بسم الله الرحمن الرحيم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

طريقتك بالسرد جميلة وتشد القارئ لقراءة ما يخطه قلمك إلى نهاية الموضوع دون تفويت سطر واحد..

يكاد لا يخلو بيت من ميري أو لطيف أو نصير.. هؤلاء الأشخاص الذين دخلوا في حياتنا وأثروا فيها بشكل ملموس و سيطروا على البنية الداخلية للمنزل..
كثير منّا من يستهين بقدرهم.. ولكن حينما يحين موعد مغادرتهم ومع أول ساعة لمفارقتهم للمنزل تظهر عوارض تأصلهم في حياتنا.. فيعم الهرج.. وتسود أجواء الفوضى في المنزل.. ولا تهدأ الزوبعة إلا بحضور ميري جديدة..

وأنا لا يقلقني إلا الطفل الصغير الذي ترعرع في كنف ميري.. فميري هي من تهتم فيه.. وميري هي من تطعمه.. وميري هي من تدرسه.. وميري هي من تلبسه الملابس.........وألخ..
الطفل الصغير الذي من نعومة أظفاره لا يقوم بشؤونه إلا الخدم.. ويقتصر دور أهله على توفير المال له ..
وهنا أتسائل.. أي حنان سيجده الطفل من أمه الحقيقة ..والتي تعوّد أن يراها منذ الصغر هي الخادمة..؟؟
وأي حب سيراه من والده.. والذي يخرج معه ويوصله للمدرسة هو السائق..؟؟

...............

أما عني أنا .. فأمثال ميري ولطيف ونصير ليسوا مستعمرين حياتي.. فوالدتي الله يطول بعمرها لم تعلمنا الإتكال على ميري في تنظيف غرفنا.. ولم نأكل من يد نصير.. ولا يوجد لدينا لطيف.. <img src="http://oasis.bindubai.com/emoticons/smile.gif" border="0" valign="absmiddle" alt=':)'> ..

وشكرًا أختي مشغووب على موضوعكِ الرائع .. الذي جعلني أفكر في تلك الجرثومة المتطفلة على حياتنا ألا وهي الإتكالية على الغير والتي كان أهم سبب لتواجدها هو الإنتعاش الإقتصادي الذي وفر لنا حياة البذخ والرفاهية..