<font color='#000F22'><p align=center>أينمـا وجهـت الشراع تـجد من يحـطم فيـك نشوة النجـاح ليسحـق فرح الوصول إلى نهاية المطاف . ليأسرك في غرفةٍ أساسها ظلام و جدرانها ملطخـة بعبارات اليأس و الإحباط . حتى الضـوء الذي يتسلل بخوف من بين فتحـات النافذة السوداء .. بات ضوءاً من خيـال ،يوهمك بأن الصبح قد حان و أنك لابد أن تنزع عنك ثوب الحزن وتشرع بالرحيل .. لكن ما ان تخطو أول خطوة نحو الأمام تُصعق بان الباب قد أُغلق في وجهك وتحطم ذاك الحلم .. وليد اللحظة .
نعتقد وفي لحظةٍ من لحظات حياتنا أن الحزن الذي ودعناه بالأمس قد هجر مقلتينا ولم تعد له رغبةً في البقاء لكنه ما زال قابعاً&nbsp;في أنفسنا&nbsp;.. لأننا خدعنا أنفسنا بقوةٍ زائفة .. صنعناها من وهمٍ وخيال ، لنُصمت أصواتاً في ذواتنا ..أصواتاً باتت صدىً يتردد مع كل تنهيدةٍ من ألم ..
نملك المفاتيح لكن نجد صعوبة في فتح تلك الأقفال التي باتت عقبةً تعترض طريق اكمال المسير..

تمضي بنا السنون وتكبر عقولٌ وتصغر عقول .. وقد يقترب بعضها من حافة الجنون .. و يُضاف رقماً جديداً إلـى أعمارنا .. ونحن ما زلنا نفضل أن نطرح كل ما هو قابل للزيادة .. نهدمه دون أن نشعر .. لنرثيه بعد ذلك بصمت ..
أجبني أيها الأمس الجميل&nbsp;- بنظري أجمل من أي امس سبقه - كم من الفرص ضيعت .. ؟ و كم من فرحةٍ عابرة دهست ..؟ و أي شمعةٍ أُشعلت في حياتي و&nbsp;اطفاتها تمتماتي .. ؟ أين نجاحي الذي حققت ..؟ وأين أحلامي التي كانت تلوح كل صباح ..؟
أين هم .. أولئك الذين كان يفترض أن يتواجدوا ذاك المساء .. عندما أشعل الحزن أوراق البكاء ..؟.&#33;
وأين الطموح الذي سبق الأسطر ..؟&#33; لما آثر الرحيل على البقاء ..؟ ألم تحركه أصوات البكاء .؟&#33;
ألم تطرق أبوابه الصرخات .. ألم يستشعر الحزن الذي خنق الأجواء..؟&#33;
....
..
وتبقى الحروف مجرد احاسيس تخرج عبثاً .. لتُطفأ رغبة جامحة في الكلام ..
الزمن يجبر البعض منا أن يرتدي ثوب التفاؤل ؛ ليحافظ على وجوده في ركن من أركان الحياة .. وكأنه دواء نتجرعه كي لا نصبح في عداد المنتحرين من قسوة الأيام ..&#33;

اعذر ثقل تلك الكلمـات ..
دمت للواحات فكراً نيَراً ..
..المعذرة ..</p></font>