جزء من مقال ( منتديات الدمار العربية ) لأحد الكتاب ، نُشر في إحدى الصحف العربية:
" انتهى كثير من مرتادي الشبكة إلى الوقوع في مآس لم تتوقف آثارها عند فئة المراهقين والشباب وانما تعدتهم إلى كل الأعمار! قد يقول القائلون بأن الانترنت هي مكتبة العصر واعلام الغد، وأنا أتفق معهم، لكنني لا آخذ بالمقولة بمعزل عن بقية ما أعرفه عن الشبكة، فهي أيضا ليل حالك الظلمة يعج بالإباحية والصور الجنسية والكفريات المشاعة والضلال المتدفق,,, هذا الظلام الذي تزداد حلكته يوما بعد يوم، كان الوصول اليه في الماضي يحتاج إلماما باللغة الانكليزية أما اليوم فقد عجت الشبكة بالمواقع العربية التي تقدم هذا كله وأكثر بكل سهولة وبلا مقابل للمريدين!
لن أتحدث عن موضوع المواقع الاباحية والصور الجنسية بعينه، لأن الحديث عنه صار مستهلكا ممجوجا، إنما سأتناول منتديات الحوار العربية التي تكاثرت في الانترنت كالبكتيريا حتى صار لكل بضعة اشخاص منتداهم الذي يتناولون فيه شتى المواضيع بلا مانع أو رادع!
تعطي هذه المنتديات من يدخلها، في أي عمر وبأي خلفية ثقافية كان، حرية أن يستخدم اسما مستعارا للكتابة والتعبير عن آرائه، وهذا هو السلاح الذي استخدمه هؤلاء، صغارا وكبارا، للخوض بلا هوادة في كل ما يصح الحديث عنه وما لا يصح, تحاوروا وتشاتموا في السياسة والأنظمة والتيارات والاحزاب، وصالوا وجالوا في الحب والعشق والغزل والجنس بأدق تفاصيل التفاصيل، وتراشقوا بعضهم البعض بالكفر والزندقة في الدين والطوائف والفكر والفلسفة!! وخلف هذه الأسماء المستعارة اختبأ من لهم في واقعهم حقيقة مختلفة كل الاختلاف, فذلك المنطوي الخجول في حياته اصبح منفلتا مجنونا في عالم الشبكة، وذلك الرعديد الجبان أضحى بطلا شجاعا، وذلك القبيح البشع تمثل وسيما جميلا، وقس على ذلك!
الأسباب الداعية لذلك كثيرة، وليس المجال لها، ولكن لعل منهم من اقدم على هذا هربا من واقعه,,, من حقيقته التي لم يستطع التعايش معها، إلى عالم ينقلب فيه شخصا آخر,,, شجاعا,,, متحدثا,,, جميلا,,, عاشقا!! بسبب هذا النشاط الكتابي الذي تدور عجلته وتطحن رحاه ليل نهار في عوالم منتديات (الدمار) العربية، صار متاحا لأي كان أن يقرأ عن العلاقات العاطفية والجنسية ما لا يعرفه حتى المتزوجين، وصار من المعتاد متابعة التطاول على الدين وأركانه يوميا، فنسف السنة أمر مألوف، والتطاول على الصحابة متكرر، والقدح في التابعين معتاد، والحديث عن شيخ دين له رأي بمسألة شرعية والحط من قدره أصبح بسهولة الحديث عن لاعب كرة أضاع كرة أمام المرمى، أو ممثل لم يوفق في فيلمه الأخير!! "



- هل أنت تتفق إلى ما هذب إليه هذا الكاتب في نظرته هذه .. إلى المنتديات العربية ؟
- هل كانت نظرة هذا الكاتب للمنتديات العربية سوداوية .. أم طبيعية .. أم ماذا ؟
- ألا يوجد هنا في فضاء الأثير بعض المنتديات النموذجية .. البعيدة عن تلك الصورة التي تطرق لها الكاتب ؟
- هل لديك رأي خاص بك .. يتعلق بالمنتديات العربية ؟