السلام عليكم
بجعبتي رد فاعذرني على المداخلة
استمتعت جدا بقراءة الردود التي سبقت
الدمعة طعمها مر و قد أفادت الدراسات أن الدمعة تزداد مرورتها كلما زاد الحزن و زاد عمقه و أيضا أتت نتائج الدراسات بأن دموع الرجل أكثر مرورة من دموع المرأة لأن الرجل قل ما يبكي على عكس المرأة و سأدرج في سياق حديثي عن أسباب إزدياد مرورة دموع الرجال ..
إن الأمر يتمحور في فطرة الرجل و الأبعاد التي تتوحد في لحظة البكاء فالرجل لديه شخصان يبكيان (طفل و رجل) الأول يجهش في البكاء و الآخر يبكي بصمت و غالبا ما يرافق البكاء الصامت دمعة أو إثنتان فقط ..
كــطــفــل : يجهش في بكائه بحالات إستثنائية جدا جدا .. كحالة وفاة الأم (أبعد الله عنكم هكذا مآسي) أو دخول السجن أو فقدان عزيز أو إبن هنا ينفجر هذا الطفل لأنه يكون بحالة الإنثى التي ليست محور حديثنا و إنما للتشبيه (فهي إن بكت غالبا تبكي لأنها بلا حيلة) و هنا اسبابها مشابه لاسباب الطفل الذي بالرجل فيبكي لأنه بلا حيلة و لأنه فقد أمر لا يستطيع أن يحدث به أمر .
أما كـرجـل : و هنا النقطة الحساسة التي يدور حولها نقاشك إن بكى بكى فعلا و الحزن هو سبب بكائه الهادئ و تزداد مرورة دمعاته لأنه ينتهزها فرصة لتفريغ ما به عن كل الأحزان السالفة و في لحظة الحزن تمر على الرجل صورة قديمة من الذاكرة يذكر بها كل موقف مشابه أو قريب لهذه اللحظة ليعتصر جميع آلامه بدمعات معدودة بها يطفر جم ما اعتلى صدره من هموم حتى أنه قد يبكي على الغد في أمر آخر لا يمت لموضوع اللحظة بصلة فإن بكى الرجل كرجل لا يعلم أحد بسبب بكاءه و لا يدرك مالذي أبكاه فعلا فالموقف شيء و الذي يعتلي صدره شيء آخر .
إن من غرائب الأمور قضية سن الرجل و المرأة فلا خلاف على أن أعمار النساء أطول من أعمار الرجال (هذه أمور يختص بها الخالق لا نريد أن نحدث فيها) و لكن حديثنا عن الشيخوخة فيقال أن الحزن من أسباب قرب الرجل من سن الكهولة بتسارع و ذلك لأن الرجل يكبت أحزانة و نادرا ما يبكي أما عن المرأة فهي تفرغ (الطاقة السلبية) من أحزانها على الفور ببكائها و ذلك يمنع الناتج السلبي من تلك الطاقة من إستعمار الجسد وصولا للشيخوخة أما الرجل فلا يفعل ذلك و الناتج طبعا هو العكس .
دمعة الرجل ماسة فمن ذا الذي يستحقها أو كان سببا لها ؟؟
أخي الكريم نبراس الليل ألف شكر على هذه الوقفة
و المعذرة على الإطالة .. بانتظار خلاصتك
تقبل تحيات أخوك عايش
بالتوفيق
مواقع النشر (المفضلة)