نـَـظرت اليها بتمعن ... هي ليست على مايرام ، هاتان العينان فيهما شيء مختلف ... ليستا كالعادة مرحتين...
وضعت فنجان القهوه جانبا ثم خاطبتها قائله بنبـــرة ٍ متسائله : عيل بو مايد وين محد يشوفه ...؟
انتفضت هي حتى كادت أن تــُسقـِط ( دلــّة القهوه ) من يسراها الممسكةِ بها ، وقد تفاجــأت من السؤال الذي طرحته عليها واجابت بنره مضطربه : ...نعم اميه ؟؟ هيه خليفه ظهر ويا ربعه ... بغيتي شي منه ؟؟
تنهدت والدتها ..لقد تاكدت لها الشكوك...امرأة ُخبرت الحياه مثلها تعلم أن شيئا ما ليس على مايرام ..ثــَـمة شيء في حياة هذه الصغيره وزوجها ، تنهدت مرة ثانيه ثم سالتها قائله : كلثم ...بلاج ..خليفه امسوي شي ؟؟ اجوفه هب الاولي .. يظهر من البيت وايد ، وصارله اكثر عن شهر ما يا عندنا البيت بس ايوصلج ويسير ، احيده اول يزقرني اميه .. والحينه قطعنا مره وحده ...
صمتت كلثم إزاء تلك الاسئله التي طرحتها والدتها ، نعم كل ماقالته والدتها صحيح فزوجها خليفه ( بومايد ) تغيرت طباعه بعد سنتين من زواجهما لم يعد ذلك الحنون الذي تعودت ان تراه مبتسما ً، والذي يعامل اهلها كانهم اخوته وهو الذي انحرم من الإ ِخــــــوه .....خليفه تغير ...
(( لين متى بتصخين )) ؟؟
انتفضت للمره الثانيه إثر هتاف والدتها ثم اجابت بسرعه : اميه الله يخليج بس ..اللي فيني كافيني ...
قالت لها والدتها : يعني كلامي صحيح ..في شي مستوي بينج وبين ريلج ...كلثم تحملي على عمرج عن ايودّرج ريلج ...
رفعت ابنتها عينيها والتي غمرتهما مسحة ُ من الدموع نحوها ورددت عبارتها الاخيره وقد تفاجــأت : إيودّرني ؟؟ زين وولده مايد.... بيهون عليه يتركه ؟؟
هزت والدتها رأسها وقالت : شي رياييل طلقوا حريمهم وما همهم العيال .... وهانت عليهم العشره ....
صمتت كلثم بعد عبارة والدتها الاخيره ........ والقلق يغمرها ...
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
هاهو الان خارج المنزل ، يشعر براحة غريبه تعتريه ، لذلك نراه مسندا ً رأسه على مقعد السياره مغمض العينين .. ، كان مستغرقا في التفكير حينما سمع طرقا ً خفيفا ً على زجاج السياره ..، فتح عينيه ورأى ذلك الشاب ممتليء القوام ذو الوجه الباسم يطالعه من خلف الزجاج ، امتعض قليلا لمرآه وخفض زجاج سيارته قائلا ً: خير شو عندك ؟؟
ضحك ذلك الممتليء واجابه قائلا ً : انا قلت بعد انك بومايد ...عرفتك من الموتر ...ماشالله شو هالكشخه ؟؟
هز خليفه رأسه بسرعه وقال : هيه نعم انا خليفه وعن الهباله يا سعود ...اسلوبك هذا ماحبه ....تقدر اتقولي شلي يابك الحينه هنيه ؟؟
اشار اليه سعود باصبعه المكتنزه وقال : ابويه انا اعرفك . هالكشخه وراها شي ...
قال ذلك ثم تلــفــّــت حوله في حركة ٍ مفتعله وهمس همسا ً كمن لا يريد ان يسمعه احد : خليفه انت امواعد من ورا ام مايد الظاهر ...اخويه تراك ريال متزوج هالحركات ودرها ....خلها حق العزابيه شراتي .....
صمت خليفه لبرهه ثم تساءل كمن انتبه لشيء ما : ام مايد ؟؟؟ و تطلع الى ساعته ثم قال لصديقه الواقف بجوار السياره : سعود اركب ...ابا ارمسك ...
زالت معالم المزاح من وجه سعود وهو يلبي طلب صديق طفولته خليفه وجلس الى جواره داخل السياره ... وساله قائلا ً : خير بو مايد فيك شي اخويه ؟؟
هرش خليفه انفه بسبابته ثم قال : تدري اني تعذبت لين ما تزوجت ام مايد ... واشكثر تعبت عسب اني اخذها....
اجابه سعود قائلا ً: اذكر انها جانت بنت ييرانكم ، واعرف انك حبيتها من ايام الثانوي ....
وابتسم وهو يضيف : تذكر خليفه يوم كنا نلحق باص البنات ؟؟؟ اسميها ايام ... نشرد من المدرسه ونسيرناكل براتا وكيما ..تذكر ؟؟ كنا نسوق سيارة اخويه العود ونحن ماعندنا لياسن ...
ابتسم خليفه بركن شفته وهو يسترجع ايام شبابه الاولى ... ثم حدث صديقه قائلا : اكيد مابنسى هذيج الايام ...ايام حبي ... الله ياسعود ... اذكر يوم رميتلها رساله مره في طريجها واهيه نازله من الباص ...والله انها ماشالتها الا داستها وكملت طريجها لين بيتهم ....واتعلقت فيها اكثر ....
فرك سعود كفيه ببعضهما وهو يقول صاكا على اسنانه : ابويه قصر على مكيف موترك ...بتجمد جذه انا ....
ضربه خليفه بيده وهو يقول : زين اذكر الله ... اقساطها بعدها مب امخلصه ... والحينه اتركنا من سالفة المكيف خلني ارمسك ...
رفع سعود حاجبيه وقال : يعني لين الحينه بعدك مارمست ؟؟
اجاب خليفه بسرعه : المهم انا تزوجت حرمتي عن حب ... وانا ماانكر اني احبها لين الحينه .. بس مادري ياخي في شي متغير في حياتي ... راحت هذيج الوناسه مابينا ... خاصه عقب ما شرف ولي العهد مايد ... صرت اشوف ام مايد غير عن قبل ... جنها افقدت شي ....
همس له سعود وقال : تقصد يعني انها تغيرت عليك ....صارت ماتحبك ؟؟
لوح خليفه بكفه نافيا وقال : لالا بالعكس والله انها طيبه ...بس مادري ... بصراحه ماصارت تجذبني شرات قبل
هتف سعود قائلا بصوت عال ٍ : انت ناوي اتينني وياك ولا شو القصد يعني ؟؟؟ والله اني ماعرفت شلي فيك
زفر خليفه بقوه وهو يسند راسه على مقعد السياره وقال : تبا الصدق .. ام مايد اهملت عمرها ...صحيح اهيه ماتقصر واتشوف شلي يحتاجه بيتنا وولدنا مايد ..بس نستني انا ... او خلني اقولك نست عمرها ...صارت ماتهتم بنفسها ...
ضغط سعود على جبينه وقال : حد قالك اني مرشد اجتماعي ...تراك صدعتلي راسي بسوالفك الاجتماعيه .. ولين الحينه ماخبرتني شو سالفه وقفتك اهنه ع الكورنيش ....لها الدرجه مشتاق للبحر ؟؟
التفت خليفه تجاه سعود ثم قال : امواعد ...
صمت سعود لبرهه ثم قال : الحينه صدق انت امواعد ؟؟ ولا تسولف ....
نظر خليفه الى ساعته وقال بكل هدوء : مب لازم اتصدق ..بس انا امواعد والموعد قــرّب بصراحه ...
تهللت اسارير سعود اثر تلك المعلومه مماجعله يهتف في خليفه : يحليلك انته يابو مايد... انا قلت ورا هالكشخه شي .. زين من وين هالبنيه ...واشقا تعرفت عليها ... ؟؟
مسح خليفه على شاربه واجاب صديقه بخفوت : جانت المشرفه علينا في ( التريننق ) تعرف ان شغلي ينظم لنا دورات تدريبيه ...واهيه جانت مشرفة اخر دوره ...، وفي البريك مره سولفت ويايه قالت اني هادي وهالشي يميزني ...وتمت جيه على هالحاله سوالف لين مااخر الدوره عطتني رقمها ... وبس ...
هتف فيه سعود بعصبيه هذه المره وقال : وبس ؟؟انت شفيك بارد جذه ؟؟ مشرفه تتعلق بك ؟؟ زين جم عمرها ؟؟ وشو سالفتها ؟؟ واشله تتعرف عليك انته بالذات من بين باجي الموظفين اللي وياك في التدريب ؟؟
اجابه خليفه بكل هدوء وباقتضاب : ارزاق .... ، واضاف قائلا ً : على فكره تراها مطلقه واكبر عني بست سنين ... يعني عمرها 32 تقريبا..
صفق سعود كفيه ببعضهما باسلوب مبالغ وقال : ماشالله ...مطلقه واكبر عنك ...عيل ازقرها عموه بالمره ....
ابتسم خليفه بركن شفته مستهزءا بحديث سعود وقال : عموه هاه ؟؟ انا اعطيك ضمان لو شفتها بتعطيها خمسه وعشرين سنه ...صدقني ما يبين عليها .....
فجـــأه رن ( موبايل ) خليفه ... فاجاب مبتسما ً : مرحبا ...هيه انا مويود ...
قال ذلك ثم انهى المكالمه والتفت الى سعود وقال هامسا ً : الحينه بتشوف بعينك .... عموه
لم يمر على قوله ثلاث دقائق حتى ظهرت تلك السياره ذات الدفع الرباعي بلونها اللؤلؤي وبالتظليل الاسود ( الشامل ) على زجاجها ... وتوقفت الى جانب سيارة خليفه التي لاتقل حجما عنها ...
هنا قال سعود بصوت مبحوح : وابويييه ..عموتك راهيه يا بو مايد ...
حاول ان يضيف شيئا لولا ان الجمته ( عموه ) على حد قوله حينما رآها تهبط من سيارتها ، كانت طاغية الحضور ... ممشوقة القامه لحد مميز ... بانَ خصرها النحيل تحت تلك العباءه الفرنسيه ( المخصّره ) ..وما زادها فتنه مشيتها اللينه ونقوش الحناء التي تزين كفوفها ... كانت بالفعل تبدو اصغر من عمرها....
اقتربت من نافذة سيارة خليفه الذي هبط بدوره وعلى اثره هبط سعود بجسده الممتليء ، كانت تقول لخليفه بلهجة ممطوطه ومائعه : تاخرت عليك الغالي ؟
هز خليفه كتفيه العريضين واجاب : لا ولا يهمج كنت اسولف ويا ربيعي ...
كان سعود لحظتها يبتسم ابتسامه عريضه لتلك الممشوقه ويحاول ان يستشف ملامح وجهها من خلف ( الغشوه ) التي تضعها ، لولا ان حطمت مرحه بتساؤلها المحرج الذي وجهته لخليفه : كنت اتسولف ويا هالدب ؟
ضحك خليفه واجابها : يحليله ..مايسوى عليه ... صدقيني سعود حبوب ...
ضحكت هي ضحكة مفتعله كانما تصهل واضافت : هيه ايبين عليه حبوب شرات الدباديب اللي في موتريه...
انقلبت سحنة سعود اثر التجريح الذي لاقاه من تلك الممشوقه وحدث صديقه قائلا ً : بومايد انا بسير عنك ...
أومأ له خليفه براسه دونما جواب ، في حين قالت هي : هيه سير امشي اشوي ...سولك ارياضه ...مب زين المتن لك ...
لعن سعود حظه النتن في تلك اللحظه وحماسته التي اتقدت منذ لحظات حينما تحمس لرؤية هذه المراه وغادر المكان في غضب ..
في حين صعد خليفه الى سيارته وهي الى جواره تقول له رافعة ً ( الغشوه ) عن وجهها : اتصدق.. ربيعك هذا نكته ...
ابتسم خليفه وهو يسحب علبة سجائره من جيبه ويشعل لفافة تبغ وقال : يحليله سعود والله حرام اللي سويتيه فيه ..
ضحكت ضحكتها الاشبه بالصهيل وجذبت لفافة تبغ من علبة خليفه وقالت : يالله مب مشكله ...
وضعت لفافة التبغ بين شفتيها وخليفه يتطلع اليها كالمسحور واقتربت هي من وجهه لتشعل طرف ( سيجارتها ) بالطرف المشتعل لـــ( سيجارة ) خليفه وعيناها الكحيلتين تتطلعان نحوه بصورة مثيره ...
تراجعت الى مقعدها ونفثت دخان ( السيجاره ) من بين شفتيها بهدوء متكلف وهي صامته ، وخليفه يسالها : شلي سويتيه الحينه ؟؟ انتي اتدوخين ؟؟
تطلعت اليه والسيجاره بين اصبعيها وقالت : بلاك ؟؟ مستغرب اني ادخن ...
أعقبت عبارتها بابتسامه وهي تتطلع اليه بعينيها وهمست : عيل بعدك ماتعرف شيخه ...
ابتسم وهو يلقى بسيجارته من السياره وقال : نعم انج هب هينه ياشيخه ... وين انسير الحينه ؟؟
ابتسمت وهي تجيبه : زين يوم اعترفت اني هب هينه ...شرايك انسير الكوفي شوب اللي في المول ؟؟
حرك هو سيارته خارجا من الموقف ، والتفت اليها وهو يقول : فالج طيب ...
نطق عبارته تلك وهو يضغط على دواسة الوقود بكل قوه لتتحرك السياره بصوت مزعج ....
ضغط بكل قوته كانما يدوس على الملل الذي تسرب الى حياته ....أو يدوس الاخلاق التي نشا عليها ....
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
<span style='color:Red'>نهــــــاية الفصل الاول</span>
والحينه اخواني اتمنى اشوف ردودكم .... عسى الله لايخليني منها .....
اخوكم <span style='color:Green'>الحنش</span>
مواقع النشر (المفضلة)