بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة من الله تعالى و بركاته اما بعد ..

قد كتبت ردا مطولا جدا عن الموضوع و لكن سبحانك ربي .. قد اغلق الجهاز و اختفى كل شيء .. لذا سأحاول التذكر ما قد كتبته لكم بإذنه تعالى ..

حديثنا هنا عن الخجل و الحياء .. و كثرة الإستهزاء من البعض و تصغير جمال هذه الصفة و جعلها مذمومة .. و مناقشتنا حول كيفية الدفاع عن النفس من دون التعرض للسخرية او الأذية النفسية ..

بالنسبة لي جزاكم الله خيرا .. فإن هنالك فئات من الناس من قد نرى تعاملنا معهم بصيص نور .. و اقصد بذلك .. ان هنالك فائدة تذكر او تغير في السلوك ان ناقشنا معهم حول سلوكياتهم لنا و كثرة الضيق الذي قد يسببونه لنا .. و لكن هنالك من الناس من ان تحدثت معهم .. يأذونك و بكل وقاحة .. في هذه الناحية فإنني اتخذ اسلوب التجاهل التام .. و كان امرا لم يحدث .. و آخذ كل الحذر بعدم التعامل معهم .. او تعامل معهم بكل روية .. درءاً للسوء ..

و هذا لا يعتبر ضعفا للشخصية .. فبحكم وجودي في عمل يحتم علي التعامل مع الناس .. فلقد صادفت من تطاول علي .. و بكل قلة ادب .. و لم ارد عليهم و لو بكلمة .. بل ابتسم لهم .. ارى تلك الدهشة المرسومة على وجوههم ..

و لكن علينا فهم قصة الفرق بين الحياء و بين ضعف الشخصية .. وبين التجاهل التام للأذية و بين عدم القدرة على الرد ..

الحياء هي صفة جميلة جدا .. يتزين بها كلا الجنسين الذكر و الأنثى .. الحياء كما قال العلماء هو الخلق الذي يذم القبيح .. اي يبتعد عن الكلام القبيح و السلوك البذيء .. هنا يكمن الحياء .. الحياء من انتهاك الشريعة .. و اذية الناس .. و عدم تجاوز الفطرة البشرية ...

عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مرّ على رجل من الأنصار و هو يعظ اخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( دعه فإن الحياء من الإيمان)) متفق عليه.

و عن عمران بين حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير" متفق عليه.

و آيات من القرآن الكريم تنير لنا دروبنا و تعلمنا كيف نتعامل مع الناس و نصطبر على اذاهم ليس لأننا لا نملك شخصية اخي الكريم .. بل تمسكنا بتعاليم دين الإسلام و حبا منا للوصول إلى مرضاة رب العالمين و الجنة بإذنه تعالى ..

قال الله تعالى { خذ العفو و أمر بالعرف و اعرض عن الجاهلين} ( الأعراف:199)
قال الله تعالى { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي احسن، فإذا الذي بينك و بينه عداوة كانه ولي حميم، و ما يلقاها إلا الذين صبروا، و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} ( فصلت:34-35)
قال الله تعالى :{ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين} (آل عمران: 134)

إذا علينا بالصبر .. و التجاهل في حالة الأذى .. و لكن لنا ايضا ان ندع الله يكف شرهم عنا و يبعدهم عنا .. فسلاح المؤمن الدعاء .. و لكن ان رأيتم ان مثل هؤلاء الناس قد ينفع معهم الكلام لكم ان تتحدثوا إليهم .. و لكن ان لم ينفع ذلك .. لكم ان تتجاهلوا وجودهم .. و الصبر .. و لكن اتمنى و من كل قلبي ان نتذكر الله سبحانه و تعالى و ذلك بالدعاء .. في ان يصبرنا على الأذية .. بإذنه تعالى ..

اجتهاد شخصي بارك الله فيكم .. و لي ان شاء الله عودة اخرى ان احتاج الأمر لذلك ..

جزاكم الله خيراً