<font color='#000000'><marquee>السلام عليكم...</marquee>
<span style='color:firebrick'>منصوري الدولة</span>ياكم ماسك بقيد ناقته, يغرس نظره في كثبان الرمال بحثا عن أرض طيبة ليشد رحاله عليها, يبدأ المسير مع حشد من الذكريات و التواريخ, مردداً ( <span style='color:darkblue'>سَيْعةِ</span>) بدوية تسلي وحدته و تطرب ناقته, إييْها لين ما خيم عليه الليل مرسل عليه قمره المكتمل, ويفرش له بين ذيك الرمال ويطيح (<span style='color:darkblue'>مسلقاي</span>) هههه.. <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/biggrin.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':D'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/tounge.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':p'>
يا حافظ عليه.. <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/thumbs-up.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':up:'>
و يركز <span style='color:purple'>(( طبانَة اليِريبي ))(1)</span>و ثم يرمي عليها أعواد الحطب من وقت إلى آخر ليزيد اشتعالها, يحمس حبات ( <span style='color:darkblue'>البِنْ</span>) منشداً ( <span style='color:darkblue'>وَنَّه</span> ) بدوية شجيه رسمت لوحة الارتحال و ( <span style='color:darkblue'>شد الظعون</span>)... <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/snail.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':slo:'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/snail.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':slo:'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/worm2.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':wo:'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/worm2.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':wo:'>
يخدم قهوته المرة, و يعطرها بالهيل, ويتناول من حبات التمر, قبل فنيال القهوة الأخير من دلته ( <span style='color:darkblue'>المِقـْنذده</span>), وبعدها يترك النار <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/hothead.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':hot:'> وقد خف اشتعالها ليخلد إلى نوم عميق لساعات قليلة, يستيقظ بعدها مع الفجر وقد شعر وكأنه نام يوماً كاملاً, و ما زالت ( <span style='color:darkblue'>طبانته وارية</span>) بعد أن نفخ ما تراكم عليها من <span style='color:purple'>(( رخيص )) (2)</span>...
عرف حيينها أنه بات على أرض <span style='color:purple'>(( نييبه )) (3),</span>( <span style='color:darkblue'>عِفيَّه</span>) , فيوقن أنه وصل (<span style='color:darkblue'>ليوا</span>) , طيبة المفلا, نظيفة العشب, عذب الماء, نقية الهواء, خفيفة المرقد.. آآآآآآآآآه آآآآه يا ويل حالي .. <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/cry.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':cry:'>
<span style='color:firebrick'>ومنصوري الدولة</span>هو ابن من إحدى القبائل التي عرفتها ( <span style='color:darkblue'>ليوا</span>) منذ أكثر من مئة عام, ولا تزال تلك السلالات تتقدم صفوف القبائل أصالةً وتاريخاً في الإمارات لتصبح ( <span style='color:darkblue'>ليوا</span>) وجها لأبرز القبائل كقبيلة بني ياس وأبرزهم: آل بوفلاح وآل بوفلاسه و السُّودان وآل بو مهر و الهوا مل والقبيسات والرواشد والمزاريع والقمزان والرميثات إضافة إلى المناصير بأفخاذهم الثلاث ( <span style='color:darkblue'>رْحَمِي وشْعَرِي ومِنْذِري</span>) و غيرهم..
والمثير هو تلك الخصوصية والتاريخية و الاجتماعية التي تمتعت بها ( <span style='color:darkblue'>ليوا</span>), والتي لم تكن لتتم إلا في حالات خارقة لتجمع ما يقارب (35) ( <span style='color:darkblue'>مْحَضَرْ</span>) على امتداد (120كم 2) لبدو وحضّار من أهل الساحل للمقيظ هناك, فسميت ( <span style='color:darkblue'>محاضر ليوا</span>)...
مساحات عامرة بالرحابة والخضرة و<span style='color:purple'>((غِيُوط))(4)</span>النخيل والماء العذب المنتشرة بين كل ( <span style='color:darkblue'>نِقَا</span> ) وآخر مكونة سلسلة من الغيوط التي سكنتها تلك القبائل.
تتصدر ( <span style='color:darkblue'>ليوا</span>) قائمة مغريات البحث والدراسة بالنسبة إليّ, ربما لأني أشعر تجاهها بالحنين الدائم, وما يثيره اسمها من عبق خاص يروي حكايتها الخضراء, أو ما ينقله شموخ نخيلها المرتوي بالماء العذب, وأشجارها من ( <span style='color:darkblue'>أرطا وغاف وغِضا</span>) غير الراضخه للاختلاط الملوث, وغير القابلة لأن تتلفها ( <span style='color:darkblue'>الرمّه</span>) من شعور بالفخر لأنتساب أجدادي إليها, أو لارتباطها في الأذهان بأنها مستودع للأمانات, حيث كانوا منصوري الدوله وخويه والعربان البدو يدفنون ( <span style='color:darkblue'>وَبَر إبلهم</span>) في مكان ما, ويرجعون إليه بعد مرور سنة كاملة ليجدوه كما هو لم تأكله الأرض, كما كانوا يدفنون تمورهم لتخزينها للشتا المقبل في ( <span style='color:darkblue'>خِصَافَة</span>) الخوص أو ( <span style='color:darkblue'>ضِمَادَة</span>) أو في ( <span style='color:darkblue'>هِبّان</span>) من جلد الخرفان, أو ( <span style='color:darkblue'>شَنَّه</span>) من جلد المواشي بعد أن يضعوا علامة يستدلون بها عليها عندما ينتصف فصل الشتاء, وتلك التمور هي ما امتازت به (<span style='color:darkblue'>ليوا</span>) عن غيرها من المناطق, حيث إن ( <span style='color:darkblue'>الفَرْض</span>) و ( <span style='color:darkblue'>الخصاب</span>) وخاصة ( <span style='color:darkblue'>خصاب الرَّيْسي</span>) منه ذا الخوص الناعم أو ( <span style='color:darkblue'>الدّبّاس</span>) و ( <span style='color:darkblue'>اليَرْدي</span>) من أجود الأنواع التي عرفها أهل الإمارات بوجه عام .. نعم هيه خبرة منصوري الدولة, وحس الأرض في تفاهم وتجانس يفوق الوصف.
وكعادة <span style='color:firebrick'>منصوري الدولة</span>متلصق بركابه تقول لزقة ما تفك,, هههه <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/biggrin.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':D'> <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/tounge.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':p'>
ولعل احتزامه بقيد ناقته طوال اليوم, أقرب دليل على ارتباطه القوي بها, فقد كانت ليوا مرعاً ممتازا للأبل بعشبها الوفير الخالي من الأتربة, وجوها النقي الخالي من الرطوبة, ومائها العذب. والجدير بالذكر هنا تلك العلاقة المباشرة بين المرعى و الإبل وصفاتها وإنتاجها؛ فهي تماما كعلاقة الفعل بأثره, وعلى هذا كانت إبل ليوا ناعمة الوبر, مرتفعة السنام, عريضة <span style='color:purple'>((الغارب))(5)</span>كثيفة اللبن, جميلة المنظر...
كانت هذه ذكريات <span style='color:firebrick'>منصوري الدولة</span>في رحلته الأولى إلى ليوا بعد أن وقف في <span style='color:purple'>(( راس مشراف))(6)</span>ليستعيد تفصيلاتها الجميلة مردداً (<span style='color:darkblue'>حدوة</span>) من الماضي ملونة بالحنين و الشوق لهذه الرمال المضيافة الحاضنة لكل من يقصدها, متأملاً, ( <span style='color:darkblue'>ليوا</span>) الجديدة المفعمة بالحداثة بكل جوانبها.
هذا هو البدوي <span style='color:firebrick'>منصوري الدولة</span>من أولئك الذين لم تمهلهم النقلة المفاجئة من زمن إلى زمن جديد, ليتهيأ لها جيداً, بل نقلته كما هو مع ناقته وتاريخه وقناعاته وزيه وخبراته إلى زمن حديث, لكنه ظل مرتبطا بليوا أرض الكرم والجود و العطاء, يشعر بالشوق الدائم إليها, وكأن جبالاً من الحنين أثقلت روحه فعاد ليتنفس هواءها النقي, وينهل من مائها العذب, ويبحث له عن موطن بين ( <span style='color:darkblue'>غيوطها</span>) الخضراء مرة أخرى...
<span style='color:crimson'>(1) طبانة اليريبي : ( الطبانة ) قطعة من جذع الشجر و ( اليريبي ) نوع من خشب الأشجار طويل الاتقاد وناره حاميه..
(2) الرخيص: الرماد.
(3) نييبيه: أي نجيبه, ونجائب الأشياء لغةً: لبابها وخالصها ونفيسها وخيارها.
(4) الغيوط: جمع ( غيط) وهو انحدار بين تلين متباعدين قليلاً يزرع فيه النخيل.
(5) الغارب: موضع على ظهر الناقة بين السنام والعنق يوضع عليه الشداد.
(6) راس مشراف: أعلى قمة في تل رملي عالٍ. ( صافق)</span>
وسلامتكم .. الحين اللي بيقرأ الموضوع بيقول كأني أعرف <span style='color:firebrick'>منصوري الدولة</span> من قبل عشر سنين .. لكن والله يا غير هذي الواحات تعيشك زمان أول وكانك بين أهلك واخوانك.. <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/rock.gif" border="0" valign="absmiddle" alt='???'>
ملاحظه <span style='color:darkred'>: مشغوووب</span>..
مشغووب اشوف مالها حس.. وانشاء الله اذا عادت بغيت نجهز وياها سفره صوب ليوا بذاك الجيب اللي ما يتعوض.. كل هل الواحة معزومين... صوب محضر <span style='color:firebrick'>منصوري الدولة</span>..
و السموحه..
اخوكم <span style='color:sienna'>.. <marquee>خوي الواحات للأبد</marquee>..</span>
<img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/baaa.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':baa:'></font>
مواقع النشر (المفضلة)