<P align=center><FONT color=#000000>أتعلم ... الشبـاب هنا لا يستشعرون قيمـة الوقـت ، الذي هو لب الحياة الناجحة فالوقت بحاجة إلى تنظيم و حسن استغلال... فنحن بتصرفاتنا كأننا خلقنا عبثاً في هذه الحياة .. بلا أهداف ولا مبادىء تحكمنا ، حتى الرغبة في الوصول إلى ما نريد أصبح أمراً صعب صعب بالنسبة لنا - أيـن الهمة ؟ أين العزيمة على تحقيق الطموح ؟- .أوقاتنا تضيع هباءً خلف الشاشات ، نقلب القناة تلو القناة بحثاً عن تسلية ضائعة فقط ليمضي الوقت ، أملاً في ايجاد ضحية جديدة لنقتلها ، ولم نرأف بحال تلك الكتب التي تصرخ متألمة من النسيان الذي أودى بها إلى ركنٍ مهجور لا يلجأ له إلا قلة قليلة استفاقوا من الغفلة وهموا ليغيروا من حياتهم .. نعم ف هذا هو سبب مأساتنا الحقيقة - عدم الرغبة في التغيير - دائماً نوجه أصابع الإتهام للظــروف و للروتيــن و الحياة الصعبـة - ألسنا نحن من يعيش في هذه الحياة ؟ ألم يسخر الله هذا الكون كله لنا ..؟ لما لا نحاول نحن أن نتطور بعقولنا لنغير ما حولنا فنقضي على براثن الضعف و التخلف الفكري الذي أودى بحياة الكثير الكثير منا..؟ لما لا نتعظ بما نقرأ ، هل نقرأ لمجرد أن نُسمى قـــراء ..؟ لما نصب جل اهتمامنا بالمظاهر الخادعة ..؟ وننفق كنوزاً طائلة فقط من أجل قطعة قماش تجمل أجسادنا أمام الناس ولكنها في الحقيقة تقبح دواخلنا .
امر يستدعي الحزن فعلاً عندما تسـمع أو تقرأ عن اولئك الذين فرطوا بأرواحهم رغبة في الهروب من واقعهم المرير ..؟ لما أصبحنا ننتقص من أنفسنا ؟ و نخجل أن نقول كلمة الحق ..؟
أجزم أن هناك خللاً متجسداً في بناء شخصياتنا . نحن نجهل كيف نبنيها ؟ ونضيع أعمارنا ونحن نبني شخوص بلا أعمدة.. هو سوء في التخطيط بلاشك .. فلم نحسن اختيار اللبنات القوية مما جعل مبانينا تنهار و نحن مازلنا في بداية الطريـق ..ليتنا نجملها كما نجمل جدران بيوتنا وأثاثنا بأفخم الماركات وأرقاها ...ومنا من يكلف غيره في البناء ..ف يعيش بلا آراء شخصية .. ولا يعرف كيف يتخذ قراراً دون أن يلجأ لغيره ..
لا أعلم ماهية هذا التبلد و الخمول الذي يسري في عروق شبابنا ؟ أهو التطور الزائف الذي جلبه الغرب وأبدع حقاً في تشويش أفكارهم و جعلهم يصفقون لأصوات النهيق حتى ..؟!
أخي الكريم
أمتعتنا وأمتعنا طاغــور ..
.
.
هنيئاً للواحات بهذا القلم النيـر ..
بانتظار كل ما يخطه قلمك ..
دمت سالماً</FONT></P>
مواقع النشر (المفضلة)