السلام عليكمانعقد في دبي أخيراً مؤتمر علمي تحت عنوان “آفاق الحساسية ما بعد السيطرة على الأعراض” وذلك بمشاركة نحو مائة خبير وباحث طبي من منطقة الخليج العربي وأوروبا. وتحدث في المؤتمر عدد من الخبراء الدوليين والاقليميين عن أحدث التطورات في مجال الحساسية حيث أوضح الخبراء ان التهاب الانف التحسسي يؤثر في نحو 25% من سكان العالم الى جانب أنه قد يعرض نحو 75% من هؤلاء المرضى للإصابة بمرض الربو، أما في منطقة الخليج فإن نسبة المصابين بالتهاب الأنف التحسسي قد تصل الى نحو 23% والربو الى 14%. “الصحة والطب” التقت عدداً من الخبراء المتحدثين في المؤتمر وحاورتهم حول العديد من القضايا الخاصة بأسباب الاصابة بأمراض الحساسية المختلفة وأعراضها وسبل الوقاية منها، اضافة الى احدث وسائل العلاج. يقول الدكتور حسين عبدالرحمن رئيس المؤتمر ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في مديرية الصحة والخدمات الطبية بدبي: ان التهاب الانف التحسسي الذي يصيب الشخص بالتهاب في الأنف والجيوب الأنفية والعينين إثر التعرض لانتقال حبوب لقاح في الجو والذي يعرف عادة باسم حمى القش هو من الأمراض الشائعة التي تؤثر في ما يقارب 10 25% من سكان العالم مع وجود مؤشرات على أنها في ارتفاع.
وتشمل أعراض التهاب الأنف التحسسي الاحتقان وحكة الأنف والعطاس والرشح.
وقال: على الرغم من ان التهاب الانف التحسسي لا يعد من الامراض التي تهدد حياة الإنسان، إلا أنه يؤثر سلباً في أداء الاطفال المدرسي وانتاجية البالغين في عملهم، وفي حالة تركه دون علاج فقد يؤدي الى أمراض خطيرة مثل الربو والتهاب الجيوب الأنفية.
وأشار الى أن الذين يعانون من أمراض الحساسية لا يلتزمون بمدة العلاج الكافية. كما ان المجتمع بشكل عام يفتقر الى الوعي حول أهمية الوقاية من الحساسية، اضافة الى الخلط الخاطئ بين الحساسية ونزلة البرد. .تبعات المرضومن جانبه أوضح البروفيسور ليفتشي كالوجيرا رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى سيستري ميلوزريدينتش التابع لجامعة زغرب في كرواتيا، تبعات ترك التهاب الانف التحسسي دون علاج، حيث يؤدي ذلك للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية التحسسي والزوائد اللحمية الأنفية.
وأشار الى أحدث التعريفات الطبية لهذه الأمراض وآخر المستجدات عن طرق العلاج كما نشرتها الأكاديمية الأوروبية للحساسية والمناعة السريرية (اياكي). وقال ان المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية التحسسي الحاد أو الحاد المتكرر بحاجة ماسة للعلاج بالمضادات الحيوية، حيث تشير آخر الأبحاث العلمية الى المزايا الاضافية التي تقدمها الأدوية الاسترودية التي تتعاطى عن طريق الاستنشاق بالأنف مثل (نازونيكس) في علاج أمراض الجيوب الأنفية.
وذكر انه في حالة الالتهاب الحاد في الجيوب الأنفية يمكن استخدام بخاخ الأنف الذي يحتوي على نسبة ضئيلة من الكورتيزون الى جانب المضادات الحيوية وبذلك تكون النتيجة افضل وأكثر فاعلية من استخدام المضادات الحيوية وحدها.
ولفت البروفيسور كالوجيرا الى عدم وجود أية مضاعفات في حالة استخدام المضادات الحيوية بصورة سليمة، أما اذا تم استخدامها من دون استشارة طبية فهناك احتمال ان تؤدي الى مضاعفات سلبية على صحة المريض. أما التدخل الجراحي فيتم في حالة حدوث التهاب حاد في الجيوب الأنفية الى جانب انه ينتج عن الالتهابات مضاعفات تؤثر سلباً في الأجزاء المحيطة بها.
وقدم البروفيسور كالوجيرا نصائح للمرضى الذين لا يلجأون الى العلاج في الوقت المناسب مما ينتج عن ذلك حدوث حالات مستعصية حيث يحتاج المريض الى أكثر من ستة شهور للسيطرة على مرضه.
أسباب المرض
وقال الدكتور عثمان يوسف، عضو اللجنة الاستشارية لبرنامج التهاب الأنف التحسسي وآثاره في الاصابة بالربو (اريا) الذي ترعاه منظمة الصحة العالمية، انه توجد مشكلة في الحساسية بالإمارات حيث ان معدل الزيادة بهذا المرض في ارتفاع، وتكمن المشكلة في عدم وجود دراسات كافية عن اسباب ارتفاع الاصابة بالحساسية الى جانب عدم وجود عدد كاف من المتخصصين في مثل هذه الأمراض.
وأضاف ان اسباب المرض تنحصر في انتشار الغبار وحبوب اللقاح الموسمية في الجو، كذلك وجود محفزات داخل المنزل مثل الغبار المنزلي وبعض أنواع عثة الغبار. وقال ان التهاب الأنف التحسسي وفي حالة عدم علاجه بطريقة سليمة يؤدي في كثير من الأحيان الى الربو السعلي وهذا يشكل خطورة على صحة الإنسان، كما ان علاج الحساسية هو علاج وقائي اي تجنب التعرض للأسباب المهيجة لها، وفي حالة عدم جدوى ذلك يتم الانتقال للعلاج بالأدوية مثل حبوب مضادات الحساسية والاسترويدات التي يتم استنشاقها عن طريق الأنف، وفي حالة عدم استجابة المريض للعلاج يتم حقنه بأمصال تحت الجلد حيث يجب ان تكون مواد الامصال مستخرجة من البيئة نفسها وذلك بهدف تعويد الجسم حتى لا يتفاعل مرة أخرى مع الاسباب المهيجة له.
وأكد الدكتور يوسف ان هذا المرض وفقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية هو مرض منتشر عالمياً ويؤثر في نحو ربع سكان العالم، بالإضافة الى ان 75% من هؤلاء المرض يتعرضون للإصابة بمرض الربو. وأضاف ان هذا المرض منتشر ايضاً في دولة الإمارات وهناك عدد كبير من مرضى التهاب الأنف التحسسي الذين هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض الربو.
وأشار الى دور الادوية المضادة للهيستامين التي لا تسبب النعاس وخاصة الجيل الجديد منها والذي يتمتع بخصائص اضافية مضادة للربو مثل “ايريوس”.
أما بالنسبة للفئات العمرية المعرضة للإصابة بأمراض الحساسية فأوضح ان كل الاعمار معرضة للإصابة بهذه الامراض، إلا أن تأثيرها في الاطفال اكثر من الكبار، مشيرا الى اهمية التشخيص المبكر للحالات الذي يعد أمرا أساسيا الى جانب الالتزام بفترة العلاج.
منقوووووول
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)