كـثـيــرا ً مــا سـمـعـنـا لـفــظ الـعــولــمـــة وقــد نــكـون اسـتـخــدمـنـاهـا ، وأدركـنــا مــاتــحـمـلـه هــذه الكــلـمــة مــن شـــرور ، مــع أنـهـا حـقـيـقــة ً لا تــحـمــل شــرا ً إلا للـــدول المــتـخــلـّــفـة وللــدول الـتـي لــم تــواكــب عــصــر الـثــورة المــعــلـومــاتـيـة ،

فـهــنــاك الـعــولـمــة الإقـتـصــاديـة مـتـمـثـلـة ً بـتـقـلـيـد الـغــرب في إدارة الأعــمــال ، مـع أن هــنـاك فــروقـات بـيـن المـجـتـمـعــات في إدارة الأعمــال ســواء ٌ في القــطــاع الخــاص أو الحــكــومي ، والـصـحـيـح ُ أن لــكــل بــلــد ٍ طـريـقـة ً خــاصـة في الإدارة تـنـبـع ُ مـن خـصـوصـيـتـه ِ الـثـقـافـيـة والــديـنـيـة

وهــنــاك الــعــولــمــة الإجـتـمــاعـيـة مـتـمـثـلـة ً بـتـقـلـيـد الـغــرب عـبـر وســائــل الإعــلام ، تـقـلـيـدا ً نـابـعـا ً مـن تـقـلـيـد الـضـعـيـف للــقـوي ، فـمـشــاكـلـهـم الإجـتـمـاعـيـة ،نـابـعـة ٌ عـن تـفـسـخـهـم وإنـغـمـاسـهـم في الــرذيـلـة ، وإنـهـمـاكـهـم فـي دنـيـاهـم ، فـنـقـلـدهــم ونـقـع في مـثـل مـشـاكـلـهـم الإجـتـمـاعـيـة وعـنـدمـا نـأتـي نـعـالـج هـذه المـشــاكـل نـعـالـجـها بـعــلاجــات الـغــرب ، نـظـرة ٌ قـاصـرة تـلك ، طـيب ، اسـتـوردنـا مـشـاكـلـهـم ونـسـتـورد الحــلـول مـنـهـم أيـضـا ً !! لـنـا مـنـهـجـيـتـنـا في الـعــلاج نـابـعـة ٌ مـن ديـنـنـا وثـقـافـتـنـا

الــعــولــمـــة اللــغــويـــة وهـي واضـحـة للـعــيــان مـن اسـتـخــدامـنـا لـكـلـمـات ٍ أجـنـبـيـة بـدت تـتـمـكـن مـنـا حــتـى
الــنــخــااااااع ( بـــاااااااي *) ( اسـبـشــل *) ( أكـردت *) *( مـوبــايـل ) *0000الـــخ ، مـع وجــود المـتـخـصـصـيـن في حـمــايـة لـغـتـنـا الجـمــيـلـة ، وحــركـة التـعـريب للـكـلـمـة إلا أن
الخـــلل يـكـْـمـُـنُ فـيـنـا نـحـن الــذيـن لا نـقــرأ ولا نــحـرص عـلى الجــديــد في لـغـتـنـا وكــأن هــذه اللـغــة لـيـسـت مـن بـنـي جـلــدتـنـا ،،

=======================

وهــذا تــخــيـّـل ٌ ســريـع ٌ لـوطـنـي الـعــزيـز إمــاراتـي الحـبـيـبـة ، أحــاول أن أقــرب الـصــورة وأن لا أضـخـمـهــا ، فـتـطـبـيـق قــوانـيـن الـعــولـمـة سـيـكـون في عــام 2005 أي لـم يـبـق شــيء ٌ، والإمــارات هي مـن الــدول التي وقـعـت على الإتـفـاقـيـة مـع أكـثـر دول الـعــالـم ،،

الــيــوم : يــوم الأ ثـنـيـن

ســنــــة:2020 مـيـلادي !!

عـمري :43 سـنــة

الـصحة : عــــــــااااااال العــاااااال بإذن الكبير المـتـعــال

المـنـتـدى : كـبـرت على المـنـتـديـات ، ولـي زوجـاتي !! شــرات الحـاج مـتـولي ، ولي أبنائي وشركاتي يـعـني مـا عــنـدي وقـت !!

خــرجـت ُ كـعــادتـي صــبـاح أحــد الأيــام الجـمـيـلـة بـعـد أن ركـبـت ُ سـيـارتـي *الــشــبــح الجــديــدة بــودمـعــة عـنـابـيـة اللــون قـريـبـة ٌ للــحــمـرة كـنـت ُ دائـمــا ً أحــب ُ أن أرى مـنـظـر الـبــحــر قـبـيـل أن تـشـرق الـشـمـس ، لـكـي أسـرق نـظـرة إلى تـلك الأشـعـة وهـي تـغــازل وجـه المـاء ، ولـكـن مــا رأيـتـه فـقـد عــكـّـر مــزاجـي رأيـت ُ تـلك الجـنـسـيـات الآسـيـويـة التي نـحـتـقـرهـا ونـرد ُ عـلى الكـلـمـة بـكـلـمـتـيـن ، والـصــاع بـصـاعـيـن ، رأيـتـهـم وقــد أجـتـمـعـوا هـنــاك ووضـعـوا اللافـتـات ، مـكـتـوب ٌ عـلـيـهـا أيــن حــقـوق الـعــمـّـال لـم َ تـتـأخــر رواتـبـنـا ، لـم صـفـع َ ذاك المــديـر الــعــامــل الهـنـدي عـنـدمـا طــالـبـه بـحـقـه ، 0000فـقـلـت ُ فـي نـفـسـي : يـاويـلـنـا نـحـن وقـعـنـا الإتـفـاقـيـة ومـن شــروط هذه الإتـفـاقـيـة أن تـكـون هـنـاك نـقــابـة للـعــمــال يـرفـعـوا مـن خـلالـهـا أصــواتـهـم ويـبـثـوا شـكـواهـم إلى مـنـظـمـة الـتـجــارة الـعــالـمـيـة (الجــات )00 هــنــاااااااك في أوروبـا سـيـتـحــاكـم ذاك المــواطـن الـذي ظـن ّ أن قـبـيـلـتـه سـتـشـفـع لـه أو ان مـكـانـتـه سـتـغـفـر لـه ، ، مـضـيـت ُ ولـم أتـمـتـع بـأشـعـة الـشـمـس ، 000حــان مـوعـد ُ إفـطــاري عـنـد ذاك( *الكــافـتـيـريـا ) اللـصـيـق بـمـحـطـة ( الـبـتـرول ) الــوقــود ، لـكـي أعـبىء خــزّان الـوقـود ثـم أمـضـي إلى ( الـكـافـتـيـريـا ) آكـل وجـبـتـي المـفضـلـة بـيـض بالجـبـن ، فـمــا إن وقـفـت عـنـد تـلك المـحـطـة إلا وأخـذنـي الـعـجـب لـيـسـت هـي مـحـطـة الإمــارات ولا أدنــوك ولا ايـبـكــو ولا 000مـن مـحــطاتـنـا الـتـي نـكـّـن ُّ لـهـا الــولاء ، لأن الدخــل يـعـود لــدولـتـنـا الـفـتـيـة ، فاســم هــذه المـحــطـة هـو نـفـس اســم أشـهــر مــحــطات الـوقــود ( الـبـتـرول ) في أمـيــركــا ، ياإلـهـي *00طـرق عـلي ّ الـنـافـذة بـعـد أن غـرقـت ُ في وهـمـي الـعــامــل بالمـحــطـة ، فـقـلـت ُ لـه ُ : وقــودا ً كــامـلا ً ( فــُـل ) 00ثـم أخـذت ُ أقـلـب الـنـظر في المـحـطـة التي كالـقـصــر !! والمـركـز المـتـكـامـل !! ثـم مـا لـبـث أن رجـع الـعــامـل فـقـال لـي : 35 ، تـعـجـبـت ُ ، فـوقـعـت ْعـيـنـي مـبـاشـرة عـلى مـؤشــر الــوقــود لـكي أتـأكــد ، قـد يـكـون أخـطـأ ، فـرأيـت ُ أنـه قــد مــلأ خــزان الـوقـود *( الـبـتـرول ) كــامــلا ً ، فـأعـطـيـتـه المـبـلـغ وأنـا بـعـد ســارح ٌ في خـيــالي أيـُـعـقــل ُ 35 درهما قـيـمـة الـوقــود كـنـت ُ أدفـع ضـعـف هــذا المـبـلـغ 70 درهـمــا ً أي فـرق 50 % *واللـه أخـشــى أن يـضـعـف ولا ئـي لــدولـتـي !! *وأنــا عـلى أهـبـة الـذهــاب قـال لي : انـتـظـر ، قـلـت ُ فـي نـفـسـي : عـلـبـة ( كـلـيـنـكـس ) مـحـارم ورقـيـة كالـعــادة ، ولـكن فـاجـأنـي ( بـسـيـدي ) يـحـتـوي عـلى أحــدث الأ لــعـاب للأطــفــال ، أخــذتــه ُ وأنـا أحـمـلـق في الخــيــال 00مـضـيـت ُ إلى أكـلـي بـحـثـت ُ عـن ذاك ( الكـافـتـيـريـا ) لــم أجــدْه ُ ، وجـدت ُ مــحـلا ًّ مـن أرقـى مــا تــكـون الـمــحلات ومـن أرقـى مـا تـكـون ( الكـافـتـيـريـات ) والــديــكـور الــرائـع والـتـصـمـيـم الـبــارع ، *رأيـتـه مـن قـبـل ، بـل زرتـه ُ ودخـلـتـه ، لـكن لـيـس فـي وطـنـي بـل هـنـاك في أمـيـركـا تــذكــرت ُ فـمـازالـت تـلك الـتـصـمـيـمـات الجـمـيـلـة تــداعـب عـيـنـي رفـعـت عـيـنـي مـبـاشـرة لكـي أتـأكـد مـن اســم المــحـل فـإذا بـه هــو هــو ، هــذا فــرع ٌ لــه ُ ، تـسـاءلـت ُ في نـفـسـي أأنـا في وطـنـي الحـبـيـبـة أم في أمـيـركـا ام هـي بــدايـة احــتـلال ؟!!! أمـا كـفــاهـم ( كـنـتـاكـي ) و ( مـاكــدونـلـز ) و0000كـنـت ُ أزمــّـرُ لـذلك الآسـيـوي ، ولـكـن لا شـعـوريـا ً أخـذتـنـي رجــلاي ودلـفـت ُ إلى الكـافـتـيـريـا ، فـقـد كــان غــاصـا ًّ بالمـشـتـريـن - فـمـوقـعـه كـان حـسـاسـا ً - فـهـو بـيـن الـشــارقــة ودبــي كمـحـطـة الــوقــود ( الـبــتـرول ) ، رأيـت ُ بـه مـا رأيـتـه هـنــاك في أمـيـركـا مـع زيـادة فـي أكــلا تـنـا الـشـعـبـيـة المـعــروفــة بـنـكــهــة ٍ أمـيـركـيـة ٍ مـحـبـبـة ٍ لأي ذوق ٍ !! فمـمـا رأيـتـه ( بـــلالـيـط بالـبـيـض ) ولـكـن كـان مـعـمـولا ً بـطـريـقـة ٍ مـغـريـة ٍ فـي عـلـبـة بـحـجــم الكـف مــربـعة الـشـكـل مـن نـايـلـون مـقـوّى شـفـاف ، قـريـبا مـن ( الكـنـافــة ) ولـكـن أحـلـى وأعـلـى فـبـه بـعـض النـكـهـات ضـربـت ْ أعـصــاب رأســي ، كــان مــذاقــا ً لا يـوصـف بـيـن الحــلاوة والحـمـوضـة المـعـتـدلـة كـمـا فـي ( الهـنـبـا ) المــانـجــا ، وبـعـد أن أكـلـتـه ُ

تــذكــرت ُ جــدتي رحـمـة اللـه عـلـيـهـا ، فـقـلـت ُ في نـفـسـي : أيـن زمـانـك ِ وطـبـخـك ِ جــدتـي هــا هــم حـتـى عـلى أكـلـنـا فـرضــوا ذوقـهـم !!

بــدت عـقـارب الـســاعــة تـشـيـر للـتـاسـعـة صـبـاحـا ً ، وهـو مـوعـد ذهـابـي لـشـركـتـي ( الـبـنـاء ) للـمـقــاولات ، فـقـد اكـتـسـبت ُ خـبـرتي مـن أبـي والـذي كـان لـه الـفـضـل في ّ ، وهــو - كـعـادة أكـثــر المـواطـنـيـن الأصـلـيـيـن في الـبـلـد - لـيـس لـه بالتـجـارة خـبـرة ، وانـمـا اكـتـسـب خـبـرة المـقــاولات مـن صــديـقـه الـعــزيـز ( الـبـنـاي ) والـذيـن اشـتـهــروا بالـبـنـاء لـهـذا سـمـوا بالبـنـاي ، ولـكـن أبي فـاقه خـبـرة ً، ودائـمـا مـا يـرجـع الـفـضـل لـصـديـقـه ( الـبـنـاي ) ويـذكـره بـخـيـر، ويـقـول لـي : الـفـضـل يـعـود لـه ،

وصـلـت ُ للـشــركـة ، وكـنـت ُ قـبـل أن أنـظـر لـجـدول أعـمـالي سـألـت ُ ذاك الـعـامـل المـهـتـم بـسـيـارتـي فـقـلـت ُ لـه : هـل أتـيـت لـي بـأسـعـار قـطـع غـيـار سـيـارتـي ؟ لـكي أقــارن الـسـعـر بـسـعـر الــوكــالـة *، لأني شـعـرت ُ في الـفـتـرة الأخـيـرة بارتـفـاع ٍ في سـعـر قـطـع غـيـار الـسـيـارات ، أتـى لـي بالـفـاتـورة ، فـنـظـرت ُ لـهـا وكــاد كـوب الـشــاي يـفـلت ُ مـن يــدي مـن هــول مـا رأيـت ُ ؛ فاســم المــحــل الـذي بـه قـطـع الـغـيـار هــو لـصـديـق ٍ أمـريـكي ٍ مـن أصــل لـبـنـانـي كـنـت ُ قـد تـعـرفـت ُ عـلـيـه في امـيـركـا ، وكـنـتُ اتـعـامـل مـعـه لـصـدقـه ِ وجـودة عـمـلـه ِ، وكـان عـنـده مـا يـقــارب الـسـبـعـيـن فــرع لـشـركـتـه، والـظــاهــر أنـه بــدأ يـصــل هـنـا لـصـديـقـه الـقـديـم ولـكـن لـيـس مـن أجـل عـيـنـيـه ِ !! ثـم أدهـشـتـنـي تـلك الـنـسـبـة مـن الــفــارق في الـســعـر فـهـي تـخـتـلـف عـن الــوكــالـة وتـخـتـلـف عـن شــركـة صـديـق أخـي ، فـهــنـاك فـرق ُ يـصـل إلى 35% *مـن الـسـعــر، هـنـا تـنـفـّـسْـت ُ الـصـعــداء وارتـشـفـت ُ الـشــاي مـع الــزعـفـران الـمـحبب الى قـلـبي ، ثـم تـذكــرت ُ أنـي دخـلـت ُ فـي مـنـاقـصــة ٍ لـبـنـاء مــسـتـشـفـى ضــخـم ٍِ جــدا *سـتـكـون نـسـبـة الــربــح بـه عــالـيـة مـن شــأنـهـا أن تـهـدىء مـن خــوفي فـي عــالـم الـتـجــارة ، وكـنـت ُ شـبـه مـتـأكــد ٍ أن الـمـنـاقـصـة سـتـرسـى وتـثـبت ُ عـلي ّ وذلك لـقـلـة المـنـافـس ،وجــودة عـمـلـنـا، وسـرعـة إنـجــازة ، والأمـانـة التي نـتـحـلى بـهـا، ومــواكـبـتـنـا لــما يــجــدّ في عــالـم المــقــاولات ولــكـن؛ ســرعــان مــا تـشـتت أحــلامي وصـعـقـت ُ عـنـدمـا فــاجـأنـي ســكـرتـيـري ( كــاتــم الــســر ) أن المـنـاقـصـة ذهـبـت مـن أيـديـنـا ، ســألـتـه ُ وأنـا كـلـّي دهــشـة كـــيـف هــذا ؟

فــقــال لـي : فــازت بالـمـنـاقـصـة شــركـة أمـيـركـيـة عــالـمـيـة بــدت مـن سـنـة في الإمــارات تعـمـل وتـوسـع خـطـة عـمـلـهـا وأسـعـارهـا خـيـالـيـة ٌُ ، أمـا الجــودة فلا تـسـأل ، وقــد خــســرت شــركــات ٌ كـثـيـرة كــانت في الـقـمـة ، ولـيـت الـضــرر وقـع فـقـط عـلى الـشــركـة بــل حـتـى أصــحــابـهـا بـعـضـهـم أصـيـب بـجـلـطـة ٍ والآخــر قــد أصـيـب بالجـنـون فـهـو في مـصــحـة ٍ عـقـلـيـة ٍ !!

قـلـت ُ لـه : لـعـلـنـا نــصـبـح نـحـن كالآســيـويـيـن

تــحــــياتي
صـــــدى الـــونـــه