:: شوق الصحاري :: المزيوونه :: حبوبه دبي :: شمه ::
تسلمون
عـلى
مروركـــم الطيب
::
الحلقـــه الثالثــــه ::
فرد الملــك في تودد والابتســامة تعلو شفتيــه : شكرا لـك يا عزيزتي .. لقـد أصبحـت على أحسـن ما يرام .
وفــي هذه الاثنـــاء أقبـل الخــادم ، ليخبرهما بأن الافطـار جاهز ، فقام الملك والملكـة ، وتوجهـا إلـى سفرة الطعــام .
أجلــس الملـــك الملكــة ، ثم جلــس إلى جوارهــا وصرف جميـع الخـدم ، ليخلو بهـا .
قال الملــك وهو يمـد يده بكـوب الشاي الساخـن إلى الملكـة : تعلميـن يا عزيزتي مقـدار حبي وتقديري لك .. فأرجـو أن تزني كل كلمـة سوف أقولهـا لك بميزان العقـل حتى تتفهمي مقصدي وتعذريني في رغبتي .. قالت الملكــة : نعم يا مولاي .. أعرف حبـك الكبير لي ، وصدق مشاعرك نحوي ، كما تعلم انني أكـن لك نفس الحب والتقدير بل ربمـا اكثـر .. كما تعلم رجاجة عقلــي ، وأنـا مستعـدة للتضحيــة بنفسي من أجل إسعـاد ملكي وحبيبي ومولاي ، فهات ما عنـدك ولا تتردد ، فالتردد يشغل البال ، ويتعـب النفــس ويجلـب الأرق ، فبح لي بمـا في نفسـك فقد شغلنـي حالـك كثيرا منذ الأمس .
انبسـط الملــك من كلام الملكــة ووجد فيه تشجيعا على طرق الموضوع الذي أجّله كثيرا إكراما لخاطرها فقـال : لقد أحببت أن يكون لنا أولاد يملؤون علينـا القصر ففكرت في الزواج ، وقد شغلني هذا الأمر كثيرا كما لاحظـت منذ الأمس ولكـن حبي لك وخشيتي من الإساءة إليك منعاني من البوح لك بذلـك .. فأنت تعلمين أنني رفضـت التزوج ثانية عنـدما عرضت علي ذلـك ، وقد مرت علينـا سنوات طويلــة كنت آمل أن يرزقنا الله فيها بالأولاد ، ولكن مشيئة الله أبت ذلك ، ففكرت كثيرا ورأيت أن أتزوج ، لعل الله يرزقنا بأولاد تقر بهم أعيننا ويملؤون علينا حياتنا .. وأعدك بأنك ستبقين زوجتي وحبيبتي وسيدة القصر .
استمعــت الملكـة إلى كلام الملك بإمعان ، ولما سكت قالت له : كنت أعلم منذ الأمس سبب تعبـك وشرودك ، ولكنني أردت أن تبوح أنت لي بذلك .. ولا أخفي عليـك فإن زواجـك من غيري سوف يؤلمنـي ، مهما حاولت إخفـاء ذلـك ، ولكن إيماني بحق مولاي في الولـد ، الذي يحمل اسمه ، ويخلد ذكره ، ويرث الملـك من بعـده ، يجعلني أزن الأمور بميزان العقـل ، وأقول لك توكـل على اللّه ، وستجدني ان شاء الله من الصابرين .. وسأحاول أن أكون أما لأبنائك وأختا لمـن ستختارها زوجـة لك .. ففرح الملـك وشكر الملكـة ، وأعرب لها عن امتنانه وتقديره لشجاعة موقفها وعظمـة نفسهـا ، ثم أستأذن منهـا ، وتوجـه إلى مجلسـه بالقصـر . ولمـا استقر في مجلسه دعا الحاجب وأمره بأن يرسل المنادين في المدينـة للبحث عن الصبية التي رآها بجانب العين ، وسمعها تقول : لو يتزوجني الملـك ، أنجب له ولدا كالشمس وبنتا كالقمر .. وأشيـع خبر عزم الملـك على الزواج في القصر وفي المدينــة وفي جميـع أرجاء المملكــة ، ففرح الناس جميعـا ، وأخذوا ينتظـرون المناسبـة السعيــدة لمشــاركة الملـك في فرحتــه .
وعنــدما وصـل الخبـر إلى مسـامع الصبيـة ، لم تصـدق ذلك في البدايــة ، ولكنهـا أمام إلحـاج مبعوثي الملـك وانتشار خبر البحث عنها بواسطـة المنادين أيقنت أن الأمر جاد فرافقت المبعوثين إلى القصـر بصحبة والدهــا .
واستأذن الحاجــب لهمــا في الدخـول على الملــك ، فـطلب منه أن يدخلهما عليه فورا ، ففعـل ، ودخلت الفتـاة ، وهي غير مصدقـة لما يجري ، وقـد احمر وجههــا ، وأحسـت بجسمهـا يرتجـف من رهبـة الموقـف ، ولم يكـن حال أبيهـا بأحسن من حالهـا بل كان أشـد خوفـا منهـا ، ولاحظ الملـك ذلك ، فقـام مرحبـا بهمــا ، ليزيـل عنهمــا ما انتابهمـا من خوف وخجـل ، فقـال لهمـا مازحـا : ما خطبكمـا .. لماذا كل هذا الخوف والوجــل ، ألا تعلمـان بأن الملك بشر مثل كل البشــر ؟ أم كنتمـا تتصوراني مخيفـا إلى الدرجـة التي جعلتكمـا ترتجفـان وأنتمـا تدخلان علي !
:: يتبــع ::

:: إيدي تعبت وعيوني هلكت هيهيهيهي ::
:: المقاتل ::
مواقع النشر (المفضلة)