــة والمنقضيـــة .. إلى فتــرة الخطوبـــة .. فـقــد كانت من أسعـــد البــنــات وكان من أســعــد الرجـــال .. كانت كل المؤشرات تشيــر إلى ميــلااد أســرة سعيـــدة .. وبعــد الزواج ورغــم أن حفل الزفــاف لم يكلّف الزوج الكثيـــر غرق الزوج ببعض الديون بسبب المظاهــر الخارجيــة وخاصــة مع تلك السيـــارة .. ومع كل هـذا فإن الزوجــة كانت تتحمــل الحالــة التي كان يمــر بهــا الزوج .. فلم تكــن كغيــرهــا من النســاء اللاتي لا يمــر إسبــوع إلا ووجدتهــا في الســـوق .. فكانت بسيــطــة لدرجــة أن قطــع الذهب التي تملكهــا أكثــرهــا كانت عندهــا من بدايــة مشــوراهــا معـــه .. وكانت تمــر بعــض الأيــام وغداءهــم كغــداء الفقــراااء .. وكان هو وبعظمــة لســانــه يمتدحهــا بوجودهــا أو بغيـابهــا ويمتدح عقلها الذي لم يكــن عقول أكثــر النســاء .. فقــد كان جــداً مرتــاح معهـــا لأنهــا تقــدر حالتـــه الماديــة التي يمــر بهــــا ؛؛
كرسـت هــذه المــرأة جل حيتهــا مـن أجل زوجهــا ومن ثــم من أجل أبنــائهــا الذي رزقهــا الله بهـــم .. ولــم تفكــر بنفســهــا لأنهــا تعلم بأنهم هم ثروتهـــا الحقيقــة والدائمـــة .. ولكــن ما الجــزاء الذي حصلــت عليــه من زوجهــا !! (( سيــتــزوج عليــهـــا !!! )
وبعدمــا تخــطــي تلك الأزمــات الماليـــة .. وبدأت أموره الماليــة بالتحســـن .. بدأ في التفكيــر بالزواج من الثانيـــة ..
كانت في المستشفى مع إبنهــا الأصغــر الذي كان مهدد بالموت ولكــن الله قــدر وستــر وكتــب له حيــاة جديــدة .. دخل عليهــا يومــاً ذاك الزوج وهي مع إبنهــا في المستشفى بعــدما خرج جميــع الزوّار وقال لهــا بأنـه ستزوج وابتسمــت ظننــاً منهــا أنه يمازحهـــا .. ويااااااه لدرجــة حقارتــــه .. فقــد كانت هذه الفكــرة في باله منذ فتــرة .. وبعد مرور شهر أو شهرين من خروج ابنهـمــا الأصغــر صعقهــا بخبــر زواجــه من أخـــرى ..
بالرغم من أنه منعهــا من العمــل ومن قيــادة السيــارات فإن زوجتــه الجــديـــدة تعمــل ولديهــا رخصــة قيــادة .. فلم هذا الظلـــم بالرغم من أنه من الملتزميـــن دينيــاً .. قــد واجهه أب زوجتــه القديمــة مع بعض أخوانــه بالتوبيــخ وقد ظن الجميــع بأنه بعد هذا التوبيـخ سيعدل عن قراره ولكــن تزوج ..
حرق جوفهــا بإمــرأة ثانيــة رغم أنهــا لا تقـــدر بأي ثمـــن ..
قرر أن يتزوج عليهــا وقررت أن تستمــر بقــدر المستطـــاع على ما كانت عليــه
إنهــا بالفعــل ( جوهــرة ) ولكنـه لم يقدرهــــا
المعذرة
بقلـم
أحلى منصــوري
اليــوم : الأربعــاء
الموافــق : 4 ينــايــر 2006
الساعــة : 1:45 فجــراً
مواقع النشر (المفضلة)