حين تجد نفسك " مشدودا ً " من الطرفين ...

طرف ٌ فيه متطلبات الواقع ، ما عليك أن تنجزه ... إلتزاماتك ... ما يتوقعه منك الآخرون ، و ما تمليه و تدفعك إليه الظروف


و طرف ٌ آخر فيه ما تأمل أن تكونه ، ما تحاول أن تحقق به ذاتك ... حلمك .. و همك .. و طبيعتك عندما تترك لتمارس طبيعتك بلا تحفظ من تقييم الآخرين


كل يسحبك إليه ... إلى غايته و إشباعه إلى الوقوف و الإنتهاء عنده بل و إلى التماهي معه .


تشعر بالقيود تحاصرك ، تأكلك ، تستنزفك ولا تراها ، كل قيد أكبر حجما ً و أحكم إغلاقا ً من الآخر ؛


تخور قواك فلا تقوى على الحركة ، كل ما تفعله يزيد من شدة إحكام القيد و قسوته ...


مقيد ٌ أنت من أخمص قدميك و حتى هامة همتك ، يقيدك الزمن بقيد جديد كل يوم و كل سنة ،


مقيد ٌ أنت في عصرك و الآخرين في واقعك و الحقيقة .


في حلمك في أمنياتك في خيالك تبحث عن ذاتك بين هذا الخضم من كل شيء ؛ تتفقدها تتفقد ما بقي منها و ما آلت إليه ...


تواسيها لتنهض من جديد
(( ما زال هناك بارقة أمل ))
(( ولكني أستطيع ))
(( أنا أقدر ))
(( لا مستحيل مع الإصرار و المثابرة ))
(( العزيمة ))
(( الهمة ))
(( الأفق ))
(( لا حياة من اليأس ))


أنت أقوى نعم أقوى في مكان ما أنت أقوى ؛ في بعض حطامك المتناثر قوة ،


في جزء من فتات كيانك أنت أقوى شخصا ً و بأسا ً ،


أكثر قدرة على المقاومة ، و أكثر قابلية للجبر ، إنها غريزة البقاء.


يدفعك الواقع و الحقيقة فتسقط أرضا ً ، و تسقط حولك كل العبارات المليئة بالأمل ،


و كل جمل الدعم تسقط تتهشم ؛ ينكشف زيفها و تنجلي عوارها


كل ما كان يقال لتخدير نوبات الألم و المرارة ، و كل مضادات الإنكسار كانت زائفة


ماء ٌ و سكّر


لست َ الوحيد الذي يكتشف هذا بعد عناء طويل من الرقص على أنغام الوهم ، و الحلم ، و الأمنيات ، و الأمل


كثيرون هم حولك ؛ لكنك لا ترى سوى ذاتك ، و لا تريد أن تصدق غير هلاوسك ؛


و ربما لا يعرفك أحد بين الزخم و الزحام