( 4)
فتحة القصبة الهوائية
أما الدكتور أسامة أبو جلهوم، أخصائي أنف وأذن وحنجرة، فاستبعد أن يكون للوراثة عامل مباشر في عملية الشخير، حيث انه علامة تلاحظ على الشخص أثناء النوم وتمتاز بالصوت المزعج الذي يصل في بعض الأحيان الى التسبب بمشاكل اجتماعية كبيرة اضافة الى مشاكل صحية أخرى، مشيراً الى أن الرجال أكثر اصداراً للشخير وذلك لضخامة تجويف الأنف والبلعوم وفي الوقت ذاته ضخامة العضلات المكونة للبلعوم واللهاة، كما ان شدة الشخير لدى الكبار أكثر من شدتها لدى الصغار.
وأوضح ان للشخير آثاراً خطيرة على القلب والرئة والدماغ حيث ان زيادة ثاني أوكسيد الكربون ونقص كمية الأكسجين في الدم نتيجة سوء التنفس الحاصل يؤدي الى تقلص الأوعية الدموية في الرئة وزيادة ضغط الدم فيها وبالتالي الوصول الى مرحلة عجز القلب، كما يؤدي الشخير ليلاً الى قلة التركيز والخمول في فترات النهار اضافة الى اصابة الشخص بالصداع، في حين يمكن علاج الشخير بعدة طرق وذلك حسب شدة وخطورة الحالة، فهناك وسيلة إنقاص الوزن ففي حالة أن كمية الدهون المتمركزة حول الرقبة أعلى من المعدل الطبيعي فإنها تضغط على مجرى التنفس ويحدث الشخير، غير ان أهم طرق العلاج تكمن في معالجة السبب وراء انسداد مجرى التنفس العلوي والتعامل مع كل حالة حسب وضعها، وفي بعض الأحيان يربط المريض على آلة تساعد على بقاء مجرى التنفس مفتوحاً خلال فترة النوم، كما وقد يصل الأمر في بعض الحالات الى إجراء فتحة في القصبة الهوائية في الرقبة لتجاوز الانسداد في المجرى التنفسي العلوي.
الشخير والبدانة
ومن جانب آخر تقول لطيفة محمد راشد، رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، ان هناك علاقة طردية بين البدانة وحدوث الشخير، فكلما زاد الوزن زاد الاحتمال بحدوث الشخير، كما ان تخفيف الوزن ليس كافياً للقضاء بشكل نهائي على الشخير خاصة ان هناك أسباباً أخرى غير البدانة تسبب الشخير إلا أنه تقل حالة حدوثه عند تخفيف الوزن خاصة في منطقة الرقبة. مضيفة ان التدخين وتناول الكحول يعملان على تلف الأنسجة المحيطة بالحلق والأنف والمجرى التنفسي مما يؤدي الى زيادة الشخير، كما ان الكحول عالي السعرات الحرارية حيث ان الجرام الواحد منه يعطي سبع سعرات حرارية فيعمل على زيادة الوزن الأمر الذي يزيد الفرصة للاصابة بالشخير، أما بالنسبة للبروتينات فإن الأطعمة الغنية بالبروتين الحيواني عالية المحتوى من الدهون حيث تعمل على زيادة الوزن وحدوث الشخير لارتفاع سعراتها الحرارية.
وذكرت انه ثبت حديثاً ان توقف التنفس أثناء النوم (الشخير) يؤدي الى مقاومة الجسم للأنسولين والإصابة بمرض السكري.
الشخير وانقطاع الطمث
وترى نبال غندور، أخصائية تغذية، ان النوم العميق يؤدي الى ارتخاء عضلات الجسم بما فيها عضلة الحنجرة، الأمر الذي يؤدي الى ضيق في مجرى الهواء، مشيرة الى أنه وفي حالة التضيق الأكثر من اللازم أو الطبيعي يسبب عائقاً أو ضغطاً يؤدي الى الشخير وهو الصوت الناتج عن ذبذبات الأنسجة في مؤخرة الأنف والحنجرة، كما ان البدانة لها دور في التسبب بالشخير حيث انها زيادة في الوزن اضافة الى زيادة نسبة الشحوم في الجسم حيث إن الأنسجة الشحمية الزائدة في الرقبة تزيد من تضيق مجرى الهواء. وأضافت ان هناك أسباباً أخرى للشخير مثل الوراثة والعمر المتوسط وعامل الذكورة وقلة الحركة ووجود عيوب خلقية في الأنف، كذلك الحساسية أو الربو والتدخين وتناول المشروبات الكحولية، في حين انه ثبت عدم وجود علاقة مباشرة بين تناول البروتينات واحداث الشخير، إلا أنه ينصح بعدم تناول منتجات الحليب الكاملة الدسم ومنتجات الحليب الصويا قبل النوم مباشرة لأن كثافة هذه الأطعمة قد تؤدي الى منع التصفية الصحيحة للغشاء المخاطي من الحنجرة، وبالتالي قد تزيد من حدوث الشخير، مؤكدة أنه تبين فعلياً ومن خلال الدراسات والأبحاث العلمية ان الشخير يزيد من استعداد الجسم للإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، كما أن نسبة الشخير تزيد لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
فوائد الضجيج الليلي
وعلى صعيد آخر قال الدكتور السيد عبد اللطيف السيد، استاذ مساعد في كلية التربية والعلوم الأساسية في جامعة عجمان، ان ظاهرة الضجيج الليلي تعتبر إحدى الظواهر التي قد ترجع الى الطاقة النفسية الخاصة بشخصية الفرد الذي يصدر عنه هذا السلوك، فالطاقة النفسية التي تلزم للنهوض بالأنشطة الشخصية والاجتماعية تتجدد عندما يخلد المرء الى الراحة والنوم وهذا يعني ان تلك الطاقة النفسية محدودة وليست لا نهائية وشاهد على ذلك أن التعب عندما يأخذ بالمرء كل مأخذ فإنه يعجز عن مواصلة العمل، حيث إن الأنشطة التي يقوم بها الفرد هي التي تحدد كمية الطاقة النفسية التي يحتاجها، فكلما كان الفرد في حاجة الى طاقة نفسية نتيجة التعب والمجهود الذي يقوم به فإنه بحاجة الى شحن تلك الطاقة، مضيفاً، ان الضجيج الليلي (الشخير) يعد أحد السلوكيات اللاشعورية التي تزيد من الطاقة النفسية للفرد، ففي الغالب نجد أن الأشخاص الذين يقومون بأنشطة جسمية عضلية أو ذهنية كبيرة يحتاجون الى طاقة نفسية كبيرة تساعدهم على القيام بأعمالهم ومن ثم فهم أكثر الأشخاص الذين يصدر عنهم سلوك الضجيج الليلي أثناء النوم لأنه سلوك يشحن الطاقة النفسية بالنسبة لهم، وقد يرجع هذا السلوك أيضا الى زيادة التوتر الانفعالي الذي يصدر عن الشخص المتوتر نفسياً والهائج انفعالياً حين يكون في حالة شجار دائم مع الطرف الآخر سواء الزوج أو الزوجة ولأتفه الأسباب مع من يقتربون منه أو يتحدثون اليه، وفي هذه الحالة يؤدي بلا شك الى فقدانه لجانب كبير من طاقته النفسية، كذلك ومن أجل أن يعيد تجديد الطاقة النفسية لديه فإنه يخلد الى النوم عندما يشعر بالتعب الأمر الذي يؤدي الى ظهور سلوك الضجيج الليلي لشحن طاقته النفسية مرة أخرى. وذلك بهدف تعويض ما فقد منه أثناء توتره وانفعاله.وذكر ان البدانة تلعب دوراً كبيراً في ذلك فالأشخاص الذين يعانون من البدانة يفقدون طاقة نفسية بعد مجهود شاق، حيث ان تعويض هذه الطاقة لا يتأتى إلا من خلودهم الى الراحة والنوم وإصدارهم الشخير.

منقووووووووووووول للفائدة
مواقع النشر (المفضلة)