<font color='#000000'><span style='color:crimson'>يروي هذه القصة السيد عبدالله بن علي الشعفار في أحدى جلساته في مجلس السيد محمد بن ابراهيم الدويس بدبي حيث قال بان هذه القصة دارت أحداثها في جزيرة دلما في احدى مواسم الغوص منذ خمسين عاما تقريبا، وتعود أحداث هذه القصة الى قيام الوجيه و التاجر الكبير السيد مسعود بن سالم المحيربي أحد أعلام أمارة أبوظبي ووالد كل من محمد وبطي وجد أحمد وعبدالله ورحمة ابناء محمد المعروفين في امارة ابوظبي، وكان بطي بن مسعود أحد رجالات الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله.
يقول الشعفار: " في أحدى مواسم الغوص أشترى مسعود بن سالم "نقفة" وهي عبارة عن صدفة فيها بروز ونتوء بارز تدل على أختواءها ام لؤلؤة كبيرة ذات قيمة أو طين أو حجارة لا قيمة لهم، وقد اشتراه بقيمة 500 روبية، وهو مبلغ كبير جدا في ذلك الوقت.
كانت سفن الغوص و التجارة تقصد دلما بحكم موقعها اللمتاز المتوسط للهيرات ومغاصات اللؤلؤ في قلب الخليج العربي. وكان في كل صباح في موسم الغوص يقصدها اكثر من عشرة سفن غوص و تجارة محلية او من البصرة والأحساء وغسرها اما للتزود بالماء والزاد أو بيع بعض من محصول اللؤلؤ.
وكانت سفن الغوص ترسو بعيدا عن الشاطئ لكبر حجمها وعدم وجود ميناء فكان بعض الطووايش الراغبين في شراء اللؤلؤ يصلون اليها عبر عبرة صغيرة تسمى "الماشوة"، وكان مسعود بن سالم ممن وصل الى احدى السفن الراسية متأخرا حيث وصل اليها مشيا في الماء حتى وصل منسوب المياه الى صدره، فلما وصل الى السفينة وجد صاحبها قد باع محصولة من اللؤلؤ كله ما عدا صدفة بها "نقفة" وجدها في هير يسمى "أم عويرض"، وطلب منه مبلغ 500 روبية فوافق مسعود بن سالم ودفع له سعرها وعاد مرددا " أسفرت وأنورت" فأستقبله الأهالي على السيف تحسبا بأنه عاد وبحوزته "دانة" وهي اللؤلؤة الكبيرة الغالية الثمن، ولكنهم تفاجأوا بما في يده من " نقفة "!
ظلت النفقة لديه شهرا كاملا لم يفلقها ليكتشف ما بداخلها ولم يبعها لانه لم يجد من يشتريها حتى برأس مالها، وفي يوم وصل اليه أحد التجار الأحسائيين من الدواسر وهو محمد بن راشد الشعيبي الذي جاء ليشتري حصيلة التجار من اللؤلؤ وأول من صادف في رحلته هذه هو مسعود بن سالم فسال التاجر الأحسائي مسعود عن بيعه و شراءه هذا الموسم، فأجاب مسعود بأنه لم يشتري سوى عهذه النقفة وأنني أدخرتها لنفسي ولم أكسرها ولم ابعها لأني لم أجد من يدفع فيها مبلغ يوازي حتى رأس مالها، فقال له الشعيبي: اني أرغب في رؤيتها فأحضرها مسعود له فقال الشعيبي: سأشتريها برأس مالها، فأجاب مسعود: تمت لك البيعة.
عاد الشعيبي قافلا الى الأحساء وقام بفلق الصدفة واذا بدانة كبيرة بداخلها، فذهب بها الى خبير اللؤلؤ المعروف أنذاك ابراهيم بن فردان فقام بمعاينتها وتنظيفها وازاحة القشر عنها فأذا بها من أجود أنواع الدانات، فبائعها الشعيبى على أحد التجار ويدعى فهد الدوسري بمبلغ 25 الف روبية.
وما أن قبض الشعيبي المبلغ حتى عاد الى الأحساء ومر على القطيف و اشترى فيها نخلا بمبلغ 3 روبية واسماها " نخل المسعودي" نسبة الى مسعود بن سالم المحيربي، و أشترى نخلا أخرى وسماها " أم عويرض" نسبة الى الهير الذي أستخرجت منه النفقة التي كانت تحمل دانة السعد.</span></font>
مواقع النشر (المفضلة)