:: السلام عليكم ورحمــة الله وبركاته ::

- فـ الحقيقـــه لدي الكثير و الكثير من القصص الممتلئــه لدي فـ مكتبي الغاليــه .. فـ قلت لنفسي لمـا أنقل لكم قصــة جميــله تستمتعــون في قرائتهـــا .. ؟؟

فـ بحثت لكم عن قصــة جميلـــه .. فـ وجدت قصة من القصص التي أحببتها كثيرا وهي من القصص الشعبيــــه .. ومن تأليـف : فرج بن جمعـة بوزيّـان من كتاب : الملكة التي أنجبت جروين .

أذكر ولأجعلــها مشوقـه أكثر .. سوف أكتبهــا لكم على طريقة أجزاء ..إي .. يعني سوف أكملها لكم بين فترة وأخرى .

أترككـــم مع قصـــة عجيبــــة .. !!

:: قصـــة .. الملكــة التي أنجبــت جرويـــن :: من نقل المقاتل ::

يحكــى أنه كان في قديم الزمـان ملكـ أحبّتـه رعيّـته حبا شديدا لما اتصف به من عدل ، وحكمة ، وجود ، وكرم ، وعطـف ، ورحمة ، فكان ينصـف المظلـوم ، ويغيث الملهــوف ، ويولم الولائـم ، فيطعـم الفقيـر والمسكيـــن ، ويرعــى اليتامى ، وينفق عليهــم ، ويرفــع العلمــاء والحكمـــاء ، ويبجّـلهم ، فاتحـا بابه أمامهم ، وأمام كـل أصحــاب الحاجات ، فذاع صيتــه في جميـــع أنحـــاء مملكــته بين الكبـار والصغــار من أفراد رعيّتــه ، فغزا القلــوب بخصاله وأســر النفوس بأفعــاله وأصبــح الجميــع يسعــى لاصطياد الفــرص لإرضـــائــه أو بذل النفــس لفــدائــه فـأسعــد ذلـك الملكـ كثيرا ، وحثـه على بذل ما في وسعـه لإسعــاد رعيتــه ، وتوفير الأمـن والاستقــرار والرفاهيــة لهــا .
تزوج الملكـ منذ سنــوات عديدة ولكــنه لم ينجب أولادا فأثــر ذلـك في نفســـه تأثيرا شديدا ، لكــن حبه الكبيـر للملكــة وإيمــانه بالقضاء والقدر جعلاه يستسلم لأمر الله . ولكنـه كلمـا رأى طفــلا يلعــب او أبا يقبــل ابنه ثار شعور الأبوة الكامن في نفســه ، والمسيطر عليهــا ، فيحــس بالألــم يعتصـر جوفــه ، ويجــد مشقـة في السيطــرة على عواطفــه ، كمــا كان يجــد رغبــة جامحــة لإنجــاب الولــد ، حتى حدثتــه نفســه في العديــد من المرات بالزواج لتحقيــق بغيتـــه ، ولم لا وقــد طلبت منه الملكــة ذلكـ مرارا ، ولماذا لا يتزوج فـينجــب ولدا أو ولدين أو ثلاثة يحملــون اسمـــه ويخلــدون ذكره ويرثون الملكـ من بعـــده ؟ ويشتــد بالملكـ التفكيــر بين رغبــته الجامحـة في الأبنــاء ، وبين ما سوف يسببــه زواجـــه للملكـــة من حــرج وألــم ، فيؤنــب نفســه ويذكرهــا بحبـــه العميــق للملكــة ، وحب الملكـة له والسنــوات الطــوال التي عاشــاها معــا فيلجمهــا ، ويكتــم رغبتـــه في صدره .
وفي يوم من الأيـــام ، وبينمــــا كان الملكـ في جولــة بين الجنــان والبســـاتيــن ، رأى مجمــوعة من الصبايـــا يلعبـــن بجــانب عيــن ماء جاريــة ، وكــن يتقــاذفــن بالمــاء ، ويصرخــن ، ويقهقـهن ، فـكان صخبهن يتــردد في أرجــاء الفضــاء الفسيــح ، وسمــع اسمــه يتردد على ألسنتهـــن ، فتوارى الملـك عن أنظارهـــن من حيث يراهن ولا يرينـه ليسمـــع ، هل يذكـــرنـه بخيـر أم بســوء ؟

فقــالت إحداهـــن : لو يتزوجنـــي الملك أنجب له طفــلا كالشمـس وبنتــا كالقمــر !
فقـال لهــا صويحباتهــا : أن تحلميــن أيتهــا المجنونــة .. أن تتزوجيــن الملكـ ؟!

فقـالت : ولم لا ؟ فمــا الذي ينقصــني حتى لا يتزوجنــي ؟ ألأننـي فقيــرة ؟! فالفقـر ليـس عيبـا ؟ وأنا والحمــد لله غنيــة بجمــال خلقـي وخلقي ، وهذه نعمــة من عنـد الله لا تقـدر بمــال !

فقــالت لهـا صويحباتها : إنـك لمغرورة حقــا !! وأخذن يقذفنها بـالمـاء حتى تبلل جسمهــا وثيابهــا فصــاحت في وجوههــن وهي لا تزال تقهقه : إليكــن عنــي .. إليكــن عني أيتهــا الغيورات .. لــن أتزوج الملــك حتى ولو طلــبت مني ذلك إكرامــا لخاطركــن وحتى لا أحـرم من صحبتكــن .. لأني لو تزوجــت الملــك لن يشــرفني ، وأنا الملكــة ، أن أعرفكــن أو أجلــس معكن أيتهــا الشقيــات ! قالت ذلـك ثم أختطفــت جرتهــا المــلآى بالمـــاء وهربت بعيــدا عنهن ، فحمــلت صويحباتهــا جرارهــن وركضــن وراءهــا وهــن يقذفنهــا بالحصــى ويضحكــن حتى تواريــن عن نظــر الملك .

كبــدايــة أقــف هنـــا :: .. لأرى إعجبــاكم .. :: .. ( يتبــــع ) .. ::

:: المقاتل ::