نظر اليه الرجل باندهاش... فلاول مرة يلتقي بشخص يصب اهتمامه على موضوع لم يعره من هم بسنه اي اهتمام... ابتسم الرجل في وجه الفتى ودعاه للاستماع إليه بآذان صاغية... فرِح الشاب لتقبل ذلك الضخم دعوته في سرد أحداث قصة الواثقة وتحولها لوردة حمراء....
بدأ الرجل حديثه وعيناه تملؤهما الدموع.. : بعد أن ظن أهل القرية بأن الواثقه أحد أسباب دمار القرية.. صدر قرار حاكم القرية بنفيها بعيداً لجزيرة تسمة بجزيرة الموت.. حيث لا حياة تدب بها ولا مخلوق سكنها قط..
لم تكن ابنة عمي راضية بالشقاء الذي كُـتب عليها.. فقد ظلمها أصحاب القرية بمن فيهم. فأرادت أن تُـوهم الناس جميعاً ومعهم الحاكم وجنوده.. بأنها ماتت .. وأن جثتها تتمثل أمامهم كي يصدقوا ما تراه أعينهم فيَـنسوْا أمر القرار.. ويسلموا الأمور للأقدار.. وتعيش هي روحاً ولكن بدون جسد..
قاطعه الفتى متعجباً: ولكن كيف لها أن تفعل هذا؟؟
ابتسم الرجل ابتسامة خبث وأضاف..: إن لها من الأصدقاء والأحباب ما لم يحصل عليه بشر.. فكانت لها علاقات متشعبة تتراوح مابين بني البشر والإنس والجن والسحرة...
تسرب الرعب قلب الفتى وضم شفتيه وهو مندهش لما يسمع...
وقال: ولكن, من الذي حولها لوردة صغيرة يُـستبعد أن تكون هي؟؟
قال الرجل..: هذا ما أود اخبارك به.. ثم تابع حديثه بكل ثقة...