عدنا اليكم من جديد ..
مع
الكَرَفس
تعريف
نبات ثنائي حولي من الفصيلة الخيمية . جذوره لحمية ، وأوراقه مركبة ذات أعناق طويلة كبيرة عصيرية . ينمو في القنوات والمستنقعات والأماكن الرطبة ، وفي التربة الرملية الغنية بالطمي والماء . والبري منه كثيف يحتوي على عنصر حريف سام .
موطنه الأصلي في المنطقة المعتدلة من آسيا ثم انتقل إلى أوربا فانتشر أولاً في سواحل البحر المتوسط ، وعرفه الأغريق فسموه ((
النبات القمري )) ، ونسبوا إليه أنه مهدئ الأعصاب ، ولعلاج وجع الأسنان بتعليق ذرة يابسة منه على السن المتألمة .
الكرفس عند العرب
تحدث الأطباء والعلماء القدماء ـ من عرب وغيرهم ـ عن فوائده ، منهم الرئيس ((
ابن سيناء )) الذي أطال فيه ، وخلاصة ما قاله (( محلل للنفخ ، مفتح للسدد ، مسكن للأوجاع ، مطيب للنكهة جداً ، ينفع في أوجاع العين ، والسعال وضيق النفس وعسره ، وأورام الثدي ، والكبد والطحال . وكنه يحرك الجُشاء ، وليس سريع الانهضام والانحدار . والبري منه ينفع من الجرب والقوباء والجراحات إلى أن تنختم ، وعرق النسا ، وفي بزر الكرفس تغثية وتقيء إلا أن يغلى .
وقال الطبيب اليوناني ((
جالينوس ))
بزره ينفع من الاستسقاء ، وينقي الكبد ، ويدر البول والطمث ، وينقي الكلية والمثانة والرحم ، وينفع من عسر البول ، ويصلح أن يؤكل الكرفس مع الخس .
وقال ((
ابن قيم الجوزية ))
ورقه رطباً ينفع المعدة والكبد البارد ، ويدر البول والطمث ، ويفتت الحصاة وحبة أقوى في ذلك ، ويهيج الباه ، وينفع من البَخَر .
وقال ((
الرازي ))
وينبغي أن يجتنب أكله إذا خيف من لذع العقارب .
وقال ((
ابن البيطار ))
عصير الكرفس وورقه ينفع من الحمى النافض . وورقه ينفع المعدة والكبد ويذيب الحصاة ، ويمنع عن المرأة الحامل لئلا تخرج بثور رديئة في ولدها . وإذا أكل مع الخبز أكسبه اعتدالاً ولذاذة ، وإذا خلط عصيره بدهن ورد وخل وتدلك به في الحمام سبعة أيام متوالية نفع الحكة والجرب ، وينفع من ابتداء الحصبة . و عروقه تلين البطن أكثر من الورق . وإذا تضمد به مع الخبز سكن أورام العين الحارة وأورام الثدي ، والتهاب المعدة .
الكرفس في أوربا وأمريكا
ومما يذكره التاريخ أن الكرفس لم يزرع في فرنسا لأول مرة إلا في سنة
1641م حين زرع في ((
حديقة النباتات الملكية )) في باريس .
ونقله الأوربيون المهاجرون إلى أمريكا ، فعرف فيها على مدى ضيق كاستعمال أوراقه فقط لتتبيل بعض المآكل ، ثم انتشر بسرعة ، حتى أصبح اليوم من أهم المواد التي تستهلك كثيراً لا سيما بعد أن أشاد الأطباء النباتيون وعلماء الغذاء بفوائده ، فاحتل الأقبال على تناول عصيره الطازج المرتبة الثانية بعد عصير البرتقال ، وأصبحت زراعته من أنشط الزراعات وأهمها .
وانتبهت الصناعة إليه ، فاستخرجت من بذوره الصغيرة خلاصة لها قيمة طبية ، ومكانة في مصنوعات التعطير . كما تستعمل بذوره المسحوقة كثيراً في طبخ بعض المأكولات ، ومثلها أوراقه في تتبيل الأطعمة ، كما تسلق جذوره وتستعمل في عمل الحساء ، وهكذا عاد الكرفس إلى المكانة السامية التي كانت له في الطبخ العربي والشرقي القديم ، حتى كان من النادر أن يخلو طعام منه ، ثم أصبح لا يستعمل إلا قليلاً في مآكل محدودة ، وتكاد زراعته تكون نادرة !
الكرفس في الطب الحديث
وفي الطب الحديث ظهر من تحليل الكرفس أنه يحوي فيتامينات (
أ ، ب ، ج ) ومعادن وأشباه معادن منها الحديد ، واليوج ، والنحاس ، والمنغنيز يوم ، والمنغنيز ، والبوتاسيوم ، والكلسيوم ، والفسفور ، وعناصر مهدئة .
وطريقة استعماله داخلياً يؤكل نيئاً مع السلطة ، ويطبخ مع الحساء ، وتعصر عروقه ويشرب من العصير نصف قدح في اليوم لمدة بين
15 ـ
20 يوماً لمعالجة الروماتيزم بنجاح أكيد ، والزكام ، وضيق التنفس والسعال ، والبحة والنقرس ، والتهاب المفاصل .
ويشرب منه 200 غ ثلاث مرات في اليوم لمكافحة نوبات الإغماء ، أو يشرب مغلي ـ أو نقيع ـ أوراق الكرفس (
30 غ ، في ليتر ماء ) .
ويستعمل الكرفس ـ خارجياً ـ ضد الجروح ، الخراجات ، الخناق ، والتهاب المفاصل والشرث (
التشقق من البرد ) . وطريقة الاستعمال هي تغسل الجروح بعصير عروق الكرفس أو بوضع كمادات منه على الجروح ، والدمامل ، وعلى إبهام الرجل مع عصير الليمون لمعالجة النقرس. ويستعمل غرغرة وغسولاً ضد تقرحات الفم ، والخناق ، وخفوت الصوت ، وورم اللوزتين . ورؤوس عروقه ( 250 غ في ليتر ماء ) تغلى نحو ساعة وتغطس الأيدي فيها نحو عشر دقائق ـ وهي حارة ، وثلاث مرات في اليوم ، وتحفظ من الهواء فيحصل على فائدة مؤكدة لشفاء تشقق الجلد . ويمكن تجفيف أوراق الكرفس والأضلاع والجذور ـ وهي مقطعة ـ وتحفظ للاستفادة منها في الشتاء في صنع الحساء .
*%*%*%*%*
هلك من ليس له حكيم يرشده
ختكم اللي تحبكم
ملك
مواقع النشر (المفضلة)