( 2 )
ويرى الدكتور هاشم رؤوف، أخصائي أنف وأذن وحنجرة في مستشفى الشيخ خليفة بعجمان، ان وسائل معالجة حالة الشخير كثيرة ومتعددة فمنها الجراحي وغير الجراحي، وبشكل عام فإن البداية تكون بالوسائل غير الجراحية مثل انقاص الوزن اذا كان السبب هو السمنة وخصوصاً في منطقة البطن، الأمر الذي يؤدي الى نقصان شدة الشخير بنسبة تتراوح بين 50 70%، اضافة الى لصقات خاصة توضع على الأنف بهدف توسيع فتحة ومدخل المنخرين في حالة أن السبب هو ضيق فتحة الأنف، كما يمكن استخدام آلة خاصة توضع في الفم عند النوم لسحب اللسان الى الأمام اذا كان السبب هو رجوع اللسان الى الخلف بسبب صغر الفك السفلي، وجهاز آخر لضخ الماء والأكسجين عبر الأنف أثناء النوم في الحالات التي لا يمكن فيها اجراء العملية الجراحية لأسباب صحية، كذلك معالج الحساسية بالأدوية اذا كان السبب هو حساسية الأنف ومجاري التنفس.
وأضاف ان الوسائل الجراحية تعتمد على السبب ففي حالة انسداد الأنف فإنه تجرى عملية تعديل الحاجز الأنفي أو تصغير الرفوف الأنفية باستخدام الكي أو الليزر الجراحي، كذلك عملية تقليم سقف الفم اذا كان السبب هو تهدل سقف الفم والأنسجة المخاطية المبطنة للبلعوم وتتم العملية بواسطة الليزر تحت التخدير العام أو بواسطة Radio frequency تحت التخدير الموضعي حيث انها الطريقة المفضلة لعلاج الشخير في الوقت الحاضر، كما قد يصاحب هذه العملية استئصال اللوزتين في حالة تضخمهما، كذلك عن طريق تصغير الأنسجة الليمفاوية على جانبي قاعدة اللسان اذا كانت متضخمة.
وأشار الى انه لا يوجد إقبال من الأفراد على العلاج بطريقة محددة بل تؤخذ حالة كل مريض على حدة ويتم تحديد الطريقة حسب السبب والحالة الصحية للمريض الى جانب عمره وحالته الاجتماعية، كما ينصح المريض بإجراء العملية الجراحية في حالة مصاحبة الشخير لانقطاع التنفس أثناء النوم بمعدل 5 7 مرات في الساعة الواحدة أو 30 مرة خلال فترة النوم التي تستغرق ثماني ساعات، أو في حالة ارتفاع شدة الشخير حيث تكون عجة للطرف الآخر خاصة المتزوجين.
ويرى الدكتور هشام أن الشخير لا يعتبر مرضاً وراثياً، ولكن وبشكل عام فإن الرجال هم أكثر إصداراً للشخير من النساء حيث يبدأون في اصدار الضجيج الليلي عند بلوغهم سن الثلاثين، كما انهم يبذلون جهداً بدنياً أثناء العمل أكثر من النساء الأمر الذي ينعكس على عمق نومهم.وذكر الدكتور رؤوف انه تجرى تقريباً ما بين 50 70 عملية سنوياً في المشتفى بهدف معالجة حالات الشخير.
العشاء والكرش
ويعرف الدكتورطارق أبو يونس، استشاري أنف وأذن وحنجرة ومدرس أول في كلية دبي الطبية، الشخير بأنه حدوث صوت أثناء التنفس سواء خلال النوم أو الصحوة حيث يزاد هذا الصوت أثناء النوم بسبب ارتخاء عضلات سقف الحلق والبلعوم واللسان وأرضية الفم، الأمر الذي يؤدي الى صعوبة في التنفس أثناء مرحلة الشهيق، أما في مرحلة الزفير وأثناء خروج الهواء من الحنجرة فإن هذه الأعضاء تهتز وينتج عنها الصوت المتعارف عليه بصوت الشخير،
وقال ان أسباب الشخير تتمثل في الوزن الزائد حيث تتجمع الدهون تحت الجلد وباقي أجزاء الجسم ومنها البطن وظهور الكرش مما يؤدي الى ضيق في حجم البلعوم الذي هو مجرى البلع والتنفس معاً، كما ان هذا المجرى يزداد ضيقاً اذا خلد الانسان السمين الى النوم بعد العشاء بقليل حيث يتم ارتجاع محتويات المعدة من طعام وأحماض الى البلعوم الحنجري، الأمر الذي يؤدي الى عملية كي كيماوي لجدار البلعوم فيلتهب ويزداد ضيقاً وتزداد أيضا صعوبة التنفس مما ينتج عنه توقف التنفس وانقطاعه لمدة عشر ثوان على الأقل حيث تكثر هذه الحالة كل ليلة نحو 30 مرة خلال سبع ساعات من النوم المتقطع.
في حين يترتب على ذلك وفي صباح اليوم التالي عدة أمور مثل الشعور بالنعاس مع عدم القدرة على ترك الفراش والرغبة الشديدة في مواصلة النوم، والشعور بالضعف والتعب والإرهاق لأي عمل يقوم به الشخص خلال النهار مهما صغر حجم العمل، اضافة الى النعاس الشديد خلال العمل أو أثناء قيادة السيارة.
وأوضح أن للشخير مضاعفات مثل زيادة ضغط ثاني أوكسيد الكربون في الدم الذي يؤدي الى ضيق في الشريان الرئوي وزيادة الضغط في الأذين والبطين الأيمنين وتضخم في البطين الأيمن، اضافة الى هبوط في القلب والسكتة القلبية، كما ان حدة وشدة الشخير تتبع الوزن والسن وشدة انسداد مجرى التنفس، حيث لا يوجد أي فرق بين المرأة والرجل في الشخير.
وذكر الدكتور أبو يونس انه يمكن علاج الشخير للبالغين بعدة وسائل حيث تعتبر جراحة الليزر أو الموجات الصوتية من أحدث التقنيات في هذا الأمر وهي تجري تحت التخدير الموضعي في العيادات الخاصة دون الحاجة الى دخول المستشفيات، كما ان هذا النوع من العمليات يساعد على الشفاء من الشخير لمدة سنة أو سنتين حيث يمكن تكرارها بعد ذلك دون حدوث أية مضاعفات.
كذلك فإن هذه التقنية تساعد على انكماش القرنيات واللسان وتصغيرهما نحو 15 20% مما يساعد على توسعة مجرى التنفس واختفاء الشخير ومضاعفاته دون المساس بوظائفهما، أما الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم ويستعملون أدوية لخفض الضغط لديهم فإنهم يجنون فائدة كبرى من هذا النوع من العمليات لتوسعة مجرى التنفس. وبالنسبة للأطفال فالأفضل استئصال اللوز واللحمية لديهم لعلاج الشخير.
>>>> تــابــــع
مواقع النشر (المفضلة)