<P align=center>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هي الأقدار من تجمع وتُبعد وتحاول أن تشتت ، هي الأقلام من تحاول أن تهاجر بلا عنوان وبلا وداع ، هي من تترك فجوة عميقة في جدار صلب بُني بجهد وعرق وكدح شاق ومضني ليحقق ما يصبوا له ، دارت الأيام والتقينا ومن جديد نتواعد على أن لا نفترق وفجأة وبلا مقدمات وبلا عرايض شكوى أو محبة نرحل لنجعل من أحببنا وحيداً يتيماً في دار مظلمة يكسوها الضباب ، ومع هذا وذاك تحاول النجوم أن تبقى وتنير الطرقات وتبهج الحضور ، قد نبتسم ونجاول أن نضحك ونحن في وسط الحزن وبين الكدر والهم والغم ، أرسم حرفاً وأسطر سطراً وقلبي يتقطع غيضاً لما أرى ولا أستطيع الحراك لأني عاجز حتى عن التواصل ، تذكرت قصة وقعت بوادي الذئاب بعيداً عن الورى قريباً من الوحشـة ، قصة غراب حاول أن يمشي كالطاووس عندما رآه مختلاً في مشيه ، حاول وحاول كثيـراً وبعد فترة نسى الغراب مشيته ولم يُجد مشية الطاووس ، نعم حاول ولكن في مستطاع أكبر عن قدرته ، من يحاول أن ُيشب تلك النيران حتى تملأ السماء بالدخان فهو جاهل ، قد اعتبرته سحابة صيف وستنقشع ولكن هيهات هيهات أن تنقشع في غياب الأمطار ، أمطار الخير والبركة التي هجرت ولن تفكر في العودة ، منهم من نبكي عليهم في الأطلال ولا أريد أن أزيد من آلام الأقدار فهي قاسية لا ترحم حتى الطفل الصغير في المهد ، ولا الشيب الكبير في اللحد ، هي قاسية ونحن من نزيدها قساوة ، هناك من يمحوا تلك القساوة لطيب قلبه وهناك من يشبه الثعلب في مكره يعلب ويعلب حتى يجرح ومن ثم يغارد ويظن بمغادرته بأن القلب قد نزف وأن القلم قد استنزف ولكن هيهات وهيهات حتى تنكشف ويتبين الخيط الأبيض من الأسود .
عريب الساس</P>
مواقع النشر (المفضلة)