<font color='#000000'><P align=center><FONT face="Times New Roman">اجمل ما في الكون..
الوردة المعمرة..
التي تقف شامخة..
معلنة انها شبعت من العالم..
ليـأتي الصباح الجديد..
ويسقط ذلك الشموخ..
بعز ودلال..


وافجع مشهد..
الزهور وهي براعم محمطة ومهشمة على الارض..
منحورة لا تجد لنفسها السبيل لتقف..
لم تشهد عمرا ولم ترى ما يرى..


======================

الجزء الواحد والعشرين
==================
الفصل الاول
--------------
وبهذه الحياة.. تمر الايام بمرور النسيم البارد على صفد الوجوه.. يا ان تفرحهم.. او تدفعهم لصقيع الوحدة والحزن.. او انها ترفعهم من مرتبة الى مرتبة.. كأنها متحكمة. او قادرة على تغيير ما تريد تغييره.. نسمة خفيفة قد تفعل ما تفعله باوراق الشجر الحزينة المتساقطة..

الشتا القارس.. هذا المعروف عنه في بوسطن.. لكونها ولاية على حدود البحر.. وفاتن الي لاول مرة تجرب شتا بارد مثل هذا كانت حبيسة البيت معظم الوقت.. لكن وقت الاجازات كانت البرامج تنزل عليها من حيث لا تعلم.. يعني مثلا عائلة جورج موريدساي صارت من اقرب الاشياء لها.. يا كثر المناسبات اللي حضرتها وياهم.. وميشيلا.. الله هذي صارت ارفيجة عزيزة ومسئولة عن تحولات كثيرة في حياة فاتن.. تعرفت عليها يوم وصلت لها خط الانترنت في البيت وتمت معاها معظم الوقت تعلمها على الكمبيوتر واستعمال الانترنت اللي فاتن تقريبا كانت جاهله فيه لمحتوياته و لتعاليمه لذا سمعت منها وفهمت وتعلمت اشياء بسيطة ووعدتها ميشيلا انها تعطيها مجال اكبر في المرة الياية عشان تفهمها هالشي بطريقة اوسع..

ومن بعد هالزيارة توالت الزيارات.. لمن يابت وياها ميشيلا بنتيها اللي تعلقت فاتن فيهم بطريقة تخبل الواحد.. يعني من تروح مكان ولا تشتري شي معين شيلا وشيرلي ايوون في المرتبة الاولى.. حتى خوات هيام لكن بنات جورج كانت لهم الحصة الكبيرة.. وفي ظل هالعايلة الحلوة والسوالف اللي كانتتسمعها فاتن من ميشيلا عن الاستاذ مساعد خلتها بمعرفة اكبر واوسع .. عرفت اشياء بسيطة لكن لها المعاني العديدة في نفسها لانها تعرفها على مساعد..

اما في الكويت كانت الاحوال هادئة وساكنة.. اتصالات فاتن الحينيه لمساعد كانت غير كافية له لكنه كان ساكت وراضي لانها في كل مرة تكون في حال يتفوق عن حال لدرجة انه حس رجعته كانت في محلها.. لانها يمكن لقت الجو اللي يناسبها واللي يخليها تحس براحة اكبر من جذي.. بينه وبين نفسه كان مرتاح لراحتها لكن ااخ من الشوق اللي لمن يعمر في القلب يعمر بقوووه غريبة تخليه عاجز عن اي الوظائف الحيوية المعتادة.. لكن طبيعة مساعد الهادئة والقوية والحزم اللي فيه ما كانت تبين شي من هذا كله.. فالناس كانت تشوفه مثال للارتقاء والسند والعون.. ومنهم ابو زياد..

غزلان اللي كانت طول هالفترة تشكي من بؤس وكآبة ما يعلم بحالها الا رب العالمين.. وامها اللي ما تفارقها عيونها.. ترقب حال بنتها وقلبها مو متطمن.. لا اكل تاكله ولا قعدة تقعدها ويانا.. دومها حابسة روحها في دارها ولا الكلية اللي الحين صارت تروحها بانتظام.. ما كانت تدري الام ان بنتها تروح الجامعة في امل انها تشوف جراح ولا تلتقي فيه.. لكن في بالها ما شالته ابدا واهي متحينة الفرصة المناسبة عشان تكلمه وتخبره بالي يطوف فيها من مشاعر له..

لكن جراح يمكن اخر من يهتم لمشاعر غزلان.. فمن بدى بالشغل في الورشة يطلع من البيت في الصباح الباكر وما يرد الا وقت المغرب او ساعات يسرح العمال اللي كون علاقة ممتازة وياهم من وقت ويروح البيت يعوض نفسه عن النوم اللي اهو محتاجه. لكن كل هالمشاغل ما شغلته عن حبيبة القلب مريم اللي لازم يدور يوم في الاسبوع عشان يروح الجامعة ويراقبها بهدوء كعادته.. ويحفظها ويصوونها عن عيون الكل اللي ما ترحم.. وخصوصا عيون الشباب الطائشين..

ومن الشباب الطائشين نروح لعايض اللي يمكن نسيتوه.. طبعا اهو نظرا لكونه طالب في السنة الاخيرة في الكلية قل اهتمامه بمريم لانه ما يشوفها وايد لانشغاله الكبير.. وشوي شوي قامت تروح عن باله .. بس من يدري.. يمكن لا لقاها مرة ثانية تتجدد هالمشاعر اللي فيه وتكبر رغبته وتصير اثبت من قبل..

نورة اللي زواجها تحدد واخيرا بعد شهر من كل هالاحداث.. تحدد بهالتاريخ عشانه التاريخ اللي بترد فيه فاتن من اميركا بسبب عطلة الكريسماس اللي عندهم.. وفيها بتجتمع العائلة بالطريقة الصحيحة مع ان ام مساعد ما بذلت ادنى جهد عشان تواصل بين العائلتين للتحول المفاجئ في مشاعرها تجاههم.. ما صار تحن عليهم مثل قبل .. صارت تكرههم وتغار منهم لان مساعد يزورهم تقريبا بشكل يومي من بعد الدوام ويرد وهو تعبان وينام شوي لاذان المغرب..

مريم... اااه من مريم اللي شادة حيلها في الدراسة اخيـــرا قدرت انها تثبت وجودها بالكلاس اللي اهي فيه والمدرس لاحظها ومن زود ما لاحظها صار اهي من اشطر الطالبات.. لان الدكتور الجامعي من يلاحظ احد الطلاب مهتم لل.. (nonsense ) اللي يقوله علباله يمثل دور في المجتمع وتعليم الطلاب لكن الكثيرين حذروا مريم من هالدكتور لأنه اللي يقوله شي واللي يقوله الكتاب شي ثاني تماما.. اما من الصعيد العاطفي فهي على أمل كلام جراح لها والنشاط والحيوية اللي تتقد فيها محد يقدر يعرف شنو سببه.. لان الدراسة مثل ما ذكرت مغطية كل شي وهذا كان مصدر لفرح وسرور مساعد..

نيي بعد لمناير وسماهر اللي ظلت الثنتين في اوج صداقتهم بس لأول مرة مناير ما تستعين بالصديقة الروحية في الاكتشاف والتحقيق في مسألة مشعل النهيدي.. لانها حطت المشروع وقف التنفيذ لحتى ما يرجعون لبيتهم اللي اكتمل ثلاثة ارباعة وما بقى الا الربع الاخيرا الا وهو الفرش والتنجيد.. وام جراح اللي فرحت للنتيجة اللي آل لها بيتها لكن في قلبها حزن البيت القديم والطابع اللي كان يحمله من دفء وحنان.. من يدري..يمكن هالتغيير تكون عوايده زينه. من اولها: تخسر شويه من هالحسرة اللي تبلعها في الصباااح وهي تناظر اركان البيت الخالية من حس زوجها وحبيب قلبها..

مشعل اللي كان لاهي في النبش عن مساعد وعن خلفياته.. حياته والجامعة الي راحها وكل صغيرة وكبيرة.. وعشان هالشي استغل منصب امه الاجتماعي لاول مرة في حياته من بعد ما كان ما يعترف ولا يحب هالشي..ا كتشف ان لمكانتها الاجتماعية فائدة على كل حال.. واختفت معالم وجهه الحلوة وتخبت ورى النحل والضعف اللي كان فيه.. ما كان حاط في باله ان الدنيا مليانة بنات.. كانت يا إما فاتن.. يا الموت.. والموت حاصل لا محالة ومو مشكلة لو انه تقرب اكثر.. هذاك الولد اللي كانت البسمة تنرسم لشوفة ويهه ولمعرفة خلفيته الطيبة.. صار انسان بلا روح وبلا حياة وبهدف ينخاف منه..


عصفاير الحب.. خالد وسماء.. اللي الظروف الحالية ان خالد يسكن على بعد من سماء ما حدت لقاءاتهم اللي احتفت بالمناجر والهواش.. وشوية حب لان على قولة الخبير العاطفي خالد ان العلاقات محتاجة لقليل من كل شي.. وسماء الخبلة ما اعترضته ابدا.. وسالفة بيتهم او أمها بالذات ما كانت مهتمة لها.. لكن ام مشعل كانت عنصر لا يغفل عنه لانها كانت متابعة بنتها والسايق اللي كان ساكت في يوم صار مخبر عن بنتها لامها.. وظلت اهي ساكتة وبتظل ساكتة الى اللحظة المناسبة اللي بتمسكهم وتنزل فيهم عقابها اللي ما راح يهمها شنو راح تكون عواقبه..
(احداث شهر كامل اتسم بالتطورات في نفسية الكل)
------------------------------
من بعد المدرسة.. تعودت سماء انها تروح بيت خالتها ام جراح وتقعد هناك شوية وياها وترجع عشان محد يلاحظ غيابها.. ولكن يمر فيها ان محد كان في بيتها معترض على هالشي اصلا الكل لاهي في مشاغله فما كانو يدروون .. وهي هناك تتعلم دروس في الطبخ من ام جراح.. او دروس في التنظيف.. او حتى التطريز بالخرز اللي كانت ام جراح خبيرة به.. وكل يوم تتقن سماء شي.. حتى انها صارت شوي محافظة على دراستها وتتابع دروسها اول باول.. روحة المدرسة صارت مهمة لها لانها عن طريقها بتقدر تشوف خالتها .. و وولد اخت خالتها.. يعني اهي ما كانت تروح هناك وتطيح الميانة ويا خالد لكن اهو عليه حركات تغليها ما ترد البيت الا واسهم الحب تطيح براسها على المخدة وما تقعد الا باليوم الثاني.. ومثل الحال..

حتى خالد نفسه اللي بانشغال جراح في الورشة صار اهو المسئول عن متابعة عملية البناء في البيت.. وهالشي ابدا ما كان مظايقه على الرغم انه فوت فرصة العمل في شركة الوفا اللي فاضل صار مداوم فيها لكن.. الفرص كثيرة.. وبعد اخر مكان وده يشتغل فيه اهو شركة خطيب فاتن لانه بكل بساطة يكرهه ولا يحبه.. ما عطاه الفرصة عشان يحبه ولا ما يحبه بس هالشي نابع من قلبه.. لان مهما كان فاتن كانت في يوم مناته وهذا العملاق يا بكل هدوء واخذها من الكل.. ومو بس لان اخذ فاتن.. لانه ابعدها عن الكل وفاتن مثل النبتة اللي ما تعيش الا وسط شعابها وهو شسوى؟؟ اقتلعها وزرعها في تربة ما تناسبها ولهوى ما يناسبها وكل ما تمر فيه ما يناسبها بس لانه اهو ظن انه الحل الانسب مشى رايه على الكل.. للاسف حتى على جراح لكن.. الزمن كفيل انه يوري خالد والكل عن سبب او رغبة مساعد في ابعاد فاتن.. هل كان لمصلحتها ولا لاء..

سماء وهي تعلن انتهاء قطعتها الفنية: خللللللللللللللصت..
ام جراح وهي تبتسم لها: اشووووف

تزر نظارتها لخشمها اللي تستعملها في الخياطة وتناظر القطعة باهتمام وسماء متحمسة لرأي ام جراح

ام جراح وهي فاجة عيونها: يمة سماء...
سماء: هاا
ام جراح: تراااج سبقتيني.. حلوو وايد يمة..
سماء بفررحة كبيرة: صجججججججججججج ياس ياس ياس.. منووور يام العفن شوفيني غلبتج..
مناير اللي كانت قاعدة في طرف ثاني تحاول المستحيل في قطعتها بصدمة: خلصتي؟؟؟
سماء: هاهاهاي اي خلصت.. انتي وينج للحين؟؟ في الخط الاول هههههههههههه؟؟
مناير بحزن: الخط الاول؟؟ قولي ان جان شبكت خرزة للحين.. يعلج ريل سموووي انتي مخج داهية لايكون زارعين لج اليابانيين رقاقة..
سماء: لا رقاقة ولا شي.. هذا يسمونه ذكاء طبيعي
مناير وهي ترمي اللي بيدها وتروح لهم: ذكاء طبيعي؟؟ عيل خلاص انا افظي نفسي تماما من هالشي لاني بكل هدوء.. وبكل محبة.. ما اتمتع به هههههههههههههههااي
سماء: ههههههههههههههههههههههههه هههه
ام جراح: لا يمة لا تقولين جذي ترى مو كل من شاطر بهالشي.. والتعلم حبة حبة
سماء: صح عدل كلام خالتي..
مناير: شنو عدل كلام خالتج لا يمة مابي اخرز ولا ابي شي.. اصلا انا بفظي نفسي للشرطة
ام جراح تلتفت لها بحواجب معقدة: شنو؟؟
منايربفخر وهي تنفخ صدرها: قررت. اني اذا كبرت وخلصت الزفت اللي اسمه مدرسة ولا اظن بعد.. بشتغل في الشرطة.. قسم التحقيق والجرايم..
ام جراح: والعثرة بالعدوو.. شياب هالوظيفه في بالج.. اخوج ما بخليج؟
مناير باعتراض: شنو ما يخليني يمة هاي الشي الوحيد اللي انا شاطرة فيه
سماء تضحك: القرقة؟؟
مناير بحاجب: لااا.. التحقيق.. انا احب انبش واحفر وادعس لمن القى الحلووول..
سماء: ام الحلووول عيل..
مناير: اي نعم ام الحلووول
ام جراح وهي تقوم: لا حلووول ولا محلوووول.. يالله انتي بتدرسين تمريض ولا من هالشغلات الحريمية شغل الشرطة خليه للرياييل..
مناير وهي تتخصر: وليش يعني الرياييل.. ترى اكو محققات حريم لو ما تدرين
سماء: في وين هذا؟
مناير بهمس: انتي سكتي..
ام جراح: صدقها فاتن وين هالمحققات الحريم ..
مناير وهي تخفض صوتها: في اميركا(تعليه) بس الكويت دوله متقدمة من كل النواح يعني مو غريبة تلقين المحققة كونانة..
سماء: هههههههههههههههههههههه
ام جراح: انتي اصلا مادري شتسوي ويا سماهر في هالغرفة شتسولفون عنه شتخربطون
مناير وهي تستند على باب المطبخ: يما هذا مستقبلنا.. نناقشه بكل هدوء..
وسماء تتكلم معاها في نفس الوقت: وبكل محبة...

مناير تغمز لسماء اللي تضحك... وخرخشة عند الباب تعلن القادم.. جراح اللي كان منهد الحيل من شعره اللازق بجبينه.. مع ان الجو كان شتا لكنه منصب من العرق..

سلم وهو يطيح على الكرسي: السلااااااااااااااااااااا ااااااااام
الكل: وعليكم السلام..
ام جراح باهتمام: هلا والله يمة
جراح بتعب: هلا بييييج يمة..
ام جراح تروح عن ولدها: يمة .. علامك..؟
جراح: لا بس اليوم اختربت علينا المكينة وتمينا نصلح فيها للحين وما تصلحت.. الظاهر ان يبيلنا وحدة يديدة.. والشغل زايد هالايام ولا ادري.. يبيلي احد يعاوني صراحة ما اقدر اشده بروحي..ي عني انا اشوف الحسابات ولا اعاون العمال ولا شنو... صراحة تعبـــت
ام جراح: زين شوف واحد من ربعك يمكن محتاج شغلانة ولا شي
جراح: ماادري.. انا بجوف.. على العموم انا بروح اسبح وانام وحسسسج يا منور لا اسمعه ترى بقطعج..
مناير وهي تتخبى وى سماء: وي انا شسويت ...
ام جراح بخوف: يمة هد روحك شوي وكل لك لقمة
جراح: لا يمة كليت في الورشة وياالعمال .. بروح انام لاني صراحة دااايخ..
ام جراح: سلامة راسك يا حبيبي..
مناير بهمس لسماء: شوفي الحب والله ناس وناس هالبيت.
سماء: اوووش انتي بس..

راح جراح لغرفته. سحب الفوطة ودخل الحمام... وبسرعة كبيرة انتهى منه وطلع وهو ولا على باله الا السرير وينخمد فيه لباجر..

سماء وهي تناظر الساعة صارت اربع: يالله خالتي انا برد البيت الحين؟
ام جراح تزمت: يالله شوفو الثانية؟؟ ما بتتغدين؟
سماء: لا يمة شبعانه وايد كليت بالمدرسة؟
ام جراح: عيل لمن انا مسوية هالطباخ كله؟؟
مناير: والله يمة انتي وايد تهدرين في النعمة محد من عيالج ياكل.. كلهم ريجيم
سماء: لا مو جذي بس انا صج اليوم كليت وايد بالمدرسة... لو تبين خالتي نجبي لي في صحن وانا باخذه معاي..
ام جراح: يابعد عمري يا سماء.. لحظة بس اعطيج الصحن

ابتسمت سماء من اطراء ام جراح لكن ما سلمت من عيون مناير اللي راحت لها وهي تتمايل..


وبهمس: اييي... لا بغيتي تقرين بشي.. مسكي الحية من رقبتها.. ياللوتية انتي
سماء بهمس: شتخربطين انتي؟
مناير وهي تتبسم بخبث: اي.. لزقي بامي.. وحبيها وحببيها .. عشان ال.. احم احم.. عود الزقاير اللي ميته عليه
سماء باحراج: منوور يالحمارة عن هالحجي انا مو قدي شي..
مناير: على دادا يا دادا.. وهالصحون امتى بتردينها اللي كل يوم خذتي لج واحد..
سماء باحراج: انتي اصلا حمارة
مناير وهي تقعد براحة: من زمـــان وي توج تدرين

سماء تناظرها وتهز راسها لكنها نوعا ما ابتسمت لها.. وخذت الصحن من ام جراح وراحت البيت.. طول الدرب وهي تفكر بخالد.. الله .. الحين بروح هناك وبشوفه.. خانت حيلي اكيد يشتغل ومتعب ويا هالجو.. برد عليه صراحة لكن شسوي فيه اقول له ما يسمع كلام... لكن اهي ما تخليه على راحته وكيفه.. كل يوم قبل لا تطلع من عند ام جراح تاخذ له صحن فيه شي يملي بطنه لانه وايد معصقل.. وهو ابدا ما يرفض هالشي.. ولا احد سألهاليش ماخذه له الاكل قالت موصيني عليه..

واخيرا وصلت.. وعيونها على البيت اللي انبنى كله وما بقى له الا التنظيف والتأثيث.. لكن هذا مو الي دار في بالها.. اللي شغل بالها اهو وين العمال ووين خالد.. اللي بهاللحظة يكونون متيمعين عشان كلهم يروحون بدربهم.. يا قلبي وين راحو .. لا يكون رد البيت قبل لا يشوفني.؟ مايلوم الا نفسه لا سواها..

طلعت من السيارة وهي حاملة الصحن والجنطه المدرسية وتدور بعيونها على احد.. وصلت لعند الباب وهي تتسمع اصوات يايه من الحديقة الورانية اللي كان فيوم بركه سباحة..(تسلية) دخلت اكثر واكثر.. شافت الاستاذ خالد مبسط ويا العمال على الارض فارشين لهم الاكل وياكلوون وعزوز معاهم.. ما صدقت عيونها سماء.. صج خيانة.. كل يوم انا اوصل له الاكل واخاطر بعمري واليوم قاعد ويا العمال.. هين يا خلووود..

من زود ما كان غارق في الاكل ما لاحظ كتلة النار اللي واقفة جدامه الا يوم رفع راسه وهو يصرخ على احد العمال..

خالد: ديف.. باني لااو..

ومن ديف اللي ما يتشاهد لسماء.. اللي كانت في ذيج اللحظة مثل الرسم الايحائي.. شعرها المرفوع وخلاصتها اللي تتمايل على صفحات ويهها والغضب اللي مخلي خدودها مزوزمة ومحمرة وعيونها الحلوة الخضرة مشدودة بغيض.. على طوول ذكر هذيج الايام اللي كان يتناجر فيها معاها.. وكلها ثواني تلتفت عنه وتطلع من محل ما دخلت.. وصله الماي وطنشه.. وقام على طوله يلحق وراها..
وهي تتنافض من الغيض والصحن بيدها.. اذا نشدني بصفقه بالصحن على ويهه..

وايييها نداه: سماء.. سمااء.. ايتها السماء الغاضبة... سماااء..
وهي تمشي مرة وحدة توقف وتلتفت له وتطر اذنه من الصراخ: الظاهر ان سلطان اليوع غلبك اليوم وتغديت وانت تدري اني بييب لك غدى من عند خالتك.. صج لا قالو سو خير وقطه بحر يعني انت مو ويه احد يسوي لك شي..
خالد وقف وهو يهز راسه... : بس عاد والله اذني حرام عليج انتي شناويه علي.. اول شي عيوني من الله عمية ماشوف والحين اذني .. يعني ما بترتاحين الا تطرينها من قرقتج.. والله رحميني انا جلد على عظم مسكين فقير..
سماء بغضب: مسكين فقير مو علي انا مسكين فقير على الكل انت اكبر لوتي وانا اعرفك.. قول لي ليش تغديت ها؟؟ ما تدري اني يعني بييب لك وياي شي تاكله؟
خالد: وانا بنطر كرمج علي يعني .. يبا يووعان ما اقدرصراحة انتظرج يا صاحبة السعادة لمن تشرفين بيتكم وتييبين الماجلة وياج؟
سماء بصدمة: كلام يديد... وهالكلام.. من زمان ولا توه؟
خالد: ولو من زمان يعني شبتسوين... ها.. اشوفج استحليتيها وتحبين تهددين..
سماء بحاجب مرفوع وخبث: شبسوي؟؟ بقول لك شبسوي.. (دفعت بالصحن في ويه خالد وانصب على ملابسه شويه من الشوربة) هذا اللي بسويه.. ومن يوم ورايح.. كل ويا ديف ومادري كومار مادري اي حمار.. بــاي

راحت سماء وهي معصبة ومو عارفة اهي شنو تركت وراها... بهالحركة اللي سوتها من شوي اهي خلقت لروحها مشكلة مالها اي حل.. لان خالد بكل بساطة تم يناظرها وهو شادة على اعصابه.. يا ويلج يا سماء على فعلتج.. هذي اول مرة تسوين وياي هالحركات.. حسبالي عقلتي لكن تدرين.. هين.. هذا الخلد ان جان عطااااج ويه.. يالسحلية..

خذ الصحن وياه ورد داخل البيت يكمل غداه.. لكن وين والمعدة انملت بحجي سماء اللي ماله داعي.. يعني صج لا قالو الحريم يسوون من الحبه قبة.. يعني شفيها لو اليوم كلت ويا العمال.. كل يوم انتظرها اتييب لي وانامتيبس من اليوع .. مع اني افطر واكل قبل الصلاة لكن بعد ايووع.. لكن اليوم لا فطرت ولا شي يعني الحالة صعبة.. لكن هين يا سماء.. بدل لا تسألين ليش ما انتظرتني اليوم يا حبيبي وتستفسرين.. تجبين الشوربة علي... اوريج.. يام العيون الحولا..

دخلت سماء البيت وهي ترقع الباب وراها.. من القهر مو عارفة شتسوي.. خاطرها لو ترجع ورى وتكفخ خالد على اللي سواه.. صج ان السالفة تافهة في بال اي احد.. بس اهو كل يوم ينتظرني ليش اليوم ماانتظر.. هذا وانا رادة مبجر من بيت خالتي.. صج انه ما يستاهل...

توها بتركب الدري وامها في ويهها..

ام مشعل: حيا الله من يانا.. تو الناس يمة ليش رادة مبجر.. ردي من محل ما ييتي وكملي وقتج
سماء وهي تمد يدها في ويه امها: لو سمحتي.. مالي خلق لكلامج.. وفريه لوقت العشا. جدام الكل عشان تفرحين مثل كل مرة..

راحت سماء عن امها او بالاحرى طوفتها وخلتها في حالة من العصبية للي خلتها تشد بقبضتها على الدرج لكن.. سرعان ما رخت قبضتها واهي ترجع للي شافته من شوي.. هذي المشاهد زادت عليها.. سماء. ويا هالصبي اللي من بيت الجيران.. اكيد بينهم شي.. لكن.. مو هذا وقته.. بنتظر لج اكثر يا سماء.. لمن اوصل منج للحد اللي ما بتتمنين فيه اني اتكلم لج فيه..ولسانج هذا.. اعرف شلون اقصه..
---------------------------
صارت عادة عند مساعد انه يتم في الشغل ساعة من بعد ما يخلص الدوام وهو يخلص اشغاله العالقة.. طبعا اهي مو عالقة معظمها يخص اليوم الثاني بس اهو دؤوب على هالشي ويبي يمضي وقته في اشي احلى من عد الوقت عشان اتصال فاتن.. طبعا صار لها ثلاثة ايام ما اتصلت وهو ما حسب.. ماحسب صدقووه..لكنها من ثلاثة ايام ما اتصلت.. اكيد انشغلت في التعديلات الي قالت عنها في البيت.. ومشاغل الكلية اللي تخليها تقعد مع صلاة الفجر وتنام من وقت.. اكيد هذه اهي مسببات تاخرها والا ليش بتتاخر.. بس.. مايدري لسبب غريب في نسفه انه خمس دقايق ما بتعطلها عن مشاغلها.. معقولة انها ما لقت خمس دقايق فضاوة عشان تتصل.. الله اعلم بها.. عل العموم مااقدر اتصل فيها الحين لاني ان اتصلت بتكون اعصابي فالته واهي ما بتاخذ عللى نص كلامي لانها بتكون في سابع نومة الا اذا كانت مثل ما تقول تقوم من الصبح..

قام من عند المكتب وهو يتنهد.. ووزنه كل ما يا له ينقص اكثر واكثر ومداومته على الجيم كثرت.. وتصلبت عضلاته لكن على ضعف في وزنه.. وهالشي ما اثر الا على حيوية ويهه.. يعني قلة النوم اللي يشكي منه وقلة الاكل.. كل هذي كانت مسببات لانعدام الحيوية في ويهه.. ولكن شعره الناعم اللي صار طويل كان مصدر اعجاب الكل.. وتحيروا الموظفين في المكتب عن شكله الحالي.. هل من الممكن ان هذا الريال الوسيم اللي ملامحه تقريبا صارت شبه الاوربية كان في يوم من الايام مساعد الدخيلي الضخم اللي ما ينعرف لون شعره من الغترة والعقال؟؟ صج لا قالو. دوام الحال من المحال..

طلع من المكتب وهو يتثاوب ويتمطط ويمدد ذراعاته.. يناظر المكاتب المكشوفة يلاقيها خالية.. الا من بعض المراسلين اللي في الشركة.. ومنهم فاضل بس ما كان يعرفه.. راح عند المطبخ الصغير وصب له شوية جاي وحليب.. وخاشوقة صغيرونه من النسكافيه.. حطاه في الميكرووييف عشان يسخن شوي.. وهو ينتظر تذكر ايام الانتظار في الميكروويف في مطبخ شقة بوسطن.. ويا فاتن.. كانت ذيج اللحظات تنشرى بفلوس الدنيا.. لكن.. وين الحين يا ريته بس يقدر يلاقي لحظة وحدة.. وهو راد المكتب حس انه يسمع نغمة معينه.. نغمة تلفون.. تم يمشي وهو يتبع الصوت.. ويوم وصل لعند مكتبه عرف انها نغمة تلفونه.. دخل داخل وماكان ملاقي الا الهدوء التام.. رفع حاجب.. اتخيل يعني صوت الرنة؟؟؟ راح عند المكتب ورفع التلفون شاف ان اكو مسد كول.. فتح التلفون ودور عن الرقم.. فج عيونه يوم شافه.. سيدتي الصغيرة.. فاتن اللي اتصلت.. شلون فوت هالمكالمة وانا اللي انتظرها.. وعلى طول بيتصل فيها.. دق الرقم اللي حفظه غيبا وتوه بيضغط على الاتصال.. توقف.. لحظة.. انا ليش اتصل فيها.. مو اهي المفروض اذا مالقت جواب.. تتصل مرة ثانية عشان تتاكد؟؟ خلها.. اذا تبي.. بتتصل مرة ثانية.. لا ابين لها اني متشوق لهالمكالمة..

فاتن من طرف ثاني كانت توها فارغة من الفطور يوم اتصلت.. لكن يوم ما لقت جواب راحت دارها عشان تغير هدومها.. مو معقولة.. ثلاثة ايام ما اتصلت.. وعى ماظن اهو للحين في الدوام.. لهالدرجة مشغول يعني عشان ما يرد علي.؟؟ وللحين ماشاف اني متصلة فيه؟؟ وليش مارد اتصل.. والله كيفه اهم شي اني اتصلت.. مع اني وايد مصختها يوم ما اتصلت.. بس والله العالم ان كان عندي تقديم لموضوع البحث اللي لازم نسلمه بعد اسبوعين وهيام ما قصرت فيني كل يوم اتي وتشغلني.. كنت حاطته في بالي بس ما لقيت جانس.. من الجامعة للتقديم ومن التقديم للفراش..

طلعت من دارها واهي تسمع التلفون يرن .. وهي تركض وتسحب الدلاغ لريلها طاحت على التلفون.. لقتها هيام المتصلة... وبخيبة امل واضحة

فاتن: هلا هيووم
هيام:rise and shine princess are you ready?
فاتن: yes I&#39;m ready بس عطيني جم دقيقة بكمل لبسي
هيام: اوووكيه يالل ناطرتج تحت لا اتاخرين..
فاتن: لا تحاتين ما بتاخر..

سكرت فاتن عن هيام وهي ترجع للغرفة عشان تكمل لبسها.. ويوم زهبت.. حملت كتبها وجنطه اللابتوب وطلعت من الغرفة بعد ما سكرت الجامة وصلت للباب ووقفتها رنة التلفون.. اكيد هيام متصلة.. وراحت بسرعة للتلفون الي نسته ومن غير ما تشوف من اللي متصل ردت عليه

فاتن: دقايق وانا تحت
مساعد وهو يبتسم: تحت وين؟
تصنمت فاتن... مساعد اللي متصل... تو الناس..: تحت العمارة؟
مساعد: رايحة الجامعة؟
فاتن: ايـه.. عندي تقديم اليوم.. ولازم اروح مبجر..
مساعد: معطلج..
فاتن وهي ترمي اغراضها على الكرسي وتقعد: لا بالعكس..

الدقيقة الصمت اللي صارت معتادة بينهم...

مساعد: شلونج.. شخبارج؟
فاتن: الحمد لله.. ابخير.. وانت؟؟
مساعد: الحمد لله عايشين...
فاتن: دووم....

دقيقةالصمت الثانية..

فاتن: للحين بالدوام..
مساعد: ايــه الحين طالع..
فاتن: اها...

دقية الصمت الثالثة تلتها سؤال مشترك..
فاتن ومساعد في نفس الوقت: وينك طول هالا...
ضحك مساعد: انتي سألي..
فاتن وهي مستحية: لا انت...
مساعد:.. بكون وايد مرتاح لو كنتي الاولى..
فاتن وهي تحك جبينها من الحيا:.. وينك من ثلاثة ايام.. لاحس.. ولا خبر..
مساعد: ليش؟؟ وحشتج؟؟
فاتن وهي تعض على شفتها:... مو عن جذي بس.. استغربت..
مساعد: زين انتي وينج طول هالثلاثة ايام.. لا حس ولا خبر..
ضحكت فاتن: وحشتك..
مساعد: وهذا الشي يبيله سؤال..؟؟

انحرجت فاتن الي ظنت انها بتخليه يضحك.. جوابه الصريح خلاها شبه المسكتة.. يا الله مسهل كلماته.. وانا.. ما اقدر اقول له كلمتين على بعض...

مساعد وهو يحرك القلم على الاوراق: ما عجبج جوابي.. آسف ماكان
قطعته فاتن: لا ... بالعكس...

سكت مساعد وهو يترقب كلامها..

فاتن وهي تستجمع قواها:.... عجبني و...

يرن تلفونها بالخط الثاني هيام... اكيد تاخرت عليها وايد..

فاتن: عندي خط.. هذي هيام تنتظرني تحت..
مساعد وهو يبتسم بخيبة امل: لا ااخرج عليها.. بعد ما تخلصين.. بدق عليج.. شرايج؟؟
فاتن تبتسم: great
يضحك مساعد لها: هههههههههههههههههه .. توصين شي..
فاتن وقلبها يخفق:... سلامتك..
مساعد: عيل.. في امان الله..
فاتن: فوداعة الرحمن..

سـكرت فاتن عن مساعد وهي تتلاقط الانفاس.. هالريال يوم عن يوم يزيد غرابه عليها.. ويوم عن يوم يزيد غموضه في نفسها.. ويوم عن يوم يزيد غلاه في قلبي من غير اي معنى.. لا اراديا ومن غير اي حواس.. التجي له.. حتى لو ما اتصلت فيه.. مو معناته اني ما افكر فيه.. بالعكس.. اهو تقريبا مستحل 60 ب% من افكاري.. وانا نايمة وانا قاعدة وانا اكل واناادرس.. لازم شي يشدني له.. بس ياريتني بمثل صراحته معاي.. مع اني تخطيت وايد حواجز كنت ابنيها بيني وبينه بوجوده لكن الحين احس نفسي اقرب له بوايد.. وخصوصا بوجود ميشيلا وجورج..

وتلفون من هيام قطع سيل افكارها.. سكرته في ويهها وحملت الاغراض ونزلت تحت بسررعة.. ركبت بالسيارة وهيام اللي كانت تطق على السكان .. وبكل هدوء قعدت فاتن وهي تنتظر هيام..

فاتن: يلا شتنتظرين...
هيام وهي تبتسم من تحت النظارة:.. اممم... انتظر مثلا.. سوري هيام لاني تاخرت بس صادني شمثنغ.. وانا اقول لج لا لا عادي بس ما نبي نتاخر على اخر تدريب..
فاتن: اوووه.. سوري هيام على التاخير بس .. اتصل فيني.. خطيبي وما طولت وياه والله..
هيام وهي تضحك: ايـــــه.. مساعد ... شلونه شخباره؟؟
فاتن بحيا: الحمد لله بخير thank you for asking واذا سمحتي يالله خلينا نروووح
هيام وهي تبي تينن فاتن شوي: الا ما قلتيلي فاتن.. شلونه ريلج.. وسيم ولا عادي؟؟
فاتن بدهشة: وانتي شلج فيه؟؟
هيام: no just asking
فاتن: none of ur business
وخلينا نروووح لاني ابي اتدرب..
هيام: ههههههههههههههههه تتدربين ولا تستحين توصفين ريلج... تغارين فتونة؟؟. مني انا؟؟..
Please&#33;
انا اخر وحدة لازم تغارين منها..
فاتن: ادري فيج
Very emotionally attached person
هيام وهي تحرك السيارة وتضحك: ما لاحظتي شي فاتن؟
فاتن: شنو؟؟
هيام: صرتي ترطنين انجليزي ..
Like me
فاتن: ههههههههههههههههههه من عاشر قوما
هيام بلهجة مضحكه: forty days baby
ههههههههههههههههههههه

وتحركوو البنتين للجامعة..

اما مساعد الي جزئيا ارتاح من المكالمة مع فاتن ظل ينتظر اكثر من هالشي.. صار له فترة واهو اللي يعبر عن مشاعره وفاتن الي ساكته. الظاهر.. صار لازم اني ارجع لها هناك.. وارجع لها وارجّع في بالها كوني موجود.. يمكن وهي بهالتحسن الي على مااظن اسمه تحسن بتتطور علاقتها معاي.. وهو يحمل جنطه اوراقه وقف شوي.. وهو يتخيل مثلا استقبال فاتن له.. ابتسم ابتسامة تبين انه يفكر بخبالة عن نفسه.. وحمل الجنطه وطلع من المكتب.. وهو يخطط لمفاجاة يحملها وياه لزيارة فاتن... بس يا ترى.. شهالمفاجاة؟؟؟
------------------------ </FONT>
&#60;&#33;-- / message --&#62;


</P></font>