<font color='#000080'><P align=center><FONT size=4><FONT style="BACKGROUND-COLOR: #ffffff" color=#0000ff>وقفت تنظر لي من بعيد ..

لم أعرْها إهتماما ً ..

لم تعرْ غيري إهتماما ً ..

كنتُ طفلا ً ... و كانتْ عاشـــ ـ ـ ـــقة ..

* * *

حينها , لم أكن قد تجاوزت الثالثة عشر من عمري , و هي تحبو في الثامنة .. كلنا نلعب ..

مجموعة أطفال ٍ بين الأراجيح , نقفز هنا و هناك .. كلعبة ٍ بين يدي طفل ٍ شقي &#33;

لقد فرحنا كثيرا ً بقدوم هؤلاء الأقارب الأغراب .. لم نكن نعرفهم من قبل ..... وكانت أحدهم ..

مثلهم في اللهجة المختلفة .. مثلهم في القرابة .. مثلهم في الغرابة .... كل هذا لا يهم &#33;

ما يفيد أنهم منحونا فرصة لـ اللعب و الإجتماع مع الأقارب القرباء , في وليمة أقيمت على شرفهم ..

* * *

لم تزل في مكانها .. في تلك الزاوية من الحديقة ..

كنت ألمحها من حين ٍ إلى آخر , فأرى نظراتها تتجاوب مع تحركاتي ..


و لكنها فــتــاة ..&#33;&#33; " دعها تنظر " : هكذا قلت لنفسي &#33;

* * *

مللتُ من هذه اللعبة .. ماذا أفعل ؟&#33; ... أممممممممم ..... حسنا ً , فلـ أركض قليلا ً ..

و نحوها تمّ إنطلاقي .. رأيتُ في عينيها إتساعا ً حالما أقبلت عليها .. ومالت أطراف فمها

إلى الأعلى عندما اقتربت منها ... و تجاوزتها ... تـ ـ ـ ــجاوزتـ ـ ـ ــها .. لم تكنْ تعني لي أي شيء &#33;

فلم َ أتوقف ؟

دفعني الفضول - ولا شيء غيره - بعد مسافة , إلى أن أتوقف و أرصد حال تلك النظرات ..

هل إستدارت أم لا ؟ .. _ لستم بحاجة ٍ إلى الإجابة _

لقد كانت فتاة .. و الفتاة لا تنكسر مهما تـ ـ ـ ــجاوزتـ ـ ـ ــها العواصف ..

كأنها فهمت من وقوفي دعوة لها ..

فـأقبلتْ ..

أقتربتْ ..

و في هذه الأثناء كنت أسأل نفسي : " ماذا تريد هذه ؟ " ..

و وصـــلـــتْ .. و عندها :

نطقتْ : ( انســــان ) ..

فرددتُ : ( هــاه )

- إقترب .

- إقتربت .

- إخفض رأسك : ( أبي أقولك شيء ) .

- فخفضته .

- وضعت فمها الصغير على أذني .. وهمست :

( شفت عبدالله ومحمد و عبدالله و سعود ... ) .

- ( إيه .. وش فيهم ؟ ) .

- ( أنت أحلاهم كلهم .. )

- &#33;&#33;

..... إبتسمتُ , و رأيتُ في ملامح وجهها ما يوحي بأنها قد قالت كل ما لديها ..

إبتسمتُ أيضا ً مرة أخرى .. و لكنها إبتسامة مجاملة هذه المرة .. لا إبتسامة دهشة &#33;

وواصلتُ الركض ..

" يا للبراءة .. ياللحب الشفاف .. جمعت كل ما لديها بثلاث كلمات أطلقتها عند أول لقاء ...&#33;

* * *

بعد قليل من الركض و تفريغ الطاقة ..

خطرت لي فكرة جهنمية .. سأذهب و أخبر عبدالله و محمد و عبدالله و سعود .. بأن ( ..... )

تراني أجمل منهم كلهم .. و العبرة لدينا ليست بمن قال .. بل بالقول ذاته ..&#33;

و قبل أن أهمّ بالتنفيذ .. جاء صوت المنبه من ( سيارة ) أبي , معلنا ً إنتهاء حصة اللعب ..

توجهت إلى الباب .. ليس أدبا ً , بل خوفا ً &#33;

إعترضتني تحمل قلما ً .. كشفت عن ذراعها .. و همست : ( انســان , أكتب إسمك هنا ) ..

بادرت إلى هذا .. لأنجو منها &#33; لأنجو من سطوة لسان أبي .. كلا ..

بل لأنجو من سطوة حبها , فهو لن ينتهي &#33;

فالحب لا يعرف وقتا ً .. لا يعترف بالزمن &#33; و لهذا هو لا يعترف بالأب الذي يقضي جل وقته

في تحديد أوقات البداية و النهاية .. أليسا متضادين ؟

لذا حاولت التوفيق بينهما .. و أي محاولة للتوفيق بين ضدين , هي محاولة مجنونة و لا شك &#33;

و أنتصر الأب .. و هزم الحب &#33; ..

كان لدي تعريفا ً عن ( غضب الأب ) .. و لكن ليس لدي أدنى خلفية عن ماهية ( الحب ) ..

( دع ما يريبك , إلى مالا يريبك )

..

قلت لها : ( بعدين ) , سأكتب اسمي على ذراعك .. يجب أن أركب الآن &#33;

و لم يحن هذا الـ ( بعدين ) حتى الآن .. و لم أرها بعد تلك الوقفة حتى الآن .. * * *

إنني الآن .. و فقط الآن .. أحس بتأنيب الضمير .. لقد كسرتُ غصنا ً يانعا ً

من قلب ٍ أخضر ..

إلا أن ما يعزيني , أنني كسرته دون قصد .. و دون معرفة .. و قبل أن يخلق لي قلبا ً &#33;

* * *

قبل أيام ..

كانت أمي و أخواتي يعرضن علي قائمة بأسماء فتيات ٍ مرشحات للزواج مني ..

و في ضجة العرض و الإعتراضات بينهن .. كنت صامتا ً ..

و عندما سكت الجميع ..

نطقتُ :

( فلانة ) , هل ما زالت ساحرة ؟

خيّمت الدهشة .. و لسان حالهن يصرخ : " نحن بالكاد نعرفها .. فقد كانت طفلة في آخر

مرة جاءوا إلى هنا .. كيف عرفت بها ؟ " ..

و ما زالت الدهشة ..

وما زلت ألعن يوما ًُ .. كنت فيه طفلا ً .. و كانت عاشقة ..

كنت طفلا ً .. و كانت عاشقة ..

كنت طفلا ً .. و كانت عــ ـ ـ ــاشـ ـ ـ ــقـ ـ ـ ــة &#33;
</FONT></P></FONT></font>