<font color='#000000'><P align=center>
<FONT face="Times New Roman"><FONT color=indigo>الجزء التاسع عشر
----------------------------------
الفصل الاول
========
يوم مدرسي يديد.. ويوم صحوو ومنعش .. وقظ الناس كلها رب العالمين بنور الشمس واشعتها اللي تطاولت وتطفلت على كل بيت.. والكل استقبلها بحفاوة وبكل ترحاب.. فعلى كل حال.. الكل اهل وماكو ظيوف.. وشعور من الألفة يعم قلب الام الحبيبة.. وهي تستقبل اشعة الشمس بدريشة مطبخها.. قاعدة وبخار الجاي يعبق بريحة السكر ويا الحليب الممزوج بورق الشاي.. وهي فرحانة لسبب ما تقدر تعلمه ولا تقدر تفهمه.. ولا تفهم اسبابه.. لكن الراحةاللي عامة قلبها تحسها لاول مرة من وفاة الغالي زوجها العزيز.. ما تدري ليش تحس بوجوده في ارجاء البيت.. وكان اشعة الشمس حملته معاها.. وحملت روحه اللي خلته ينتشر في كل ارجاء البيت الحميم...

وأول الواصلين للأم السعيدة.. جراح.. أحد اسباب فخرها بالحياة.. واحد الاسباب اللي ترسم على شفاها ابتسامة السعادة..

جراح بحنية وهو يلوي على امه: صباح الورد.. محمل بالرياحين.. ومعطر بالمشمووم.. لاغلى خل على هالكون..
ام جراح: صباح الخير يمة... شصبحت عليه؟
جراح وهو يقعد على الكرسي: آآآآآآآآآآآآه والله للحين كل شي بخير.. بس في بالي شي
ام جراح: سم
جراح: سم الله عدوج.. يمة كلها يومين والترميم عندنا يعني ما قررتوا للحين وين بنروح؟
ام جراح: يمة الشور شورك انت اللي تقرر هالشي مو احنا
جراح: هاه..الحين انا قلت لج نروح شقة مفروشة ما رضيتي قلتي الا بيت العائلة
ام جراح: لا يمة وين بيت العايلة خلنا في الشقة المفروشة بس خلها جريبة من المدارس تعرف ما ابي اكون بعيدة عن عيالي
جراح: وي عليج انتي .. ماقدر عليج.. يالله عيل انا بقوم الحين..
ام جراح وهي تقوم وولدها يقوم: وين رايح يمة اشرب جايك..
جراح وهو عاقد حواجبه: لا يمة ماابي انا مادري شصادني من اكل ولا اشرب شي بعز الصبح تلوع جبدي وانتي مكرمة.. بس خليني جذي يمر علي ساعة ولا ساعتين.. بعدين اوكية
ام جراح: والله انك سوالف..
جراح وهو يبوس جبين امه: يالله يمة في امان الله..
ام جراح: فوداعت الرحمن يا وليدي... ربي حافظك..

ابتسم لها جراح وهو يطلع من البيت.. لبس نظارته وراح... ثاني الوافدين.. كان عبد العزيز وهو مفتح قميصه..

عزيز:يمة زرري قميصي..
ام جراح: وي عاد ريال عرضك عرض الباب وما تقدر تزرر قميصك؟؟
عزيز: يمة لا تسوين لي فيها سالفة يالله زرريه تعرفين احب تزريرج
الا ومناير تظهر: تحب تزريرها ولا ما تقدر تزرره من كثر ما اهو ظيج عليك..
عبد العزيز من طرف عينه: بدينا على سوالف الحريم.. ما اقول لج انطمي ولا تحاجيني؟
مناير وهي تصب لها شاي: وي وي بسم الله عليك يالريال شوي لا اتقطع من حجيك
قام ولد الحمية: والله لا اكفر بج اليوم..
ام جراح بنبرة حازمة: عزوز.. منور ويهد تركي عنج اخووج.. وانت.. من وين هالحجي.. شنو بعد بكفر بج؟؟؟ يووز عن هالحجي.. انا بس لو اعرف انت تماشي من..؟؟
مناير: يماشي من يعني.. 2pac shakoor الفريج.. سعيدوو ولا فهد اخو سمووور.. كلهم متايح وطايحين على بعض
عزيز: يمة والله لا ابجيج عليها سكتيها..
ام جراح: منور قومي ذلفي بره بسرعة
مناير بصدمة: يمة ابي افطر..
ام جراح: شيلي زحيرج وزحري برع.. يالله عن الصدعة من الصبح..

مناير وهي تحمل السليس والجبن والكوب.. وقبل لا تطلع طلعت لسانها لعبد العزيز اللي قلب جفنه لها يلوع جبدها .. وبالفعل لاعت جبددها

مناير: وي يمة المسخ
عزيز: ههههههههههههههههههههههههه ههههه
انقطعت ضحكته بضربة من يد امه: بسك
عزيز: ااااخ.. هههههههههههههههههههههه
ام جراح وهي حابسة الضحكة فيها: لا تضحك لا ينفقع الازرار بعيني..
عزيز: هههههههههههههههههههه يمة انتي وايد خفيفة تاكلين ريش؟
ام جراح بصدمة: عزوز..
عزيز: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههه

ضحكت ام جراح على ضحكة ولدها واخر عنقودها.. عبد العزيز هذا له سحر خاص.. التمرد والحمية والغرور كاسح كل شي فيه.. لكن وزنه الكبير مشكلة.. ولازم يخفضه شوي لا يكون عرضة للامراض..

عزيز بعد فترة وهو ياكل: يمة.. متى فتون بترد.. ولهت عليها..
ام جراح: والله يمة انا اكثر منك.. بس تو الناس عليها تو المدارس فاتحة
عزيز: والله ولهت عليها.. احسن من هالقرقة منوروو..
ام جراح: انت طنشها عنك وبس وكل شي بينحل.. اذا حطيت راسك براسها بتكبر المشاكل بينك وبينها
عزيز: يمة.. شنو احط راسي براسها نمشي متلازقين.. والله انتو الحريم سوالف..

وراح عنها عزيز وهي منصدمة.. واخيرا عبرت عن هالصدمة بضحكة كبيرة وهي تشيل الصحون من على الطاولة.. وحطتهم بالمغسلة وتوها تفتح الماي عليهم.. الا باحد يلمها من ورى.. انصدمت ام جراح ويوم شافت ان راس هالشخص على كتفها عرفت من اهو.. وابتسمت..

ام جراح: صباح الخير
خالد: اممممممممممممم
ام جراح: هههههههههه بسك رقاد.. ما رقدت زين يمة.. البارحة ما رديت الا بوقت متأخر
خالد بصوت ناعس: يكفيني هالكثر نوم..
ام جراح: انزين فجني شوي بغسل الصحون
خالد: خليهم يولوون.. خليني راقد...
الا مناير تدخل المطبخ: والله حالة.. انا اول مرة اشوف صبيان هالكثر دلايعة.. اصطلبووو يعل شارون العمى..
التفت لها خالد: انتي شكو.. شكوو يا القرقة يالاذاعة اللي ما تقفل.. قومي ذلفي المدرسة..
مناير: لا والله شلون اروح المدرسة وجراح طلع؟؟
ام جراح تضرب على راسها: وي يالمصيبة.. وانامثل المخدية خليته يطلع؟؟ يمة شوفه للحين برع ولا راح؟
خالد وهو يحك عيونه: لحظة بغسل ويهي..
منوور وهي تصرخ: وين تغسله وانت تغسله اكيد بيرووح؟
خالد بعصبية: عيل اطلع الشارع باللي بعيني.. الناس توها قاعدة من الرقاد
مناير بقزز: وعووووووووووو عليك والله انك اشمئزاز؟
ام جراح: انا بروح اشوفه
خالد: لا خلج انا بروح.. بس انا بروح اشوفه تدرين ما بخليج اتروحين ليش الدلع بعد..

وطلع خالد من المطبخ بعد ما شد شعر مناير..

مناير: ااااااااااااي يعل يدك الكسر..
خالد وهو يطلع من البيت: لمن تلبسين حجاب مثل البنات السنعات ما بخليج..
مناير: مو لابسة غصب اهو.. هاو؟؟

طلع خالد الا وماكو احد برع عند الكراج.. وتأفأف الحين ماكو سيارة وشلون يوصل مناير وسماهر واختها بشاير للمدرسة؟؟ وهذا جراح شلون يطلع جذي.. الا توه بيدخل له داخل عشان يتصل له.. الا نجمة بالصبح تظهر له... ووقف مكانه مثل الباهت..

كانت سماء بزي المدرسة الخاصة اللي تروحها.. تنورة رمادية وقميص كمه قصير والصخمة (الصديري اللي فوق القميص) بيدها وشعرها ذيل الحصان.. وخصلة ناعمة قصيرة على ويهها.. وشكلها كانت تراقبه لانها طلعت من البيت وهي تركض.. واول ما شافته شقت حلجها بابتسامة.. والثاني من زود حلاة ابتسامتها شق حلجه.. وتموا واقفين جذي يم بعض.. الا مناير تطلع له من البيت بزعيجها

مناير: راح موو؟؟ ادري فيه.. هالسبال ما ينطر احد.. الحين راح انا من بياخذني المدرسة.. ما اتحمل اني اغيب هالسنة لاني صراحة ابي انجح وان غبت وما سمعت شرح المدرسة مستحيل افهم الكتاب.. يا ناس انا علمي مو ادبي اللي اقدر االف فيه.. خالد خالد اشفيك انت بعد واقف...؟؟
انتبه خالد لقرقتها: ها.. شفيج؟؟ منو مات؟
مناير بظيج: مات؟؟ انا بموت.. والله حرام عليكم وصلوني المدرسة ما بقى على الدوام الا خمس دقايق.. والله حرام وينها فتووون هالحزة
خالد: جب ولا كلمة الحين بدش اتصل فيه اجوفه وين راح&#33;&#33;
الا سماء تتقرب منهم: صباح الخير
مناير: صباح النور
خالد اللي يتمنظر في ويهها السمح وعيونه مسيحة من قلب عليها: هلا .. والله

انتبهت مناير لنبرة خالد... واتعجبت؟؟ علامه هذا شوي ويسيح؟

سماء: هلا فيك..علامككم اتناجرون من الصبح
خالد بصوت ناعم لاول مرة يظهر منه: لا ولا شي.. بس جراح راح عن البنات ونسى يقطهم المدرسة؟
سماء: انزين خلهم ايوون وياي ..
خالد: لا شلون ايعبلون عليج
سماء: افا عليك شنو يعبلون احنا الا اهل..
خالد: لا لا ما نقدر نخحليكم
مناير من الوسط: لا تقدرون.. يالله سموي انا بييب جنطتي بس لازم بالاول نمر على سمسم واختها بشووورة..
سماء واهي تضحك: ان شاء الله ولا يهمج بس انتي ييبي جنطتج؟؟

وعلى طول دخلت مناير البيت تييب جنطتها.. وسماء ظلت واقفة ويا خالد اللي كان مبهت وهو يناظرها.. وهي مستحية وميتة من الوناسة عليه..

سماء: شفيك تناظرني جذي؟
خالد وهو عاقد حواجبه والصوت الجديد يظهر منه: شلون؟
سما: جذي.. جنك اول مرة تشوفني بحياتك..
خالد: لا والله عادي..ليش.؟؟ انتي تحسينها غير..
سماء: اي احسها غير.. مو مثل قبل.. جنك جايف شي يلوع جبدك..
خالد: والله انتي للحين تلوعين الجبد
سماء بصدمة : ها؟؟
خالد وهو مستمتع: اي للحين تلوعين الجبد.. انا اللا اجاملج بهالنظرات.. ابي احسسج انج تغيرتي.. بس انتي مثل ما انتي؟
سماء وهي تضيج بعيونها: انا ؟؟؟؟ الله يخليك.. ان جان انا الوع الجبد انت بكبرك قزز..
خالد :ها ها ها .. ( وهو يتسند على عمود الباب اليساري) فشر.. انا احلى منج على فكرة؟
سماء وهي تتخصر: لا والله؟؟
خالد وهو ميت عليها: اي والله... بس تدرين شي..
سماء: شنو؟؟
اصطلب خالد مرة ثانية وهو يمشي صوبها على مقربة: انا احلى منج.. لكنج انتي.. حياتي كلها.. وشنو احلى منج انتي يا حياتي؟؟

انصدمت سماء من كلام خالد.. وتصلبت عروقها كلها.. ولا اراديا ابتسمت لخالد وهو تنزل عيونها عنه.. وهو يقرب راسه منها عن بعد..

خالد: شنو انا غلطان؟؟
سماء وهي تاخذ نفس عنه: بس عاد يالله.. وايد عطيتك ويه..
خالد: ليش.. مو انتي حبيب...
الا ومناير تقطعهم: يالله انا كاني زهبت..

وسماء اللي حاست بفمها.. لان خالد كان توه بيقول لها شي.. ولاحظ خالد ظيجها وفرح عليها من خاطره وكسرته بعد شوي.. لانها عطشانة للحب والاهتمام بطريقة تخلي الواحد تتخشع حناياه..

مناير: وينها سيارتكم..
سماء: دقايق بس اييب اغراضي واخلي السايق يطلعها من الكاراج..
مناير بغبطة: واااااااااو وناسة يعني بنروح في سيارة كشخة؟؟
خالد: عيب..
سماء: شنو السيارة الكشخة ؟؟ نفسها نفس العادية.. الا ان المكيف ابرد..
مناير: يامعودة خلي هالكلام لج.. انتي شابعة منهم.. خلينا احنا اللي نستانس.. وي اناااااااسة..

سماء من كلام مناير تظايقت شوي وبينت هالظيج بابتسامة لكن خالد نظرا لقربه العاطفي الجديد من سماء خلاه يحس لها ويفهم ان كلام مناير جرحها.. يمكن هالكلام مايجرح لكن البنت اللي مثل سماء.. ظروفها باينة على ويهها حتى لو ما شكت او تحجت لاحد .. ذم مناير في خاطره وحز بقلبه ان سماء تزعل..

سماء بنبرة حزينة شوي: عن اذنكم بس اروح اييب اغراضي...

وراحت سماء عنهم وعيون خالد لازقة فيها والقهر في قلبه يصب من حزنها.. يا الله يحس ان قلبه يتقطع.. كل هذا لانها زعلانة؟؟

ويصيد منوور: انتي يالهيسة (تتبعها مسكة لشعرها)
مناير تصرخ: ااااااي.. خل شعري خلخل الله ظروسك..
خالد: عيل ليش لسانج هذا اللي متبري منج ينطق.. ما تفهمين .. ماكو مشاعر صخر انتي اللي في بالج تهدينه هد الله بطنج.
مناير وهي تنعز يد خالد عنها: اووووووووه تراك مصختها يا اخي.. شيل يدك لا والله
خالد: والله شنو ها ( وهو يقوي على يده)
مناير بصوت كسير: ترى ببببببجييييي خلوووووووووود..
خالد وهو يفجها: مالت عليج ياليربة.. والله انج حمارة. زين فيني اني خليتج والله لا انقف لج هالشعر..
مناير وهي تسحب شعرها من تحت: شتنقف موكفاية عليك كل هالشعر طاح مني..
خالد: احسن لج ان عدتيها مرة ثانية لا احلحسج مثل الخروووف..
مناير وهو تصر على ظروسها: يا بو عرعوور دييج
ويمسكها خالد مرة ثانية: شنو يالعوووووووبة؟؟

صوت من البعيد ياهم: ياخلي خل البنت حرام عليك..
والتفت خالد للصوت وتهللت اساريره من الفرح: هلا والله بمشعلووووووووووووووه..

وراح خالد يلم مشعل بفرررح والثاني اللي من شاف بيت بو جراح نزفت جروح قلبه مرة ثانية وصرخ باله باسمها... فاتن.. ومناير اللي يوم شافت مشعل ظلت ساكتة مكانها وحواجبها معقدة وهي تناظر مشعل وخالد واستقباله المرح..

خالد: مالت عليك يالقاطع والله انك ما تستحي..
مشعل يبتسم بخفة: لا شدعوة والله استحي..
خالد: انا اراهنك انك ما تستحي..
مشعل وهو يمثل بالحيا: والله.. صدقني شووف انا استحي.. لا تخليني اصيح الحين..
خالد: هههههههههههههههاااي مالت عليك.. والله ولهنا عليك من زمان ما شفناك..
مشعل بابتسامة وهو يحك لحيته الخفيفة: لا بس شوي اشغال والحين كاني رديت.. وايد هملت اختي ووايد ابتعدت عنها.. ما ادري شعلامها ولا شخبارها..
خالد: هذا هو عين الصح..

الا وسماء طلعت من البيت والسايق يفتح باب الكاراج الالكتروني.. واول ما شافت مشعل اللي التفت لها وقفت مكانها من الصدمة.. بعدها على طول طارت لاخوها اللي راح لها عند البيت.. ابتسم لها وهي على طول لمته ولوت عليه...

مشعل: استحي عاد عيب
سماء وهي شوي تبجي: شعووووووول حبيبي والله ولهت عليك يالكريه يالعووووي..
مشعل يضحك: ههههههههههه الحين كل هذا فيني.. يالله مع السلامة برد الشاليه
تسحبه من يده سماء: لا والله ما صدقت على الله انك رديت بتروح...
مشعل: عهههههههههه عيل هذا استقبال ويا ويهج.. تعال شعول.. ولهت عليك ومادري شنو..
سماء بحياء: يالله عاد والله من الصدمة ما عرفت شقول... والله ولهانه عليك يالكريه
مشعل يفق عيونه:ها؟؟
تحط يدها على ثمها مثل اليهال: مو قصدي والله هههههههههههه
مشعل: هههههههههههههههههههههههه يالله وريني عرض اجتافج وللمدرسة (بصوت حازم) يالله
سماء: وي بسم الله كاني رايحة.. (تناظر مناير اللي واقفة عند خالد) يالله منووور..
مناير قبل لا تروح لسماء تكلم خالد اللي عيونه لازقة فيهم وهو عاقد حواجبه: وايد تحب اخوها موو؟؟
خالد بتفكير عميق: اي... الظاهر.. انها وايد تحبه.. وايد...

مافهمت مناير اللي قاله خالد وراحت عنه بكل هدوء للسيارة وهي تمشي جدام مشعل وتركب السيارة.. وخالد كان مستغرب او يمكن متخوف بعض الشي.. هذي مب اول مرة يشوف التآخي بين سماء ومشعل.. مرة شافهم قبل.. بس يا ترى.. اخوة مشعل لسماء راح تكون عائق في سبيل الحصول على اخته.. اهو اكيد طيب وارفيجنا ويعرف لنا اكثر من اي احد ثاني.. بس يظل اهو ولد القصر.. وتظل اخته اهم شي عندهم.. وما يبون لها الا الزين... لا لا.. انا اكيد مزودها شوي.. هذا شي مو وراد بهالوقت.. لكن والله... وانا كاني احلف.. ان محديقدر يوقف في طريجي.. لا بغيت اتليعن والله محد راح يوقف في دربي.. سمحتلهم ويا فاتن.. لكن سماء.. مستحيل تروح من يدي...

كان هذا اخر ما بدر في بال خالد وهو يناظر القصر وكانه قطعة حجر ما تسوى منه ولا شي... ودخل البيت.. والله العالم.. بعد هذاك الصبح الجميل.. اي نوع من العواصف بتهب..
-----------------------------
على غير العوايد اليوم مثل ما جفنا قبل ان جراح طلع من البيت من غير ما ينتظر اخته يوصلها للمدرسة طلع من البيت وهو شاكر ربه ان محد حسله بشي.. راح اليوم الجامعة من وقت.. لانه محتاج محتاج انه يقعد ويا مريم ويكلمها بموضوع مهم جدا... صار له اهو جم يوم يفكر بالموضوع وخلاص.. لمتى بصبر.. انا صغير بس اهم شي اخذ البنت.. ما خليها تطير من يدي جذي.. البنت كل ما كبرت كل ما صار الوضع اخطر.. خلني من الحين القطها قبل ما ياخذها غيري..

وظل قاعد في السيارة وهو يراقب السيارات اللي عند باركات اولياء الامور وهو يراقبهم... رافع ريله على السيت وهو منكمش ويتسمع كم اغنية.. وعيونه تراقب السيارات.. الداخلة والطالعة.. اللي يعرفه ان مريم تروح الجامعة من الصبح.. واكيد اليوم بيشووفها.. وتوه على هالافكار جان تشتغل الاغنية الاكثر تفضيلا عنده.."يـاعمري انـا فديـتك انــا ياريتك هنا وياي.. حياتـي انا عذاب وهنا وقربك منا دنياي.. تدلل حبيبي وتامر امر..
جراح: اي والله
اعيش بصحاري واروح القمر
جراح: خوش والله
تدلل حبيبي وتامر امر .. اعيش بصحاري واروح
جراح: تروح
حبيبي ارووح
جراح: تروح
واروح القمر انا ارووح انا ارووح..

جراح وهو يدندن ويا الاغنية شاف سيارة لؤي الشيفي بلايزر.. وما صدق روحه ونقز مرة وحدة... طالع روحه بالمنظرة ورتب شعره الاسود الانيق ورتب الشوارب الكلاسيك بصبعه واللحيه الخفيفة اللي صارت موضة بالنسبة له.. وجيك ويهه يمين ويسار ابتسم الابتسامة التوم كروزيه وطلع.. وهو يرفع اكتافه وينزلها كانه بيروح الحرب... وتم يمشى... لمن وصل الى الممر الي يمشون فيه الطلاب من السيارات لداخل الحرم الجامعي.. وتم يناظر يعيونه او يدور على خيال لمريم.. وشاف بنات وايدات بس وحدة منهم كانت لابسه عباية واكيد اهي.. واللي خلاه يتأكد انها كانت لابسة شال.. ومرة وحدة طاح من على طرفها وفرت ويهها للجهة اللي تبي تعدله منها وشاف ويهها وتروووش ويهه.. وردت مريم كملت مسيرتها وجراح وراها.. تمت تمشي مريم بطول الكلية عشان تروح عند اللوكرات.. تقط الكتب الي يابتها وتاخذ المعنية للمحاظرة الياية وجراح وراها.. يمشي وكأنه مو حاسس بالدنيا يناظرها وهو مفتخر بها وكيف انها حتى عيونها ما ترفعها من وسط الجماهير.. وكيف ان البنات اللي متواجدين في الكلية يختلفون تمام الاختلاف عن مريم لانها احسن منهم وأأدب منهم.. اااه عليج يا مرتي.. ما انلام لو اقول اني احبج..

وفجأة اختفت مريم عن عيون جراح.. وتم يدورها ويدور اثرها من بين الناس.. وما شاف منها شي.. اهو يعرف مكان اللوكرات بس استحى انه يروح لهالهناك.. بس اهو يبيها فيموضوع حيل مهم بالنسبة له.. موضوع يتعلق بقرار مصيري مهم.. وتم واقف مكانه وهو ينتظرها يمكن تظهر له مرة ثانية...

صوت من قريب خلاه يجفل: مفاجاة صراحة؟؟
انتبه للصوت الانثوي جراح.. والتفت لها.. وتجمد مكانه..: ... اي والله... شلونج غزلان..؟؟ (وبطنه يعوره لانه مريم ماصار لها من اختفت الا ثواني ياخوفه لو تظهر له بهاللحظة)
غزلان بحبور: ولله انا بخير دامني شفتك.. اوبس .. اقصد بشوفتكم الا هني بالجامعة.. اللي سمعته انك انسحبت؟؟
جراح بتوتر: اي.. انا انسحبت بس.. عندي جم شغلة اسويها هني.. و... ربعي مواعدهم اليوم و... الا انتي شتسوين هني؟
غزلان: لا انا ما ادري هني... انا يايه بس جذي ويا ارفيجاتي.. وبس جفتج.. (بنظرة اعجاب) ما قاومت وييتك اسلم عليك..
جراح يبتسم لها بتوتر ... لو ما ييتي كان احسن: هلا فيج والله من طيب اصلج...

الا ومريم تطلع من جهة اللوكرات وهي ترتب الشال على اجتافها.. وعلى وشك انها تطوف من جهة جراح وغزلان من غير ما ترفع عيونها.. ما صدق جراح ان هالشي يصير معاه وللمرة الثانية.. لا مستحيل مريم تشوفني واقف هني.. وفجأة لف على غزلان وعطا مريم ظهره..

جراح: الا ما قلتيلي عزلان انتي شتدرسين..
غزلان وهي مندهشة من التفافة جراح السريعة.. ولكونها صارت بموقعه الاصلي انتبهت للي طافت من طرفهم من غير ما اهي تنتبه لهم.. مريم ما غيرها.. ورفعت عيونها لجراح اللي كانت عيونه على طرف محجرها.. وكأنها تراقب اللي يطوف من جانبها.. ورفعت حاجبها بقهر

غزلان: انا ادرس فنون...
جراح يازعم مهتم: والله.. اي نوع؟؟
عزلان: الرسم... المائي..
جراح وهو يعقد ذراعاته وهو يمد يده لحنجه بحركة الاهتمام: اهاا... شي ممتع..
ويحرك عيونه يلجهة اليمين وشاف مريم انها مبتعدة وعلى طول فكر انه يشيل عليه..

جراح: كان من الحلو اني اشوفج الصبح يا غزلان.. تحملي بروحج واشوفج على خير...
غزلان بقهر: وانا بعد كان.....

ومشى على طول قبل لا يترك المجال لغزلان انها ترد عليه.. وبعد ما مشى عنها كملتها..

غزلان: كان من الاحلى.. والاعز...

نزلت راسها بحزن وظيج كبير يعم فيها.. وهي تراقب جراح يتبع مريم في خطاها.. وفجأة تذكرت كلام سماء لها.. "مريم لجراح وجراح لمريم قبل لا تكونين موجودة"... وشلون انها كانت واثقة من هالشي.. لمن تكون البنت مينونة الريال شي سهل.. لكن لمن يكون الريال مينون البنت.. هذا شي ولا بسهولة الجبال.. لكن.. اللي يصبر ينال.. وانا بصبر وبنال.. وين بتروح مني يا جراح...

الا يات ارفيجة غزلان لها وراحت وياها من بعد ما ابعدت غيوم الحزن عنها بهالوعيد.. والله العالم باللي راح تقوم فيه غزلان عشان تحقق اللي في بالها..
===================
من بعد ذاك اليوم العنيف.. اللي مر فيه كلا من مساعد وفاتن.. اول شي سووه من بعد ما رجعوا البيت-من بعد الصلاة- اهو النوووم العميق... فاتن اللي من دخلت دارها بالغصب غيرت هدومها وصلت صلاه ربها واستسلمت للنوم من غير لحاف... ومساعد بالمثل.. بس قبل لا يرقد كان لازم ياخذ له سبوح من بعد الغطس اللي غطسه بالبحر.. وكان هذا الشي اكبر علاج له عشان يهدي اعصابه.. ومثل الشي صار له مع فاتن.. ما ارهق نفسه من بعدالصلاة بالتفكير او اي شي الا لدقيقة وحدة يوم فكر بفاتن.. وفكر انها اكيد تعبانة.. وراح عند الجدار الفاصل بينهم ووقف وهو يحاول يسمع صوت او حركة.. لا شي.. الهدوء الساكن وبس.. ابتسم لهالشي وراح على سريره.. لم الوسادة الخالية.. ونام...

على تنبيه صلاة الفجر.. اوتعت فاتن بعيون فزعة تدور على مصدر الصوت عشان تنهيه.. ويوم لقته ضغطت على الحبة بسرعه... وحطت راسها مرة ثانية.. لكن من بعد هذاك الصوت المدوي في عز النوم.. وتقلصات اليوع اللي هاجمتها.. ما قدرت فاتن الا انها تتخلى عن الدفوة وعبق النووم اللذيذ.. وتقوم وتصلي صلاه ربها وتاكل لها شي.. بعدين ترد مرة ثانية للنوم...

صار لها وقت واهي تتقلب.. لمن حست بانها خلاص اوتعت بنسبه 70 بال100 وراحت عن الدفوى.. لبست الروب القطني الماهوغني.. وطلعت من الدار وهي تهدي من شعرها.. وشافت مساعد طالع من الحمام وهو مكمل وضوء.. وأول ما شافته تمت واقفة تناظره واهو الثاني بعد يناظرها.. ابتسم لها.. ويوم مر من صوبها

مساعد بصوت اقرب للهمس: اول مرة اصحى قبلج...
فاتن وهي تبتسم لهالشي.. لانه بالفعل: اول مرة.. واخر مرة..

ضحك مساعد وهو يدخل الغرفة وفاتن تسمع رنة ضحكته.. ومن بعد ما دخل الغرفة وقفت وهي تناظر خياله.. وتبتسم.. هزت راسها ودخلت الحمام..

غسلت ويهها وتوضت للصلاة وطلعت من الحمام وهي تسبح باسم الله.. وعبق غريب سرى في الشقة خلاها تتذكر جو بيتهم في مثل هالوقت.. بحياة ابوها.. الله... ما اجمل هالاحساس.. ريحة الذكريات لمن تسري في الدم وتنعشه.. تخلي الانسان يحس بالنشوى والفرحة الله يدوم هالشعور..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وقليل من البسملة والدعاء اللي نطقت به فاتن.. ومن بعدها .. فرغت من الصلاة... وما قدرت تتم اكثر لان عصافير بطنها بتزقزق.. وطلعت من الغرفة على طول وشافت مساعد واقف بالمطبخ.. وعلى طول راحت هناك وهي تنتفض مكانها من البروودة...

فاتن: شطابخ؟
مساعد: ولا شي بس توست ويا زبد.. انطر التوست..
فاتن وهي تروح عند الثلاجة: انا مادري يمكن اكنس الثلاجة كلها.. يووووع يا ناس..

ضحك مساعد عليها وتوه بينطق بشي.. اهو ياما عرض عليها الاكل بالرحلة لكن اهي وعنادها ما خلووه حتى يخدمها بابسط الاشياء..

فاتن وهي تشرب من الكوب اللي على الطاولة من بعد ما صبت فيه العصير: وايد برد&#33;&#33;&#33;&#33;
مساعد وهو يلف براسه بس للدفاية اللي في الصالة: التدفئة مسكرة.. بروح اشغلها..
فاتن وهي تناظره : مشكور..
مساعد يبتسم: العفو...

امممم.. شي غريب في مساعد.. هذا اللي فكرت به فاتن وهي عاقدة حواجبها وتراقبه شلون يفتح التدفئة.. كلها الا دقايق والدفء عم المكان وسرى بالصالة وخلاها تكتسي بحلا الدفوة.. وانتعشت فاتن بسببها.. لكن مساعد كان رسمي معاها زيادة عن اللزوم.. مو رسمي لكن فيه شوية من الرسمية.. والروتينية..
يوم زهب التوست..

مساعد: ماتبين؟؟
فاتن: بسوي لي الحين..
مساعد خذي هذا وانا بسوي لج..
فاتن: لا شنو اخذه الحين بسوي لي شي ما يخطر على بالك..
مساعد يبتسم: ما اشك بهالشي...

استغربت فاتن بزياداها..

وراح وهو يحمل قلاص العصير لغرفته وقبل لا يدخل..: تصبحين على خير..
فاتن باستغراب: وانت من اهل الخير..

وصار الغير متوقع.. لاول مرة من تواجده معاها في نفس البيت مساعد يسكر باب الغرفة... انصدمت فاتن بكل معنى الكلمة.. شهالبرووود والله من بعد هالدفوة كلها بردت من تصرفات مساعد.. بالعادة يكون اكثر حميمية من جذي&#33;&#33; شفيه.. لا يكون للحين حاط في باله سالفة اليخت.. تراني قلت له اني اسفة واني مو زعلانة ... ليش.. شفيه يا ربي... والله غريبة.. صج ان الناس احوال ومسرع ما تتبدل احوالهم .. بسرعة البرق.. الله يعين بس.. الله يعين..

وبظيج غييير مفهووم في بال فاتن سوت لها توست واحد من بعد ما كانت تحس بالجوع.. مسحته بالزبدة الكثيفة تمت تاكل فيه وهي في المطبخ وعيونها على باب دار مساعد.. مستغربه او مستهجنة هالبرود اللي فيه.. انا اللي لاول مرة احس بالألفة وياي يقوم اهو ويعاملني بغرابة.. وكأني انسانة ما يعرفها الا بشكل سطحي.. ما جني زوجته...
نزلت يدها في ذيج اللحظة فاتن... زوجته؟ظ شهالاعتراف الخطير اللي يمكن نطق به لسانها على زلة... زوجته&#33; زوجة مساعد.. لاول مرة بحياتي .. لاول مرة من يوم عرفته للحين انطق بهالشي.. اعترف بهالشي من بعد ما كنت ارفضه تمام الرفض.. يمة شفيني.. لايكون حايشني فايروس ولا وباء... اعوذ بالله.. .
شبع غريب وعجيب هاجم معدة فاتن لدرجة انها حست بالتخمة وكأنها ندمت على اللي اكلته.. وردت كل شي مكانه ونظفت من وراها.. وهي عاقدة حواجبها دخلت دارها وخلت الباب مفتوح على خفة..
وهي غرقانة بالتفكير شلعت الروب عنها وحطته عند احد عواميد السرير.. يا الله شفيه مساعد اليوم وياي.. لا يكون بس هذا تنفيذ لكلامه انه بيخليني على راحتي.. على راحتي مو يتجاهلني.. زين انا شاللي مظايقني من هالموضوع.. انا صج قلت له ابي راحتي بس ما بغيته يتغير علي جذي.. بعدني محتاجة اني اعرفه واتعرف عليه اكثر.. مو معناته على راحتي يعني انقلع ولا توريني عرض اجتافك ولا حاجيتني حاجني جني سكرتيرة.. ولا زميلة عمل.. وانقلب الاستغراب والاستهجان في فاتن الى غضب.. اووووف والله حالة .. انا يعني ما اطلع من شي الا ادخل في شي ثاني.. قسم بالله...

بغضب رفعت اللحاف وغطت فيه راسها ومن بعده التكية حطتها على ويهها .. تغصيب لنفسها بالنوم وترك هالافكار اللي تحس بشواذها بعقلها.. وكيف انها غير مرغوبه في حسيتها لكن غصبن عنها تتولد بعنف.. وكلها على من.. على مساعد... اووووف مليت يا مخي مساعد مساعد مساعد.. خلني شوي انام والله مالي مزاااج..

لحظات من السكووون العقلي وعيونها مشدودة من تحت اللحاف... سكنت مشاعر فاتن الهايجة لدقايق وحركت التكيه عن راسها وشوي شوي نزلت اللحاف عن ويهها.. وبعيونها اللي تتنقل من جانب المحجر الى الجانب الثاني.. وتذكرت سلسلة الذهب اللي عطاها اياه مساعد.. مو السلسلة الدبلة.. وسحبت الجنطة الي كانت على الطاولة وطلعتها منها.. رمت الجنطه على الطرف ابعيد من السرير وطلعت السلسلة من الكيس المخملي الاسود وهي تسحبها بتأني. لمن تدلدل الثقل اللي اهو الدبلة.. وشافتها شلون تلمع وتكون الاف الالوان في كل التفافة.. بعيون مرتاحة وشبح ابتسامة راقبت فاتن الدبلة وجربتها منها وطالعت من داخل الدبلة.. ما شافت لا اسم ولا شي.. ولا تاريخ ولا عنوان.. مثل كل المعاريس يسوون.. حركة اجنبيه لكنها رائجة.. وحزنت.. كل اثنين لا تزوجوا يهبون بهالحركة تيمنا ببعض.. وتقريب لانفسهم من بعضهم.. لكن انا.. انا حتى هالخطوة ما خطيتها تجاه هالانسان.. حسسته اني ابيه بعيد مني لدرجة انه تأقلم مع هالوضع.. وكاني احصل النتايج العكسية من الشي الي كنت ابيه.. اااااه يا قلبي.. والله اني تعبت.. تعبت.. عمري ما طاف العشرين سنة وانا احس اني امر بهموم الثلاثين ولا الاربعين.. يالله كل شي وله سبب.. وهي تراقب الدبلة كيف تتراقص وتتدلى من السلسلة... غابت فاتن في نومة الهدوء... تاركة وراها قلب الله اعلم بحاله.. رغم بروده الا انه يعيش بنار هائجة..

عاد انه حمل وياه الاكل عشان ياكله.. من بعد معاملته الجافة لفاتن اتخمت معدة مساعد.. وما عاد يقدر ياكل شي.. حط الصحن على طرف السرير وحمل الكوب وراح لعند الجامة العريضة.. يتمنظر في فجر بوسطن الشاعري.. وهو يحس بالنار تتأجج في اطرافه.. فاتن كانت تحس بالبرود.. اما انا كنت احترق من داخلي.. شلون بصبر.. انا قلت بصبر لكن هالشي مستحيل.. هالشي صعب بالنسبة لي.. انا ما تعودت اصبر.. وانا وعدتها اني اصبر.. لكن.. ما اقدر.. صعب علي اعيش معاها في نفس المكان.. صعب علي اصبر وانا اجابلها.. يبيلي ارووح عنها صج.. اخليها على راحتها .. تتصرف مثل ما تبي.. تفكر مثل ماتبي.. تعيش حياتها مثل ما تبي.. بس بشرط انها تنفذ اللي اتفقت فيه وياي.. والا انا ما راح اقدر اضبط نفسي.. يمكن حتى انتحر..

يا للكبتة اللي يمر فيها مساعد وكيف ان مشاعره تخونه في ابسط اللحظات.. يطلب المستحيل.. يطلب حب فاتن ويطلب حنية فاتن.. لكن هالشي صعب.. صعب البنت تحبه بهالسرعة.. ويا كل شي اهو سواااه عشان يألمها.. اهو ما حس بهالشي لكن هذا الشي حقيقي.. اهو آلمها.. واللي يفترق عن موطنه وعن اهله وعن احلام يمكن رسمها بعناء وحفرها بجدران الزمن.. صعب انه يتخلى عنها بالساهل.. لكن اهو سوى اللي سواه وماكو مجال للتأسف.. من جذي.. اهو لازم يبتعد عنه.. يكفر عن ذنوبه اللي اقترفها بحق فاتن.. يترك لها الخيار والحرية انها تقرر باللي تبيه... حتى لو كان هالشي معناته.. موتي من جديد.. خلاص.. لمتى بحبسها.. خلني انا اللي اموت.. وفاتن تفرح.. ما بقدر اني الجمها اكثر من جذي.. ما بقدر..

وراح عند التلفون اللي بداره.. واتصل في شركة الطيران وحجز له تذكرة رجوع للكويت.. والرحلة تحددت .. عالساعة 10 بالصبح.. ياله تكون فاتن فيها راقدة.. ما عندها جامعة ولا برامج.. بروح عنها وبخليها تنعم بحريتها من بعد التكبيل اللي عانته وياي..

استغل فرصة ان النوم استحال على عيونه.. جمع اغراضه بحزن وجهد عظيم.. رتب اغراضه ولمها بالجناط.. لبس له ملابس تناسب الجو والرحلة.. وكانت لسبب ما تعكس حالته النفسية.. بلوزة سودة وبانطلون رمادي وجاكيت مطري جلدي اسود.. واللفافة الرمادية على رقبته.. والساعة طقت على السبع.. فكر انه يروح من غير ما يخبر فاتن.. لكن .. ما هان على قلبه.. ولازم يخبرها.. ياربي اتصل فيها وانا في المطار.. ولا... مادري... خلني اكتب لها ملاحظة... وشوي شوي تشجعت الفكرة في باله.. وعلى طول راح عند الدرج وطلعت دفتر.. يمكن يصلح للجروسري ليست.. لكن ما يهم اهم شي انه يكتب لفاتن خبر سفره.. ويتعذر لها باي شي.. يتعذر؟؟ لا.. انا عمري ما تعذرت والاعذار ماهي من طبايعي.. انا بكتب لها الصراحة واهي بتقدرها اكثر من الاعذار..

كمل مساعد الملاحظة اللي طالت يمكن.. وطوى الورقة وهو يطع من داره لدار فاتن.. الحمد لله الباب كان مفتووح.. دخل على هدوء وهو يراقبها.. وكانت ماعطته ظهرها وغايصة في النوم على الطرف الثاني.. حمد ربه مساعد على هالشي.. لانه كان في صالحه.. حط الورقة على الطاولة واخذ نوع من المجسم الكريستالي وحطاه كثقل على الورقة.. وتوه بيرتفع الا وتلتفت فاتن للطرف الي اهو كان واقف فيه.. وتلتفت معاها يدها اللي كانت ماسكة السلسله ومشتبكة باصابعها.. والدبلة تتدلى منها.. فتح مساعد حلجه باستغراب ويمكن بدهشة.. وفرحة نسبية سرت فيه.. ان تكون الدبلة عندها شي لكنها حاملتها في يدها دليل على انها جادة في مسألة التفكير.. وهذا الشي كان الكفيل انه يبعد ثلث الحزن الي كان عامر فيه.. ونشر مكانه الحبور والامتنان.. يالله شكثر احس نفسي بسيط جدام هالبنت.. يمكن بسبب بساطتها الاخاذة.. وابتسم.. انحنى على فاتن وباسها على جبينها..

وبصوت اقرب للهمس..:تصبحين على خير.. يا حبيبي

وطلع من الدار مساعد.. وفي قلبه ملايين الاحزان والافراح اللي كانت تتراقص في وداع اليم وفراق فجيع.. لمعت الدمعات بعيونه وهو حامل جنطته.. فتح الباب ووقف دقايق عنده وهو يتذكر تواجد فاتن في المكان.. وايامه الي مضت وياها .. وابتسم.. ان كانلي نصيب.. راج ترجع هالايام.. وان ما كان لي نصيب... بتكون مثل الكنز المحمي .. في كهف قلبي..

طلع وهو مسكر الباب.. قفله وسحب المفتاح وياه.. علما بالنسخة اللي يحتفظون فيها عند الدرج اللي يم الباب..

وبهذاك الصبح البرد... افترق مساعد حسيا عن منشد قلبه.. وحس بالاختناق والكره.. لكنه ملزم على هالشي.. الانسان لازم يضحي في سبيل حصوله على اشياء.. وان كان تضحيته هذي متمثلة انه يترك فاتن لحالها في غربة اهو وصلها لها.. فهو لازم يتحمل هالغلط.. وان ما تحمله من راح يتحمله... خلاص.. اللي الله مقدره بيصير.. ومستحيل احد يغير القضاء والقدر.. </FONT>=============================== </FONT>&#60;&#33;-- / message --&#62;


</P></font>