<span style='color:Red'>الفصـــــل الثـــــانــي :</span>

في جو هاديء جلس خليفه وشيخه وجها لوجه بالقرب من نافذة ( الكوفي الشوب ) المطله على البحر ، وضعت هي قدح ( الموكا ) على المنضده وهمست له : زين وعقب ..؟؟

رفع نظره نحوها وهو يحرك محتوى قدحه بملعقة السكر الصغيره وقال : عفوا ً..ادري انني ممل بس خاطري اسالج سؤال..

اجابته همسا ً وهي تتامل ملامحه : اسال ....

التفت الى البحر صامتاً كمن يعيد ادارة السؤال في خلده ثم طرحهُ دون ان يلتفت اليها : شلي خلاج تتعرفين عليه؟؟

أجابته مبتسمه : ليش؟؟ لازم ايكون هناك سبب يعني ..

وشبكت أصابعها تحت ذقنها ثم اكملت : ابصراحه انا مرات اسال عمري هالسؤال ..لكن في النهايه ماعرف السبب .. انت متضايج يعني لني اظهر وياك ؟؟

لم يجبها خليفه وهو يطالعها بعينيه ..
في حين مدت اصبعها ومسحت على ظهر كفه قائله: خليفه انت غير...

لم يعقب على حديثها لكن عيناه لم تفارقا منظر اصبعها التي تمسح كفه ...وشعورٌ بعدم الارتياح يساوره...لكن مع ذلك ابتسم ...وقال : انتي تدرين اني ريال متزوج ...صح؟

اصدرت هي همهمه تفيدُ الايجاب وقالت : زين شو المشكله.. انت عـِيبتني وانا استانس يوم اسولف وياك ...

ثم اضافت وهي تقطب حاجبيها : تعال ...شلي يخليك تسال هالاسئله ...اقولك خلنا بنظهر نحاوط ع الكورنيش شويه ابرك من اسئلتك ..
.
لم يعترض على رأيها وهو يخرج معها من ( الكوفي شوب ) وكفها تحضن كفه...متجهين نحو السياره..

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

بعد ربع ساعة من السير على الكورنيش ..توقف خليفه بسيارته الى جوار سيارة شيخه وهذه الاخيره تسأله قائله : شو ؟؟ خلاص يعني انتهت الرحله.؟؟

ابتسم هو وأجاب بصوت خافت : صدقيني شيخه تعبان ..ماشي في خاطري الحينه غير الشبريه ...

عقبت علىقوله ضاحكة ً ضحكتها المميزه : ياحلاتك عاده وانت منخمد ع الشبريه...

نظر اليها وقال بهدوء : لا والله ...تتطنزين يعني ..

امالت وجهها نحوه وهمست في اذنه بدلـــع : خاطري اشوفك وانت راقد...

شعر بانقباض ٍ غريب في صدره وهو يشعر بانفاسها تلفح وجهه ، شيءُ بداخله كان يقلقه ..

ابعدت هي وجهها عنه واضافت قائله : عيل ماراويتني صورة ولدك .. ماعندك وحده اهنيه؟؟
كرر طلبها مستنكرا ً : صورة و ِلـــدي..؟؟

هزت راسها مجيبه بينما تطلع هو نحوها مستنكرا ذلك الطلب الا انه اخرج صورة ابنه من حافظة نقوده وناولها اياها دون ان ينطق ..

تناولت هي الصوره ثم هتفت في فرح : فديته انا كتكوت ....حليو ماشالله ....

رفعت عينيها الكحيلتين نحوه واضافت بغنجها المبالغ : شرات أ ُبوه....

لم يعلّـق خليفه على إطرائها المقصود ...كان يحس في قرارة نفسه بان مايحدث خطأ ....لكن مع ذلك كان يكابر ..رغبته في خلق بعض التغيير في حياته تجعله يقبل بتلك العلاقه الغريبه...وعلى حساب اسرته وضميره...

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

عند الثاينه عشره مساء ً دخل الى منزله ...يشعر بذلك الانقباض اللعين الذي يراوده كلما عاد الى المنزل تلك الكآبه التي تغطي حياته في الاونة الاخيره...اتجه نحو غرفة النوم يحاول ان يفتح بابها دون أن يوقظ زوجته ...كلثم ......كان قد وارب الباب قليلاً حينما سمع من يقول (( انت رجعت ؟؟ ))

التفت الى الوراء نحو غرفة الجلوس ورآها قابعة هناك ..هاهي ( ام مايد ) تسهر في انتظاره...

ارتبك اثر ذلك المنظر فخرج سؤاله مرتبكا : بعدج مارقدتي ؟؟

نهضت متجهه نحو غرفة نومهما واجابته : لا اترييتك توصل ..لكن تاخرت.. اتعشيت بروحي ...بتلقى عشاك هناك في المطبخ ...

قالت له ذلك ثم دلفت الى حجرة النوم ...

تضايق خليفه من ردة فعلها تلك ...منذ لحظات احس بسعاده كونها كانت بانتظاره ..لم يكن يعلم بانها فقط تريد ان تخبره بالعشاء الذي ينتظره ... هو بحاجة الى ماهو اكبر من ذلك ...يحتاج الى كلثم التي احبها من كل قلبه ...الفتاه الرقيقه ذات المشاعر الدافئه ... لقد اهملته واهملت نفسها ...تغافلت الانسان الذي يحتاج لكلماتها الدافئه ولحنانها ... وهنا ظهرت تلك الاخرى ( شيخه ) ...ووجد معها ما اختفى من حياته ...لكنه مع ذلك يبقى متوترا قلقا لأن علاقته مع شيخه تبقى علاقة خارج نطاق المالوف والمشروع....

ومع تلك الافكار المتصارعه في عقله اتجه بغضب نحو غرفة النوم ..وهتف في زوجته قائلا ً : انتي لين متى بتمي على هالحاله ؟؟

انتفضت المسكينه وهي كادت ان تنام وهتفت : بسم الله شفيك بومايد ..زين قصّر حسك الياهل بيخاف ...

انقض هو نحوها وسحبها من الفراش بعنف من ذراعها وهي تصرخ متالمه : شفيك خليفه ؟؟ شو استوى

صرخ في وجهها بشراسه : انتي اللي شفيج ؟؟ خلاص يعني ماتحسين فيـّه؟؟&#33;&#33;

كان شعرها متاثرا حول وجهها وهي ترد بصوت مرتعد : شو تقصد والله العظيم ماعرف شلي تقصده ...

هزها من كتفيها بعنف وهو يصرخ : كـرّهتيني في عيشتي ...كرهت البيت وهلج ...كرهت نفسي ...

كان بكاء صغيرهما يتعالى في تلك اللحظه ..وقد ايقظته الجلبه التي احدثها والداه...
التفت خليفه نحو الحجره الصغيره الملحقه بغرفتهما وهو يصرخ بغضب : هالثاني بعد اشتغل ...اسكت بسك ..

التفت نحوها بعينين غاضبتين وهو يواصل : سيري سكتيه..تراني طفرت منكم..

القاها بقوه على السرير وخرج من الغرفه متأففاً ...وكلثم تناديه : خليفه ..خليفه ...

لكن لم يصلها سوى صوت الباب الذي صفقه بعنف وهو يغادر المنزل ....انتحبت المسكينه وهي تهرول الى غرفة صغيرها تحاول تهدئته ...وهي بدورها كانت تحتاج الى من يمسح دموعها.....

= = = = = = = = = = = = = =<span style='color:Blue'>يتبع في الفصل الثالث</span>

هذا الفصل الثاني واتمنى عاده تصبروا لين الفصل الثالث ......

اخوكم <span style='color:Green'>الحنش</span>