كتبت ذات غصة أقول :
الفقاعة لمن لا يعرفها خادعة ، فعلى سطح الماء المســـتوي تبدو الفقاعة نافرة ، بارزة ، أعلى من
السطح 0 تجذب أنظار الذين يغريهم العالي الذي يكسر قاعدة الاستواء، ، فلو جربنا أن نلقى ببصرنا في
بركة آسنة ، فان ما ســيلفت نظرنا فيها قـــبل كل شـــئ هو الفـقاعة 0 أما لماذا اصرارنا على تحديد
البركة الآسنة بالذات ، فذلك لأن الفقاعات تكثر في البرك الآسنة 0 ومنظرها كاف بأن يخلق لدى الرائي
وهما ، فيحار في أمر ما تنطوي عليه ،وحدهم العارفون بالأمور هم وحدهم فقط يدركون أن الفقاعة
هي فقاعة ، أي أنها جوفاء من داخلها ،شئ أشبه بالزبد ، بل لعله الزبد نفسه ،والزبد يذهب جفاء ، لكن
لسنا جميعا نملك ملكة التمييز بين ما ينفع الناس الذي يمكث في الأرض 0 أما السذج وضعيفي االتجربة
في الحياة من اللازم أن يقتربوا من الفقاعة ،أن يلامسوها باصابعهم ليروا كيف تنكشف عن فراغ ،عن
لا شئ ، تحتاج الفقاعة لمن يفقأها ببساطة متناهيه بأن يضع اصبعه فوقها فلا يرى سوى الخواء
،وكثيرا ما تتجاور الفقاعات ، فيتعين عليك حينها أن تفقـأها واحدة بعد الأخرى0 لكن المعضلة أن
الفقاعات تتناسل ،البرك الآسنة ولود بالفقاعات ، كلما كشفنا أمر فقاعة كلما ظهرت فقاعات أخرى
غيرها هكذا في دورة لا نهاية لها من هذا الصراع المديد بين الصدق والزيف0 وقد يمر زمن طويل قبل
أن يكتشف أمر الفقاعة أو تلك، فنكون ضحايا لها في حال أشبه ما تكون بحال فلاح ساذج لا يميز بين
الغيمة الماطرة وغيمة الصيف العابره ومجتمعاتنا لا تخلو من الفقاعات فبعض هؤلاء المنفوخين في
القميص والبنطلون أو في الدشداشه الكندوره أو العباءة ،، فقاعات تكبر وتنتفخ وهي أحد عللنا المزمنة
إحدى معوقات الفرز والتفريق بين الغث والسمين بين الخواء والامتلاء بين الصدق والزيف لأن
صوتها العالي يحدث ضجيجا أشبه بصوت الطبل ومن لوازم الطبل أن يكون فارغا من داخله. ولكن
بالرغم من ذلك ،،،، ( تنساب المياه بسلاسة حيث يكون الغدير عميقاا فتجرف الفقاعات في طريقها ) .
(إن العربة الفارغة اكثر ضجيجا من العربة المليئة) شكسبير
::: أيتها الراقية :::
ليس أدل من هذا الترحيب الذي قوبل به حرفك من الأعضاء الا سموه ورقيه ،، نورت الواحات![]()
مواقع النشر (المفضلة)