السلام عليكم


العشرينية

كلما زادت ثقتي في نفسي زادت جرأتي لترميني بالتالي في التهلكة

تجرأت أن أكون طائشا عمدا كي أبني جدار خبرة ينهد عليّ في الثلاثينية
تجرأت أن أحب لأبني جدار عاطفة ينهد فوق عائلتي في الأربعينية
تجرأت أن أضيع مستقبلي لأضع ساس لجدار واهي ينهد علي في الخمسينية

ثقتي بنفسي علمتني أن أعتد بنفسي حد الثمالة
لا أعير النصيحة بال
لا أعطي الكبير أذن
لا أراعي أحداث غد متوقعة نتيجة للواقع

الجرأة هي نتيجة للثقة بالنفس و هي الداينمو الوحيد المحفز للإندفاع حيث ما آل له النظر أو شائته النفس أو رغب به القلب حيث كل ما نوه عنه الخطر فلحظة العشرينية هي وقت محبة المغامرة و المغامرة إن خليت من الخطر غدت خطة يعني ذلك أن لا مذاق طيب فيها .. و الشباب لا يحلو له سوى ما حليَ طعمه .



الثلاثينية


كلما تقدمت سنا كلما زادت حدة نظرتي للأمور لترميني لاحقا في التهلكة

كل شيء بحساب
كل شيء بدقة

فات الكثير و لم يبقى سوى القليل
يجب أن تصفى الذكريات السلبية التي كانت نتيجة للجرأة من الذاكرة
في هذه اللحظات تعد الذكريات عار وجب دفنه
لأبدأ بعيش لحظات خالية من الجرأة و الإندفاع
و أعيد صياغة تاريخي بدءا من اللحظة
فالثقة بالنفس اليوم لم تعد كالسابق بل باتت تحكمها نظرات ثاقبة جديدة !
كل شيء بحساب
كل شيء بدقة

النظر .. النفس .. القلب
يحكمهما اليوم العقل شخصيا و لم يعودوا كما السابق كلٌ يتصرف على هواه .. إندفاعيا




الأربعينية

كلما تقدمت سنا كلما عايشت المنطق بدءا من الفواتير و انتهاءا بالمشاريع التجارية

موعد تعويض ما فات من العمر بالمال
هنا تبدأ زوجتي بالتملل مني
تمقت تصرفاتي
تزداد حدة مزاجي و عصبيتي
أصحابي أراهم صدفة في سوق المال أو سوق الخضرة
لا أحد يسمعني
بدأت أمل من نفسي
و أبحث عن شي جديد أجدد به شبابي

و لكن لم تعد الثقة بالنفس موجودة كما أن الجرأة نالت الإحباطات من قوتها كثيرا و بالتالي لم يعد الإندفاع سوى رمز أتذكر به شبابي الضائع .. و لا يبقى لي سوى التحسف على ما فات من وقت .

لا أنا حققت أمنياتي و لم يعد هناك مخزون من الإمنيات كي أباشر في تحقيقها .
و الصحة توشك أن تتدهور .. زوجتي تشتكي من ذلك أيضا



الخمسينية و الستينية


كلما تقدمت سنا كلما زادت حكمتي لأدرك أن الأمور منسقة و منظمة و مرتبة

و عندما أعود لتاريخ حكايتي لا أستنتج سوى أمر واحد ..

" لو لم يكن لا ما كنت "

يااااااااااااه

" كان كل ذلك من أجل هذااا "

حتى تهدأ وتيرة ارتباكي
و تزيد سكينتي

فلا يعود هناك مجال سوى مواصلة المسير و انتظار ما ينتظره كل من هم في سني

إن للحكمة مآخذ يجب أن تقدر في هذا السن
فلا تقولوا : هرمٌ خرف
بل قولوا حكيم هرم

و في آخر لحظاتي تعود لي روح الجرأة بقوة إندفاعية غريبة ذات طعم آخر

لأستنتج بحكمتي أن روح الشباب بعد هذه السنون لا زالت موجودة إنما أنا من حطمها و قيدها بثقتي الزائدة بنفسي على مر اللحظات و بحساباتي الفاشلة ..

كل شي يسير بتناسق
و ما رميت إذ رميت و لكن الله رما

نعم هذه هي كل الحكاية
و الروح في هذه اللحظة تنازع الجسد لتفارقه
بجرأة و إندفاع و ثقة بالله

نعم إن طعم الجرأة يختلف كليا في حذه اللحظة

ألقاكم في الجنة بإذنه تعالى




الأخت الكريمة أتــمــنى
ما تأخرت عن هذا الركب الجميل
إلا لأنه يختلف عن كل ركب و يحتاج إعادة تخطيط للتعقيب
و يحتاج وقفة خاصة
فأعتذر عن التأخر
و أقدر هذه السطور الجميلة التي أخذتنا لقبل و بعد
بسرد جميل منمق
أبعاد نفسية قمة في الروعة

أبدعتي .. أبدعتي
فشكرا على هذا الطرح
و في انتظار كل جديد
ما ننحرم

عايش وهم